الإنسان والعدالة الاجتماعية في العراق

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6279 - 2019 / 7 / 3 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن جميع البشر في الوجود لديهم عقل يفكرون به وبواسطته أصبح الإنسان أرقى الكائنات الحية في الوجود وبه أصبح الإنسان أثمن رأسمال بالوجود أيضاً وبواسطته أصبح الإنسان يخترع ويكتشف ويتقدم ويتطور في جميع مجالات الحياة وبعد جميع هذه الصفات التي يمتاز بها الإنسان فإنه لا يمتلك المطلق كما وجد في هذا الوجود الإنساني ليس فيه إنسان يشبه إنسان آخر من حيث الوعي الفكري والظروف المادية والمعنوية الاختلاف يظهر بالظروف فمنهم من تخدمه الظروف المادية والمعنوية ومنهم من لا تتوافق معه الظروف المادية والمعنوية فأصبح لكل إنسان حقوق وعليه واجبات حسب قاعدة من كل حسب عمله ولكل حسب طاقته وأصبح الجهد والعمل الذي يمارسه الإنسان الذي يمتلك الشهادة الدراسية العليا في مراحلها المختلفة تختلف من حيث الأجور والمكافئات بين أصحاب حملة الشهادات الأخرى وبين الإنسان الآخر الذي لم يمتلك الشهادة الدراسية العليا أي الفرق بين الدكتور (الطبيب) والمهندس والمدرس والدكتور في العلوم الأخرى وبين الفني والعامل كما يكافئ الفني والعامل والشغيل بجهده العضلي والفكري ويختلف عن الآخرين وبعضهم من بعض وفي مؤسسات الدولة بسلطاتها الثلاث يختلف رواتبهم بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وباقي منتسبيها وتعتبر دوائر الدولة ومؤسساتها خدمية بما تقدمه وتلتزم به للشعب في أمنه واستقراره واطمئنانه وسعادته وكذلك تفرض التزامات وواجبات على الشعب ومن خلال التعامل والعلاقة والمصداقية تبنى الثقة بين الدولة والشعب وهذه الحالة تعود في المصداقية التي تعكس الوفاء والإخلاص في تنفيذ الدولة للواجبات عليها التي تقدم للشعب وحينما يجد الشعب تصرفات وسلوك الدولة معه في المصداقية والإخلاص في رعايته وخدمته جيدة فإن الشعب بدوره يقدم الطاعة والاحترام والالتزام لها ... إن هذه الأسس والالتزامات بين الدولة العراقية والشعب غير موجودة والسبب يعود إلى عدم المصداقية في الوعود وعدم التزامها بتنفيذ الخدمات له والمحافظة والأمانة على أمواله وثرواته أفرزت ظاهرة عدم الثقة بين الدولة العراقية والشعب العراقي حتى أصبحت الدولة في وادٍ والشعب في وادٍ آخر ومن خلال ذلك نشاهد ونسمع في المظاهرات في جميع أنحاء الجمهورية العراقية من شكوى وألم وتذمر والأنكى من ذلك أن الدولة لا تهتم ولا تراعي ولا تصغي إلى صراخ الشعب ومظاهراته وكأنها وضعت أصابعها في آذانها، إن الملاحظ والظاهرة التي تثير التساؤل أن نواب الشعب التي هي لسلطة التشريعية لم تنصر الشعب ولم تدافع عن حقوقه بالشكل المطلوب ... هل هذا يعني أن الوزراء في الدولة ينتسبون إلى الحزب أو الكتلة التي ينتسب إليها نواب الشعب يغضوا عنهم الطرف ولا يحاسبوهم بالرغم من أن السلطة التشريعية التي تمثل نواب الشعب وجدت للدفاع عن حقوق ومصالح الشعب كان المفروض عليهم أن يشاركوا جماهير الشعب في احتجاجاتهم ومظاهراتهم وأن يمارسوا الضغط على الوزراء الذي ينتمون لحزبهم وكتلتهم ... إن التنكر للشعب من قبل نوابه يعني أن الشعب لا يعطي ثقته بالمستقبل وينتخب من لا ينصره في الأيام الصعبة ... كما أن العدالة الاجتماعية مفقودة بين موظف وآخر من حيث التفاوت بالرواتب والمكافئات بين موظفي الدولة وعملهم ... أما في المجتمع حيث يتكون من طبقتين الأولى أتخمها الفساد الإداري والعمل الحر التجاري المتمثل بالطبقة البورجوازية الطفيلية وطبقة أخرى تعيش أكثريتها تحت مستوى الفقر بسبب التفاوت الطبقي والطائفية والمحسوبية والمنسوبية. بالرغم من أن الأرض جميع خيراتها في باطنها وظاهرها كبيرة وكثيرة وثمينة تدر على الدولة مبالغ طائلة تستطيع فيها أن تشيد المصانع والورش والمؤسسات يعمل فيها جميع العاطلين عن العمل ويوفرون من عرق جبينهم وجهدهم ما توفر له من مال يعيش فيها مع أفراد عائلته بكرامة وعز وليس يعيش الإنسان في بعض العوائل تحت مستوى الفقر أي يتناول وجبتين غذائية في اليوم وليس ثلاثة وجبات. وبسبب البطالة والفقر انتشرت ظاهرة التسول والتسيب في الأخلاق واللامبالاة والانتحار بين الشباب بسبب البطالة والجوع والحرمان.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل