أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الضمير














المزيد.....

الضمير


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6277 - 2019 / 7 / 1 - 22:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يوجد في جسم الإنسان عضو اسمه (الضمير) ولكن توجد رموز إنسانية (كالرادع الديني والأخلاقي والاجتماعي) هي التي تعتبر (الضمير) والإنسان الذي يطلق عليه (صاحب ضمير) يعني التزامه وترجمته لهذه الرموز التي تعتبر مقياس القيم الإنسانية من خلال التعامل والسلوك والتصرف الإنساني التي تصبح صفات حميدة للإنسان. وقد ذكر أن الرسول الكريم النبي محمد () قد ذكر في حديث له ذم فيه من يتنكر أو يفقد هذه الصفات الإنسانية حيث قال : (يا ابن آدم إذا لم تخجل افعل ما شئت). أي الإنسان الذي لا يردعه وصايا الدين الحنيف ولا يردعه الخلق الإنساني النبيل ولا يلتزم بالقيم والعرف والعادات والتقاليد الاجتماعية فإنه يصبح إنسان لا يخجل ولا يستحي لا يهمه في الحياة سوى أنانيته وجشعه ومصالحه الشخصية يتصرف خارج السلوك والالتزام الإنساني.
تحضرني الآن إحدى الحكايات الطريفة التي كانت المرحومة جدتي أيام زمان تقص علينا بعد تناول العشاء تقضي فيها وقت جميل ونحن ننظر إليها صامتين حتى يغلبنا النعاس ونسلم أنفسنا إلى النوم ... حيث قالت في إحدى حكاياتها عن الضمير :-
كان أحد السلاطين لديه (فرس) عربية أصيلة وكانت حامل يعتز بها كثيراً... في أحد الأيام رغب أحد وزراءه الذهاب في رحلة إلى الصيد وكانت السلطنة مقسمة إلى مقاطعات ولكل مقاطعة (حاكم) وكان أحد حكام المقاطعات صديق حميم إلى السلطان ويثق ويعتز به كثيراً وكان الوزير طريقه في تلك المقاطعة فأرسل السلطان فرسه الحامل مع الوزير إلى حاكم المقاطعة وعند وصوله إلى تلك المقاطعة وجد الحاكم معه بعض الرجال في استقباله والترحيب به وضيافته وسلم الفرس له وبلغه وصايا السلطان بالرعاية لها والاهتمام بها فوضعها في المكان النظيف المناسب لها وخصص اثنين من الخدم لرعايتها والاهتمام بها وكان الحاكم يزور ويشرف على رعايتها حتى ولدت فرس مثلها وكان الحاكم مسرور جداً على الثقة التي أولاها له السلطان وكان لا يفارق مكانها والإشراف على رعايتها إلا لأسباب ضرورية تتعلق بالمقاطعة.
عاد الوزير من سفرته وتوقف في المقاطعة لقضاء بعض الراحة ومشاهدة الفرس ورعايتها وكالعادة استقبله الحاكم ورحب به وضيافته وذهب معه لمشاهدة الفرس فوجد صحتها وعافيتها والفرس التي ولدتها جيدتين ... وحينما حان وقت سفر الوزير من المقاطعة قال للحاكم : ماذا ترغب أن أقول إلى السلطان عن ضيافتك لي ورعايتك واهتمامك للفرس ومولودتها ؟ فقال الحاكم : قل له أنت وضميرك.
حينما وصل الوزير إلى السلطنة كان السلطان باستقباله والوزراء وبعد ترجله من فرسه توجه نحو السلطان للسلام عليه سأله السلطان عن الفرس ومولودها فنقل الوزير للسلطان عكس ما شاهده بأنها منهكة وضعيفة ولا تستطيع الوقوف أو السير من الجوع والإهمال ومولودها كذلك فغضب السلطان غضباً شديداً ونادى على قائد الجيش وطلب منه قيادة جيشه وأمره بالهجوم على تلك المقاطعة وإبادة جميع أبنائها مع عائلة حاكم المقاطعة رجال ونساء وأطفال ما عدا حاكم المقاطعة تسمل عينيه وتأتي به مشياً على قدميه مربوط اليدين بحبل في أحد الخيول. وحينما أُخبر السلطان بقدوم قائد الجيش خرج مع وزرائه لاستقباله ...فنظر إلى الفرس ومولودها فدهش وأصابه العجب لصحتهما وعافيتهما الجيدتين ... ثم نظر إلى حاكم المقاطعة مربوطاً بيديه في أحد الخيول بصير النظر حافي القدمين ممزق الثياب في حالة يرثى لها فغضب السلطان غضباً شديداً ومسك الوزير من قميصه يصرخ في وجهه كذبت علي وعلى الوزراء وقلت لنا حديثاً كذبت فيه علينا عن الفرس ومولودها ... فقال له الوزير يا سيدي السلطان شاهدت الفرس ومولودها وحينما غادرت المكان قلت له ماذا تود وترغب أن أقول لحضرت السلطان ؟ فقال لي يا حضرة الوزير قل له أنت وضميرك ... فنقلت لك ما أوحى به ضميري ... فنادى السلطان على الجلاد وأمره بقطع رأسه ومن ثم رميه في مكان لتأكله الذئاب والطيور الكاسرة.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت يخطف من بيننا المناضل الشجاع (هادي شهيد عبس الشمري)
- المواطن والدستور
- الزعيم عبد الكريم قاسم والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري
- غزالة اليهودية
- الديمقراطية والإنسان
- ما هي واجبات نواب الشعب في الدولة وللشعب
- نشأة الإنسان وما له وما عليه من حقوق وواجبات
- حوار مع صديق عزيز
- صورة (5) ...!!
- أمراض خطيرة تصيب الشباب
- صورة (4) ...!!
- صورة ... من تجارب الشعوب
- حصان هارون المتقاعد
- أزمة السودان واحتمال إفرازاتها سلبياً أو إيجابياً
- صورة (3) ..!!
- صورة (2) ..!!
- صورة (1) ...!!
- الكاتب ومعاناته
- الإنسان في الواقع العراقي وظاهرة الانتحار المنتشرة بين الشبا ...
- الاستثمار الأجنبي في العراق


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الضمير