أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الشيوعيين وجمهورية 14/ تموز/ 1958 في العراق















المزيد.....



الشيوعيين وجمهورية 14/ تموز/ 1958 في العراق


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6292 - 2019 / 7 / 16 - 21:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الإنسان وجد في هذا الوجود يعلم ويتعل ويصبح إنسان مفكر يتطلع ويشاهد ويسمع ما حوله ويحيط به فيمتاز بقيم ومواقف فالقيم تجعله ينصهر بمجتمعه ويتفاعل معه ويصبح جزء منه ويمتاز بالموقف الذي يستنبط منه الرؤيا والاجتهاد والفعل يستنبط منه دوره في ديناميكية الحياة ومسيرة التاريخ وحركته وتقدمته. وهذه الظاهرة التي تفرض عليه أن يكون له دور في مسيرة التاريخ لأن قلبه لا زال ينبض بالحياة وينبض الدم في شرايين وأوردة جسمه ومتى ما توقف قلبه وما عادت الدماء تجري في شرايينه وأوردته عند ذاك ينتهي الإنسان في هذا الوجود بعد ما أنجز ما يفرض عليه دوره الإنساني في الحياة.
من خلال ذلك تركت العنان لقريحتي لتقول ما تفيض به روحي من واقع ذكريات الحياة في فترة من تاريخ العراق شيدتها دماء وآلام وعذاب وسجون ومعتقلات وتشريد وإرهاب والنتيجة أفرزت للوطن المستباح والشعب المذبوح الآلام والمآسي والحرمان والتهجير والتشريد والجوع والبطالة والفساد الإداري والمحاصصة الطائفية بعد ضياع أفكار وإنجازات الجمهورية في انقلاب شباط/ 1963 إن الحزب الشيوعي العراقي كأي حزب لديه برنامج ومنهج يسعى ويعمل الحزب من أجل تطبيق محتوياته على أرض الواقع وهذا لا يمكن إلا من خلال استلامه سلطة الحكم التي من خلالها تطبيق فقرات برنامج الحزب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والصعود إلى السلطة لا يتم إلا وفق نظام حكم دستوري ديمقراطي أو عن طريق قوة عسكرية تقود الحزب في الصعود إلى السلطة. وبما أن النظام الدستوري الديمقراطي معدم في العراق آنذاك لأنه كان نظام الحكم في العراق شبه إقطاعي وشبه مستعمر وفي هذه الحالة لم يبق مجال للحزب الشيوعي العراقي في الصعود إلى سلطة الحكم إلا من خلال تحرك القوات المسلحة (الجيش) في عملية انقلاب عسكري تطيح بنظام الحكم الشبه إقطاعي والشبه استعماري وتولي الحزب الشيوعي العراقي الاستيلاء على سلطة الحكم في العراق وتنفيذ برنامجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي وأعتقد ولكنني لست جازماً أن مؤسس الحزب الشيوعي يوسف سلمان يوسف (الرفيق الخالد فهد) ربما قد تأثر بأبيات من شعر أحمد شوقي في قصيدته (سلو قلبي) التي يقول فيها :-
وما نيل المطالب بالتمني
وما استعصى على قوم منال
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
إذا الإقدام كان لهم ركابا

الذي كان يعشقها ويحبها ويصنت لها كثيراً حينما كانت تغنيها المطربة أم كلثوم.
مثلما وجد لينين في كتب أخيه (ألكسندر) خطط وانتصار الثورة التي تطيح بنظام الحكم الرجعي القيصري وقد توقعت هذا الاحتمال من خلال حديث سمعته من ابن عمتي البروفسور المرحوم (محمد عبد اللطيف مطلب) وآخرين من الذين كانوا في المعتقل مع (الرفيق فهد) حيث كان الرفيق فهد يردد هذه الأبيات وترتسم على وجهه الرضا والحبور وليس غريباً أن تكون أفكار هذه الأبيات من الشعر هي التي نبهت وحفزت الرفيق فهد على رسم مخطط للاستيلاء على سلطة الحكم من خلال تنظيم قوة عسكرية بأفكار الحزب الشيوعي تقوم بانقلاب عسكري يستطيع الحزب الشيوعي به الوصول إلى سلطة الحكم وتطبيق برنامج الحزب السياسي والاقتصادي والاجتماعي. لقد كان لينين مخطط ومنفذ ثورة أكتوبر العظمى في روسيا ومؤسس الدولة السوفيتية ومؤسس ورئيس الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي قد نمت وتبلورت وتطورت أفكار ثورة أكتوبر عام/ 1917 في روسيا حينما كان يقلب ويقرأ كتب أخيه (ألكسندر) الذي أعدمه القيصر لاشتراكه في محاولة اغتياله. تقول أخته (آنا) في مذكراتها عن لينين : (كان لينين يجلس في مطبخ البيت قرب أمه حتى تراه ولا تستوحش وتتألم حينما تتذكر ولدها (ألكسندر) الذي أعدمه القيصر وكان لينين يقرأ في كتب أخيه (ألكسندر) وفي أحد الأيام سمعنا لينين يصرخ ويقول .. وجدتها .. وجدتها ومنذ ذلك الوقت بدأ لينين يبلور ويطور وينفذ الثورة التي تهدف القضاء على حكم القيصر الذي أعدم أخيه وكذلك تنفيذ وتطبيق أفكار أخيه التي كان يناضل من أجلها في بناء مجتمع يرفل بالسعادة والرفاه والاستقرار والاطمئنان). وكذلك استفاد لينين من أخطاء اعترف بها كارل ماركس في ثورات/ 1848 في ألمانيا ودول أخرى حينما سلم قيادتها إلى عناصر من الطبقة البورجوازية مما سببت فشلها وبذلك حينما قاد لينين الثورة ضد الحكومة البورجوازية التي تأسست في شباط/ 1917 بعد سقوط سلطة القيصر بقيادة كيرنسكي في (بطرس بورغ). بعد انتصار ثورة أكتوبر/ 1917 أسس لينين مجالس سوفيت ثورية بقيادة الشيوعيين وطبق سلطة دكتاتورية البروليتاريا وذلك لكبح المؤامرات البورجوازية وللتصدي لتمرد الجيش الأبيض الروسي وتدخل ثمانية عشر دولة غربية. واستطاع لينين العظيم أن يتصدى للتمرد والتدخل الأجنبي بصمود وإرادة الثوار الأبطال كما استطاع لينين أن يتجاوز مرحلة البورجوازية ثم الرأسمالية ويشيد طود النظام الاشتراكي الجبار. ليس هنالك شك أن الرفيق الخالد فهد حينما تبلورت لديه الأفكار الاشتراكية ثم اعتنقها قد اطلع وقرأ كتب وأفكار لينين وقد عاش حتى عام/ 1949 التي أعدم فيها الرفيق الخالد فهد وقد لمس وشاهد انتصارات الجيش الأحمر السوفيتي وتحرر وتأسيس الدول الاشتراكية بعد الحرب العالمية الثانية التي عززت ميزان القوى للمعسكر الاشتراكي وطليعته الاتحاد السوفيتي مما عزز الأمل والرجاء لدى الرفيق فهد في بناء تنظيم عسكري في الجيش العراقي يقود إلى ثورة في العراق يمهد لصعود الحزب الشيوعي