|
الي متي ........!!!؟؟؟
محمد بسام جودة
الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:10
المحور:
القضية الفلسطينية
ستعود قريباً طاولة الشطرنج من جديد تتصدر مكانها وسط وطن غارق بمستنقع الأحداث والأوضاع الداخلية المعقدة والمحبطة لكل فلسطيني يعيش حالة الصمود أمام كل أشكال الضغط والعزل والحصار والعدوان الإسرائيلي الذي لا يتوقف عليه، مربعات سوداء بيضاء في كل مكان، حوارات ستبدأ قريباً و سياسات تفتك بالمصلحة العليا للشعب الفلسطيني و بالحياة الاجتماعية،بطالة، فقر،انفلات أمني ،إلي غيره... الجميع يعتقد أنه يملك الكثير من الوقت لحل مشكلة الخلافات والصراع علي الصلاحيات بين الرئاسة والحكومة في بلدنا الصغير، الجميع يعتقد أن بمقدوره تحريك الدفة لصالحه، و الأحجار تتصارع، الحكومة الإسرائيلية لن تتوقف حتى تتحقق أمنيتها بالنيل من عزيمة وصمود شعبنا وتركيعه ،و لا يهمها أحد، ربما نخجل من أنفسنا و نقف عند طاولة الحوار نتحسر على الشهداء الذين قدموا أعز وأغلي ما يملكون من أجل حرية واستقلال وكرامة الوطن ، والشعب يشاهد ويتفرج علي كل ما يجري وما سيصدر عن هذا الحوار من نتائج ،علي أمل أن يستطيع المتحاورين فيه أن يتوحدوا ضمن الجسد الواحد ، وأن يخجلوا من ذاتهم فشعبهم أصبح يعيش جحيماً جراء تلك السخافات والمصالح الذاتية التي غلبت لديهم علي المصلحة العليا لشعبهم وكرامته علي هذه الأرض ،لكن للأسف أخشي أن يستمر هذا العراك في مكانه دون الوصول إلى حلول جذرية تكرّم دماء الشهداء الذين ماتوا فداءً لهذا الوطن العزيز فكلما اقترب موعد هذا الحوار يزيد لدي المواطن الفلسطيني الشعور بالأمل والثقة بقيادته الوطنية علها تستطيع جسر الهوة وحالة الانقسام والانفلاش الفصائلي في المواقف والقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية ...الخ ، لا أدري هل يعتقد المتحاورون أن شهداءنا يتبسمون لهم من السماء بعدما وقعوا في مصيدة الصراعات والخلافات علي السلطة والصلاحيات؟؟ لقد باتت دعوة الرئيس محمود عباس لإجراء وعقد الحوار الوطني الفلسطيني دعوة ملحة وضرورية ، تستوجب من كل الفصائل والفعاليات الوطنية والسياسية في الساحة الفلسطينية الاهتمام والدفع باتجاه إجراء هذا الحوار الفلسطيني ، سيما وأن الوقائع والمشهد الحالي لمجريات الحالة الفلسطينية الداخلية والخارجية علي السواء، تحتاج منا كفلسطينيين وقفة دقيقة وذات مسؤولية لمراجعة الحسابات ومجريات الأوضاع التي نعيشها في ظل العديد من المتغيرات السياسية والاقتصادية والأمنية التي طرأت علي واقعنا الفلسطيني . إن الظروف الحياتية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني بالغة التعقيد ومليئة بالصعوبات وأصبحت تشكل أزمة حقيقية علي المواطن بل المجتمع الفلسطيني بأسره الذي لا زال مصيره وعيشه الكريم علي أرضه في زمن المجهول وبات يواجه خطرا داهما يهدد كيانه ،فنحن نواجه حصارا سياسيا واقتصاديا لم نشهده من قبل ، رغم كل المحاولات والجهود التي يبذلها الرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية لكسر هذا الحصار وتعزيز الصمود الفلسطيني في وجهه ، إلا أن هذه المحاولات تبقي