أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيلي امين علي - باريس .. رسائل انيقة من غير محتوى














المزيد.....

باريس .. رسائل انيقة من غير محتوى


تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6293 - 2019 / 7 / 17 - 19:59
المحور: القضية الكردية
    


اثناء عهد الاستعمار ، ارتكبت الدولة الفرنسية الكثير من الاخطاء بحق شعب كردستان وشاركت بريطانيا وروسيا القيصرية في قمع الحركات التحررية الكردية ، وحاولت معهما انشاء كيانات عنصرية في كردستان وتهجير الكرد من المدن والمراكز الاقتصادية .
كل ما يميّز فرنسا عن غيرها من الدول الاستعمارية في ذلك العهد ،انهااصبحت بنظرالكرد ، الارض التي جاءت منها البشرى الاولى بالموافقة على ولادة دولة كردستان الموحدة . وذلك لان معاهدة ( سيفر ) التي تم توقيعها على الاراضي الفرنسية من قبل الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الاولى والدولة العثمانية المهزومة ، في العاشر من شهر آب 1920 ، اقرّت للكرد في ثلاثة بنود منها حق تشكيل دولته والانفصال عن الدولة العثمانية شأنه شأن غيره من الشعوب غير التركية . لكن معاهدة سيفر ، والتي وقعت في معمل للخزف والزجاج ،كانت سهلة الكسرمثل الزجاج الذي ينتجه على حدّ قول احد المؤرخين ، فاستبدلت المعاهدة بمعاهدة ( لوزان) السيئة الصيت ، والتي تجاهلت حقوق الكرد تماما .
بعد زوال العهد الاستعماري واثناء فترة الجمهورية الخامسة وبالتحديد ابّان حكم الرئيس (فاليري جيسكار ديستان1974-1981) كانت فرنسا الاقرب الى نظام صدام حسين من بين كل الدول الغربية .
حدث تطور هام في عهد الرئيس ( فرنسوا ميتران ) الذي خلف ديستان في حكم فرنسا ، وابدت الحكومة الفرنسية في عهده اهتماما لقضية وحقوق الشعب الكردي . ففي اعقاب قصف النظام البعثي كردستان بالاسلحة الكيماوية ، نظّمت الحكومة الفرنسية مؤتمرا او اجتماعا لمناقشة هذه التطورات ، لكن الكلمة العليا في المؤتمر كانت لطارق عزيز وزير خارجية صدام ، ولم يحصل المرحوم ( جلال الطالباني ) على الموافقة الفرنسية لحضور المؤتمرالذي لم يصدر عنه ما يعتبر ادانة لما جرى في كردستان .
حازت فرنسا في عهد ميتران على سمعة طيبة ، لدى الشعب الكردي والافضلية من بين كل دول الغرب ، بسبب مقترحها الناجح حول حظر الطيران شمالي خط 36 وانشاء المنطقة الامنة في كردستان عقب انتفاضة 1991 والنزوح الجماعي للكرد للحدود الدولية . ووصف السيدة ( دانيال ميتران) نفسها بصديقة الشعب الكردي .
ظلّت العلاقات الودّية قائمة بين حكومة كردستان ، التي تشكلت في المنطقة الامنة ، والحكومات الفرنسية من ذلك الوقت وحتى الان ، ما عدا فترة حكم الرئيس ( جاك شيراك ) والذي كان يحتفظ بعلاقات طيبة مع صديقه صدام حسين . وكان الرئيس الفرنسي الحالي ( عمانوييل ماكرون) اول رئيس دولة يستقبل في عاصمته رئيس وزراء كردستان بعد اجراء الاستفتاء ، واعلانه العمل على اعادة تطبيع العلاقات بين بغداد واربيل والتي تدهورت كثيرا .
استنادا الى العلاقات المتميزة ( حسب تصورنا ) بين حكومة كردستان والحكومة الفرنسية الحالية ، كان الانطباع العام ايجابيا، والى حد كبير، حول اللقاء الاخير للسيد ماكرون برئيس الاقليم السيد نيجيرفان البارزاني ، في (قصرالاليزيه ). وبدى من الاستقبال الرسمي ان اللقاء كان حميميا بالفعل . لكن البيان الذي اصدره قصر الاليزيه في اعقاب الاجتماع ، لم يكن في مستوى طموح الكثيرين من الكرد ان لم نقل كان مخيبا لامال البعض منهم .
لم يخرج البيان عن العبارات الدبلوماسية العامة ،ولم يشر ، كما كان متوقعا ، الى تفهم فرنسا لحقوق الكرد كدولة عظمى لها مسؤولياتها ، اوما يشير الى مساندتها لحكومة اقليم كردستان في المجالات السياسية او الاقتصادية او حتى الثقافية .
الرسائل التي بعثها قصر الاليزيه لشعب كردستان تم صياغتها بدبلوماسية بارعة وتم تفريغها من كل محتوى . لم يكن لا السيد نيجيرفان البارزاني ولا الشعب الكردي بحاجة لان يؤكد السيد ماكرون للسيد البارزاني تمسك فرنسا بوحدة العراق وسيادته ، فقد تجاوزت حكومة كردستان مرحلة الاستفتاء واعلنت مرارا انها ترغب في معاجة الاشكالات مع العاصمة بغداد ، وتمسكها بدستور الجمهورية العراقية الذي يضمن وحدة العراق وسيادة الحكومة الفدرالية على الاراضي العراقية .
ومع ان بيان الاليزيه قد افصح عن احترام فرنسا لكل مكونات العراق ، الا ان ذلك لا يخفف من شدّة لهجة البيان . كما ان ترحيب فرنسا وقصر الاليزيه بتقدم المباحثات بين بغداد واربيل لا يفهم منه ان باريس ستضغط او ستعمل باتجاه نجاح المباحثات ونتائجه المرضية للطرفين .
من ناحية اخرى ، وبينما كان الكثير يتطلع للمساعدة والدعم الفرنسي في المجالات المختلفة ، اختصر البيان كل دعم فرنسا للكرد كجزء من شعب العراق ، بمكافحة الارهاب ! ورغم ان الارهاب يشكل تحديا كبيرا للعراقيين، الا ان مسؤوليات فرنسا الدولية وكونها صاحبة مقعد دائم في مجلس الامن، عانت وتعانى هي نفسها من الارهاب ، توجب عليها دعم كل جهد لمكافحة الارهاب .



