أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يعقوب الهنداوي - المرأة والفلاح والطفل الكردي (الحلقة 4)














المزيد.....

المرأة والفلاح والطفل الكردي (الحلقة 4)


محمد يعقوب الهنداوي
كاتب

(Mohamed Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 6281 - 2019 / 7 / 5 - 17:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المرأة والفلاح والطفل الكردي

ومعاناة الفلاح الكردي من الأغوات والملاّكين الذين تدعمهم السلطة خدمةً لتعزيز مواقع أقدامها في كردستان من خلال إحياء النعرات العشائرية المتخلفة وتعزيزها من جهة، وتدعمهم من الجهة الاخرى الحركة المسلّحة القوميّة التي تخضع لشروطهم مهما كانت مجحفةً بحقّ الفلاح ومدمرةً لحياته ومصالحه الحيويّة، وذلك بسبب افتقادها البرنامج الطبقي الواضح والناضج، كما تدعمهم بسبب حاجتها الى معونتهم الاقتصاديّة والتعبويّة ليسهّلوا إمكانيّة تواجدها في مناطقهم.

إضافة الى ذلك ينوء كاهل الفلاح الكردي بمشاكل خراب الأرض بسبب العجز الاقتصادي والفنّي اللازمين لاستثمارها وتطويرها، أو بسبب إخلائها تحت وطأة القتال وسياسة الأرض المحروقة، ناهيك عن مشاكل الظروف الطبيعية وفقدان معدّات ومستلزمات الانتاج والتسويق الحديث إذ لا يحقّ للفلاّح الكردي نقل منتجاته الى المدن لعددٍ من الأسباب العشوائية والقرارات المُرتجلة التي تتّخذ صفة القانون، كما لا يحق له الحصول على الأسمدة والبذور والمكائن والتسليفات وغيرها من التسهيلات والمزايا التي يتمتع بها فلاحو المنطقة العربية.

ويستثمر المُرابون والتجّار تلك الظروف ليُحكِموا سيطرتهم على شؤون الفلاح الكردي ويضيّقوا عليه الأنفاس مستفيدين من صلاتهم المتشعّبة بكلٍّ من سلطة الدولة وأجهزتها المحلية من جهة، وبقيادات الحركة المسلحة القومية من جهة أخرى، وما ينتج عن ذلك كله من ظروف رهيبة تجعل الفلاح أقلّ تمتّعاً بشروط الحياة من الحيوانات السائبة.

وإذا كانت المرأة تعيش، بصفة عامة، اضطهاداً مركّباً نتيجة التسلّط الطبقي والقمع والحرمان النفسيّ والاجتماعي إضافة الى سطوة الرجل الذي يحوّل معاناتِه الى انفعالاتٍ انتقامية يصبّها على رأس المرأة بلا مبرّر أو منطق أو نتيجة مفهومة أو قدرة على الدفاع من جانب المرأة ذاتها، فإنّ المرأة الكردية تتمتع بحالةٍ متطرفةٍ من هذه المعاناة لا نظيرَ لها في أيّة بقعةٍ أخرى من الارض أو أيّة مجموعةٍ بشريةٍ اخرى في عالمنا المعاصر...،

إذ عليها أن تكدّ وتكدح طوال حياتها بلا توقّف لتهتم بالأرض وبالحيوانات وبالبيت وبالأطفال وبالضيوف وبالمقاتلين الذين يحلّون أفواجاً أفواجاً على القرى وبيوت الفلاحين في كل يوم ومع كل وجبة طعام تقريباً منتظرين أن يقدّم لهم أهل البيت أفضل ما لديهم متذمّرين علناً في أحيان كثيرة من رداءة الطعام الذي لا يدفعون له مقابلاً سوى ضيافة إجباريّة جديدة في الوجبة القادمة أو اليوم التالي كنوع من "الخاوة" (الأتاوة)، وعليها أيضاً أن تهتمّ بكلّ ما يشكّل واجبات المرأة الريفية ابتداءً من جمع الحطب لإعداد الطعام وانتهاءً بأخذ الملابس الى النهر لغسلها وجلب الماء الى البيت والعناية بالمرضى والاقارب والجيران.