إلى السلطة. فتوجه اهتمام الرفيق فهد إلى بناء تنظيم وعلاقات مع منتسبي جنود وضباط الجيش العراقي في الأربعينيات من القرن الماضي واستطاعت السلطات العراقية من اكتشاف تلك التنظيمات والقضاء عليها وبعد إعدام فهد ترك موضوع التنظيمات في الجيش العراقي حتى تولى البطل الشجاع والمناضل الجسور (أسطورة الصمود والتحدي) (سلام عادل) مواليد النجف/ 1922 سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي عام/ 1956. هذا الشخصية العظيمة اعتبره امتداد إلى أفكار وطموح وتطلعات الرفيق الخالد فهد حيث بادر في بناء تنظيم (الضباط الأحرار) وأصدر جريدة (حرية الوطن) ناطقة باسم التنظيم العسكري. كان الرفيق المناضل سلام عادل يمتاز بموهبة ومقدرة في التنظيم والحراك الجماهيري كموهبة وأفكار الرفيق الخالد فهد حيث اعتبر الأسلوب التحريضي والحراك الجماهيري في انتزاع وتحقيق حقوق الشعب من خلال الإضرابات والمظاهرات هي المدرسة التي يتعلم منها الشيوعيين الانصهار في بوتقة الشعب وقيادته نحو النصر المؤزر. وفي عهد الرفيق (سلام عادل) استطاع التنظيم العسكري أن يتغلغل ويتوسع في صفوفه ومراتب الجيش العراقي حتى أصبح يضم في صفوفه مختلف الرتب العسكرية ويمتاز بسعة تنظيماته وجماهيريته ومهدت الطريق إلى انقلاب 14 تموز/ 1958 حيث كانت تنظيمات الحزب الشيوعي في الضباط والرتب أكثر عدداً وأعمق قوة بين التنظيمات العسكرية الاخرى وبعد انقلاب 14/ تموز/ 1958 تحملت تنظيمات الحزب الشيوعي المدنية مسؤولية ومهام حماية الثورة من العناصر الرجعية وأعداء الثورة حيث ألف (لجان صيانة الجمهورية) حينما كانت يجوب أعضائها في الشوارع والطرقات ساهرين الليالي لا يملكون إلا العصي والآلات الجارحة وقوة إيمانهم وتمسكهم في عدالة وصواب الحركة في 14/ تموز/ 1958. هذه الحركة أصبحت ثورة من خلال إنجازاتها وقراراتها في الخروج من حلف بغداد وتحرير الاقتصاد العراقي وفك ارتباطه بالعملة الإسترلينية وقرار (80 الذي حدد مناطق استغلال شركات النفط) وسن قانون الإصلاح الزراعي وقانون مساواة الرجل بالمرأة في الإرث وغيرها من المكاسب الجماهيرية. ومن خلال الاستفادة من تجربة (لجان صيانة الجمهورية) التي تكونت من اعضاء الحزب الشيوعي العراقي ومشاركة جماهير واسعة من المتعاطفين مع الحزب الشيوعي ومن القوى التقدمية الأخرى تم تأسيس وصدور قرار (المقاومة الشعبية) تتكون من الشيوعيين والمتطوعين من جماهير الشعب بحيث أصبح عدد منتسبيها بعشرات الآلاف في جميع أنحاء العراق وقد استطاعت هذه التنظيمات الشبه عسكرية بالتعاون مع الجيش وقوى الأمن الداخلي أن تفرض الأمن والاستقرار والاطمئنان في جميع أنحاء العراق وتكبح جماح أي تحرك رجعي أو تآمري واستطاعت أن تصون الجمهورية ورجالها وحمايتهم طيلة الفترة التي كانت تعمل بها.
في الفترة التي تولى فيها الرفيق (سلام عادل) قيادة الحزب الشيوعي تزامن معها تأميم قناة السويس في مصر من قبل الرئيس الراحل (جمال عبد الناصر) والعدوان الثلاثي عليها من قبل (انكلترا وفرنسا وإسرائيل) كما أن حلف بغداد ورئيس وزراء العراق (نوري السعيد) يدبر ويهيئ بالعدوان على (سوريا) التي كانت قلعة النضال والديمقراطية في الوطن العربي فكانت هاتين المناسبتين السعير التي ألهبت جذوة انتفاضة تشرين الثاني عام/ 1956 في جميع مدن العراق احتجاجاً على العدوان الاستعماري الأثيم على مصر وكانت القيادة الثورية الجريئة والشجاعة للرفيق (سلام عادل) في حركة وتطور ونشاط تلك الانتفاضة الذي كان للشيوعيين الدور الفعال في لهيبها واستمرارها وحدثت من خلالها انتفاضة مدينة الحي المسلحة التي قادها الشيوعيين والتي استمرت عدة أيام في صراع دامي ضد شرطة نوري السعيد وكانت التدريب والتجربة والتمهيد لثورة الرابع عشر من تموز/ 1958. وحينما حدث انقلاب 14/ تموز/ 1958 جعلت قيادة المناضل الرفيق سلام عادل جميع الشيوعيين وأصدقائهم جذوة لهيب ونشاط وحركة في العمل بالمنظمات الديمقراطية والمهنية وتجنيدها في العمل الجماهيري في سن القوانين وترسيخ النهج التحرري والديمقراطي في سياسة واقتصاد العراق فتحولت سلطة الانقلاب إلى سلطة ثورية شعبية للشعب العراقي فكان الخروج من حلف بغداد العدواني الاستعماري وإعادة العلاقات السياسية والاقتصادية مع الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية والدول العربية المتحررة وتحرير الاقتصاد العراقي من الارتباط بالجنيه الاسترليني البريطاني وإلغاء الاتفاقيات والمعاهدات مع بريطانيا في احتلال الشعيبة والحبانية وقرار رقم (80) الذي حدد مناطق استغلال النفط للشركات الأجنبية وصدور القرار الثوري للإصلاح الزراعي وتوزيع الأراضي على الفلاحين وسن قانون مساواة المرأة بالرجل في الإرث وغيرها من الإنجازات الثورية التي تصب في مصلحة الشعب العراقي وتم تأليف الحكومة العراقية التي أصبح رئيسها عبد الكريم قاسم قائد الانقلاب العسكري وسن الدستور المؤقت الذي تم الاتفاق عليه والعمل به خلال مرحلة معينة يتم بعدها إجراء انتخاب برلمان وتأليف حكومة مدنية في نظام ديمقراطي تعددي، أما الوزارة التي تألفت بعد الانقلاب فقد شملت شخصيات وطنية وجميع الأحزاب الوطنية التي كانت في الجبهة الوطنية التي تأسست من الأحزاب الوطني الديمقراطي والاستقلال والبعث العربي الاشتراكي والشيوعي عام/ 1957 وقد استثنى الحزب الشيوعي من المشاركة في الوزارة ولم يطلب الحزب الشيوعي أو يتأثر لعدم مشاركته في سلطة الحكم لأنه كان يدرك ويعلم أن نضاله ونشاطه ومهمته ليس مشاركته في السلطة وإنما خدمة وسعادة الشعب ولابد أن أذكر أن الحزب الشيوعي العراقي أصدر نشرة سرية في يوم 12/ تموز/ 1958 أي قبل يومين من الانقلاب في 14/ تموز/ 1958 يدعوا فيه أعضاء الحزب الشيوعي إلى حدوث تطورات مهمة في الأيام القادمة والاستعداد لتلك التطورات.
