سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6343 - 2019 / 9 / 6 - 10:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صديقى الهندى كان متحمسا لفكرة استقلال ولاية مهراتشا عن الهند.وولاية مهراتشا تقع على بحر العرب و اعتقد انها من معاقل التطرف الهندوسى فى الهند و لنا ان نتذكر ان قاتل غاندى كان من ولاية مهراتشا .و لما ذكر لى هذا الامر قلت له الا تشعر بخجل ان ان قاتل غاندى كان من الولاية التى تمدحها ليل نهار .اما انا فقد كنت اعارضه و اقول لو كنت هنديا لحافظت على وحدة الاقاليم الهندية المتحدة باسلوب الدولة الفيدراليه .لكنه كان دائم الشكوى من الحكومة الاتحادية فى دهلى و كان يعتبر ان مهراتشا تساهم فى تقديم الغداء لاجزاء عدة من الهند بدون ان تحصل على اهتمام من الحكومة الاتحادية . كنت اساله ماذا عن سياسي مهراتشا الموجودين فى دلهى لما لا يطالبون برفع الظلم عن الولاية التى جاوؤا منها .فكان رده انه لصوص لا هم لهم سوى انفسهم .
كان ذلك من ثلاثين عام تقريبا .فجاة تغير تفكير ه الى مستوى اخر .بدا يبشر بفكرة الاتحاد الاسيوى بعدما راى النجاح الذى بدا يحققه الاتحاد الاوروبى .و كان يقول انه ان حصل اتحاد اسيوى فساعتها تسيطر اسيا عل العالم بلا اى منازع .
قلت له كيف يمكن تحقيق اتحاد اسيوى و اسيا تضم حضارات متباعدة على عكس الاتحاد الاوروبى .كيف يمكن جمع العربى مع الصينى مع الهندى مع الفليبينى مع الفيتنامى الاندونيسى و التالنيدى الخ فى اتحاد واحد .
و اتذكر انه عندما حصلت المجازر التى تتعرض لها الاقلية المسلمة فى بورما من تطهير عرقى و قتل بشع بطريق حرق الاحياء الخ و على هذا الامر قال ارايت لو كان هناك اتحاد اسيوى لما حصلت تلك المجازر .
اما الذين استغربوا كيف يحصل هذا الامر من طرف بوذيين و هى ديانة مسالمة الى اقصى حد؟ راى انه متى سيطر الفكر الداعشى على فكر مجموعة دينية جاءت المصائب هذا بغض النظر عن اى دين .و قد صرنا نستخدم تعبير الداعشية لوصف الفكرال دينى المتحجر الذى يقصى الاخر و يرتكب الجرائم ضد الانسانيه .
قلت له ان استطعت ان تقيم دولة فيدرالية بين الهند و شقيقاتها الباكستان و بنغلادش حيث الجذور المشتركة و اللغة و الثقافة الخ تكن قد حققت انجازا تاريخيا .
اتريد اتحادا اسيويا .نحن العرب فى حى صغير لا نعرف كيف نعيش معا بسلام ثم تريد ان تجمعنا باقوام لا نعرف عنها شيئا ؟
زمن غاندى انتهى و العالم بات مثل مناطق قاع المحيطات الاقوى يفتك بالاضعف و غابت القوانيين و الانسانية فى تراجع مخيف بل صار البعض لا يعرف كيف ستكون صورة العالم فى العشرين العام القادمة!
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