سهيل قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 6318 - 2019 / 8 / 12 - 19:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يئن الواقع متسائلا خاصة في الشطر العربي من الكرة الارضية باكيا ومتسائلا وقائلا بكل وضوح وصوت جهوري عال: ما اسرع الحكام في خلق وادامة اسباب الشقاق وما ابطاهم في خلق اسباب الوفاق, قادة ياتمرون بشهواتهم ونزعاتهم العنصرية خاصة في اسرائيل, ويقول لهم الواقع لا بد وستدفعون ثمن غروركم غاليا فطريق الحق واضح وواحد لا غير وهكذا بابه واسع وعندما تسمع الاذن صوت ضميره الجميل تكون منفذه الى ضمير الكائنات التي تصر على تجاهله وعدم الاستجابة له ويصر المافون ترامب على التعامل مع القادة العرب من ملوك وامراء ورؤساء على انهم دمى ويتفاخرون بالغباء والعهر والخضوع للسوط الامريكي, ومن ابداعاته الجديدة وبعد عشرات السنين من الاحتلال وبالتالي التفاوض لكنسه وانهائه لصالح السلام والتعايش الانساني الانساني باحترام وكرامة وتعاون بناء, انه سيطرح خطة جديدة للسلام, وكأن السلام لغز عميق الغموض وصعب الاسئلة ويرقد في انفاق عميقة لا يمكن الوصول اليه, فالقضية واضحة وضوح الشمس وتتجسد في ان اسرائيل الناب القاطع في فم الوحش الامريكي نهش ولا تزال وعلانية في الجسد الفلسطيني واحتلت ارضه وشعبه لا يزال حيا ويناضل من اجل حقه والقضية واضحة وتتجسد في انسحاب اسرائيل من المناطق المحتلة والعناق الاخوي مع ضحايا الاحتلال وتبادل القبل وباقات الورد وليس اشهار المسدسات والمدافع والرصاص المعدني والكلامي والتشاوف العنصري واضمار النوايا الحسنة وليست السيئة والفتاكة, اذا كانوا فعلا يسيرون الى الغد الزاهر والامن ويحملون الخطط والبرامج البناءة والمفيدة والانسانية وليس برامج الهدم والقتل والعنصرية والاحقاد والسؤال لماذا هذه المماطلات في التسوية ويقدم الواقع الجواب قائلا لقد ادمن قادة الويلات المتحدة الامريكية على الترحيب الدائم بالالام للشعوب خاصة اذا كان قادتها من امثال ال سعود وال نفط وال اصنام بلا ذرة من الاحاسيس والكرامة فما دامت الخزائن والبطون متخمة ومليئة فليضرب بطرس وسخوله, نعم لقد ادمنوا على الالم والقول دائما اهلا وسهلا بك يا الم واذهب اليهم فقد شرعوا لك الابواب واذا وجدت من يدير لك ظهره ويرفضك فاولئك قلة من المخربين يدعون ان وجهك غير مستحب فلا تعرهم بالا ولا شانا واذا قالوا ان مذاقك غير مستساغ فلانهم فقدوا حاسة الذوق والشم ويصرون على العيش وفق عاداتهم وتقاليدهم رافضين ما نريده لهم وخاصة تعميق الصداقة مع الاحتلال ويرد الواقع الفلسطيني متسائلا ما العمل والى اين الذهاب واي الافكار والبرامج التي تعكس بشكل صحيح المصالح الجذرية للجماهير وللعمال ولقضايا السلام, والحياه نفسها تقود الجماهير الى تلك الافكار والتمسك بها والقائلة, عليكم تذويت جيدا ان الوحدة الصادقة والمتينة والشاملة للجميع في ظروفكم الخاصة تشكل الضمانة القائلة ان النضال ضد الاحتلال غير المرتبط بالنضال ضد التشرذم والاتجاهات الانفصالية وبالنضال ضد المواقف الامريكية الواضحة في العداء لكم والتي تريد تخديركم بدعوات الانتظار والركون واعطاء المهلة للمافون ترامب فهو متيم بكم ويعد خطة للسلام, فذلك بمثابة عبارة