في الساعة السادسة من صباح يوم الاثنين المصادف 14/ تموز/ 1958 قطع راديو إذاعة بغداد البث وبعد قليل أذيع البيان الأول لانقلاب 14/ تموز/ 1958 ولما كان الشعب العراقي متذمراً ويشعر بالعداء والكراهية لحكومة العراق وساستها المعادين للشعب وعند سماعه بالبيان الأول خرجت جماهير الشعب بمظاهرات تعلن تأييدها للانقلاب من دون معرفة قادة الحركة الانقلابية وطبيعة الحركة إلا بعد أن تبلور الموقف في تأليف الحكومة وإعلان القرارات الثورية التي كان الشعب يطالب بها في مظاهراته واحتجاجاته وكما بينا مبادرة الشيوعيين والقوى الوطنية والتقدمية في مساندتها ودعمها وبعد أشهر قليلة من ميلاد ثورة تموز/ 1958 نشب خلاف ثم تحول إلى صراع بين الزعيم عبد الكريم قاسم والشيوعيين والديمقراطيين من جهة وبين حزب البعث العربي الاشتراكي وحزب الاستقلال ورجال السلطة من القوميين والبعثيين الذين كانوا يرفعون شعار الوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) وعبد الكريم قاسم والشيوعيين والديمقراطيين الذين كانوا يرفعون شعار الاتحاد الفدرالي مع الجمهورية العربية المتحدة وبالرغم من الجهود التي بذلت في إقناع البعثيين والقوميين وأنصارهم بعدم توفر الظروف والأسباب في الوقت الحاضر لدمج العراق في وحدة مع الجمهورية العربية المتحدة إلا أن القوى المطالبة بالوحدة الفورية أصروا على مطاليبهم بالوحدة الفورية وحولوا الخلاف إلى صراع دموي في تمرد العقيد (عبد الوهاب الشواف) في الموصل في 7/3/1959 وساند الانقلاب الزعيم الطبقجلي في كركوك إلا أن الحركة فشلت بعد مقتل الشواف وألقي القبض على الضباط المشتركين في التمرد وتم إعدام الطبقجلي والضباط المشتركين في التمرد (لقد نشر هذا الموضوع مع مواضيع أخرى بشكل مفصل في كتاب (من وحي التجربة) لكاتب السطور). في الحقيقة إن أبناء الشعب ومنظماته الجماهيرية هي التي سيطرت على شوارع الموصل وكركوك وعزلت حركة التمرد في مقراتها العسكرية بعد أن استطاعت طائرات القوة الجوية العراقية قصف القلعة الحجرية في الموصل ومقتل قائد الحركة (عبد الوهاب الشواف) واعتقال قادة الحركة في كركوك.
لقد تعزز موقف الشيوعيين واتسعت جماهيريتهم وسمعتهم في المنظمات الجماهيرية وفي بعض المؤسسات والقيادات العسكرية من خلال مساندتهم ودعمهم لعبد الكريم قاسم وكبح جماح العناصر المعادية للجمهورية وللزعيم عبد الكريم قاسم وجاء ذلك الاستنتاج والتأييد والمساندة والدعم المطلق لعبد الكريم قاسم بعد صدور القرارات والقوانين الثورية مما جعل الشيوعيين والقوى التقدمية تجعل عبد الكريم قاسم هو الرجل الذي يمكن أن يحقق طموح وأماني الشيوعيين والقوى التقدمية الأخرى في تحقيق شعارهم (وطن حر وشعب سعيد) مما جعل أبناء الشعب العراقي يرون في شخصية الزعيم عبد الكريم قاسم تحقيق طموحهم في الحرية والديمقراطية والمستقبل المشرق السعيد ونتيجة هذا الحب المفرط للزعيم أن قامت جماهير الشعب في رفع وحمل سيارته على أكتافهم في شارع الرشيد وهم يهتفون بحياته في الوقت الذي كان الشيوعيون ينتقدون عبادة الشخصية التي كانت تطلق على ستالين وتؤلهه جعلوا من مساندتهم ودعمهم وإخلاصهم ودعايتهم وشعارهم (الزعيم الأوحد) أن يتأله وتتجسد فيه عبادة الشخصية. إن هذا الاندفاع في تأليه الزعيم عبد الكريم قاسم جعلهم يتناسون أن الزعيم عبد الكريم قاسم شخصية عسكرية قضى بالمهنة العسكرية أربعين سنة حسب قانون (نفذ ولا تناقش) وطبيعي أن هذا القانون الذي ترسخ في عقله حسب ما يقول علماء النفس (إن أي إنسان يعيش فترة طويلة في مجتمع ما تنغرس في عقله وطبيعته تقاليد وعادات ذلك المجتمع) وبذلك يكون عبد الكريم قاسم بعيد عن الديمقراطية والحوار الشفاف ونسبية الأفكار. ومن ناحية أخرى إن عبد الكريم قاسم إنسان ينحدر من طبقة برجوازية وكما هو معروف في الفكر الماركسي أن طبيعة البورجوازية التذبذب والتردد والخوف وعدم الإقدام وتجاوز الحدود. وفي تلك الفترة أتذكر توصية صدرت من الحزب الشيوعي تقول (عدم استفزاز البورجوازية). من خلال ما تقدم جعل عبد الكريم قاسم ذات طبيعة تتحسس من الشيوعيين وقوتهم وجماهيريتهم ومواقعهم في السلطة والقرار وكما هو معروف أن الحساسية إذا تسللت إلى النفوس تؤدي إلى إضعاف الثقة بالآخرين من العناصر التي يتعاملون معها وبذلك رأينا عبد الكريم قاسم بعد فترة من الزمن قد كشف ما بداخله من أفكار تجسدت في خطابه يوم 19/ تموز/ 1959 في كنيسة مار يوسف في بغداد حيث أصابت الشيوعيين انتكاسة كبيرة بعد إلقاء الخطاب الذي هاجم به الشيوعيين وسماهم بالفوضويين واتهمهم بأنهم قتلوا الأبرياء ودفنوا الأحباء وأتوا بأعمال إجرامية لا تقل عما فعله هولاكو في بغداد وكأن الزعيم عبد الكريم قاسم كان ينتظر مثل هكذا مناسبة ليفصح ما في داخله من طبيعة بورجوازية.
