أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - بيتاً صغيراً يكفيني














المزيد.....

بيتاً صغيراً يكفيني


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6299 - 2019 / 7 / 23 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ كنت صغيرا كان حلمي ان اسكن بيتا واسعا, فيه حديقة بأشجار وورود, وغرف متعددة وسطح كبير, وعندما كبرت اصبح الحلم بيتاً صغيراً اعترافا بواقع صعب نعيشه, فلا اريد بيتا واسعا, ولا اريد حديقة بأشجار وزهور, فقط جدران بيت تحمي عائلتي, لكن عشنا في زمن صدام في عسرا لا يطاق, بيوت صغيرة وقديمة نتكور فيها, تصلح لأي شيء الا السكن! هكذا حكم صدام علينا وعلى اغلبية الشعب! ان لا نرتاح في السكن, بل يكون هما دائما, في تلك السنوات العصيبة كان لا يشتري بيتا الا ذو حظا عظيم, فسنوات الحصار سحقت الاغلبية, وبالكاد بقينا على قيد الحياة, ان العوائل ذات الدخل المحدود والفقراء كانت كل الضغوط موجه لها, حتى قرار الامم المتحدة بالحصار كان بالأساس يستهدفهم هم فقط.
وبقي الحلم في ذاكرتي انا والالاف امثالي, باننا في الغد عندما يزول حكم صدام يشرق فجر احلامنا كلها.
وشاءت الاقدار ان يضمحل حكم صدام وتختفي زبانيته, وتأتي قافلة من الساسة الفاتحين, ممن ملئوا الدنيا ضجيجا بانهم سيرجعون حقوق اهل العراق, وستتحول حياة الناس الى حياة مرفهة كبلدان الخليج, ولكن خابت امال اهل العراق مع مرور 16 سنة وازمة السكن تتفاقم! مع ان اموال النفط تكفي لنعيش كاهل باريس ومدريد وروما, لكن نتيجة سوء ادارة الدولة من قبل طبقة متعفنة غارقة بالفساد من كل انواعه, تبخرت احلام العراقيين.
وها هي سنوات العمر ترحل ونحن ما بين التكور في بيوت صغيرة, او التنقل بين بيوت الايجار.
سأحدثكم عن البلدان "الكافرة" كما يسميها البعض, وعن مشاريعها التي تقام لخدمة مجتمعاتها, ففي الكثير من تلك البلدان "الكافرة" تتعهد الدولة في اشهر قليلة بتسليم المواطن مفاتيح بيتا جديد, فلا تقبل تلك البلدان ان يكون احد مواطنيها من دون سكن مريح, هنالك حيث تسكن حكومات "الكفر" والتي جعلت من اولويات عملها حفظ كرامة شعوبها, فتوفر لهم السكن والخدمات والعمل والتعليم والصحة, هكذا هم "الكفار" حسب تصنيفات مدعين التدين.
بالمقابل ونحن نعيش تحت ظل حكومات منبثقة من احزاب دينية, فلا نجد فعلها الا سحق المواطن يوميا, عبر تلال من الضغوطات المسلطة عليه, وسرقة حقوقه البسيطة في السكن الكريم والصحة والتعليم والعمل, واهمال مشاكله حتى تراكمت وتحولت لجبلا عظيم يصعب هده!
"اريد بيتا صغيرا مع عائلتي" انها صرخة الاف بل ملايين العراقيين, الذين مازالوا يفتقدون المكان الذي يحميهم ويحفظهم, انها مظلومية عشرات السنين التي اجبر الشعب ان يعيشها بكل قسوتها وتعبها, وتكرسها اليوم احزاب السلطة المتدينة جدا! فهي لا ترغب للإنسان العراقي ان يرتاح ويستقر ويعيش بكرامة, بل تسعى لاستمرار سحقه واذلاله مثلما فعلها صدام بالأمس, انهم يسيرون بنفس المنهج, والنتيجة تمدد ايام سطوتهم على الحكم.
اخير اقول: سيبقى الحلم معي ومع الالاف نأخذه الى القبر, فما عاد في العمر بقية, ونحمله معنا الى الله الجبار المنتقم نشكيه ظلم من حكمنا.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة عليا لا تكفي
- شهيد ومحنة قبر
- ركوب موجة التظاهرات
- عدنان حمد وعار تصفيات كاس العالم
- منهج الساسة مخالف لمنهج الامام علي (ع)
- فضائيات وموبايل وانحطاط
- جسدها مقابل الشرف الرفيع
- اريد بيتا صغيرا
- عبد المهدي والثورة على رموز الفساد
- اكاذيب مترو بغداد
- ويسألونك عن تفاوت رواتب موظفي العراق
- الامام الخميني الزلزال الذي هز عروش المنطقة
- قراءة في ابعاد نتائج معركة بدر
- الأمام علي ومنهجه الإصلاحي
- الحازم القوي منهجا وحيدا لضرب الفاسدين
- قضية انتشار تعاطي الكحول, لماذا؟
- حديث لوي الذراع من الطفولة الى السياسة
- ما بين ظهور البغدادي وفضيحة رنين
- السعودية تستمر بالقمع, وتشن حملة اعدامات
- ماذا بعد تشديد العقوبات الامريكية على طهران ؟


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - بيتاً صغيراً يكفيني