أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - لماذا هجمات التخلف وحملات الجهل سائدة في الوطن العربي؟















المزيد.....

لماذا هجمات التخلف وحملات الجهل سائدة في الوطن العربي؟


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6229 - 2019 / 5 / 14 - 01:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنتقل هجمات التخلف وتعبيرات الجهل من بلد عربي الى اخر، أو تنتشر في أغلب البلدان في أن واحد، وكانها، او هي فعلا وباء معد، ينتشر باسرع من البرق. فبعد تهديد عدد من النشطاء في اكثر من مدينة عربية بالقتل او المنع من انجاز فعاليات ثقافية او تضامنية مع القضايا العربية العادلة، كالقضية الفلسطينية، تواصلت بطرق واساليب متشابهة او مختلفة. اذ لم يعد هناك فرق بينها من حيث التوجه والهدف منها. بل وصلت الى اعتقالات مفتوحة في عدد من بلدان اخرى، اي تحولت الى ظواهر قاتمة وحالات مستعصية واوضاع لا تطاق ولا يمكن التعبير عنها او توصيفها. الى درجة اصبحت حتى الكتابة عنها ليست كافية ولا تشفي روح التضامن المطلوبة كاضعف الايمان.
في الاغلب تستهدف مشاغلة الغلابة، الذين ينامون ويستيقطون تحت خط الفقر المدقع، ومحاولات ابعاد النظر عن الوقائع الجارحة والحقائق المؤلمة. فبدل ان تنشغل الحكومات باسباب الفقر ونسبه المرتفعة في اكثر من بلد نفطي، كالعراق، اجل العراق.. الثري في ثرواته المادية والبشرية، الغني بين غيره من البلدان المحيطة به، وتفكر في سبل التخلص من الفقر ومعالجته جذريا، ومعرفة دوافع أو الرد على سؤال، لماذا سال ويسيل عليه لعاب الامبرياليات المتوحشة التي ارسلت وترسل له قواتها العسكرية "للتدريب والاستشارة" و"الاقامة" حول منابع الطاقة والخيرات الاخرى؟!، وتعمل بمسؤولية وجدية للتغلب عليه، وتقدير احتياجات المواطنين الفقراء وتحسين اوضاعهم، والتوقف هنا بعد كل هذا في السؤال ايضا، لماذا يجري كل هذا دون ان يثير غضبا او احتجاجا او صرخة شعبية تسمع المستعمر والمحتل والغاصب ما لا يحب ان يسمعه منها. كما حصل مع تصريحات باهتة لنائبة نائبة، كُررت مفرداتها دون توقع او ترو او انتباه، واعادت ما حصل مع غيرها من الدوران حول مفردات محددة ومستلة من نص او خطاب واعتبار الرد واجبا والهجوم المتخلف والجهل مهمة ووظيفة. اخطأت النائبة واعتذرت ونشرت اعتذارها في الصفحة الاولى من الجريدة التي يصدرها حزبها الشيوعي. وفي الاعتذار فضيلة لها ورذيلة لمن يحاسب على مفردة ويمارسها فعليا في رده واسلوبه وافعاله.. فالتخلف ليس كلمة عابرة ولا وصف حال عام او خاص.. في العراق خصوصا.. التخلف قضية اساسية وفعلية في الحال والمشهد والواقع.. معكوس عمليا في نقص الخدمات الاساسية والاصرار عليه. في الحرمان والفقر والظلم والقمع والاستغلال والقهر والاستبداد وتناقض الصورة بين اللفظ ومعناه، بين القائم والمتخيل، بين الواقع المؤلم والحقيقة الغائبة، بين الخداع والامل المنشود.. متخلف من ينكر التدهور في القيم والوقائع اليومية المنظورة والمخفية.. متخلف من يسكت على الفساد والانحدار في مقارنة الخطط والتنفيذ على الارض.. متخلف من يرضى على كل ما حصل ويحصل في الوطن، من استعمار جديد بمسميات جديدة.. اليس هذا تخلفا وعكس التقدم والتطور؟! والا ماذا يمكن ان تسميه؟!. لماذا العراق وغيره من بلدان الوطن العربي في اعلى قوائم المنظمات الدولية المهتمة في قضايا الفساد وانعدام الشفافية؟!. ولماذا تقارير المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان والحريات العامة تقدم معلومات وارقاما مذهلة عن الانتهاكات والارتكابات في هذه البلدان؟!. هذا هو التخلف بعينه، ولابد من وعيه كاملا، وادراكه عميقا، والرد عليه بما يناسبه، اذ لا يمكن ان يستمر او يقبل برضى او باكراه. هذه الطاقات الكبيرة، هذه الجموع المحتشدة يجب ان تتوجه بشكل سليم وتوجه صحيح.. ضد التخلف المانع للتقدم، ضد التخلف القامع للتطور، ضد التخلف الحاجز للتغيير. كيف يصمت العراقي وهو لا يجد قوت يومه، ولا بيت ملكا له ولا عمل منتجا عنده ولا ضمان لديه ولا مدرسة كاملة لابنائه ولا مشفى جاهزا لعلاجه ولا شارعا معبدا ومنتظما لسيره ولا كهرباء كافية ولا ماء نقيا للشرب والاستخدام البشري، فاي حالة هذه وبماذا توصف او تقارن؟!.
