أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - أزمة السودان والتأخر في حسمها














المزيد.....

أزمة السودان والتأخر في حسمها


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6323 - 2019 / 8 / 17 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن التأخر في إنجاز الإيجابيات يؤدي إلى إفراز السلبيات ... هذه القاعدة التي تشير إلى الواقع الحقيقي الذي يستند على المعلومات المستخلصة من التجربة وعلاقتها بالسبب والنتيجة أن الأزمة اليمنية توسع شقها من خلال تأخر حسمها الذي فسح المجال لتدخل أطراف أخرى في الخلاف بين أطراف الحسم الذي أدى إلى إنهاء نظام عمر البشير ومجيء قوى عسكرية ومدنية متناقضة الرؤيا والأفكار وهذا أمر طبيعي لأن الذي حسم الأمر هي قوى عسكرية تحمل ثقافة وأفكار بعيدة عن الديمقراطية (نفذ ولا تناقش) إضافة إلى انحدارها الطبقي البورجوازي وبالرغم من ذلك فإنهم تجاوبوا مع العصر والعهد الجديد وطبيعة القوى المدنية وتناقضاتها أيضاً لأن أطرافها تحمل أفكار ورؤيا مختلفة عن الأخرى وبالرغم من ذلك إن طبيعة المرحلة تفرض على الجميع أن ينظروا إلى واقع الحركة وظروفها بمنظار واحد وهو المحافظة على هذا المكسب الكبير وعلى كل من المجلس العسكري وكذلك القوى الوطنية في الحرية والتغيير أن ينظر إلى مصلحة وأماني وأهداف الطرف الآخر ومن خلال هذه النظرة ومن أجل مصلحة التغيرات في السلطة التنازل عن المصلحة الخاصة والأنانية وعلى الجميع الاتفاق على إنجاز (المرحلة الوطنية الديمقراطية) والاعتراف بمصالح وأمنيات كل طرف المجلس العسكري والحرية والتغيير ... إن الذي حدث عكس هذا التوجه وبشكل خاص من الحرية والتغيير الذي جعل الحلول تتأخر إلى أن أصبح الشق كبير وفسحت لأطراف أخرى بالرغم من أن هذا التدخل من أجل إصلاح ذات البين بين الأطراف المختلفة إلا أن المفروض أن تأتي الحلول والاتفاق وطنياً وداخلياً إلا أن ما يؤسف له كانت الحرية والتغيير تقابل بالرفض التفاوض والجلوس مع المجلس العسكري وجهاً لوجه ومضى الوقت وتوسع الشق وفسح بتدخلات وعلى كل حال فإن الجرح يؤلم ويؤذي صاحبه وهم أدرى وأعرف بشعاب مكة ومهما يكن فإن الطرف الثالث البعيد والقريب لا يعرف الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأفكار والرؤيا الخصوصية للشعب السوداني ولذلك كان يجب أن تحسم سلطة الحكم وتفرعاتها بين القوى الوطنية نفسها (المجلس العسكري والحرية والتغيير) وقد أفرز هذا التأخر في الحسم بين الأطراف الوطنية إلى إفراز سلبيات حدوث حركتين انقلابية والأحداث المؤلمة التي حدثت في فض الاعتصام والأخرى في البيضاء ... إن القوى المناوئة والمعادية استغلت فجوات وخلافات بين القوى الوطنية وبينها وبين المجلس العسكري وكل واحد يوجه الاتهامات للآخر ولا زال دم الحركة الانقلابية ضد البشير طرياً لم ينشف ... وإذا بقيت الحالة تراوح في مكانها بدون حلول فإن الشق سيتوسع أكثر فأكثر والتدخلات تتوسع أيضاً أكثر فأكثر وتحدث انشقاقات بين القوى الوطنية وبينها وبين المجلس العسكري مما يسهل للعدو أن يستغل هذا الموقف بعد أن يصيب التذمر والجزع الشعب والعسكر فيضربون ضربتهم ويحسمون أمرهم بالإجهاض على الحركة العسكرية والمدنية ويقضون على مكاسب وأمل الجميع ويصيب الجميع الندم ويتحملون المسؤولية التاريخية عن هذا الفشل الستراتيجي.
ملاحظة : كتب هذا الموضوع قبل الاتفاق النهائي بين المجلس العسكري والحرية والتغيير.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة السودان والتأخر في حلها
- العمل التطوعي .. واجب إنساني
- مآثر من نضال الشيوعيين العراقيين في سجونهم
- دور الصين (اللاشعبية) المدمرة للدول النامية
- هكذا يودع الأبطال العظماء بالدموع والنحيب
- الفرق بين الثورة والانقلاب
- وداعاً المناضل الشجاع الرفيق سامي عبد الرزاق الجبوري (أبا عا ...
- الشيخ (عبد الكريم الماشطة) وشرطي الأمن (عمران أبو ريمه)
- الطبقة البورجوازية المتوسطة وجمهورية 14/ تموز/ 1958 في العرا ...
- الشيوعيين وجمهورية 14/ تموز/ 1958 في العراق
- انهيار المستوى التربوي في العراق
- خاطرة في ليلة الثورة (14/ تموز/ 1958)
- بمناسبة الذكرى الواحد والستين لثورة 14/ تموز/ 1958 الجسورة
- البطالة والفقر والجوع رافد يصب في حفرة الإرهاب
- الإنسان والعدالة الاجتماعية في العراق
- الضمير
- الموت يخطف من بيننا المناضل الشجاع (هادي شهيد عبس الشمري)
- المواطن والدستور
- الزعيم عبد الكريم قاسم والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري
- غزالة اليهودية


المزيد.....




- بروفيسور يقول إن ترامب يفتقد إحدى أدوات القوة الرئيسية.. ما ...
- متجر شاي وقهوة عمره 400 عام يواجه الإغلاق في أمستردام مع ارت ...
- الكرملين يستضيف مهرجان الطريق إلى يالطا
- الدفاع الروسية في حصاد الأسبوع: إصابة أنظمة استخبارات إلكترو ...
- المخابرات المركزية الأمريكية تدعو الصينيين في مقطعي فيديو لل ...
- حادثة طعن بمحطة القطارات المركزية في أمستردام
- الحصبة تتفشى في خُمس الولايات الأمريكية وعدد الحالات يقترب م ...
- -الشاباك- يعزز وسائل حماية نتنياهو
- الصليب الأحمر الدولي: الاستجابة الإنسانية في غزة على وشك الا ...
- حكومة أوكرانيا تحيل إلى البرلمان اتفاقية المعادن للمصادقة عل ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - أزمة السودان والتأخر في حسمها