وعدا هذا فإنّ على المرأة الكرديّة أن تودّع كل يوم واحداً من أحبائها المغادرين أمّا الى الجبال حيث الالتحاق بالحركة المسلحة أو الى سجون النظام أو قواته المسلحة، وفي كلا الحالين لن يطول انتظارها حتى ترتدي السواد وتشيّعه الى القبر قتيلاً أو معدوماً أو مسموماً.

وعليها أيضاً أن تكون أمينة سرّ البيت والقرية والحركة المسلّحة والمجتمع، وأن تحتمل ما لا يخطر على بال من المجازفات والأسرار المتناقضة.

وهكذا فأنّ هذه المرأة المحرومة من أدنى فرص التعليم والمعرفة، والمحرومة من أبسط شروط استقلالها الاقتصادي أو الاستقرار النفسي، والمحرومة حتى من دقائق الراحة التي تتمتّع بها حتى المستعبدات في مجتمعات القنانة، والمحرومة من أدنى احترام أو اعتبار أو حقّ التدخل في القرارات التي تمسّ بيتها وحياتها وحياة أفراد عائلتها، هذه المرأة ذاتها نجدها مطالبةً بالارتفاع الى مستوى الصراع الاجتماعي والسياسي والحضاري الذي يزجّها فيه عالمنا المعاصر عزلاءَ من أيّ سلاح أو قدرة على الدفاع.

وإذا كان هذا حال المرأة الكرديّة فليس حال الطفل الكرديّ الذي يتربّى في أحضانها بأهون من ذلك، فهو يولد ويعيش وينمو متكئاً على أكتاف الموت الذي قد يأتيه في زيّ المرض أو الجوع أو القنابل العنقودية أو الغازات السامة والقذائف الحارقة.

والطالب الكردي يذهب الى المدرسة ليدرس تاريخ بابل وآشور والامبراطورية الاسلامية والحضارة العربية والثورة الفرنسية والوحدة الايطالية واللغة الانكليزية والآداب اليونانية والنحو والصرف الكوفيّ والبصريّ، وعليه أن يتقن كل المعارف المطلوب أداء الامتحانات فيها كالببغاء، لكن يتوجّب عليه أن يجهل والى الأبد حضارة شعبه ولغته وثقافته وشخصيّته الانسانية المستقلّة. وعليه أن يتجاهل قطعاً أن الوطنية لا تعني سوى الحقّ المطلق للآخرين في إبادة وإزالة وجوده الانسانيّ والقوميّ عن وجه الارض وأن ينسى بلا تردّد أنه كردي، ويتعلم بدل ذلك أن يخدم أعداءه بكل تواضع ونكران ذات.

* * *



#محمد_يعقوب_الهنداوي (هاشتاغ)       Mohamed_Aziz#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (والت ويتمان) عندليب أمريكا الصدّاح
- أفكار أولية عن العلمانية والدين (1/4)
- هكذا يَكتُبُ الرّائي رُؤاه
- المثقف العنكبوت
- الكرد وكردستان - الاصل والواقع الراهن (الحلقة الثانية)
- استفتاء -استقلال كردستان-


المزيد.....




- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...
- علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم
- كم عدد الطائرات التي شاركت في قصف منشآت إيران النووية؟
- غروسي يعلّق على وضع مواقع إيران النووية بعد القصف الأميركي
- إسرائيل تنفذ ضربات على أهداف في إيران
- -أكسيوس-: ترامب لا يريد مواصلة ضرب إيران إلا في هذه الحالة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد يعقوب الهنداوي - المرأة والفلاح والطفل الكردي (الحلقة 4)