فارغة وخداع واضح فالذي يتفوق في ازهاق الارواح وتمزيق الاجساد والقلوب خاصة للاطفال واتلاف خيرات الارض ونشر الامية والفقر والغلاء للاسعار هو الذي تغدق عليه الحرب امجادها وتجلسه على منصة الشرف وتثقل صدره بالاوسمة وجيوبه بالمال واذنيه بالتصفيق والتمجيد في حين تمشي المروءة والصدق والامانة والمحبة والسلام والايمان بالحياه وعدل الحياة في الازقة وليس من يسمع وطء اقدامها او يعيرها التفاتة عابرة, وهذا يؤكد ان غالبية الحكام العرب خاصة الملوك والامراء اجساد بلا السنة لذلك حديثهم كله بالاشارة كحديث الصم والخرسان ولا يفهم عليهم العالم لذلك لا يستغيثون ولا يشجبون الموقف الامريكي الداعم علانية للاحتلال وممارساته الاجرامية, وحتى اذا لوح المواطن العربي وخاصة الفلسطيني الذي هو ذروة في السخاء والعطاء واللقمة التي في فمه ليست له وانما للوطن, بغصن زيتون فيرى الملوك والامراء وبامر من سيدهم في الويلات المتحدة الامريكية بعيون اسرائيلية انه يلوح بمقلاع او زجاجة حارقة فهو ارهابي, والتاريخ يقول ان طغاة الاحتلال لا بد ان يتحطموا ذات يوم كالارقام القياسية ورغم انهم يتصرفون من منطلق ان اعمار كل الشعوب بيد الله الا الشعب الفلسطيني عمره يقرره الاحتلال واسياده في الويلات المتحدة, والقرارات الصادرة ضد نهج حكام اسرائيل على مدى عشرات السنين تغطي مساحتها مساحة الارض المحتلة ولم تنفذ عنوة وانما داستها وتدوسها ولا تعترف بها والعالم اخرس وتدير لها ظهرها وحتى اللغة المستعملة معها ومع العرب تختلف, فاللغة التي استعملت مع العراق خلال حرب الخليج كانت رضوخ والزام واذعان وانصياع ونطلب ونصر ونحذر وننذر بينما اللغة المستعملة مع اسرائيل نرجو نامل ننتظر نتوخى نتامل نناشد ونتمنى, وما دامت هناك قطرة نفط واسرائيل غير مطمئنة على المستقبل فالوحدة العربية لن ترى النور حتى الاموات يمنع دفنهم في مقابر جماعية ما دامت الويلات المتحدة توجه الحكام الدمى فالوضع سيزداد سوءا, والواقع نفسه يتساءل هل استمرار الحصار والحروب ضد سوريا وحزب الله والعراق واليمن عمل مشرف, وهل تمزيق وحدة الدول يدعو للفخر والاعتزاز واذا كانوا في زمن الهزائم يعلقون الاوسمة ففي زمن الانتصارات ماذا سيعلقون, ومنذ انهيار الاتحاد السوفييتي والويلات المتحدة الامريكية تحمل اكثر من بطيخة في يديها لذلك تتعامل مع الدول بقدميها وشوهت كل القيم والاعراف والاصالة وكانه لا شيء في العالم الا مصالحها ومن يفتح صفحة جديدة مع ترامب كمن يفتحها في سجل الوفيات, فلذلك المطلوب من القيادة الفلسطينية وخاصة الشعب الاسراع في تعميق الوحدة والقول لا لخطة ترامب والتاكيد ان القضية واضحة وحلها معروف حتى للطفل وفي صلبها كنس الاحتلال وليس ترسيخه بالاستيطان كذلك فان 1+1=2 وادعاء ترامب بانه يعد خطة جديدة هي بمثابة استغباء للفلسطينيين وبمثابة التفاف على الحقيقة وانكار ان 1+1=2 ويتصرف بغباء معتقدا ان الجميع مثله اغبياء لذلك نرفض الاعيبه ومؤامراته بكل شموخ, فهو يريد التسلل الينا بايعاز من نتن ياهو لافشال تتويج المصالحه بوردة الوحدة وعدم الاستمتاع بها لكننا نقول له خيط بغير هالمسلة, خاصة ان ريحتك طالعة وتزكم الانوف.
#سهيل_قبلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