أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهور العتابي - وادي السلام ..مقبرة للموتى أم هلاك للأحياء !!؟















المزيد.....

وادي السلام ..مقبرة للموتى أم هلاك للأحياء !!؟


زهور العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 6253 - 2019 / 6 / 7 - 01:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من يقصد مقبرة السلام في العيد يدرك جيدا المعنى الحقيفي للبؤس والحرقة والألم ويفهم جيدا أي محنة يعيشها العراقيون وتحديدا الشيعة منهم في يوم كان يجب ان يكون سعيدا ...ولست هنا اتكلم بنفس طائفي.. ابدأ ..فمقبرة السلام في النجف الاشرف هي المكان الوحيد الذي يدفن فيها الشيعة موتاهم وهناك مقبرة اخرى في كربلاء ولكنها ليست كمقبرة السلام من حيث القدم والسعة... اما بالنسبة لإخوتنا السنة فهم عادة يدفنون موتاهم قرب مدنهم التي يسكنون فيها فمثلا في بغداد توجد لديهم كما تعلمون مقبرة أبو غريب ...فحالهم هنا اسهل وأهون بكثير من نضرائهم الشيعة ....
يتوافد شيعة العراق لزيارة قبور موتاهم ليلة عرفات ومن المعتاد في هكذا يوم أن تبدا زيارتهم أولا لضريح الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام فتكون الزيارة على اشدها في هكذا يوم حيث الجموع الغفيرة المتواجدة في صحن الإمام وكذلك في الساحات القريبة منه وحتى شوارع المدينة تجدها تكتض هي الاخرى بالإعداد الكبيرة من الزوار الذين يفترشون الأرض على أمل أن يذهبوا للقبور في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر مباشرة...عن نفسي أقول ..أنا اعتدت أن أذهب لزيارة قبر ولدي الحبيب وأمي واحبتي بصحبة احد أولادي ليلة عرفات.... نقضي ليلتنا بصحن الإمام نصلي ونقرأ القران ونسبح حتى الصباح ولا ننام فيها ابدا ..وبعد صلاة الفجر نبدأ مع تلك الجموع المليونية بالزحف نحو المقابر...اقسم بالله الذي لا إله غيره اني لم أرى في حياتي هكذا إعداد بهذا الكم وذاك الزحام أبدا اللهم الا في عرفة او مزدلفة أيام الحجيج !!.في وادي السلام تشاهد جموووع غفيرة لايحصى عدها. رجال ونساء وأرامل تحمل صغارها وصبايا وشيوخ و....و..والكل يسير نحو المقابر ..والويل لمن يفقد نعله او تخونه قدماه ويسقط !! فإن حصل فلن ترحمه ابدا أقدام الزائرين فالتدافع وسرعة السبر لاترحم لمن تأخذه (الروجة) !؟ .الكل يعدو مسرعا نحو القبور قبل طلوع الشمس الحارقة ..وسعيد الحظ من يكون قبر فقيده قرب الأمام وهذا نادر جدا لان المكان القريب من الإمام كان قد امتلأ تماما منذ سنين .. أما الموتى في السنوات الاخيرة فهم ممن حصدتهم الحروب والحوادث وما اكثرهم وأغلبهم دفن في المقابر الجديدة وهذه بعيدة جدا عن الإمام ..وبالتاكيد ليس هناك أية وسائل للنقل حيث يمنع مرور المركبات أيام العيد وحتى وأن وجدت كيف لها أن تسير وسط هذه الجموع !؟ فانك حين تسير لاترى أرضية الشارع فماتشاهده رؤوس لجموع تمشي على عجل واغلبهم من النساء فتراهن يحملن معهن الفاكهة والكليجة والكعك ليوزعانها على الزائرين (بثواب الميت) وكل ذلك يتم أثناء المسير ..ولكي تصل موتاك عليك أن تسلك مسافة طويلة جدا لتصل الى تلك البوابات ..فبعد التغير والديمقراطية المزعومة!! قامت الدولة حفاظا على جمالية المدينة ببناء سور عالي يحيط بهذه المقبرة ووضعت أرقام لبواباتها ليتسنى للزائر معرفة البوابة التي توصله لضالته( وهذا شيء جيد طبعا ) وما أن تدخل البوابة تبدا المعاناة الحقيقية في البحث عن (الستوته ) تلك التي تقودك الى القبر فهي واسطة النقل الوحيدة هناك ...وغالبا ما تكون تلك الستوتة مكشوفة وهي تتسع لست او سبع أشخاص ولكن لشدة الزحام يحملها السائق اكثر من طاقتها ...ولك ان تتحمل عواقب تلك الستوتة ..تاخذك بين القبور في شوارع ترابية ضيقة... وكثرة المطبات لا تبقي لك عظم أو عضلة سالمة ابدا ( تدشدش عظامك تمام ) ناهيك عن الشمس الحارقة التي تضرب رأسك و التراب الذي يلقي بظلاله عليك فتنعدم الرؤيا تماما لديك ( وتتبهذل من صدك) ولا تدري أهي زيارة أم هو يوم الحشر ام عذاب الأخرة أم ماذا !؟..لاتدري !!.وساعة أن تصل غايتك وتقف على قبر عزيزك تكون في أشد واقسى حالاتك من تعب وارهاق وفقدان الحيل والقوة..وهنا مطلوب منك ان تؤدي الطقوس التي من أجلها قطعت كل تلك المسافات ونلت مايكفي من المعانات وهي ان تغسل القبر بماء الورد وتشعل الشموع وتضع الورود وأهمها ان تسمع فقيدك ماتيسر لك من القرآن وما تحفظه من الدعوات ..لكني لاحظت أن أغلبهم ما أن يصل القبر حتى يدخل في نوبة من النحيب والبكاء لاسيما النساء منهم !! فانك لا تسمع في تلك المقبرة إلا النعاوي الجنوبية الشجية الحزينة التي (تفطر) وتدمي القلوب !!! والطامة الكبرى انك مهما حاولت أن تاتي القبور باكرا فإنك لشدة الازدحام ستصل متأخرا لامحالة حيث تكون فيه الشمس عمودية والحر قاتل وأنت في شدة العطش لكنك لاتستطيع أن تكثر من شرب الماء لأنك ستتعرض لاسوء معاناة رأيتها في حياتك ذلك لأن مقبرة السلام لاتوجد فيها دورات للمياة !! أرأيت اتعس من هكذا حاااال !!؟؟ لكن الله لم ينسى عباده الضعفاء فقط وهب لتلك المقبرة مقام لضريح السيد الصدر رحمه الله ( أبو مقتدى )....وسعيد الحظ فقط من قبور موتاه قريبة من ضريح الصدر....فالسبد الصدر دفن هناك في مقبرة السلام رحمة للزائرين فعلا حيث تتوفر في مقامه الكبير الكثير من الحمامات والمغاسل وقاعات متعددة للراحة والصلاة وهي في توسع مستمر فكل سنة نلاحظ البناية تتوسع أكثر من ذي قبل ..فجزاهم الله خير جزاء اؤلئك القائمين على هذا الضريح.... (فالشهيد السيد الصدر ) وصدقا أقولها لابد انه كان رجلا صالحا بحق وقريبا من الله لذا جعله سبحانه وتعالى سببا بل ملاذا ومحطة استراحة لالاف المتعبين المظلومين من العراقيين ...وشهدت بأم عيني وسمعت كيف ان الناس تترحم عليه.. فالف رحمة ونور على روحه الشريفة الطاهره ...لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن ؟ اين الحكومة من كل هذا !؟ لا ادري !! هل صعب على الدولة أن تهيء لهؤلاء المساكين الذين فقدوا اعزائهم وأكثر الموتى من الشباب والشهداء الذين لولاهم لما تمكن الجميع ان يعيش بسلام وينعم بالأمن والأمان..إلا يستحق اهل الشهيد شيئا من الرعاية والاهتمام !؟ ...هل صعب عليها حقا أن تبني في هذه المقبرة الكبيرة المترامية الاطراف مجمعات هنا وهناك لدورات المياه !؟ فهل بناء دورات المياه هذه ستثقل بالفعل ميزانية العراق ؟ حقا انه الظلم بعينه والماساة التي مابعدها مأساة... لا أدري والله انا في كل مرة ابكي بشدة لحال الناس ومعاناتهم وهم يعيشون في بلد غني مثل العراق والأدهى أن أصحاب القرار في حكومته تدعي نسبها لآل البيت !!....كيف !؟ ...شاهدت امرأة تحمل طفلها وتسحب الاخر بيدها واثنان يسيران خلفها وهي في غاية الحزن والتعب..سألتها بتعجب لماذا أتيت بهؤلاء الصغار للمقبرة وفي هذا الجو الحار الملتهب !؟.أجابتني مستغربة تخونها دموعها ( جا شلون غير يعايدون أبوهم...يمن عمت عيني عليه ) !!! ومثلها كثر !! ترى مالذي جناه العراقيون والشيعة تحديدا من التغيير والديمقراطية الجديدة ؟ مالذي فعلوه كي تكون حياتهم بهذا السوء وتلك الصورة المزرية ؟....العيد عندهم هنا بين المقابر حيث الحزن والتعب والعويل والنحيب ...وطيلة أيام العيد هم هكذا ...لايختلف يوم عن سواه ابدا.. وعن تجربة اقولها ...يوم ان رأيت ان الزحام على أشده اخذت عهدا على نفسي ان لا اتي المقبرة مستقبلا اول ايام العيد بل اتي آخره فرأيت أن آخر أيام العيد أشد زخما و قسوة من أوله !!....فحال المقبرة كل أيام العيد هكذا ويستمر لما بعد العيد بيومين أو ثلاثة.!!! الوضع ذاته والزحام كما هو .... !!
لهذا اقووول .....
عذرا ولدي الحبيب فرات...عذرا والدتي الحنونة ...ابي الغالي .. أخي الشهيد السعيد عدنان ..صديقي وأخي علي ...الحبيب عامر ..امي الثانية وصديقتي أم علي ..اعذروني لاني هذه المرة لم ازركم في العيد ..لكني اشهدكم ويشهد الله قبلكم اني وبفضله تعالى أتممت في الشهر الفضيل (رمضان) وكعادتي الختمة القرآنية ووحده يعلم مافعلته من اعمال في هذا ألشهرالفضيل اهداءا مني اليكم وهو قليل ..بل قليل جدا بحقكم ..وكلي أمل أحبتي أن تلتمسوا لي العذر لاني أجلت زيارتي لكم لما بعد العيد باسبوع لان قدماي ليست كما الأمس.. لم تعد تقوى على السير لمسافات طويلة ولم يحتمل بدني صعود الستوتة مجددا تلك التي جعلتني آخر مرة زرتكم فيها طريحة الفراش لأياام لم أقوى خلالها حتى من إعداد الطعام لأهل بيتي !! فعذرا أحبتي ...اسبوع واحد لايعني شيئا .. اسبوع فقط ما بعد العيد ازوركم واسمعكم آيات من الذكر الحكيم كما عهدتموني دائما ولكن هذه إلمرة ساقرا براااحة وهدوووء وخشوووع اكثر.. بعيدا عن ضجيج الزحااام وجحيم الستوتة ............!!



#زهور_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقبرة وادي السلام ....زيارة موتى أم انتحار !؟
- عيد ......!!
- حَنين ....!!
- مشاعر ...قصص قصيرة ....
- رمضان يذكرنا بمن رحلوا....!!
- تمَهّل ايّها الزمن ....!!
- ليسَ عَدلاً .....!!
- احلام ...!!
- رمضان يجمعنا ....
- إلى الذي منحني الحب وعلمني معنى الحياة ...لروحه السكينة والس ...
- البحث عن المتاعب !!!
- محطات وسفر !!!
- الأجنحة المتكسرة ......!!
- عزيزتي المَرأة...لاتَظلِمي الرَجل !!
- عذراً شَهريار !!
- هَل هو العُمرُ أم هي الحَياة !؟
- يَهلنا شلونكم ....!!!؟
- القمة العربية في تونس هل أتت بجديد !؟ أم كانت كسابقاتها من ا ...
- يا ساعة ...يايووم !؟
- ترى ؟ هَلْ باتَ حلماً !؟


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهور العتابي - وادي السلام ..مقبرة للموتى أم هلاك للأحياء !!؟