أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد محمد عبدالله - قضايا السلام الشامل














المزيد.....

قضايا السلام الشامل


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6282 - 2019 / 7 / 6 - 04:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



دعونا نتحدث بكل شفافية حول الإتفاق الذي تم بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري بعد مفاوضات الليالي، وهنا نخصص الحديث عن قضايا الحرب والسلام بشكل أساسي فهي تشغل كل شعب السودان، والسلام والديمقراطية والعدالة تعتبر قضايا مهمة جدا لا تنفصل عن بعضها البعض، فلا يمكن إستمرار الديمقراطية بدون سلام حقيقي يعالج تشوهات السودان الذي حكمه الطغاة الإقصائيين لعشرات السنين، فلو ألقينا نظرة حول إتفاقيات السلام التي تم توقيعها طوال السنوات الماضية في السودان نجدها بكل صراحة تمثل عمليا عملية ترقيع لجلباب قديم ولدينا تحفظ واضح في إتفاقيات كهذه خاصة والمجلس العسكري أعضائه عاصروا النظام المباد بل هم كانوا جزء منه فكوا إرتباطهم به لأسباب معلومة، وتاريخيا السلام لم يتحقق مع ثورة اكتوبر ولا مع ثورة ابريل لأنه لم يربط بالديمقراطية في الأساس بل تم التعامل مع هذه القضية باعتبارها مسألة فرعية منفصلة او ملحق يتم بموجبه تجميل المنابر السياسية بخطب الحماسة وتذهب الأوراق في مهب الرياح دون أن تحقق سلام يذكر لذلك فشل التحول الديمقراطي.

نعم تم الإتفاق، هذا حدث وهو جيد، وإحتفل السودانيين الذين عاشوا شهورا مريرة جدا تحت الرصاص ولا نعارض ذلك، لكن نذكر بملايين الناس في مناطق الحرب عاشوا عشرات السنين تحت قصف الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع وبراميل متفجرة وكانت إبادات جماعية لا تحصى ولا تعد، هؤلاء الناس شاركوا كلهم باخلاص في الثورة مدافعين بقوة عن وطنهم وحالمين بالسلام والطعام والكرامة الإنسانية وهذه حقوق لا يمكن التنازل عنها مهما حدث، وقضية السلام لا تنفصل البتة عن قضية الديمقراطية، ويمكننا القول أن السلام والديمقراطية هما أقوى وأمتن أعمدة لتثبيت بنيان دولة المواطنة بلا تمييز.

من الواضح أن تباين الأراء أخذ مجراه في الساحة السودانية وطفح اليوم بشكل أوضح من الماضي علي سطح المشهد السياسي وكنا نتابع ونلاحظ ذلك منذ عودة المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير إلي التفاوض، فكل قوى الكفاح الثوري المسلح أبدت للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي ملاحظاتها حول عملية التفاوض وربط السلام بالديمقراطية والخروج بالوطن نهائيا من دوائر الحرب والدكتاتورية، وبعد الإتفاق تجدد الحديث مرة آخرى بلغات عالية جدا حول السلام والديمقراطية ومخاطر الحل السياسي الجزئي الذي لا يضع الحل الإنساني والسلام كأولوية، وهنا لا بد أن ندرك حجم الكارثة التي ستقع إذا تم الفصل بين قضية السلام الشامل والعادل وقضية التحول المدني الديمقراطي، فالثورات السابقة تمكنت من إسقاط الأنظمة الدكتاتورية بيد أن القهر والفقر والتهميش ظل قائم حتى تحرك إعصار الثورات المضادة وإنقضت علي الحكومات شبه الديمقراطية ضعيفة الروئ والتكوين، ودخلت البلاد بعدها في سلسلة من النكسات والنكبات حتى ختمت بسطوة وسيطرة النظام الإنقاذي الإسلاموعسكري علي البلاد كأخر حكم دكتاتوري، فاذا لم تكن تلك التجارب المأساوية حاضرة في تقيم وتحليل الوضع السوداني فالتاريخ سيكرر ذات النسخ المشوهة، وحاليا لا يمكن رهن السودان للمجهول الذي لا نعرف مداه ولا سقف له، ولا يمكن القبول بارتداد الثورة وضياع فرصة لبناء دولة السودان الجديد الموحد بمخاطبة جزور المشكلات ووضع حلول شاملة تضمن حقوق وحريات كافة السودانيين، فنظام الفساد والإستبداد ترك تركته الثقيلة التي تستوجب التحلي بروح المسؤلية من الجميع لحمل وزر التصدي لها بحل شامل يراعي كافة الحقوق الوطنية والإنسانية.

إننا ندخل اليوم في تاريخ جديد كتبه جيل من الشباب والشابات بنضال كبير وعظيم دام لسنوات في ميادين الكفاح السلمي والمسلح، هذا التاريخ يجب أن ينقل السودان إلي مرحلة جديدة من السلام والعدل والديمقراطية، والشهداء والجرحى والمشردين في شتى بقاع العالم ما زال حلمهم تحقيق السلام وبناء دولة ديمقراطية لكل الأجيال القادمة بحيث لا يكون القتل والتشريد فيها بطاقات توزع علي الناس من قبل الحكام، وهذه الدولة لا يمكن الوصول إليها إلا باتباع الطريق الصحيح الواضح وهو ترجمة شعار الثورة "حرية سلام وعدالة" علي أرض الواقع، فالحرية لا تكتمل دون تحقيق العدالة والسلام لا يأتي إلا بالقضاء علي مسببات الحرب، وتغييب واحدة من هذه العناصر يجعل التغيير ناقص، ونحن نستشرف عهد جديد يجب أن نضع فيه كل مشكلات السودان علي طاولة حوار شامل لحل كامل، فقد أثبتت التجارب وشواهد التاريخ انه لا ينفع أبدا تجنيب القضايا او حلها بالترقيع ولا يبقى مكياج السياسة طويلا وسط زخات مطر الحقيقة الملموسة، فما ينتظر القوى الوطنية الديمقراطية يتمثل في جعل قضايا السلام والعدالة والترتيبات الأمنية والديمقراطية والحقوق والحريات والمواطنة في موضع أولويات المرحلة الإنتقالية القادمة، وهنالك ضرورة ملحة لفتح حوار شفيف وصريح وبناء بين القوى السياسية السلمية والقوى السياسية المسلحة وتنسيق كيفية إصلاح وتصحيح مسارات الثورة وهيكلة قوى الحرية والتغيير ومناقشة كل القضايا المصيرية المرتبطة عضويا بمستقبل الدولة السودانية، وكل هذا يتطلب خطاب جديد بحس وطني عالي، فالجميع شركاء في الثورة وكفاح التغيير، والوطن يسع الجميع.

سعد محمد عبدالله
6 يوليو - 2019م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم الشهيد هزاع حارسة لوحة كفاح جيل ثورة الحرية والتغيير
- ملحمة الأحد والرد علي المبادرة الآفروأثيوبية
- إستعراض موجز لخطاب الرفيق القائد مالك عقار رئيس الحركة الشعب ...
- مبادرات - الرئيس سلفاكير ميار ديت ورئيس الوزراء أبي أحمد لحل ...
- رأي شخصي - حول إستقالة صلاح جلال عضوا المكتب التنفيذي وأمين ...
- وفاة الفنانة السودانية مريم أمو
- قصيدة - اللون الأزرق
- كولمبيا - بطاقات الموت المجان لثوار السودان
- أراهن علي الحوار بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري
- المجلس العسكري الدكتاتوري ينفي قيادة الحركة الشعبية إلي جنوب ...
- الحركة الشعبية بولاية سنار تدين إعتقال قيادتها السياسية
- إعتقال قيادات الحركة الشعبية
- الرفيق ياسر عرمان قائد السجن والميدان
- الأستاذ/ مصطفى منيغ - الخرطوم ستهزم المجلس العسكري وتخلع حجا ...
- الحركة الشعبية: مجموعة البيانات الرسمية الأولى حول إعتقال ال ...
- إعتقال الرفيق القائد ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية
- الخرطوم - عودة وفد الحركة الشعبية ورسائل المجلس العسكري للأس ...
- وحدة قوى الحرية والتغيير ضمانة تحرير السودان
- نعي الأستاذ القانوني والمناضل الوطني علي محمود حسنين
- الإسلاميين وصفوف العساكر


المزيد.....




- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- السيسي يصدر قرارا جمهوريا بفصل موظف في النيابة العامة
- قادة الاتحاد الأوروبي يدعون إلى اعتماد مقترحات استخدام أرباح ...
- خلافا لتصريحات مسؤولين أمريكيين.. البنتاغون يؤكد أن الصين لا ...
- محكمة تونسية تقضي بسجن الصحافي بوغلاب المعروف بانتقاده لرئيس ...
- بايدن ضد ترامب.. الانتخابات الحقيقية بدأت
- يشمل المسيرات والصواريخ.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع عقوبا ...
- بعد هجوم الأحد.. كيف تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل؟
- استمرار المساعي لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران
- كيف يتم التخلص من الحطام والنفايات الفضائية؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد محمد عبدالله - قضايا السلام الشامل