أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - التقينا ولم نكن غرباااء ...قصة قصيرة














المزيد.....

التقينا ولم نكن غرباااء ...قصة قصيرة


زهور العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 6327 - 2019 / 8 / 21 - 02:12
المحور: الادب والفن
    


دخلت تمشي الهوينا تجتاز ذاك الرواق الطويل وتجر ذيال الخيبة والندم وتحمل جبل من التعب والهم ...تستند على عكازها وتتبع خطوات ولدها الذي أتعبت يداه حقائبها وأغراضها الثقيلة ..دخلا الإدارة معا ..استقبلتهما المديرة بوجه بشوش ..سمح ما لبث ان زال التوتر الذي كانت عليه فأحست بشيء من الطمأنينة والهدوء ...تمتمت في نفسها .. البداية جميلة.. يا الله ...اخبرتهما المديرة بعد أن سحبت الدرج لتخرج منه بعض الأوراق وأخذت القلم بين يديها وبدأت تكتب المعلومات وتملي عليهما شروط القبول بالدار....
لم تكن ست هناء المدرسة المتقاعدة ذات الخمسة والسبعين عاما مقتنعة تماما بدخول (دار المسنين هذه ) ولكن وحدها الظروف من حكمت وأجبرتها وقادتها لهذا المكان ...فبعد ان فقدت زوجها وأصبحت وحيدة في دارها الواسعة التي كانت كل زاوية منها تمثل لها عمر وتاريخ ..وذكريات لاتنسى ...فليس سهلا أبدا ان تغادر بيتها وعالمها هذا ... لكن انشغال الأولاد عنها ...منهم من سافر وهاجر شأنه شأن الكثير من العراقيين ومنهم من أتعبته وأخذته مشاغل الحياة بعيدا...وكل فين وفين يزورها أحدهم في الوقت الذي لم يبادر أي منهما ليسكن امه معه لعلها الاستقلالية او إرضاءا لنصفه الاخر ..ربما ...وهي تدرك هذا جيدا وتفهمه ثم أنها بهذا العمر لاتجد راحتها الا في بيتها ..أما ما دعاها لأن تسكن دار المسنين ليس كبر سنها وعدم قدرتها على العمل فحسب إنما هي الوحدة القاتلة التي تعيشها جعلتها فيما بعد تفكر مليا وترضخ لاقتراح ولدها بان تسكن دارالمسنين ..كل هذا كانت تفكر به..وبينا هي كذلك جاء صوت المديرة تنادي أحدهم بعد أن أتمت جميع الأجراءات القانونية طلبت منه أن يأخذها وابنها حيث الغرفة والمكان الذي تعيش.....خرجا معا ودخلا تلك الغرفة فسلمت على من فيها من النزيلات . ..كان هناك أربع من النساء يشاركنها المكان ...وما أن شاهدنها علا وجوههن الفرح الذي لايخلو من فضول فهرعن نحوها يرحبن بها..و..و.قابلتهن بابتسامتها الجميلة المعهودة التي رغم سودانية الظروف لم تفارق محياها ابدا ....مرت لحظات يسودها السكون التفتت بعدها لتودع ولدها الذي بدت عليه علامات الحزن وشيء من ندم لم يتمالك نفسه بعدها فعانقها وخانته دموعه.. فبكى ..ضمته الى صدرها لتودعه وحاولت جاهدة أن تبدو متماسكة قوية رغم صعوبة الموقف والحزن الشديد الذي هي عليه...قالت له بعد أن رأت الدموع في عينيه ..كن مطمئنا ولدي .. ساكون حتما بخير ..لكن الذي أرجوه منك أن لا تبخل علي بالزيارة !! أشاح بوجهه عنها قائلا اكيد أمي العزيزة... كل أسبوع ستجديني انشاءالله أمامك ...وخرج مسرعا وهي تنظر اليه وألقت بنفسها على السرير ولم تنبت ببنت شفة ولم تتمكن من الرد على الأسئلة المتلاحقة التي كانت تاتيها من الساكنات ..التزمت الصمت وثمة حسرة ودموع لم تقوى هذه المرة على كتمانها ...
وما أن حل المساء ذهبت بمعية رفيقاتها الجدد الى الصالة التي يرتادها المسنووون في هكذا وقت ..هي قاعة كبيرة تتوسطها مناضد هنا وهناك تحوطها الكراسي من الجانبين وعلى أحد الحيطان كانت هناك شاشة تلفزيون كبيرة ..أعجبها المكان كان نظيفا بحق وواسع وجميل .. اتخذت لها مكانا بين المسنين وكانوا بالطبع من (كلا الجنسين )وجلست غير بعيدة تتفحص وجوه الحاضرين ..ماهي إلا لحظات حتى وقعت عيناها على أحد الوجوه .. وجه تألفه ..تعرفه تماما .. لم تصدق عينيها ...أيعقل أن تكون هي الأخرى هنا .أي صدفة هذه !؟ هكذا كانت تحدث نفسها بعد أن لاح لها وجه صديقتها (ام علاء)..ست الهام.. صديقة العمر الطيبة الخلوقة الطيبة...كانتا معا في نفس المدرسة وشاءت الظروف أن تفرفهما لاحقا بعد أن انتقلت الهام لمحافظة أخرى ..ولم تلتقيها منذ أكثر من ثلاثين عاما ...هل يعقل أن تلتقي بها هنا في دار المسنين !؟ ؟ أي صدفة هذه وأي قدر ذاك الذي رسم !؟.نظرت اليها بذهول تتفحص وجهها غير مصدقة ... وما أن التقت عيناهما...صاحت بها صديقتها ..هناء !؟ أنت هناااء اليس كذلك !؟ أجابتها بنعم .. قالت لها ..معقول ؟ مالذي اتى بك هنا صديقتي الرائعة ؟...أجابتها بمرارة ... الذي جاء بك هنا ...هو من أتى بي ايضا ...لعلها ذات الظروف عزيزتي...فالظروف وخيبات الزمن هما من يرسمان لنا الحياة والقدر ....تقدمت نحوها وعانقتها بشدة...وهمست في أذنها. .انك كما أنت لم تتغيري بذات الحلاوة وذاك والرقي..ههههههه...وجلستا سوية تتجاذبا الحديث فيما طلبت منها الهام أن تخرجا لحديقة الدار حيث الطبيعة الحلوة والهواء النقي ...بينما همتا بالخروج جاء صوت إحداهن ممن تسكن معها في الغرفة...أخت هناء... عكازتك....أجابتها تعلوها ابتسامة....لاعليك دعيها جانبا لا أعتقد انني بعد الآن احتاجها فلقائي بصديقة العمر هذه يغنيني عنها تماما .....وخرجتا معا تتابط إحداهما ذراع الأخرى وهما في غاية الفرح والغبطة والسعادة ...جلست الأثنتان على إحدى المساطب وأخذن يتكلمن بأمور كثيرة... ذكريات الأمس وظروفهما التي تكاد تكون متشابهه وتحدثت كل منهما عن معاناتها وأولادها والظروف التي احاطت بهم و...و....وبينا هما كذلك لاح لهناء الكتاب الذي كانت تحمله الهام استفزها عنوانه ..فسالتها والأبتسامة تملأ محياها .....
_ الهام.. هل مازلت تقراين لعريااان. ......!؟
هههههههه ..وهل لي سواه.............وأنت ؟
- هل مازال ملهمك جبراان خليل جبراان.......!؟



