أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - الرئيس ترامب والسفير البريطاني















المزيد.....

الرئيس ترامب والسفير البريطاني


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6292 - 2019 / 7 / 16 - 01:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسريب الرسائل المرسلة من السفير البريطاني في واشنطن كيم داروك (Kim Darroch) إلى مرؤوسيه في لندن لم يكن سبقا إعلاميا فقط ورد فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عليها بتغريداته الفاضحة، تضيف اليها، وتكشف ما وراء الاكمة. اذ أن الرسائل ليست كلمات عابرة أو تقييمات آنية وليست توصيف حال وحسب وانما اعتبرت تقريرا أو تقديرا رسميا نقل وقائع رآها السفير المخضرم وعاشها وعبر عنها من خلال تجربة وخبرة دبلوماسية ليست قليلة. والقصة بتفاصيلها. تسرد خلفيات أخرى وتثير تداعيات تدور في فلك العلاقات بين العاصمتين، لندن وواشنطن، وبين الادارتين المتشابهتين، توجهات وسياسات وتفاهمات وحتى ايديولوجيات. فما حصل لم يكن تسريبات وتغريدات وفضائحا أعلامية وسياسية وانتهى الامر، وانما عكس ايضا تناقض العلاقات واساليب التخادم البيني، بين الدولتين، والمصالح العامة بينهما غير الاستراتيجية الخاصة.
كتب السفير البريطاني في واشنطن في رسائله ومذكراته، التي سربت ونشرتها صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية (2019/7/6) واصفا الرئيس الأميركي، على نحو شديد الصراحة، بأنه "يفتقر إلى الكفاءة"، وإنه "شخص غير مستقر". وإنّ "رئاسة ترامب قد تتحطّم وتحترق وتنتهي بوصمة عار". الرسائل كثيرة يعود بعضها إلى العام 2017. وجاء في إحداها: "لا نعتقد حقا أنّ هذه الإدارة ستصبح طبيعية أكثر، وأقلّ اختلالاً، وأقلّ مزاجية، وأقل تشظيا، وأقل طيشا وحماقة وانعداما للكفاءة من الناحية الدبلوماسية".
في مقابلها، ومنذ نشرها، غرّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تويتر (9/2019/7)، واصفا السفير البريطاني في واشنطن كيم داروك بأنه "شخص غبي جدا"، وعلى اثرها تاثرت العلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا وشهدت توترا، لاسيما بعد وصف الإدارة الأمريكية بأنها "خرقاء وعديمة الكفاءة، ولا تؤدي واجباتها كما ينبغي". وأعلن ترامب قبل ذلك أن الولايات المتحدة "لن تجري بعد الآن اتصالات مع السفير"، وإنه يدعو الحكومة البريطانية الجديدة إلى تغييره. وبعد أن أكد أنه لا يعرف داروك، قال ترامب إنه سمع بأنه "أحمق ومغرور"!.
كما هاجم الرئيس ترامب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي كذلك، في وقت بدت فيه لندن محرجة، و«أبدت أسفها لتسريب مذكرات سرية». لكن ماي سارعت إلى التعبير عن دعمها لسفيرها أمام تغريدات ترامب، وقال متحدّث باسم الحكومة إنّ «السير كيم داروك لا يزال يحظى بدعم رئيسة الوزراء الكامل»، وهو ما دفع ترامب للهجوم عليها مُجدداً الانتقادات التي وجهها إليها في الماضي بشأن تعاملها مع قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال ترامب: «يا لها من فوضى تسبّبت فيها هي ونوابها، قلت لها ما الذي يجب أن تفعله، لكنها قررت سلوك الطريق الآخر.. وقامت بذلك على طريقتها السخيفة. إنها كارثة!».
أمام هذا الوضع استقال الدبلوماسي البريطاني وكتب في رسالة استقالته التي وجّهها إلى رئيس السلك الدبلوماسي البريطاني سيمون مكدونالد: “أعتقد أنه في الظروف الراهنة، المسار الواجب اتباعه هو إفساح المجال أمام تعيين سفير جديد”. وأوضح داروك أنه “منذ تسريب الوثائق الرسمية الصادرة عن هذه السفارة، أطلقت تكهنات حول منصبي ومدة ولايتي كسفير”، موضحا أن “الوضع الحالي يجعل من المتعذر بالنسبة لي ان أواصل القيام بواجبي كما أرغب”.
