حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 6323 - 2019 / 8 / 17 - 16:57
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ألمعية التواضع و المنهجية في الحوار
ألمعية التواضع و المنهجية في الحوار
في حوارات الفقيد حسقيل قوجمان المسهبة و المتعددة على موقعه الفرعي في الحوار المتمدن الأغر ، تتجلى ، أولا ، ثنائية ألمعية التواضع . و هذه تركيبة صعبة المنال لحراجة إدامة التوازن بين ركني الألمعية و التواضع . تواضع الفقيد كان مشهوداً ، يتكشف عنده عفو الخاطر بلا أدنى تكلف ، و تلك سجية يُحمد عليها . و يظهر مدى هذا التواضع بوضوح في كتابته عن الموضوعات التي يشعر بأن معلوماته عنها ليست شافية ، حيث يسارع إلى التصريح بجهله أو نقص معلوماته فيها إبتداءً ، دون لف أو دوران . و هو ما يثبت أن الفقيد كان يعرف نفسه حق المعرفة و ينقل خلاصة هذه المعرفة لقرائه بكل صراحة و اخلاص احتراماً لهم و للعلم . و لكن تواضعه هذا كان أيضاً تواضع العالِم الضابط لأدواته و الذي يفرض بقوة الحجة و بعمق المعالجة التقدير و الإعجاب على الطرف المقابل ، حتى المناهض لأطروحاته . النتيجة هي القوة في الإقناع .
ثم تأتي ، ثانياً ، المنهجية في الحوار . كان منهجه في الحوار يرتكز على الإنتباه الدقيق لآراء و ملاحظات المعلقين على موضوعاته . لم يكن يجيب على المعلقين بآلية التعليق المقابل التي يتيحها برنامج الحوار المتمدن الأغر على نفس صفحة الموضوع - إلا فيما ندر - بل كان يحوّل إجاباته عليهم إلى موضوعات مستقلة قائمة بحد ذاتها ، و هذا ما أغنى مساهماته كمّاً و نوعاً في موقعه الفرعي . هذه المنهجية في الحوار أتاحت له التمحيص في الموضوع و إيفائه ما يمكنه الإيفاء به من البحث و التدقيق بلا ارتجال و تسرّع ، و إن لم يكن يحتفل كثيراً بمراجعة المصادر أو إيرادها بفضل ذاكرته الصافية رغم تسعينات العمر . و كثيراً ما كان يستخدم نفس المفردات الواردة في تعليقات محاوريه للتوضيح أو التفنيد أو العتاب الخفي ، أو كل ذلك معاً . و في الوقت الذي كان فيه لا يحتفل بكلمات الإطراء الموجهة إليه – و هي كثيرة – فإنه لم يكن يترك الملاحظات المغايرة و حتى المناكِدة لآرائه دون إجابة في معرض الدفاع عن الرأي أو إيضاحه كلما سنحت له الفرصة في ذلك أو شعر بأهميته أو جديته . أما أهم ما ميز حواراته فهو الاحترام التام للرسيل و سيادة أجواء الجدية و الوقار ، مع انعدام المناكدة و التهجّم قطعاً .
الخاتمة
أيُّها الشيوعي الجميل ،
هيّا ، قم من قبرك الآن :
لنشرب أنخاب الأماجد من آل قوجمان ؛
ثم نرقص على جمار أحلامنا الكانْ كانْ .
نبقى نرقص طوال الليل ؛
و نقرع الأجراس في الطرقات ،
و نلوِّن بالأحمر كل الأجواء ،
نوقظ النيام و حتى الأموات ؛
رغم الويل و وجع الذكريات ؛
نضرب صفحاً عن شيطان التفاصيل ؛
كي يفتح وقع الأجراس سُجف السماء .
و عند الفجر ، نغنّي قصص الرفاق الفرسان :
فهد و حازم و صارم و من بعدهم كل الشهداء ؛
لن ننسى أحداً منهم قط ، و إن رَدِيت الأزمان ؛
نضرب صفحاً عن شيطان التفاصيل ؛
فنودع أشياء قد فاتت ،
و ننسى أخرى لم تكن بالحسبان ،
لتبقى القلوب تتدفق ورداً كالشلالات ؛
حتى قيام ساعة انتصار الإنسان .
تمت .
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