أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يعقوب الهنداوي - ممنوعون من التطور أم عاجزون؟ (1)














المزيد.....

ممنوعون من التطور أم عاجزون؟ (1)


محمد يعقوب الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 6282 - 2019 / 7 / 6 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ممنوعون من التطور أم عاجزون؟ (1)

أرى أننا ممنوعون عن التطور لعوامل عدة أغلبها داخلي وبعضها خارجي تفاعلت (وتتفاعل) فيما بينها وفق قوانين الدايلكتيك لتولد منظومة معيقة تعيد انتاج نفسها بنفسها كلما برزت ظروف ضاغطة كنشوء حركات و"فورات" ثورية بحكم تجدد الأجيال وحاجتها الى تنفس هواء نقي وإيجاد فسحة لها في الحياة وبين الأمم، وظهور أفكار وتيارات جديدة استجابة لمحفزات خارجية كالتقنيات والأزمات الاقتصادية والسياسية (والعسكرية) الدولية، والحركات العالمية التي ترفع مستوى الحماس والرغبة بمتابعة "المثل الأعلى"، لكنها ما تلبث ان ترتد الى الوراء بحكم تلك الضغوط.

وكي لا أمضي في التعميم بعيدا، سأحاول تشخيص أمثلة من واقعنا:

• مع تفسخ الدولة العباسية وضعفها في أواخر أيامها ببغداد، كانت هناك حركات ثورية مهمة جدا ذات برامج رائدة حاولت تأسيس وطرح بدائلها الخاصة، مثل حركات "العيارين" و"الحشاشين" و"إخوان الصفا وخلان الوفا"، بعدما كان القرامطة قد تعرضوا لعدوان التحالف المزدوج بين "أبناء عمومتهم" الفاطميين وبين العباسيين فأبيدوا عن بكرة أبيهم تقريبا. كما عانى الزنج مصيرا مشابها عقب فشل ثورتهم في البصرة بقيادة علي بن محمد.

وفي تلك الفترة لم يكن هناك طبعا لا استعمار غربي ولا صهيونية عالمية ولا مؤامرات دولية نلقي اللوم عليها لأن العرب والمسلمين كانوا هم الاستعمار الذي استعبد الشعوب واحتل بلدانها وقتل رجالها وشرد أهلها واستباح حرماتها وسبى نساءها وأطفالها وفاخر بامتلاكه الجواري والغلمان و"ملك اليمين" وتاجر بهن في أسواق النخاسة. وكان من حق تلك الشعوب طبعا أن تثور وتتمرد وتفعل كل ما بوسعها للتحرر من الاستعمار البدوي الذي دمّر حضاراتها وسبى نساءها وصادر خيراتها، باسم دينه الجديد...

وكانت أغلب عوامل الضعف في تلك "الدول" والامبراطوريات التي أقامها البدو تنشأ عن المنافسات الداخلية والثارات وأحقاد القبائل والتنابز والمؤامرات والاقتتال فيما بينها، بل وحتى بين أفراد الاسرة الواحدة. وطبيعي ان أعداءهم الداخليين وأبناء الشعوب المستعمرة والبلدان المحتلة كانوا يحاولون استغلال كل تلك العوامل، وكان الكثيرون منهم ينتمون الى تلك الحركات الثورية ويرفدونها بالأفكار والخطط والرجال والتمويل والمخابئ.

لكن، وقبل أن تستطيع تلك الحركات الثورية الأخذ بزمام المبادرة والتغيير من الداخل، كانت هناك قوى خارجية مـتأهبة للحلول محل دولة بني العباس وكانت ترصد تدهورها وانحطاطها وتنتظر اللحظة الملائمة للانقضاض.

فبعد جولات من عراك الديكة والنزاعات والغزوات المتبادلة بين الصفويين القادمين من إيران حينا، وبين السلاجقة والعشائر الهمجية التركية التي اتخذت شكل دولتي الخروف الأبيض والخروف الأسود، حينا آخر، وكلها كانت قوى عسكرية همجية شرسة لا تمتّ للحضارة والمدنية، جاء المغول بقيادة هولاكو ليحسموا الصراع ويقضوا على كل أمل بالخلاص الداخلي.

ولم تكد سلطة المغول (وهم بدوٌ أيضاً) تضعف قليلا وبطشهم يخفّ، بحكم إختلاطهم الجزئي بالمجتمع المحلي واسترخائهم بتأثير الثروة والجاه والرفاه، حتى جاءت عشائر آل عثمان بكل فتوتها وقسوتها ودمويتها لتفرض سطوة كاسحة وهيمنة دامت لستة قرون كانت كفيلة بقتل كل أجنة التطور وآمال النهوض.

ولم تقتصر الآثار التخريبية للدولة العثمانية على فرض الحكم المستبد بل عمّقت في المجتمع العراقي تأثيرات الطائفية التي كان المجتمع قد استوعبها وخفف من حدّتها بعض الشيء، أو تعايش وتأقلم معها، لتتعمق تلك الجروح والقروح في الذات العراقية المهزومة والكبرياء المسحوق لشعب انهارت حضارته ودولته.

وبدلا من أن يروا خصومهم من الغزاة الخارجيين، من البدو العرب والبدو التتار، مسؤولين عن نكساتهم وهزائمهم، التفت ما تبقى من العراقيين ليتّهموا بعضهم بعضا بالغدر والتآمر والتسبب في الانهيار. ولم يكن ذلك طبعا دون تحريض وتأليب، صريح أو خفيّ، من عدوهم الخارجي الذي لم يكن منتظرا منه الا أن يفعل ذلك إمعانا في تمزيقهم واضعافهم.



#محمد_يعقوب_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رَضعْتُ النّارَ مِنْ ثَديِ الثُريّا فأرّقَني سطوعُكِ في عِظا ...
- المرأة والفلاح والطفل الكردي (الحلقة 4)
- (والت ويتمان) عندليب أمريكا الصدّاح
- أفكار أولية عن العلمانية والدين (1/4)
- هكذا يَكتُبُ الرّائي رُؤاه
- المثقف العنكبوت
- الكرد وكردستان - الاصل والواقع الراهن (الحلقة الثانية)
- استفتاء -استقلال كردستان-


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يعقوب الهنداوي - ممنوعون من التطور أم عاجزون؟ (1)