إن عبد الكريم قاسم تخيل من خلال أفكاره البورجوازية المتذبذبة والمترددة أن قوة وإمكانيات القوى المعادية له من القوميين والبعثيين قد ضعفت بعد الانتكاسة التي حدثت لمؤامرة الشواف – الطبقجلي – رفعت الحاج سري وغيرهم ليس هنالك من خطر منهم. بينما قوة وجبروت الشيوعيين وأنصارهم قد تعززت مما يشكل خطر على وجوده في السلطة ففتح معركة في ذلك الخطاب الذي جعله كخطوة أولى للعمل على إضعاف الشيوعيين حسب قاعدة إضعاف القوى لكافة القوى السياسية وأن يجعل القوة والجبروت له وحده يحكم بالدستور المؤقت حتى لا يحاسبه أحد أو يطالبه بإجراء انتخابات من أجل مجلس نيابي وحكومة منتخبة وسن دستور دائمي في ظل حكومة مدنية ونظام ديمقراطي تعددي وحريات ديمقراطية للشعب وعلى أثر ذلك أصدر اللواء أحمد صالح العبدي الحاكم العسكري أمراً بحل المقاومة الشعبية كما أوعز عبد الكريم قاسم إلى (يونس الطائي) رئيس تحرير جريدة الثورة وصاحبها صديقه ومن الموالين له بالكتابة ضد الشيوعيين وفبركة أخبار تشوه سمعتهم وتصفهم بالفوضويين وكانت مقالاتها الافتتاحية يكتبها خبير بالدس والافتراء وله ركن خاص يطلق عليه عنوان (الصداميون) ويقصد بهم الشيوعيين وكان اللواء المتقاعد صالح زكي توفيق أحد قادة الألوية التي كان يعمل بها عبد الكريم قاسم الذي عينه مدير السكك العام يكتب مقالات مؤيدة للشيوعيين في جريدة اتحاد الشعب الجريدة الناطقة باسم الحزب الشيوعي العراقي وقد حدثني صديقي المرحوم عدنان النائب زوج ابنة اللواء المتقاعد محمود فاضل الجنابي والد الدكتور خلدون الجنابي عن عمه الذي كان صديق اللواء المتقاعد صالح زكي توفيق فقال : في أحد الأيام زارني صالح زكي توفيق وسألته عن انقطاعه من الكتابة في جريدة اتحاد الشعب الشيوعية فقال له صالح زكي توفيق أن الزعيم عبد الكريم قاسم استدعاني وقال لا زلت تكتب مواضيع تمدح وتؤيد فيها الشيوعيين ؟ أرجو أن تترك الكتابة عن هؤلاء. فقلت له مازحاً باللغة العامية (ها .. ما كنت أعرف أنك بدلت الكير) وسوف أكتب مقالات أتهجم فيها على الشيوعيين. وقد حدث تغير على الشارع العراقي حيث أصبح الشيوعيين مطاردين في كثير من مناطق العراق ومحافظاتها وأصبح الشيوعي ملاحق وقسم منهم يلقى القبض عليه ويساق إلى المحاكم بعد أن تلفق ضدهم أقوال أو تصرفات فيلقى القبض عليه ويحكم بمحاكم عسكرية كان رئيسها شمس الدين عبد الله وكان قسم منهم يلقى القبض عليه من قبل الأمن ويحجز عدة أيام ويحلق قسم من شاربه الأيمن أو الأيسر ويطلق سراحه أو يحلقون رأسه بشكل مشوه ومضحك ولم تقتصر محاربة الناس على الشبهة الشيوعية وإنما الحقد على جمهورية 14 تموز الذي كان عبد الكريم قاسم رمزها وزعيمها بالعناصر المعادية والحاقدة حتى محاربة ومطاردة كل من يحب ويناصر وينحاز إلى جانب عبد الكريم قاسم فمثلاً بعد محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم بتاريخ 23/10/1959 من قبل البعثيين كانت جريدة الحزب الشيوعي (اتحاد الشعب) قد كتبت مانشيت رئيسي جاء فيه : (لا يموت الزعيم ووراءه شعب عظيم) وكان الشخص الذي يبيع هذه الصحيفة مع الصحف الأخرى في الشوارع والمقاهي اسمه هاشم شقيق الفنان سعدي الحلي وقبل دخوله (مقهى سيد شاكر) هتف في باب المقهى (لا يموت الزعيم ووراءه شعب عظيم) وكان يرتاد هذه المقهى عناصر معادية للجمهورية ولعبد الكريم قاسم ونتيجة لهذا فقد تعرض للضرب والتجاوز عليه وتلفيق أكاذيب وافتراءات ضده أدت إلى اعتقاله وتعذيبه. وكانت الصورة الأخرى مع الشاعر المبدع ملا محمد علي القصاب حينما نظيم نص غنائي خاص بنجاة عبد الكريم قاسم من محاولة الاغتيال جاء في مطلع النص :-
يبن قاسم بالسلامـــــــــــــه إتلوك إلك هاي الزعامـــــــــــــــــه

وقد غناها الفنان سعدي الحلي. وقد تعرض كل من الشاعر القصاب والفنان سعدي الحلي إلى الاعتداء والضرب والإهانة. وكانت زمر من تلك العصابات التي أطلق لها العنان بملاحقة والاعتداء على الشيوعيين وحتى اعتقالهم حينما يشهدون عليهم أمام رجال الشرطة والأمن بأن هذا الشخص قد (مزق القرآن) أو (شتم عبد الكريم قاسم) وهي تهم باطلة ومفبركة ومثال ذلك ما حدث للشخصية الوطنية والاجتماعية عضو مجلس السلم العراقي (الحاج عبد اللطيف مطلب) حينما أمسكت به العصابة وهو عائد في المساء إلى بيته وساقوه إلى مركز شرطة الحلة وهم يحملون (القرآن الكريم ممزق) واعتقل وأحيل إلى محكمة عسكرية يرأسها شمس الدين عبد الله وعند عقد جلسة المحاكمة حضر الشهود وحلفوا بالقرآن الكريم أن هذا الشخص قد شتم عبد الكريم قاسم ومزق القرآن وقد حكم على ذلك الرجل البريء الذي يبلغ من العمر أكثر من ثمانين عاماً بالسجن لمدة سنة ونصف وقد توسط له شخصيات من أهالي الحلة (أعضاء في الحزب الوطني الديمقراطي الأستاذ المحامي المرحوم مصطفى النائب والأستاذ المحامي المرحوم أمين رؤوف الأمين) وقد أطلق سراحه بقرار من الزعيم عبد الكريم قاسم. ومن طرائف ومهزلة تلك الفترة ما حدث لشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري الذي نال جزاءه بدل التكريم والتقدير والوفاء له وهو الصديق لعبد الكريم قاسم حينما كان الزعيم ملحق عسكري في لندن قبل انقلاب 14/ تموز/ 1958 وسبب ذلك بعد نجاة الزعيم عبد الكريم قاسم من محاولة الاغتيال نشر الجواهري مقال في جريدته (الرأي العام) وقصيدته المشهورة التي يقول فيها :
