أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند نجم البدري - الكذب والتجهيل المقدس














المزيد.....

الكذب والتجهيل المقدس


مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)


الحوار المتمدن-العدد: 6307 - 2019 / 8 / 1 - 15:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل ايام خرج علينا امام جمعة النجف صدر الدين القبانجي ، وهو يعتلي المنبر، متباهيا كالطاوس كذبا لتوسل بريطانيا بالحكومة العراقية للتوسط لدى ايران, وطبعا لم يفته ان يعطي الموضوع صورة مذهبية مَأْسُورة بالطائفية، وناجمة عن كثرة الجهل والتجهيل الذي يحاول زرعه على امل ان تنمو جذور الطائفية المقطوعة.


طبعاً انا متاكد ان اغلب الشعب العراقي مثلي لم يستغرب كلام القبانجي هذا، فامثاله رجال الدين كثيرون ، يستبيحون الكذب والتضليل، بل ويراه (كذبا مقدس) ولست هنا اقصد رجال الدين من طائفة معينة بل من جميع الاديان والمذاهب، وليس اغلبهم بل كثير منهم عندما يعتلي المنبر، يخطب بين الناس، وفق دوافع عديدة، من بينها سياسية مدفعوة الاجراوطائفية مغرضة او مصلحة شخصية ..



ان ادق من وصف حالة القبانجي وامثاله هو -علي الشريعي- في كتابه "النباهة والاستحمار"، وبالخصوص فصله المعنون "الإستحمار الدينى"، حيث يعتبر هذا الاستحمار من جهة رجال الدين هو الأكبر والأقوى والأعظم منذ العصور القديمة وحتى المعاصرة، وما سماه "الإستخدام الدينى لاستحمار العقول"، والذى توجه باصطلاحه "طبقة رجال الدين"، وهى طبقة متميزة فى تشويه كل مفاهيم الوعى والعقل والإدراك وسلب الإرادة والتفكير، والتجهيل و الهاء شعوبهم وافساد شخصيتهم بحيث ينشغلون بمشاكل وصراعات وانتصارات وهمية كي لا يلتفت الى فسادهم وسرقاتهم احد .

إن امثال القبانجي الخطر الحقيقي على البلد، فكل ما نعيشه من مآسٍ وإرهاب وحرق وتخريب، وعبث في البلاد، وترويع للعباد على مدى السنوات الستة عشر الماضية، هي من صنيع هؤلاء الأفاكين المتاجرين بالدين، الذين يضحكون على الشباب والكبار ويسوقونهم كالأنعام، إن قالوا لهم اخرجوا في اعتصام، خرجوا، وإن قالوا لهم اقتلوا، قَتَلوا، وإن قالوا لهم فجروا، فجروا، دون أن يملك أحد منهم حق الرفض أو حتى التفكير أو السؤال أو النقاش، تماماً كالشاة التي تُساق للذبح أو للرعي

لكن هناك ايضا ضوء في نهاية النفق كما يقال حيث ان المتتبع لتعليقات المتفاعلين مع فديو القبانجي وغير ممن على شاكلته يستشعر ان الكثيرون قدوا ثقتهم بهم بعدما قرأوا وتفحصوا وكشف ما كان يخفيه هؤلاء عنهم، وباتوا يتشككون في كل ما يصدر عن هؤلاء الذي مارسوا عليهم سياسة التجهيل في مدى زمني طويل ، ويرونهم(حاشاهم) مجرد قطيع بشري، يركبونه - كمطية ذلول - إلى أهداف شخصية وحركية، لا علاقة لها بصحيح الدين او مصلحة الوطن.
.
نعم، قد ساعد و يساعد هؤلاء المتلونين في تمرير سياسة. لكن، زمن الانفتاح في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي يعمل في الاتجاه المضاد، ففي كل يوم - يكتشف العراقيون حقيقة موثقة جرى تغييبها أو طمس معظم معالمها، وبدأ صراع مرير، مع الذات ومع ما يمثلها، ومع المتسببين بكل هذا التجهيل، ونامل ان ينتهي إلى انقلاب في الوعي والمواقف، بل وإلى ما هو أعظم!


.

.



#مهند_نجم_البدري (هاشتاغ)       Mohanad__Albadri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى (ن) داعش هل سيصلب مسيحيي العراق ب(ن) ريان ؟؟؟؟!!!!!
- كرسي المحافظ ..يطلى بدم اهل الموصل
- المجلس الاعلى للفساد ..عفوا..مكافحته!!!!!
- وطن الموت!!
- المليشيات عبر ذيل التجسس تتمدد في اوربا
- داعش لسفاح نيوزلندا -شكرا-
- دولة الفياض البوليسية!!!!!
- العراقية تتوشح السواد في عيدها
- المفتش كرومبو و الارجنتين!!!
- جريمة الملجأ- 25 -العامرية
- ماذا بعد اسشتهاد الحر علاء مشذوب ؟!
- 100يوم من فوضى الحكم !!!!!!
- كرومبو MR
- سطوة المليشيات = عبد المهدي خراعة خضرة
- عودة الفياض تعكس إرهاب حزب الدعوة وعبد المهدي خراعة خضرة
- صراع القرود في حديقة البرلمان !!!!
- ذكرى مجزرة كنيسة -سيدة النجاة -
- سياسونا وعاشوراء ..يوم التجارة بالقضية
- -الكتلة .......-
- لماذا كلما زاد الضغط على طهران ..ظهر البغدادي والظواهري يخطب ...


المزيد.....




- الكنيسة الكلدانية بمواجهة « بابليون» .. صراع النفوذ بين الصل ...
- شرطة لندن ترد على مزاعم محامٍ يهودي: توقيفه لم يكن بسبب نجمة ...
- قائد الثورة الاسلامية: فليستمر ترامب بالوهم!
- كنائس الموصل التاريخية تُفتح من جديد بعد ترميمها من دمار تنظ ...
- بسجن إسرائيلي.. إطلاق رصاص مطاطي على أسير فلسطيني طالب بمعال ...
- كيف استغل الإخوان مظلة الحريات لـ-التسلل الناعم- في أوروبا؟ ...
- خطيب الأقصى يدعو الفلسطينيين للرباط والدفاع عن المسجد
- قائد الثورة الاسلامية مخاطبا ترامب: استمر في أحلامك!
- من المشرق إلى المغرب.. حكايات الآثار الإسلامية
- 493 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى


المزيد.....

- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند نجم البدري - الكذب والتجهيل المقدس