#تيلي_امين_علي (هاشتاغ)       Tely_Ameen_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صالة الشرف !!
- على ارض ميزوبوتاميا ، الجاويدان ينحر رامبو
- كردستان على عتبة التغيير والتقسيم
- كفاك يا وفيق افسادا في الارض
- اسرائيل لا تقيم الدول ، انما تصنع الحروب
- بغداد واربيل تملكان خيارا واحدا ، الحوار والتعايش
- المقترح الاممي لكردستان لا يشكل ضمانا ولا يتضمن حلا مناسبا
- الوقت المناسب لشنّ الحرب على كردستان
- مع بغداد كل الطرق تؤدي الى الافتراق
- القوات التركية لن تخرج بأنذار ولا بحرب
- الجنرال السامرائي ... حسنا عرفناك عدوا
- السيد العبادي .. اعيدوا الابتسامة للشعب
- ايران تعادي البارزاني .. ايران تناصر البارزاني
- الاتفاق النووي - معادلات شرق اوسطية جديدة
- من يصدّ العاصفة عن اقليم كردستان ؟
- كوبانى ..في مائة يوم اسقطت اكذوبة استمرت لمائة عام
- اخشى ان يكون الحرس الوطني نسخة اخرى من داعش
- نعم اعتذر وباصرار
- للتشويش على انتصارات البيشمركة.. المالكي يعود الى عربدته
- سعدي يوسف ...


المزيد.....




- الأونروا: مساعدات غذائية تكفي غزة لـ3 أشهر بانتظار الدخول
- اعتقال أكثر من 100 شخص في بريطانيا خلال احتجاجات ضد حظر منظم ...
- تقديرات إسرائيلية بقرب التوصل لاتفاق بغزة وعائلات الأسرى تطا ...
- أحدث دراسة عن المهاجرين في تونس : مالذي تكشفه؟
- الآلاف يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بالإفراج عن الرهائن
- الناس يتساقطون بالشوارع والأمم المتحدة ترفض إعلان المجاعة في ...
- شاهد..مسيرة داعمة لفلسطين في لندن تنتهي باعتقال 55 متظاهرًا ...
- منظمات إنسانية : الكبار والصغار يُغمى عليهم في الشوارع بسبب ...
- لماذا تلاشت حفاوة الترحيب باللاجئين الأوكرانيين في بولندا؟
- تل أبيب.. عشرات آلاف الإسرائيليين يطالبون بصفقة تبادل الأسرى ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيلي امين علي - باريس .. رسائل انيقة من غير محتوى