تصور الأمر معكوساً وخذ مثلاً
تالله لاقتيد زيد باسم زائدة
فضيق الحبل واشدد من خناقهم
عما يجرونه لو أنهم نصروا
ولأصطلى عامر والمبتغى عمر
لربما كان في إرخائه ضرر

فكان جزاء الجواهري أن يعتقل بافتراء سبب تافه وحينما طالب اتحاد الأدباء واتحاد الصحفيين في العراق إطلاق سراحه طالبت السلطات القاسمية بمبلغ كفالة قدره (خمسين فلساً) لإطلاق سراحه فقط (درهم واحد) !!؟
هكذا إهانة وجهها عبد الكريم قاسم إلى صديقه شاعر العرب الأكبر الجواهري والأنكى من ذلك إطلاق سراح والعفو عن المتآمرين والذين تعرضوا له بالرصاص في يوم 23/10/1959 حسب قانون الرحمة من عبد الكريم قاسم (عفا الله عما سلف) وكأن ذلك التصرف تقديم الترضية وحسن السلوك والاعتذار لمن تعرض للأذى والسجن والتشريد بعد مؤامرة الشواف والقتلة الذين تعرضوا للزعيم في رأس القرية!!؟
في أحد الأيام من سعي الزعيم عبد الكريم قاسم بالتقرب لخصوم الأمس من البعثيين وغيرهم حدث في نادي القاعدة الجوية في الحبانية في أحد الليالي حيث لعب الخمر في رأس بعض الضباط البعثيين فأنزلوا صورة الزعيم عبد الكريم قاسم من على جدار النادي ورموها على الأرض وأخذوا يرقصون عليها فانكسر الزجاج وتمزقت الصورة وتركوها على الأرض فحملها رجال المخابرات وذهبوا بها إلى مدير المخابرات في بغداد الذي بدوره حملها إلى الزعيم عبد الكريم قاسم مع أسماء الفاعلين من الضباط ... فأرسل الزعيم عبد الكريم قاسم على الفاعلين وبدلاً من أن يعاقبهم قدم لهم القهوة وودعهم بعد أن اعتذروا منه كما أخبرهم بأن مدير المخابرات قد جلب الصورة له ... ومنذ تلك الحادثة إلى سقوط الزعيم في 8/ شباط لم يقدم مدير المخابرات تقرير ضد البعثيين ولذلك بعد انقلاب 8/ شباط/ 1963 لم يتعرض أحد بسوء من البعثيين إلى مدير المخابرات الذي توقف عن كتابة التقارير ضدهم.
من نافلة القول ما ذكره بهاء الدين نوري في مذكراته يقول (ذهب ومن معه من أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي لزيارة عبد الكريم قاسم في المستشفى بعد تعرضه لمحاولة الاغتيال في رأس القرية في بغداد وتحدثت مع عبد الكريم قاسم كيف أن (فيدل كاسترو زعيم كوبا) صان الجمهورية الكوبية بالحزم ضد المؤامرات الأمريكية .. فقال الزعيم عبد الكريم قاسم سوف أضع فيدل كاسترو في جيبي وأصون الجمهورية العراقية من المؤامرات). وقد صرح بعض المحللين على تصرفات الزعيم عبد الكريم قاسم بعد محاولة اغتياله في رأس القرية مساء يوم 23/10/1959 وكأن الشيوعيين والقوى التقدمية ومن تعاطف معهم هم الذين عرضوا حياته والجمهورية العراقية للخطر وليس البعثيين والقوميين ومن حالفهم. وقد وصلت الحالة من النفاق والمراوغة والكذب عن رضا وحب واحترام أعداء الأمس لعبد الكريم قاسم وللجمهورية العراقية خروج مظاهرة من الأعظمية من البعثيين تطلق هتافات على شكل أهزوجة تقول (باسمك يا زعيم نحقق الوحدة) وكأن الزعيم الأوحد عبد الكريم قاسم قد غمرته حالة من الشعور والإحساس برضا النفس ونيله شهادة حسن السلوك من أعداءه وأعداء الجمهورية حينما طبق عليهم قاعدة (عفا الله عما سلف) وأطلق سراحهم من السجون والمعتقلات ومنحهم الحرية الواسعة والتصرف ضد الشيوعيين ومن تعاون معهم في تحريضه ودفعه على محاربة البعثيين والقوميين ومن تعاون معهم .. وهكذا مهزلة القدر تدفع بعبد الكريم قاسم إلى الكيد والحقد في محاربة الشيوعيين وكل من تعاطف معهم فأصدر قائد الفرقة الأولى (حميد الحصونة) أمراً يمنع دخول جريدة اتحاد الشعب إلى جميع المدن التي تخضع لسلطته كما قام عبد الكريم قاسم بحرمان الحزب الشيوعي العراقي من منح إجازة فتح مقر له ومنح الإجازة إلى شخص (داود الصائغ) بعد تكوينه حزب شيوعي صوري وهذا الشخص سبق وأن طرد من الحزب الشيوعي العراقي. كما شن حملة من الاعتداءات والاغتيالات ضد شخصيات شيوعية مثل (ممدوح الآلوسي ورئيس نقابة النقل صباح وأبو الهوب وغيرهم) كما نصب وأصبحوا قادة ورؤساء للنقابات العمالية والمهنية والاتحادات والجمعيات مزيفة وليس لها علاقة مهنية أو تاريخ بها أو من عناصر سبق وأن طردت من هذه النقابات والجمعيات كما أغلق عدة صحف تابعة للشيوعيين وديمقراطيين وتقدميين. والأنكى من ذلك توجه الزعيم الأوحد وحفر قبره ونهاية الجمهورية العراقية بيده حينما أقال وأحال على التقاعد خيرة ضباط الجيش من قادة الفرق والأولوية والوحدات وكذلك رؤساء الدوائر وعوضهم بعناصر حاقدة ومعادية ومشبوهة في الجيش والشرطة والمؤسسات والدوائر مما مهد الطريق السالك بسهولة وعدم مشقة ومغامرة بالقضاء على رمز الجمهورية عبد الكريم قاسم وعلى الحكم الذي كان يتطلع له الشعب العراقي بواسطة طائرتين كان يقودهما حردان التكريتي ونهاد الونداوي وهذان الشخصان وجد اسمهما على طاولة عبد الكريم قاسم في وزارة الدفاع حينما احتل عبد الكريم مصطفى نصرت مقر عبد الكريم قاسم في وزارة الدفاع على ورقة حردان التكريتي قائد القوة الجوية بدلاً من الشيوعي جلال الأوقاتي الذي كان ساعة الصفر في تنفيذ مؤامرة 8/ شباط وتم قتله في باب داره وتعين نهاد الونداوي آمراً بدلاً من العقيد منعم حسن شنون قائد معسكر الرشيد للقوة الجوية وهذا البطل هو الذي قصف مقر الشواف في الموصل وقتله لإفشال المؤامرة والقضاء عليها.
