أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الإنسان في الواقع العراقي وظاهرة الانتحار المنتشرة بين الشباب














المزيد.....

الإنسان في الواقع العراقي وظاهرة الانتحار المنتشرة بين الشباب


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6248 - 2019 / 6 / 2 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمسك الإنسان قوتان (القوة والصبر) الإنسان الذي يمتلك القوة كالسلطة والجاه يدرك الحاجة يصل إليها والحصول عليها يرتاح ويطمئن ... أما الإنسان الذي لا يمتلك القوة والسلطة والجاه يمسك الصبر ويسلم أمره إلى الله.
الإنسان العراقي أصبح لا يمتلك القوة ولا الصبر فيصبح سجين داخل صندوق مغلق أظلم حالك السواد ... تارة يرميه الصندوق إلى الأعلى وتارة يرميه إلى الأسفل وأخرى إلى اليمين والأخرى إلى اليسار حتى يصبح محطم العظام والهيكل يسلم أمره إلى الانتحار للخلاص من حياته البائسة التعيسة ...!! من يتجول في الأسواق والمحلات العامة يلاحظ انتشار ظاهرة المقاهي منتشرة فيها النركيلة والتدخين والمخدرات وأكثر روادها من الشباب ... في أحد الأيام التقيت بأحد هؤلاء الشباب طويل القامة جسمه كجسم الرياضيين وجهه بشوش ترتسم عليه ابتسامة جميلة كان يدخن النركيلة اقتربت منه بعد أن سلمت عليه وبدأت أمزح معه حيث كان ينفث الدخان من فمه وأنفه كأنها فوهة ورشة عمل ... فقلت له حينما نظرت إليك حسبت أن مكانك ورشة عمل حدادة لكثافة الدخان الذي تنفثه من فمك وأنفك وعرفت أنه (مكبسل) أي يتناول حبوب المخدرات ... ابتسم لي وقال : بهذه الطريقة العشوائية نهرب من الواقع الذي نعيشه ... سألته عن شهادته الدراسية : قال أنا خريج معهد فرع الميكانيك إلا أنني عجزت على الحصول على الوظيفة والعمل وإنني الآن عامل بناء أعمل يوم وفي اليوم الثاني أقضيه وأنا (مخدر) وأشرب النركيلة مع هؤلاء الشباب قلت له : إن تصرفك هذا يقودك إلى الموت ... ابتسم وضحك وقال هه وهل هذه حياة نعيشها الآن أتمنى الموت والخلاص من هذه الحياة التعيسة ...!! ولمحت بريق في عينيه من الدموع ... فشعرت أني أشاركه البكاء وغادرته بألم وحسرة كم من أمثال هذا الشاب يعيش في هذه الأجواء يقضي نهاره وليله في المخدرات يعيش في المجهول لا يعلم ما هو مصيره في المستقبل ... حدثني صديق فقال : لدي صديق قاضي في المحكمة الشرعية كان يشكو من النسبة الكبيرة من الطلاق بين الشباب سواء بين الخريجين من الكليات أو غيرهم ويعود سبب الطلاق بنسبة كبيرة إلى الظروف الاقتصادية ... وهذا يلاحظ أن نسبة كبيرة من الخريجين أخذوا يمارسون أعمال بعيدة عن دراستهم واختصاصاتهم مثل سواق سيارات تكسي وحتى عمال في المطاعم وعمال بناء أو يمارسون المهن الحرة.
إن الظاهرة المنتشرة المؤسفة (الانتحار) تعود أسبابها إلى البطالة والفقر المدقع والجوع والعوز والحاجة وهي ليست السبب الوحيد لأن الإنسان لا يعيش فقط على رغيف الخبز بالرغم أن الخبز يعتبر ضروري لحياة الإنسان وإنما هنالك قيم معنوية وروحية يحتاجها الإنسان في حياته ... وحينما يفقد الإنسان القيم الروحية ومعه يفقد رغيف الخبز يصبح فيها في حالة يائسة وبائسة ومحبطة ويعيش في صندوق مغلق مظلم لا يوجد فيه سوى نافذة واحدة (الانتحار) يستطيع الخروج منها إلى الموت ...!!
إذن ما هي السبل التي تنقذ هؤلاء الشباب من هذه الظواهر المؤلمة والمؤسفة..؟ إن الأمر ليس مرتبط ومتعلق بالأسس التربوية (البيت والمدرسة وإنما متعلق ومرتبط بسلطة الحكم أي الدولة). إن الشباب يعيش حياة من الفراغ مغلقة وسوداء بطالة وجوع وحرمان وفقر لم يبق أمامه من الطموح وإلهاء نفسه ويومه سوى المخدرات والنركيلة والسكائر ... إن المشكلة كيف نجعل هؤلاء الشباب في حالة يقضون فيها فراغهم ويحققون طموحهم وأحلامهم ؟... هو العمل المناسب لكل إنسان خريج أو غير خريج ... توظيفهم وعملهم في المصانع والمعامل والمؤسسات والفلاح في الزراعة في أراضي صالحة مع توفير الأسمدة وغيرها من المستلزمات وهذا جميعه من واجب سلطة الحكم (الدولة) ... وما عدا ذلك فإن الأيام تترى وتستعرض الأجيال القادمة أمام منصة التاريخ وسينطق التاريخ حكمه الذي لا يرحم فيمدح هذا ويذم ذاك.
إن ظاهرة الانتحار تعتبر أحد إفرازات العولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة لأنها تدمر الإنسان والطبيعة وتنظر إلى الإنسان من حيث القيم المادية وليس القيم المعنوية وتعتبره كالسلعة التي تعرض في السوق في قانون العرض والطلب من حيث طاقته الإنتاجية كالجهد والعمل الذي يعرضه ويبيعه ويستفاد منه في الإنتاج المادي ويصبح الإنسان كائن حي لا قيمة له يقضي ليله ونهاره يركض ويعمل من أجل توفير لقمة العيش له ولأفراد عائلته بعيداً عن تربية ورعاية أبناءه وعن التفكير بوضعه وحالته وبؤسه وفقره وتعاسته وحينما يكون بدون عمل يقضي وقته بالمخدرات حتى يصبح جثة هامدة ...!!



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستثمار الأجنبي في العراق
- هل أصاب فايروس (الفساد الإداري) مهنة الطب الإنسانية النبيلة ...
- الصراع الأمريكي – الإيراني وتأثيره على العراق
- الكهرباء وما أدراك ما الكهرباء
- تدهور التنمية البشرية في العراق
- الظاهرة العراقية وقصص أيام زمان
- وداعاً المربي الكبير المناضل وهاب ناجي البصبوص الجدوعي
- وداعاً المربي الكبير .. ورفيق الدرب الطويل .. الشيوعي المخضر ...
- الإنسان في عصر العولمة المتوحشة
- الأسس التدميرية التي شيدت نظام الحكم في العراق بعد عام/ 2003
- بمناسبة العيد الميمون الخامس والثمانين لميلاد الحزب الشيوعي ...
- الاغتراب والدولة
- الدولة ومسؤوليتها تجاه الشعب
- من أجل الحقيقة والتاريخ
- الرفيق العزيز المناضل الدكتور رائد فهمي المحترم
- العراق والعولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة
- من أين نبدأ ...؟
- يوم الشهيد الشيوعي
- ما هي الأسس التي نعتمد عليها من أجل الإصلاح في العراق
- هذه الكلمة ألقيت بالحفل التأبيني لمرور أربعين يوماً على رحيل ...


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الإنسان في الواقع العراقي وظاهرة الانتحار المنتشرة بين الشباب