ضعيفة كي تنجح في ظل الخلافات والصراعات حول الصلاحيات بين الرئاسة والحكومة وفي ظل حالة الانفلات الأمني وغياب سيادة القانون وإطلاق التصريحات المشينة والتشهير ببعض المسئولين هنا أو هناك ، وهنا لابد من الإشارة إلي أن الحوار ضرورة بين كافة الأطر والجهات الفلسطينية ، ويجب استثمار هذه الدعوة من قبل الجميع حتى نستطيع الخروج من هذه الأزمة وهذه المرحلة الخطيرة بسلام في ظل الهجمة الشرسة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية علي شعبنا وفي ظل الصمت العربي والدولي المريب لما يجري علي ساحتنا الفلسطينية وانشغال العالم بقضايا العراق والملف النووي الإيراني ومشكلة دارفور ، مما أصبحت القضية الفلسطينية ليست في سلم اولوياته الحالية . أعتقد أننا بحاجة لمثل هذا الحوار الوطني ، فنحن أصبحنا الآن كفلسطينيين نواجه أمرنا وحدنا ، مما يستدعي بنا الأمر لتقوية جبهتنا الداخلية ووحدتنا وهذا يحتاج منا بذل كل الجهود والمحاولات لكسر الهوة بيننا وأن نتطلع للمصلحة العليا للشعب الفلسطيني الذي يوشك علي الانهيار لا المصلحة الفردية والحزبية الضيقة لهذا التنظيم أو ذاك ، إن مبدأ الحوار يجب أن يكون علي أساس الشراكة السياسية الفلسطينية وليس علي أساس فرض العضلات والهيمنة لهذا التنظيم أو ذاك ، فكما كنا وهنا اقصد جميع الفصائل والتنظيمات السياسية شركاء بالمقاومة فأعتقد أنه من الواجب والضروري أن نكون أيضا شركاء بالقرار ، فنحن كفلسطينيين لا نحتاج لخطابات إعلامية وشعارات وهمية يراد منها تضليل المواطن الفلسطيني وإعطاءه إبراً مبنجة للحال الذي يعيشه وإنما نحتاج لقرارات ونتائج حقيقية وملموسة ، تعزز مكانته وصموده في وجه الهجمة والعدوان الإسرائيلي الذي يحاك ضده وضد وطنه ، لذا آمل من جميع القوي والفصائل الفلسطينية أن تكون ذات مسؤولية تجاه شعبها وألا تزيد من تعقيداته وظروفه الصعبة وان تقف وقفة واحدة متلاحمة في وجه هذه المرحلة العصيبة و الحصار الخانق الذي نعيشه ،وتتجاوز كل المسائل ذات الحساسية والتي يفترض ألا تشكل أساس لمبدأ الحوار وتضعف من لحمة جبهته الداخلية ، إن طرح فكرة الحوار من قبل الرئيس محمود عباس هي مؤشر علي مدي اهتمامه بضرورة التشديد علي الوحدة الوطنية والتلاحم الوطني في ظل الحالة المتأزمة التي يعيشها المواطن الفلسطيني وتمر بها قضيته العادلة التي تحاول إسرائيل حرفها عن مسارها وفرض الوقائع علي الأرض وتمرير سياساتها التوسعية وبناء الجدار والسير باتجاه الانفصال الأحادي عن الفلسطينيين مستغلة بذلك الصمت العربي والدولي وانشغال العالم بقضايا دولية أخري ، وهنا استغرب حين أسمع تصريحات بعض المسئولين في الحكومة الفلسطينية وطرحهم التساؤلات حول أجندة هذا الحوار وكأن الوضع الفلسطيني في أحسن أحواله ولم يبقي إلا أن نحدد عن أي شيء نحن سنتحاور ، ولا ادري كيف يمكن أن نتساءل عن أجندة هذا الحوار وشعبنا الفلسطيني أصبح يفتقد لقوته ورغيف خبزه نتيجة صموده وتحديه للحصار المفروض عليه ايماناً منه بعادلة قضيته وتعزيز ودعم ومناصرة قيادته السياسية أمام كل الضغوطات التي تواجهها ، أعتقد أن حوارنا هذا لا يحتاج لأجندة تطرح علي مائدته لأن الأجندة طارحة لنفسها بنفسها ولا تحتاج منا لحوار أجندة حتى ندخل في حوار وطني فلسطيني جاد وعملي . إن منظر عجوز شاهدته يتناول الخبز عن الأرض حتى يأكله لا يفارق مخيلتي... فماذا بعد يا سادة ، يا أصحاب البرامج الانتخابية الجذابة؟؟ أهي سياسة أم مجزرة شعب بأكمله،أين التغيير أين الإصلاح أين أنتم من برامجكم وشعاراتكم الرنانة ؟؟ بعد كل هذا نستطيع القول أن الاجتماع حول طاولة الحوار لحل الأمور العالقة والأزمة الحالية نخشى أن تكون عناوين لديكم لما هو أعظم، و شارب كأس العلقم هو الشعب الفلسطيني ، لماذا تتخبط الأجندة السياسية كل يوم بل كل لحظة لديكم؟؟؟ طاولتنا تضم عمالقة الوطن و لكن سياسة الحكومة الإسرائيلية لن تتوقف أبداً ضد شعبنا ولن نستطيع مواجهتها إذا لم نتوحد كالجسد الواحد في إطار جبهة وطنية فلسطينية عريضة ولتكن منظمة التحرير الفلسطينية بتفعيلها دون مزاودة من أحد ، أليست هي من قادت علي مر هذا التاريخ قضيتنا وأدخلتنا ضمن الخارطة الدولية ....فإلى أين أنتم وبأي اتجاه من هذا الحوار ذاهبين أيها المتحاورين في وطن المقهورين؟؟ علكم تدركون أن هذا الحوار سيكون نقطة نظام تسجل عليكم جميعاً أمام شعبكم وتطلعاته نحوكم إذا ما أحسنتم النتائج ؟؟ إنني لست متشائماً من حوارنا هذا إذا حقاً كان الهدف منه هو مصلحة شعبنا العليا لا المصالح الحزبية الضيقة ، فالمواطن الفلسطيني يحتاج من هذا الحوار إلي قرارات ونتائج مرضية وايجابية تحسن من واقعه المعاش ، وتعزز من صموده وثباته في وجه الحصار المفروض عليه ، لا شعارات وهمية " الضحك عللحا " يصرح بها المتحاورون عبر الإذاعات والفضائيات وكأن هذا الحوار ما هو إلا لقاءاً إعلاميا لتبريء الذمم.
#محمد_بسام_جودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نقطة نظام :إلي السادة الذين تنتظرهم طاولة الحوار الوطني !!!؟
-
الدولة ثنائية القومية بين النظرية والتطبيق ؟؟؟
-
المطلوب حواراً جدياً لا حواراً خطابياً للحال الفلسطيني
-
حتى لا تكون غزة مسرحاً للفوضى والفلتان !!!؟؟؟
-
القمة العربية في الخرطوم والحال العربي المشئوم!!!؟؟؟
-
الشباب الفلسطيني ودوره في المشاركة السياسية
-
نحن في زمن الشرعية لمن لا شرعية له...!!!؟؟؟
-
حماس وعباس ...توافق أم انقلاب
-
قضية الأسري في الخطاب السياسي الفلسطيني وتحديات المرحلة المق
...
-
حركة فتح ...والحراك التنظيمي المطلوب!!!
-
واقع مؤسسات العمل الأهلي في فلسطين
-
الشباب الفلسطيني سيقدم نموذجاً ديمقراطياً لأول ميلاد برلمان
...
-
موصلاتي شاهد عيان علي عنجهية الاحتلال وممارساته في المجتمع ا
...
-
التغريبة الفلسطينية ملحمة تاريخية تفتح الجرح .. وتنبش الذاكر
...
-
قمة شرم الشيخ ونوايا حكومة تل ابيب
-
رسالة عفوية من حناجر شباب فلسطين إلى من بقيت لديه حاسة السمع
...
-
لم نخسره وحدنا بل خسره العالم أجمع ، لأنه ما آن لهذا الفارس
...
-
أيها المحتل ارحل ...فهنا في غزة جنوب لبنان آخر!!!؟؟؟
-
الخطاب الاعلامي الفلسطيني والقضايا المحورية القدس ..اللاجئين
...
-
حتى لا يصبح الانسحاب من غزة كابوساً في نفق مظلم ...!!!
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|