أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - ترامب يتسلل الى العراق














المزيد.....

ترامب يتسلل الى العراق


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6098 - 2018 / 12 / 29 - 00:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


!
تسلل الرئس الامريكي دونالد ترامب ليلة عيد ميلاد السيد المسيح، الى العراق مع زوجته ومستشاره للامن القومي جون بولتون وحراسه برحلة مباشرة، واحتفل، كما فعل سابقوه من الرؤساء ومسؤولين امريكيين اخرين، مع الوحدات العسكرية المحتلة لقاعدة عين الاسد غرب العراق، وشكر جنوده والتقط صورا معهم. وقيل ان التسلل دام ثلاث ساعات ونصف ساعة فقط. أهذا رئيس الولايات المتحدة الامريكية، الذي يهدد العالم رعبا ويجبي الاموال من حلفائه الاثرياء جزية؟!.
الرئيس ترامب بكل عجرفته وتويتراته لا يستطيع زيارة قاعدة عسكرية محتلة من قبل قواته براحة واسترخاء واعلان واعلام.. هذه فضيحة بجلاجل، اجل.. ولكن هل هذه وحدها ام الترابط مع غيرها لتعري ما وصلت إليه دولته ودورها العالمي؟!. فلو لم يكن غازيا ومحتلا ومرتبكا ومرتكبا جرائم حرب في البلاد والمنطقة لما فعل هو ومن خطط له الزيارة بهذه الصورة المخجلة. ولكن وسائل الاعلام خففت عليه وله وكعادتها واكبته بعد عودته بنشر الصور والتعليقات والتصريحات والمقابلات.. وكما هو معروف انقسمت المواقف وتصارعت الاراء، عراقيا وعربيا. المراهنون على التدخل الامريكي والحماية العسكرية والتخادم السياسي برروا له وانتقدوا الحكومة والعراقيين على عدم الاستقبال والاحتفاء برئيسهم، وزيارته الميمونة، بالبساط الاحمر والورود والرياحين.. والرافضون لسياسات واشنطن واتباعها في المنطقة والمهاجمون لجرائم الحرب والممارسات العدوانية والغزو والحروب الامريكية انتقدوا بشدة هذا التسلل المريب.. وذكّروا من فقد الذاكرة بفعل المقاومة ودورها في إعطاء الدرس لمن ضيّع المشيتين، كالغراب في القصة المعروفة.
حسب ما اوردته مجلة نيوزويك، فقد ارتكب ترامب فضيحة اخرى، لا تغطى بستار، حيث نشر على حسابه على تويتر فيديو كشف فيه وجود فريق من قوات البحرية الأمريكية الخاصة "سيلز" بالعراق. ووضحت المجلة أنه فى حين أن القائد الأعلى يمكنه رفع السرية عن معلومات، لكن عادة لا يتم كشف وحدة العمليات الخاصة للرأى العام الأمريكي خاصة، لاسيما عند نشر صورة أعضاء للخدمات الخاصة او تطمس وجوه أفراد العمليات الخاصة من الصور الفوتوغرافية والفيديوهات بسبب الطبيعة الحساسة لعملهم. وهذه قواعد امنيةعسكرية أمريكية لم يتقنها ترامب فنشر الفيديو على حسابه على تويتر دون أن يحجب وجوه قوات العمليات الخاصة، ونقلت "نيوزويك" عن مسؤولين سابقين وحاليين فى وزارة البنتاغون قولهم إن نشر معلومات متعلقة بالوحدات الخاصة يمثل انتهاكا لأمن العمليات. وكذلك فضح وجود أمثال هؤلاء بالذات تعرية الادعاءات التي لا تعترف بوجود قوات خاصة أمريكية في العراق وتروج خلافه.. وتكشف صمتها عنها وتوجيه اتهامات باتت معروفة عن غيرها. ورغم السرية، التي أحيطت بها الزيارة، إلا أن تكهنات سرت بشأن قيام ترامب بهذه الرحلة في أعقاب قراره خفض قواته في أفغانستان والانسحاب الكامل من سوريا. (الى اين؟، وهذه قضية اخرى، نقل جنوده من سوريا إلى العراق، وبناء قاعدة عسكرية جديدة أو تسمين قاعدة قائمة فعلا في العراق، مما يعني أن القوات الأمريكية لم تترك المنطقة، ولم تتغير مهماتها العدوانية، بل هي إعادة حسابات وانتشار جديد) وكتبت المتحدثة باسم البيت الأبيض، ساره ساندرز، على حسابها على تويتر أن "الرئيس ترامب والسيدة الأولى توجها إلى العراق في وقت متأخر ليلة عيد الميلاد لتفقد قواتنا والقيادة العسكرية العليا لشكرهم على خدماتهم ونجاحهم وتضحياتهم وليتمنيا لهم عيد ميلاد سعيدا"!!.