الآن لابد من نبذة مختصرة عن أهمية العراق وموقعه الجغرافي الستراتيجي في الساحة الدولية والحرب الباردة والطوق العسكري التي أرادت الولايات المتحدة الأمريكية إقامته على الاتحاد السوفيتي والآثار التي أفرزتها ثورة الرابع عشر من تموز/ 1958 على الدول المحيطة بالعراق. كما هو معلوم من النتائج التي أفرزتها ثورة 14/ تموز/1958 كانت سبب تهديم قلعة الاستعمار العالمي في الشرق الأوسط من خلال الحلف الاستعماري العدواني الذي تأسس من تركيا وباكستان وإيران وأطلق عليه اسم (الحلف التركي – الباكستاني) وبعد انضمام العراق إليه أصبح اسمه (حلف بغداد) وبذلك إن الثورة في العراق وانسحابها من حلف بغداد دمرت أقوى وأعنف حلقة في الحلف. وخروج العراق من العملة الإسترلينية وتحديد استثمار المناطق التي تستغل استخراج النفط في العراق (انكلو – بريطانية – فرنسية). والانسحاب من الاتحاد العربي الذي وحد العراق مع الأردن الذي جعل من الأردن دولة مرتبطة بحلف بغداد لارتباطها بالعراق بعد ثورة 14/ تموز/ 1958 أصبح العراق شعلة وهاجة في سماء الشرق الأوسط نتيجة القرارات الثورية والديمقراطية التي أعلنتها حكومة الثورة في العراق مما أثار الذعر والخوف في قلوب حكام الدول الرجعية المجاورة للعراق من انتقال لهيب الثورة إلى دولهم وقد سارعت بريطانيا بإنزال جيشها في الأردن لحماية العرش الملكي الهاشمي من السقوط. كما أوعزت الولايات المتحدة الأمريكية لأسطولها السادس الذي كان في البحر الأبيض المتوسط لحماية إسرائيل وعملائها في المنطقة إلى إنزال قوات الأسطول في لبنان لحماية عمليها كميل شمعون من الثورة الشعبية التي اندلعت في لبنان آنذاك.
لقد كانت جميع الدول المجاورة للعراق يمتازون بأنظمة حكم رجعية ودكتاتورية لذلك أرعبتهم وخوفتهم التطورات الثورية الجماهيرية التي حولت الانقلاب العسكري في العراق في 14/ تموز/ 1958 إلى ثورة شعبية زعزعت كراسي الحكم في تلك الدول فكانت الردة التي افتعلها الزعيم عبد الكريم قاسم في إصدار قانون العفو عن اعداء جمهورية تموز (عفا الله عما سلف) ورفع شعار محاربة الحزب الشيوعي العراقي والقوى التقدمية والديمقراطية شهادة حسن السلوك وصمام أمان لتلك الدول وأعداء الجمهورية وبالرغم من كل ذلك استمرت تنازلات عبد الكريم قاسم لهم كما استمرت مؤامرات وتحريك وتشجيع العناصر المعادية ونشاطهم ضد جمهورية 14/ تموز لأن الهدف والغاية من تصرفاتهم ضد عبد الكريم قاسم والدس والافتراء والتحريض ضد الحزب الشيوعي العراقي هو لإسقاط والإطاحة بالنظام الجمهوري الذي ولد من رحم وتضحيات الشعب العراقي وبالرغم من ذلك فقد استمر عبد الكريم قاسم بالقضاء والإطاحة بجميع المكاسب التي حققتها جماهير الشعب كالإصلاح الزراعي والمكاسب الديمقراطية والحرية وقوانين حقوق المرأة والتساهل والتراجع أمام شركات النفط وغيرها. كما استمر بمحاربة الحزب الشيوعي والتنظيمات الديمقراطية عن طريق التشويه ومحاربة الفكرة بالفكرة من خلال حرمان الحزب الشيوعي العراقي منحه إجازة للحزب ساعد أحد العناصر المطرودة من الحزب الشيوعي وهو (داوود الصائغ) ومنحه إجازة حزب شيوعي صوري وكذلك اتحاد الشبيبة الديمقراطية واتحاد الطلبة ورابطة المرأة والجمعيات الفلاحية ونقابة العمال. وكان الحزب الشيوعي بدلاً من الصمود والتحدي والوقوف ضد الهجمة الشرسة ضد الحزب عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بعد خطاب وهجوم عبد الكريم قاسم في كنيسة مار يوسف في ذكرى مرور سنة على الثورة وأصدر بيان فيه تنازلات واعتراف حدوث أخطاء من الحزب وتجاوزات وقد وصف كثير من المحللين ذلك البيان الذي أصدره الحزب الشيوعي العراقي بمثابة شهادة حسن السلوك قدمها الحزب الشيوعي إلى عبد الكريم وكأن الحزب الشيوعي لا يدرك أو يعلم بأن هذا التصرف والسلوك من عبد الكريم قاسم هو صفة وطبيعة جذرية في سلوك وتصرف البورجوازية في ازدواجيتها واللعب على الحبلين والتردد والتراجع في المواقف الحاسمة والصعبة. وكان موقف الحزب الشيوعي كموقف أعداء الجمهورية الذين قدم لهم عبد الكريم قاسم شهادة حسن السلوك لترضيتهم بينما أعداء الجمهورية كان هدفهم ليس عبد الكريم قاسم الذي يعتبر رمز لثورة وجمهورية 14/ تموز وإنما هدفهم إسقاط النظام الجمهوري وهكذا كان أيضاً موقف عبد الكريم قاسم (البورجوازي) هو إضعاف الحزب الشيوعي إلى أقصى درجات السقوط وعزله عن جماهير الشعب وبقي عبد الكريم قاسم (البورجوازي) يتحسس ويتخوف من سقوطه ومجيء الشيوعيين من بعده حتى الساعات الأخيرة من عمره وعمر الجمهورية العراقية في 8/ شباط/ 1963 حينما طلبت منه جماهير الشعب التي زحفت بمئات الآلاف إلى وزارة الدفاع يوم 8/شباط تطالبه بالسلاح للوقوف ضد الانقلاب الرجعي البعثي فرفض تسليمهم السلاح بالرغم من مطالبة طه الشيخ أحمد والمهداوي ووصفي طاهر للزعيم بتسليمهم السلاح فرفض أيضاً وفضل أن يستلم الحكم البعثيين ولا يستلمه الشيوعيين حسب تحليل كثير من السياسيين وهكذا كانت أحلام عبد الكريم قاسم البورجوازية حيث فضل الموت ولا يستلم الشيوعيين من بعده الحكم في حالة فشل مؤامرة البعثيين والقوميين والرجعيين.
