خلى الفراق أجمل فراق

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 6304 - 2019 / 7 / 28 - 00:22
المحور: الادب والفن
    

الى روح الفنان فاروق الفيشاوي
لقد جعلت حقا الفراق بينك وبين جماهيرك ومعجبيك أجمل فراق بين محبين حتي وأن كانت العلاقه بينهم فى بعض الأحيان قد شابها التشاكس والأختلاف. سنظل نذكر نعيك الذى سجلته بنفسك قبل رحيلك بأيام معدودة كتخفه فنيه لمافيه من عفويه وبساطه وانسانيه. لم يسبقك الى مثل هذا العمل ألا فنان الشعب محمد فوزي الذى قام بنشر نعيه بنفسه فى الصحف وكان ايضا تحفه ادبيه حيث لم يذكر من كل ألحانه الا تلك التي حاول بها رسم البسمه على وجوه الأطفال و أدخال السعاده علي قلوب الناس. ولا أذكر للفنان فاروق الفيشاوي أدوارا كوميديه بارزه , وان كان يتمتع بخفه الظل وروح الفكاهه, ربما نتيجه القوالب الجاهزة التي كثيرا ما فرضها المخرجين والمنتجين عليه. رغم ذلك فقد استطاع فى نعيه لنفسه أن يكسر تلك القوالب ويحطم الفورم الجاهزه ويرسم اكبر بسمه على وجوه الناس لاسيما منهم مرضي السرطان. سنظل نذكر سخريته من طبيبه المعالج وهو يعتبر مرض السرطان صداع. توقع طبيب الفيشاوي المعالج رد فعل ملئه الهلع والفزع لكنه وجد نفسه أمام فنان مؤمن بأن الموت حق وان أخطر الأمراض مثل أقلها تؤرق الأنسان وتؤلمه لكن الفارق هو فى مستوي تحمل الشخص ذاته للألم. ما أجمل السلام والتحيه التي أديتها لتودعنا ولا اعرف لماذا تذكرتك فى مشهد النهايه فى فيلم المشبوه وانت تؤدي التحيه العسكريه للطفل على الذى انقذته من براثن العصابه واعدته لأهله رغم ما بينكما؟؟. لم يشعر كثيرا من الناس أن ما يروه هو نعى الفيشاوي لنفسه بل اعتقدوا أنه أعلان لعمل سيرونه قريبا على شاشه التليفزيون ويظهر فيه فاروق الفيشاوي كعادته بنيولوك وأناقه وكأنه عريس , لم يعرفوا أن زفافه سيكون فى السماء. لقد أراد فاروق الفيشاوي أن تظل ذكري لقائه الأخير فى مخيلة جمهوره كأجمل فراق بين أصدقاء وكان له ما اراد. ففى رحمه الله وسلامه وبركاته والى لقاء قريب أو بعيد.. لسنا ندرى ؟ فما أقصر الحياة الدنيا.. والموت حق.

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل