أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كمال آيت بن يوبا - مستقبل شمال إفريقيا لغويا و حضاريا مع أوروبا















المزيد.....

مستقبل شمال إفريقيا لغويا و حضاريا مع أوروبا


كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)


الحوار المتمدن-العدد: 6337 - 2019 / 8 / 31 - 13:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حرية – مساواة – أخوة


إن أغلب أسماء الأدوات التكنولوجية و الأجهزة الإلكترونية و الزراعية و الميكانيكية و الطبية و البنكية و بعض أسماء الألبسة خصوصا الخاصة بالنساء و غيرها المستعملة في اللغة اليومية لسكان شمال إفريقيا كلها أسماء فرنسية أو إنجليزية أو إسبانية أو برتغالية ذات أصل لاتيني أو يوناني ..

و قد سبق أن أعطينا لائحة صغيرة بكلمات فرنسية مستعملة بكثرة في الدارجة المغربية ..و يمكن سرد ما لا يحصى من الكلمات الفرنسية ومن اللغات الاوروبية في الدارجة المغربية و غيرها ..منها مثلا إسم عملة المغرب "الدرهم" ذات الأصل اليوناني.

و الحضارة الحالية لم تبن لا على أساس الحضارة المصرية ولا على أساس الحضارة الفارسية القديمة و إنما على أساس الحضارة الهلينية اليونانية ..

و أغلب المصطلحات العلمية الحديثة أصلها يا إما اللغة اللاتينية أو اليونانية ...

ومعلوم أن اللغة اللاتينية كانت هي اللغة الرسمية للأمبراطورية الرومانية نطقا و كتابة .و منها و من اللغة اليونانية جاءت اللغات الأوروبية الغربية الحديثة مثل اللغة الإيطالية و الفرنسية و الإسبانية و الرومانية نسبة لرومانيا و البرتغالية و غير ذلك التي تكتب كلها بأبجدية لاتينية مضاف إليها بعض الحروف من اللغة اليونانية مثل Y و Z .و لذلك نجد تشابها مدهشا بين اللغة الإيطالية والفرنسية من جهة و بين البرتغالية والإسبانية من جهة أخرى ..

و اللغة االلاتينية نفسها جاءت من لغة منطقة صغيرة في إيطاليا إسمها لاتينوم .و إنتشرت بعد ذلك في كل إيطاليا و غيرها حتى وصلت لشمال إفريقيا في القرن 3 قبل الميلاد مع توسع الأمبراطورية الرومانية ...

و لذلك في المغرب نجد آثار مثل Volubilis بمنطقة قرب مدينتي فاس و مكناس و Thamusida بمنطقة مدينة القنيطرة وLixus قرب مدينة العرائش و Chellah بالعاصمة الرباط و Rirha بمنطقة مدينة سيدي سليمان و غيرها مثل Banasa و طنجيس Tangis و غير ذلك كدليل على مرور الأمبراطورية الرومانية بمنطقة شمال إفريقيا .و تلك الأسماء هي أسماء لا تينية لمدن أو عواصم قديمة .و يمكن سرد مآثر رومانية اخرى بكل دول شمال افريقيا ..

و اللغة الفرنسية نفسها لم يتم ترسيمها في فرنسا إلا في سنة 1539 كلغة للإدارة والوثائق الرسمية في باريس .و من باريس إنتشرت في كل فرنسا و في بلجيكا و سويسرا و اللوكسمبورغ .بل صارت لغة عالمية حيث إنتشرت في كندا و أمريكا اللاتينية و إفريقيا .

و اللاتينية كلغة أصل للغة الفرنسية هي في الواقع لغة فرضتها الأمبراطورية الرومانية في عهد يوليوس قيصر Jules Cesar على بلاد الغال كما كانت تسمى و التي غزاها القيصر في سنة 58 قبل الميلاد حيث كانت لغتها غير المكتوبة هي لغة الغال le gaulois.إلا أن تلك اللاتينية التي فرضتها الرمننة (من روما أي جعل لغة الامبراطورية الرومانية منتشرة في فرنسا) طرأت عليها تغييرات خاصة بسكان فرنسا .و هذا أدى للغة الفرنسية الأولى التي طورها أهلها حتى صارت على ما هي عليه اليوم .و لكنها رغم ذلك بقيت شبيهة كثيرا باللغة الإيطالية ...

و اللغتين اللاتينية واليونانية كانتا مستعملتين في شمال إفريقيا قبل الغزو العربي القديم للمنطقة في نهاية القرن الثامن الميلادي.

و لو لم يتم ذلك الغزو و الاحتلال الذي فرض لغته الشرقية المحنطة والغريبة على المنطقة الافريقية القريبة من اوروبا من قارة أخرى هي آسيا و التي بقيت على حالها إلى اليوم كأداة تخلف لعرفت شمال افريقيا نفس التطور الذي عرفته أوروبا الغربية ...

و لما إحتاج الراحل الحسن الثاني إلى تقديم طلب إنضمام المغرب للإتحاد الأوروبي في نهاية القرن الماضي. و لما قال قولته الشهيرة أن المغرب شجرة جذورها في إفريقيا و أغصانها في أوروبا. و لما قال أيضا أن ثقافته فرنسية .

و لما قال الدكتور طه حسين في نهاية الثلاثينات من القرن الماضي في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر" ما يلي :

مصر ثقافيا وحضاريا, هى دولة غربية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من دلالة.