ويستمر السيناريو لعبد الكريم قاسم ضد الشيوعيين. في أحد الأيام طلب عبد الكريم قاسم من عبد الكريم الجده آمر الانضباط العسكري أن يجهز مجموعة من الانضباط العسكري ويذهب معهم لاعتقال اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي فوصل الخبر إلى المناضل البطل الشهيد سلام عادل سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي فأصدر قرار إلى الحزب يدعو فيه حالة الإنذار لجميع أعضاء الحزب الشيوعي العراقي المدني والعسكري الذي أعاد تنظيمه بعد أن حل تنظيم الجهاز العسكري بناء على طلب من عبد الكريم قاسم ووافق الحزب على ذلك من أجل كسب رضا وثقة عبد الكريم قاسم بهم. وحينما علم عبد الكريم قاسم بإنذار الحزب الشيوعي العراقي لمواجهة قراره اعتقال اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أصدر عبد الكريم قاسم قرار لتهدئة الحزب الشيوعي بتعيين نزيهة الدليمي وزيرة بلديات وهي أول وزارة تناط للحزب الشيوعي في العهد الجمهوري وكذلك تعيين فيصل السامر القريب من الشيوعيين وزير بلا وزارة. استمرت مناورات عبد الكريم قاسم ضد الحزب الشيوعي العراقي بين المد والجزر حتى أصاب الضجر والتذمر كثير من الشيوعيين فتوجه القائد الشهيد جلال الأوقاتي إلى مقر اللجنة المركزية وكان منفعلاً ومتذمراً من نقل وإحالة على التقاعد وتجميد كثير من قادة الفرق والألوية والفصائل ودخل على اللجنة المركزية وتكلم بصوت جهوري بعصبية : (إن هذا الشخص ويقصد به عبد الكريم قاسم إذا لم يقف عند حده سوف يدمرنا ويدمر الشعب والجمهورية العراقية) عند ذلك بدأت قيادة الحزب (سلام عادل والمكتب السياسي صالح العبلي وجمال الحيدري) من تهيئة الحزب للقيام بحركة تعزل وتبعد عبد الكريم قاسم عن السلطة وترك الأمر له باختيار المكان الذي يرغب به. كان للحزب الشيوعي العراقي تنظيمات واسعة في الجيش العراقي ويقدر عددهم بالمئات من رتبة لواء وعميد وعقيد ومقدم ورائد وملازمين وأصناف أخرى من الرتب العسكرية. لقد أعدت الخطة بالرغم من معارضتها من كتلة الأربعة (عامر عبد الله وزكي خيري ومحمد حسين ابو العيس وبهاء الدين نوري). كان الحزب الشيوعي السوفيتي منذ عهد ستالين يفرض سلطة أبوية على الاحزاب الشيوعية عن طريق الكومنترن (مؤسسة تجمع جميع الأحزاب الشيوعية ويرأسه الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي) وعن طريقه يفرض سلطته على جميع الاحزاب الشيوعية مما جعل سياسة جميع الأحزاب الشيوعية تتطابق مع سياسة ومصلحة الاتحاد السوفيتي وهذا يعني أن الأحزاب الشيوعية جعلت من نفسها الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي وهذا مخالف للفكر الماركسي – اللينيني الذي يجعل لكل حزب شيوعي خصوصية وطنية لأن الحزب الشيوعي يولد من رحم وتقاليد وعادات وثقافة جماهير ذلك البلد الذي يولد وينشأ فيه الحزب الشيوعي أي يكون له خصوصية وطنية في رسم سياسته حسب طبيعة ومستوى الشعب في ذلك البلد وعند مجيء ستالين ومن بعده عناصر حتى بريجنيف عاشا في أحضان الستالينية التي استغفلت وتجاوزت الخصوصية الوطنية للبلد الذي نشأ فيه الحزب الشيوعي فأصبح كل حزب شيوعي ينفذ سياسة الحزب الشيوعي السوفيتي واستغفال الخصوصية الوطنية لذلك البلد). وكان القرار الذي اتخذه الحزب الشيوعي العراقي في تنحية عبد الكريم قاسم يجب أن يقدم للاتحاد السوفيتي للموافقة عليه إلا أن الاتحاد السوفيتي رفضه وقال أن الزعيم عبد الكريم قاسم فيه شحنة وطنية.
هنالك ظاهرة في الانقلاب العسكري في 14/ تموز/ 1958 الذي تحول إلى ثورة جماهيرية بعد القرارات الثورية التي أصدرتها قيادة الانقلاب وربما لم تحدث في التغييرات السياسية بالانقلابات والثورات. بعد ثورة 14/ تموز/ 1958 أجرت سلطة عبد الكريم قاسم تغييرات في كافة هياكل الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية ما عدا الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية وإنما أجرت تغيير فقط في رئيس الدائرة أما المراتب فقد بقيت على حالها وكأن الزعيم عبد الكريم قاسم كان يستقرئ المستقبل على حدوث خلاف مع الحزب الشيوعي العراقي الذي كان له دور كبير في نجاح وانتصار 14/ تموز/ 1958 فكان قائد الفرقة الأولى عمر علي الذي كان مقرها في (الديوانية) قد هيأ الجيش للتحرك إلى بغداد لإسقاط حركة الانقلاب ضد المملكة العراقية ونظام الحكم فيها إلا أن الضباط والمراتب من الشيوعيين في مقرات الفرقة الأولى قد أحبطت هذا المخطط واعتقلت الضباط بما فيهم قائد الفرقة الأولى عمر علي وفي المسيب حينما أعلن آمر لواء مقر المسيب التمرد على الانقلاب وهيأ الجيش للتحرك إلى بغداد تصدى له الضباط والمراتب الشيوعيين وأحبطوا خطته واعتقل مع من تعاون معه وفي صباح يوم 14/ تموز/ 1958 تحركت قوة من الجيش التابع إلى الثورة نحو قصر الرحاب الملكي وطلبوا من الحرس الملكي الاستسلام وعدم المقاومة فرفض ضباط الحرس الملكي الاستسلام إلا أن الضابط الشيوعي إبراهيم كاظم الموسوي الذي قاد مدرعة وتوجه بها نحو قصر الرحاب وأطلق وابل من قذائف مدرعته نحو القصر مما اضطر ضباط الحرس الملكي على الاستسلام. أما الظاهرة التي تكلمنا عنها من خلال الموضوع الأجهزة الأمنية فقد أصبحت طابور خامس في هيكل إداري الدولة تابع إلى القوى المعادية لجمهورية 14/ تموز/ 1958 في تنفيذ مخططاتهم في محاربة الشيوعيين وبشكل خاص النظام الجمهوري الذي كان رمزه عبد الكريم قاسم والآن أنقل صورة لتصرفات أحد رجال الأمن في ذلك العهد اسمه (عمران ابو ريمه) في بداية ثورة تموز كانت مسيرة الجمهورية إلى التقدم والأمام حينما تصدت لها قوى رجعية وقومية وبعثية وكان المفروض بعيون الأمن رصد تحركات تلك القوى المعادية للجمهورية والزعيم وتقديم التقارير عن تحركاتهم المشبوهة وكان شرطي الأمن (المخضرم) تقاريره فقط عن الشيوعيين مما اضطر مدير الأمن إلى استدعائه وحضوره أمامه وعند قدومه إلى مدير الأمن قال له : أبا ريمه إن جميع تقاريرك تتكلم عن الشيوعيين فقط والآن إن اعدائنا ليس الشيوعيين وإنما الرجعية والبعثيين والقوميين ونحن نريد أن نرصدهم وتقدم لنا تقارير عن تحركاتهم. فقال له شرطي الأمن عمران أبو ريمة : والله سيدي منذ أن أصبحت شرطي أمن قبل عشرة سنوات أعرف الشيوعيين أعدائنا ولم أعرف البعثيين والقوميين ولذلك بقيت أكتب على الشيوعيين لأني لا أعرف أولئك .. وإذا ترغب سيدي اسمح لي أن أتقاعد لأني لا أعرف غير الشيوعيين ... رفض مدير الأمن طلبه وقال له ... أبو ريمه إذا لم تعرف سوى الشيوعيين استمر على عملك. عندما انقلب عبد الكريم قاسم ضد الشيوعيين كان أبو ريمه وأمثاله القوى التي ساعدت أعداء الجمهورية ثم القضاء عليها في محاربة الشيوعيين.
من خلال هذه الضبابية والقلق الفكري واضطرابه في شخصية عبد الكريم قاسم البورجوازي نشطت القوى المعادية لثورة وجمهورية 14/تموز وأصبح نشاطها المعادي مكشوفاً حتى أمام أنظار ومسمع سلطة الحكم وعبد الكريم قاسم وكانت تغض الطرف عن تلك الممارسات المعادية للفكر المساند والمؤيد لعبد الكريم قاسم والجمهورية وأصبحت الندوات والاجتماعات واستغلال المناسبات الدينية والوطنية تقام في الجوامع والساحات العامة في الأعظمية وغيرها من مدن العراق وكان الخطباء يشنون حملات شعواء على النهج الجمهوري وعلى جميع الأفكار التقدمية والتحريض ضدها ونشطت عصابات مرتزقة في حملات اغتيالات واعتداءات في كثير من مدن العراق. وبصراحة لقد استطاعت تلك العصابات وأعمالهم الشريرة أمام أنظار المسؤولين في الشرطة والقوات المسلحة من خلق روح من الإحباط واليأس والخوف لدى كثير من أنصار ومحبي الجمهورية وثورة تموز المجيدة وبما أن هذه العناصر المعادية والموتورة ليس هدفها كان فقط الشيوعيون والديمقراطيون وجميع القوى التقدمية المناصرة للجمهورية ونظامها المتحرر وإنما كان هدفها هو التخطيط للقضاء على النظام الجمهوري وإنجازاته التقدمية. وفعلاً استطاعت هذه القوى الرجعية في تحقيق أهدافها بإسقاط وانتزاع جميع المكاسب والنظام الجمهوري التحرري في يوم الردة الأسود (8 شباط/ 1963) حينما جاءوا بالقطار الأمريكي (طائرتين وعدة دبابات) أسقطوا نظام 14/ تموز ونظامه التحرري وسالت الدماء أنهاراً وامتدت مخالب رجال الوجوه النحاسية تمزق وتدمر ليس النظام الجمهوري وإنما أشلاء أجسام الرجال الأبطال الذين ناضلوا وتحملوا الموت والسجون وأقبية الإرهاب والتشريد سنين طوال من أجل ثورة تموز والنظام الجمهوري وخلق المجتمع المشرق السعيد للشعب العراقي.
وهكذا وبكل بساطة وفي غفلة من الزمن ذهبت الجمهورية ونظامها التحرري مع الريح كالحلم ورجعنا إلى ما نحن عليه الآن مربع الصفر.

ملاحظة :-
من أجل الحصول على معلومات أكثر وأوسع انظر إلى كتاب (من وحي التجربة) لكاتب السطور (الانترنيت موقع الحوار المتمدن).



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيار المستوى التربوي في العراق
- خاطرة في ليلة الثورة (14/ تموز/ 1958)
- بمناسبة الذكرى الواحد والستين لثورة 14/ تموز/ 1958 الجسورة
- البطالة والفقر والجوع رافد يصب في حفرة الإرهاب
- الإنسان والعدالة الاجتماعية في العراق
- الضمير
- الموت يخطف من بيننا المناضل الشجاع (هادي شهيد عبس الشمري)
- المواطن والدستور
- الزعيم عبد الكريم قاسم والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري
- غزالة اليهودية
- الديمقراطية والإنسان
- ما هي واجبات نواب الشعب في الدولة وللشعب
- نشأة الإنسان وما له وما عليه من حقوق وواجبات
- حوار مع صديق عزيز
- صورة (5) ...!!
- أمراض خطيرة تصيب الشباب
- صورة (4) ...!!
- صورة ... من تجارب الشعوب
- حصان هارون المتقاعد
- أزمة السودان واحتمال إفرازاتها سلبياً أو إيجابياً


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - الشيوعيين وجمهورية 14/ تموز/ 1958 في العراق