#زهور_العتابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تذكرني الأيام بك .... !!
- ستعود عزيزا يا عراااق ...!!
- شيء من ألم .......!!!
- الكلمة الطيبة صدقة .....!!
- بين استثمار النفط ...واستثمار العقول ....!!
- جفاااء .....!!
- المرأة العراقية ليست ككل النساء ....امرأة تستحق الحب والثناء ...
- كارولا كيريت ...رمز للإغاثة والأنسانية والعطاء...!!
- صفقة القَرن وتداعياتها على قضية العَرب الأم ( قضية فلسطين )
- ماذا بعد إسقاط طائرة الاستطلاع الأمريكية !؟ ومن يقف وراء الد ...
- اليك أيها المرأة ....!!
- الأختلاف في الرأي لايفسد للود قضية.....!!
- وقفة ......!!
- الحَياة كِذبَة .....!!!
- متى ينصف الزوج زوجته ويشعرها بشي من الاهتمام .!!؟
- وادي السلام ..مقبرة للموتى أم هلاك للأحياء !!؟
- مقبرة وادي السلام ....زيارة موتى أم انتحار !؟
- عيد ......!!
- حَنين ....!!
- مشاعر ...قصص قصيرة ....


المزيد.....




- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - التقينا ولم نكن غرباااء ...قصة قصيرة