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم ميلانيا ترامب إنها "زيارة مفاجئة للشجعان المنتشرين حاليا في العراق"!. لماذا مفاجئة وسرية اذاً، وهي لشجعان؟!. واصبحت الزيارات الرئاسية تقليدا في سنوات الحرب في أعقاب هجمات 11 ايلول/ سبتمبر 2001 الإرهابية، لتعزيز معنويات الجنود، وقد تعرض ترامب لانتقادات لعدم توجهه إلى منطقة حرب!. لهذا جاء تسلله الاخير استجابة وردا، دون احترام وتقدير للأطراف أو البلدان المبتلية بغزو واحتلال قوات أمريكية، وقواعد عسكرية.
في كل الاحوال ما قام به ترامب، مكررا ما سبقه، انتهاكا للسيادة العراقية واساءة للعلاقات الدبلوماسية واهانة لمتخادميه في السلطات العراقية واستهانة صارخة بالاعراف وخرقا فاضحا للتقاليد العامة دوليا وقانونيا واخلاقيا. وتعتبر الزيارة مثالا لسياسات الإدارة الاستعمارية الأمريكية وتعاملها مع حلفائها أو اتباعها أو المراهنين عليها.
كما ان تصريحاته على الارض العراقية وضحت حجم الغطرسة والانتهاك لكل قواعد التحالف او الاتفاق او التفاهم والاعلان عن سياسة استعمارية عدوانية للمصالح الوطنية العراقية ودور العراق في المنطقة وعلاقاته الدولية.
ينبغي الا تمر هذه الإستهانة والاستهتار والاستخفاف، دون رد مسؤول عراقيا، سياسيا وقانونيا على الاقل، يحفظ كرامة الشعب والوطن والاعتبار من خداع الذات، ووضوح الصورة للحاضر والمستقبل.. أن الصمت أو التغاضي أو اللف والدوران يعكس فقدانا لهيبة الدولة واستقلالها وسيادتها المعترف بها دولياً!.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن وكارثة إنسانية كبرى
- دم في الشوارع العربية
- ما بعد انتصار العراق على -داعش-!
- الشيخ الخالصي والزعيم لينين
- العراق: حكومة محاصصة وتوافق خارجي
- وداعاً أم سعد
- في وداع سلامة كيله
- الخرف الالكتروني
- تغريبة الفلسطيني الجديدة
- إن تزور بيروت هذه الأيام...(3)
- إن تزور بيروت هذه الأيام (2)
- في الذكرى الستين للثورة... الحركة العمالية عشية ثورة 14 تموز ...
- صفعة مسيرات العودة لصفقة القرن
- كلمات من دفتر الاحوال... (17)
- عن الحركات الاحتجاجية الشعبية في الممالك العربية
- جيرمي كوربين يزور المخيمات
- كلمات من دفتر الاحوال...(16)
- الاعتراف الجديد يتطلب المحاكمة والعدالة
- ما بعد الانتخابات في العراق!
- المتباكون على الامبريالية


المزيد.....




- مصور فرنسي يوثق جانبًا آخر من جزيرة سقطرى باليمن لم تلتقطه ا ...
- إطلالة كيت ميدلتون -الزرقاء- تعيد إلى الأذهان أناقة الأميرة ...
- الجيش الكويتي يُعلق على تداول مقاطع رصد -صواريخ باليستية- في ...
- غروسي يكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيران ...
- مراسلتنا: المدفعية الإسرائيلية تهاجم جنوب لبنان
- الملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في ا ...
- -إيرنا- تنفي نبأ انسحاب البرلمان الإيراني من معاهدة حظر الان ...
- اكتشاف مواد سامة -خفية- تلوث الهواء في الولايات المتحدة من م ...
- تفاصيل إبعاد مسيرة عن منزل نتنياهو
- إسرائيل وإيران تتصارعان.. والسوريون بين الشماتة والانتظار


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - ترامب يتسلل الى العراق