وأعربت ماي عن أسفها لاستقالة داروك. وأعلنت في مجلس العموم “من المؤسف جدا أنه اعتبر أن الضرورة تقتضي أن يغادر منصبه كسفير في واشنطن”. وأضافت ان “الحكومة الجيدة تعتمد على قدرة موظفيها على تقديم النصائح الصريحة والكاملة. أريد أن يتمتّع كافة موظفينا بالثقة اللازمة للقيام بذلك”. وهذا كلام واضح أو رد موجه. بدوره أعرب جيريمي كوربن زعيم حزب العمال المعارض عن “أسفه لاستقالة كيم داروك" وقال “أعتقد أنه قدّم أداء مشرفا ونوعيا يستحق أن يشكر عليه”.
يعد داروك البالغ 65 عاما من الدبلوماسيين الأكثر خبرة، وقد عمل 42 عاما في السلك الدبلوماسي. وكان قد تولّى منصب سفير بريطانيا إلى واشنطن في كانون الثاني/يناير 2016 قبل فوز ترامب بالرئاسة. وشغل سابقا منصب الممثل الدائم للملكة المتحدة في بروكسل من عام 2007 وحتى العام 2011، ويعتبر من المؤيدين للاتحاد الأوروبي وضد البريكست.
فتحت الحكومة البريطانية، كعادتها الروتينية، تحقيقا لكشف المسؤولين عن التسريب والنشر للمراسلات السرية في صحيفة “ميل أون صنداي”، وتنوي ملاحقتهم قضائيا. كما وعدت بالتحقيق في ملابسات ما جرى، ووصفت الخارجية البريطانية تسريب المذكرات الدبلوماسية بأنه "تصرف مُضر"، لكنها، بالمقابل، لم تنف صحة الوثائق المسربة، بل إن المسؤولين البريطانيين الذين علقوا على الموضوع أبدوا تعاطفاً مع سفيرهم في واشنطن، رغم انتقادهم لتسريب المذكرات، حيث نسب إلى ديفيد غوك، وزير العدل البريطاني، قوله إنه من المهم أن يقدم السفراء نصائح أمينة وصريحة لبلادهم، و"يجب أن نتوقع من سفرائنا قول الحقيقة، كما يرونها". مثله تحدث متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن الناس يتوقعون من الدبلوماسيين أن يوفروا للوزراء "تقييما صادقا وصريحا" للأوضاع السياسية في البلاد التي يعملون فيها، ولا يعني ذلك بالضرورة أن يتبنى الوزراء أو الحكومات وجهات النظر هذه، لكننا ندفع لهم ليقولوا الحقيقة. حتى رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، أكدت أن لديها "ثقة تامة" بسفير بلادها. بمعنى أن ما جرى بعد التسريب أكد على التسريب وضرره فقط وليس على محتواه ومضمونه ومصداقية السفير فيه، في وصف الرئيس الأمريكي وإدارته وتناقضات سياساته وانتقادها. وهذا أمر ملفت وبيان كاشف للصراعات والتناقضات والتنافس، وما يجري خلف الواجهات والتعاملات والظاهرات.
أعلان راي السفير في الإدارة الأمريكية ورئيسها له أهميته البارزة في فهم ما وصلت إليه الإدارة والرئيس الأمريكي، ويعكس بشكل أو بآخر مواقفا أو اراءا بريطانية معبرة شعبيا وبعض الأوساط الرسمية، وكانت قد توضحت في رفض إستقبال الرئيس الأمريكي اثناء زيارته لندن أو قبلها، والاحتجاج على الكثير من تغريداته حول الأوضاع البريطانية أو بعض المسؤولين البريطانيين، فضلا عن قضايا أخرى.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصهاينة الجدد في العواصم العربية
- تحية الى مناضل من الجزائر
- مسيحيو المشرق.. ما المصير القادم؟
- اين النقابات والاتحادات العربية اليوم؟
- لماذا هجمات التخلف وحملات الجهل سائدة في الوطن العربي؟
- عن الحراك الشعبي العربي الجديد
- لماذا هجمة التخلف والتهديدات بالقتل في المغرب؟!
- الإدارة الأمريكية تقدم شهادة إدانة لها
- من الطابق الحادي عشر ارى التايمز
- تظاهرات عمالية في العراق الجديد
- عن رسائل الجزائر الاخيرة
- بغداد يا بغداد*
- فاجعة الموصل الجديدة
- صدمة نيوزيلندا وسياسة التطرف
- معارض الكتب وأزمة القراءة
- عن المثقفين المزيفين وتصنيع الإعلام لهم (2-2)
- عن المثقفين المزيفين وتصنيع الإعلام لهم (2-1 )
- مشاكل الواتس آب
- جولة مقصودة وتحد صارخ
- ترامب يتسلل الى العراق


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - الرئيس ترامب والسفير البريطاني