فالعالم ينقسم إلى حضارتين لا ثالث لهما. الأولى, تأخذ جذورها من الحضارة المصرية القديمة وفلسفة اليونان والقانون الرومانى. والثانية, تأتى من الهند. "

و اذن فالعقل المصري القديم ليس عقلا شرقيا اذا فهم من الشرق الصين واليابان والهند وما يتصل بها من الاقطار "


"مصر تنتمى إلى الحضارة الأولى. فلماذا إذن ينظر المصريون إلى أنفسهم على أنهم من أهل الشرق؟ "

"يأتى هذا بسبب اللغة والدين. والمشاركة في هموم الاحتلال والتخلف. وما دمنا متخلفين مثل دول الشرق, ونتحدث بلغتهم, فنحن مع حضارة الشرق. ولكن تاريخ مصر يقول عكس ذلك."

"مصر كانت عبر التاريخ على إتصال بدول البحر المتوسط وبحر إيجة. وكانت هى نفسها مهد حضارة غمرت الآفاق آلاف من السنين. هذه الحضارة هى جذور وأصل الحضارة الغربية الحديثة. وخلال التاريخ, كان تأثير حضارة مصر على اليونان, وتأثير حضارة اليونان على مصر واضح ومستمر. وحتى عندما كانت مصر جزءا من الدولة الإسلاميه."

"إن الأكثرية الساحقة من المصريين لا تمت بصلة إلى الدم العربي بل تتصل مباشرة بالمصريين القدماء "

"إن المصري مصري قبل كل شيء ، فهو لن يتنازل عن مصريته مهما تقلبت الظروف"

"لا تصدق ما يقوله المصريون من أنهم يعملون للعروبة ، فالفرعونية متأصلة في نفوسهم وستبقى كذلك"

من كتاب "مستقبل الثقافه في مصر " لعميد الادب طه حسين نشر في القاهره سنة 1938

نشرها على الفيسبوك سليل الفراعنة الرابط :
https://www.facebook.com/msrzamaan/photos/

إنتهت مقتطفات كتاب الدكتور طه حسين "مستقبل الثقافة في مصر"

و أعيد هنا هذه الجملة من كتاب طه حسين :

"يأتى هذا بسبب اللغة والدين. والمشاركة في هموم الاحتلال والتخلف. وما دمنا متخلفين مثل دول الشرق, ونتحدث بلغتهم, فنحن مع حضارة الشرق. ولكن تاريخ مصر يقول عكس ذلك."

والسؤال هو: إذا كان الدكتور طه حسين قد وصف مصر بأنها تنتمي للغرب ، فهل المغرب و الجزائر و تونس وليبيا التي كلها توجد غرب مصر ، والمغرب يوجد في اقصى الشمال الغربي لشمال افريقيا و القريب جدا من إسبانيا هل هي أقل غربية من مصر؟؟

السؤال الآخر: إذا كانت هذه الشخصيات الوازنة التي كانت ذات ثقل كبير في شمال إفريقيا واحدة من عالم السياسة والحكم (الحسن الثاني) و الأخرى من عالم الثقافة و الأدب ووزارة الثقافة في مصر (طه حسين) قد إتفقت على ضرورة ربط مصير و تاريخ شمال إفريقيا بأوروبا من أجل تقدمها و لحاقها بركب الحضارة ، فهل جئنا نحن بجديد حينما دعونا ،في مقال سابق ، لجعل اللغة الفرنسية لغة رسمية في المغرب والجزائر و تونس مثل ما في السينغال و اللغة الإيطالية في ليبيا و اليوم نقول اللغة الإنجليزية أو الفرنسية في مصر كحل وسط ينهي الصراع حول اللغة و الازدواجية اللغوية بل الثلاثية اللغوية التي تعرفها شمال افريقيا ؟؟

إن اللغات الأوروبية بحكم الواقع المعاش موجودة بكثافة في اللغة اليومية لسكان شمال افريقيا.و ما ينبغي فعله هو الوعي بهذا و تبنيها كلغات رسمية دون حقد أو حواجز نفسية من الماضي وتعليمها منذ الابتدائي في المدارس كحل وسط للخروج من اشكالية الازدواجية او الثلاثية اللغوية و التخلف الآتي من الشرق بسبب اللغة ...

مع تحياتي الخالصة ..























#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)       Kamal_Ait_Ben_Yuba#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب:وانتصرالمنطق في تدريس العلوم بالفرنسية
- إذا تم إكتشاف الحياة خارج الأرض هل ستبقى الأديان ؟
- إكتشاف نوع ديناصوري جديد في المغرب متوقع
- اللغة العربية ليست لغة علوم و تكنولوجيا
- هل يترك الأمازيغ هذه اللغة المصرية سبب تخلفهم ؟
- براعم أثداء الذكور دليل أن الأنثى أصل
- ما يشبه عملية ارهابية بشكل مصغر جدا
- التلميذ أسامة و عيد المولد النبوي
- إنسوا بعض ما تتعلمون في المدرسة
- هل يمكن تصور شاطئ المهدية المغربي بدون حمامات ؟
- إعتبار الأضاحي غير مفروضة على غير الحجاج في الإسلام أليس ممك ...
- الديموقراطيا أو الجمهورية هي نفس الشيء
- تامْزْغا هي تامْصْرا و تامْزْغيت هي تامْصْريت أي اللغة المصر ...
- أدعو لجعل الفرنسية لغة رسمية في المغرب
- الأصل اليوناني ليس باللغة
- هل للصوم المتقطع أيَّة فوائد ؟
- دراسة علمية أكدت خطر اللحوم الحمراء على الصحة
- ذبابة الفواكه سيراتيتا و خطرها على المحاصيل
- أبطال الأطلس عوض أسود لمنتخب المغرب لكرة القدم؟
- قضية فلسطين خلاف عائلي بالبيت اليهودي إذا ..


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كمال آيت بن يوبا - مستقبل شمال إفريقيا لغويا و حضاريا مع أوروبا