نواصل الحديث عن العراق مثالا لغيره، في الأرقام والإحصاءات ما يذهل الإنسان حقا، وقد لا يصدق بها لولا النتائج القاسية. فالبطالة عن العمل بين الشباب، وخاصة أبناء الجنوب، ما يقارب الاربعين بالمئة منهم، حسب تقديرات دولية، ورغم تقليلها بما تصدره الوزارات والمؤسسات الرسمية بادنى من هذه النسبة ولكنها تظل فروقا ليست كبيرة، مما يبقى مؤشرا خطيرا ومؤلما، فكيف لا يحرك كل هذا هؤلاء الذين سنوا ألسنتهم واسنانهم على مفردة عابرة، وصفت الحال الذي لا يراد له أن يوصف أو يقرا كما هو ويثور الناس عليه أو يجب أن يثور الناس عليه، فيقادوا إلى غيره وإلى المكان الخطأ ورفع الشعار الاخطا وتنفيذ الفعل الخطيئة والهروب الى خراب الامل الباقي في بلد يجرح من كل الجوانب وترسم له صور وخطط التفتيت والتدمير والطوفان.
من فضائح الفيديوهات المنشرة، تصريحات نواب برلمان سابقين وحاليين، يشيب لها الولدان كما يقال. أحدهم يعترف في أكثر من مقابلة عن قبوله الرشوة وأنه وأمثاله مرتشون علنا وبملايين الدولارات، وليس الدنانير، (الدولار الواحد الان أكثر من ألف دينار)، وآخر عن فضائيين في أكثر من مؤسسة تخصص لهم رواتب شهرية وتدفع لهم كل ما يحصل عليه الموظف الموجود عمليا وارقامهم ليست قليلة بكل الاحوال، ويشخصهم ويشير إلى موقعهم وآخر يشرح تفاصيل عن سيارات الهمر التي اشتريت على الورق وانهيت خدمتها على الورق وسعرها بالملايين ايضا، كما كشف عن مشروع بناء اربع مستشفيات وتخصيص رواتب لموظفيها وادويتها وتجهيزاتها الأخرى شهريا وهي غير موجودة اصلا، على الورق فقط، فهل يقبل هذا دون أن تقلب الدنيا ويُحاسب المجرمون الفاسدون الناهبون لهذه الثروات والمبذرون لأموال الدولة والميزانية العامة والساكتون عليهم والساترون لهم والغاضون النظر عن النهب والفساد والمحسوبية والجرائم التي تدور في فلكها.. هذه الجرائم تعلن رسميا في الفضائيات ولا تتحرك تلك الجموع التي هاجمت والأعمال التي نفذت. أنها جريمة وتخلف وجهل حقيقي. مطلوب أن يستمر ويبقى كي يستمر الفاسدون والمجرمون والناهبون لثروات الشعب وممتلكات المواطنين وعلى حساب الجموع الفقيرة التي تدفع إلى ما لا تسترد به أملها في وطن حر وشعب سعيد. وهذه الصورة تكاد تتكرر في الأغلب الاعم في ارجاء الوطن العربي. أنها حالة مزرية مؤلمة ولات ساعة ندم.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحراك الشعبي العربي الجديد
- لماذا هجمة التخلف والتهديدات بالقتل في المغرب؟!
- الإدارة الأمريكية تقدم شهادة إدانة لها
- من الطابق الحادي عشر ارى التايمز
- تظاهرات عمالية في العراق الجديد
- عن رسائل الجزائر الاخيرة
- بغداد يا بغداد*
- فاجعة الموصل الجديدة
- صدمة نيوزيلندا وسياسة التطرف
- معارض الكتب وأزمة القراءة
- عن المثقفين المزيفين وتصنيع الإعلام لهم (2-2)
- عن المثقفين المزيفين وتصنيع الإعلام لهم (2-1 )
- مشاكل الواتس آب
- جولة مقصودة وتحد صارخ
- ترامب يتسلل الى العراق
- اليمن وكارثة إنسانية كبرى
- دم في الشوارع العربية
- ما بعد انتصار العراق على -داعش-!
- الشيخ الخالصي والزعيم لينين
- العراق: حكومة محاصصة وتوافق خارجي


المزيد.....




- هيفاء وهبي توجه تحية لفريقها الإبداعي في عيد العمال
- مصدران لـCNN يكشفان تفاصيل قرار مغادرة مايك والتز المحتملة ل ...
- إريك ترامب يعلن من دبي عن مشروع عقاري بقيمة مليار دولار.. هل ...
- الجزائر تلاحق إسرائيل بـ -العدل الدولية-
- قضية دمنهور: الحكم بالمؤبد على المتهم بهتك عرض -سبايدر مان- ...
- الخدمة العالمية في بي بي سي تطلق بثاً إذاعياً طارئاً لتغطية ...
- هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه ...
- -القاتل الصامت في منتصف العمر-.. كيف تهدد الساعة البيولوجية ...
- الأسطول الروسي والتقاليد الهندية
- المنفي يمهل مفوضية الانتخابات 30 يوما


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - لماذا هجمات التخلف وحملات الجهل سائدة في الوطن العربي؟