أفكار أولية عن العلمانية والدين (1/4)

محمد يعقوب الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 6281 - 2019 / 7 / 5 - 01:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

أفكار أولية عن العلمانية والدين (1/4)


حوار مع مسلم


أتردد كثيرا على مجدموعات حوارية (تنويرية وعلمانية غالبا)، وكل ساعتين أو ثلاث يقفز الى واجهة الموقع منشور بتوقيع رجل مسلم يتوسم في نفسه خيلاء وعظمة وشجاعة العباس بن عبد المطلب أو الحمزة أو خالد بن الوليد أو علي بن أبي طالب أو عمر الخطاب، وان الله والتاريخ انتدباه للمهمة العظمى: مهمة إحياء الإسلام ونصرته على الملحدين...


يأتيك هذا المسلم المتشنج حاملا في رأسه إحدى قناعاته العتيقة وافكاره الخرافية أو ترهات التفسيرات التي تزعم ان في دينه وقرآنه معجزات عددية ورقمية ولونية، و"يطرحها للنقاش"، ويتكرر هذا السيناريو مع بعض التنويعات، ولكم أن تضيفوا مقترحاتكم طبعا.


فاذا حصل على بعض المؤيدين ارتفعت معنوياته وأصبح صوته أعلى وأكثر تشددا، أما اذا لم يجد، بل العكس وجد نفسه ضائعا في دوامات من الردود المستنكرة لقناعاته المتخلفة، أو فضح عجزه حتى عن الكتابة بلغة سليمة أو التعبير عن أفكاره بوضوح، يتراجع قليلا ثم يبدأ باستخدام أسلحته الدفاعية:


• أثبت العلم والعلماء والدراسات الحديثة خطأ داروين واينشتاين ونيوتن وكاليلو وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش.

• ما جاء في القرآن والحديث وعلوم الدين قبل ألف وخمسمائة عام أصدق وأصحّ وأكثر علمية من العلوم الحديثة وما تدرسه الجامعات العالمية وما يتوصلون اليه كل يوم.

• أجمع العلماء، وأثبتت الدراسات العلمية، توصلت الجامعة الفلانية، اعترف العالم الفلاني، قالت وسيلة الاعلام الفلانية، ان بول البعير أصلح من ماء الشعير وأنفع لصحة المؤمن لو تم خلطه بروث الحمير... وهذه معجزة علمية وردت في الآية الفلانية.

• لا تصدقوا ان رواد فضاء وصلوا الى القمر، لأن هذه أفلام أنتجتها ستوديوهات هوليوود ويضحكون عليكم بها، وهي تستهدف حرف المسلمين عن ايمانهم والتشويش على وجدانهم المرتعش رهافة.

• الإسلام دين الإنسانية والرحمة، واذا قتل بعض الناس في الحروب الاسلامية فقد قتل الملحدون والعلمانيون أكثر منهم.

• جميع حروب الإسلام دفاعية (دفاعا عن النفس) ونحن لم نذهب الى الهند والصين والفيليبين ونايجريا وكينيا، بل كلها اعتنقت الاسلام عن بعد (بالريموت كونترول) لكونه دين تفيض منه عبر الفضاء رائحة الحب والمروءة والنخوة والعطف وتوزيع الخيرات على الضعفاء والمحتاجين ولا يأخذ المسلمون غنائم مطلقا ولا يستبيحون السبايا ولا يتاجرون بهن في أسواق النخاسة، لأن الاسلام رفض العبودية وألغاها.

• الإسلام أنصف وأعزّ المرأة وكرمها لأسباب بيولوجية وعاطفية ونفسية ومزاجية ولكنكم لا تعلمون، وليس هناك من دين أو عقيدة أو حضارة منحت المرأة حقوقا مثلما منحها الاسلام. (واذا أحرجته بسؤال عن الجواري والإماء في الاسلام يقول لك ان على الصائم الذي يبطل صومه "تحرير رقبة" وهذا دليل على إلغاء الاسلام للعبودية).

• الإسلام هو الذي بنى الحضارات في مصر والعراق وايران وسوريا والسودان والأندلس واليابان، والمسلمون لم يحرقوا مكتبة الاسكندية في مصر ولا دمروا حضارات الهند وأفغانستان، ولا زالت آثار العراق وسوريا تحمل جروح تدميرهم وعدوانيتهم.

• الغرب سرق كل مقوّمات نهضته من الحضارة الإسلامية ولولا حضارة المسلمين لما تقدم في علومه ومنجزاته وحضارته التي استمدها منهم. وهذا المسلم البائس لا يدرك طبعا ان الأمم المتحضرة لا تتوقف عن انتاج منجزاتها الحضارية إلا اذا تعرضت لعدوان كاسح مدمر يستبيح أرضها ويستقر فيها، وهو ما حصل في العراق ومصر وايران والهند وغيرها، وان جزيرة العرب (مهد الإسلام) لم تتعرض للاحتلال الأجنبي أبدا منذ عهد محمد ولا توجد فيها أية أدلة على أية حضارة أو منجزات حققها المسلمون أو العربان هناك فهي خاوية على عروشها!

• قالت الشخصية العالمية الفلانية (ضع أيّ اسم لشخصية روائية او علمية او فنية أو سياسية أو عسكرية أو خرافية) ان الإسلام هو الدين الحق وأعلن ايمانه بعد سنين طويلة من الالحاد واعترف بوجود الله، وان نهج البلاغة لعلي بن أبي طالب أعظم كتاب فكري في التاريخ وان علياً هو من أسس شرعة (حقوق الانسان)، وان غاندي وهتلر وماو تسي تونغ تعلموا من (ثورة الحسين) كيف ينتصرون.

• أنتم قليلو معرفة ولم تدرسوا العلم (وهو يقصد خزعبلات التراث وهراء مشايخ المنابر) ولم تفهموه بشكل صحيح، لأن اليهود شوّهوه.

• فلان وعلان وممارسات بعض الجهات التي تذكرونها مثل داعش والقاعدة وأمثالهما لا تمثل الإسلام والإسلام برئ منها. لكنهم يتغاضون عن سؤالك لماذا لا تدين المراجع الاسلامية هذه الجهات علنا رغم جرائمها في سوريا والعراق وفي كل مكان.

• أنتم تناقشون بعصبية وحدة وانفعال ولا تتحاورون بهدوء، أو أنتم لا تناقشون بعلمية ولكن تنتقدون الإسلام فقط بدوافع مشبوهة، والاسلام سينتصر ولو بعد ألف عام.

• أنا أعرف الشرق والغرب وأنتم لا تعرفونه لأنكم تنخدعون بأكاذيب الاعلام الغربي المشبوه.

• هذه دعوات صهيونية أو ماسونية أو معادية للاسلام، اسرائيليات، أحاديث مدسوسة، غير متفق عليها، سندها ضعيف.

• أنتم حاقدون على الإسلام والمسلمين وكل ما تقولون يعبر عن ويفضح كراهيتكم الشديدة لهما.

• موقعكم كله معادي للاسلام والمسلمين وحرام أن يناقشكم أحد.

• .......(أضيفوا هنا ما شئتم من هراء المتدينين) .....................
• ..........................................................
• ..........................................................
•

أما اذا لم تشفع له وسائله هذه كلها وغيرها، يشتمك ويشتم كل من يؤيدك، ويزعل ويعود الى حضن ربه محتسبا!

#محمد_يعقوب_الهنداوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات