أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد محمد عبدالله - أراهن علي الحوار بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري














المزيد.....

أراهن علي الحوار بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6259 - 2019 / 6 / 13 - 02:35
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تشهد الساحة السودانية إضطرابات وتحولات تحدث بين الفينة والأخرى علي الصعيد السياسي والثوري، فالثورة تتقدم وتتنوع أدواتها علي مستوى الشوارع وأخر مشاهدها العصيان المدني والإضراب السياسي الذي أبهر العالم أجمع، وعلي الجانب السياسي هنالك متغيرات عميقة حدثت خلال الفترة الماضية، حيث جرت محادثات بين القوى الوطنية مع تحركات إقليمية ودولية لحل المسألة السودانية المتأزمة إلي حد كبير، ومع تصاعد وتيرة الحراك الثوري والحركة السياسية داخل وخارج البلاد باتت هناك مؤشرات جديدة لعودة الأطراف السودانية إلي منضدة الحوار لبحث كيفية نقل السلطة من العسكريين إلي المدنيين بمقترحات جديدة ربما تساعد السودانيين علي تجاوز الأزمة السياسية الراهنة، والرهان علي الحوار السياسي هو إتجاه ديمقراطي وعقلاني لحل أوعص المشكلات السياسية والإجتماعية علي طول وعرض تاريخ العالم، ولا يتعارض الحوار مع مطلب التحقيق حول إنتهاكات وجرائم المليشيات المسلحة ومجزرتها القاسية في القيادة العامة وتحقيق العدالة بمحاسبة كافة المسؤلين الذين يثبت تورطهم باصدار الأوامر او تفيذيها او التكتم علي معلومات عن إنتهاكات حقوق الإنسان، وتلك الجرائم بالطبع لا تسقط بالتقادم ولا يمكن تجاوز الملف الإنساني مهما حدث، ويظل الحوار السياسي واحد من وسائل التغيير وعبره يكون الوصول إلي التحول المدني الديمقراطي والعبور الفعلي إلي دولة الحرية والسلام والعدالة والمواطنة بلا تمييز.

هنالك دعوات دولية معتبرة لعودة السودانيين إلي طاولة المفاوضات بعد أيام من توقفها بسبب فض إعتصام القيادة العامة بقوة السلاح الناري الأمر الذي أدى لإستشهاد وجرح عددد كبير من الثوار المدنيين العزل بزريعة تنظيف منطقة "كولمبيا" من الإجرام ليقع الجرم الأكبر علي الثوار، وإزاء ذلك الوضع سادة حالة من الغضب الشعبي وسخط واسع وسط القوى الوطنية الديمقراطية إضافة للإستنكار العالمي، وتعتبر زيارة السيد رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد للسودان وإجراء مقابلات منفصلة مع قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري خطوة جيدة في إتجاه إيجاد حل سياسي للمعادلة الوطنية المتشابكة والمعقدة جدا، وتمثل تلك الزيارة واحدة من المبادرات الإقليمية الرفيعة، إذ انها تدعم موقف الإتحاد الافريقي والإتحاد الأوروبي، والموقفان يصبان في صالح الشعب السوداني بالتأكيد الواضح والصريح علي ضرورة تشكيل حكومة مدنية ديمقراطية بمستوياتها الثلاثة "مجلس وزراء ومجلس تشريعي ومجلس سيادي" بصلاحيات كاملة تمكنها من مباشرة مهام المرحلة الإنتقالية لثلاثة سنوات تجري خلالها إصلاحات سياسية وإقتصادية ومهنية وتعد لقيام المؤتمر القومي الدستوري وتعالج قضايا الحرب في دارفور وجبال النوبة/جنوب كردفان والنيل والأزرق وتفتح مسارات للغوث الإنساني وتقوم بتهيئة المناخ العام لإجراء إنتخابات حرة ونزيهة تمكن السودانيين من إبداء الرأي السياسي والإنتخاب دون قيود.

حاليا هناك مجموعات غاضبة جدا من ممارسات المجلس العسكري وتتحفظ من العودة لقاعات التفاوض وترى ضرورة إسقاط مجلس العسكر وهذا الموقف بالطبع له مبرراته التي يجب أن تؤخذ بجدية، بينما هنالك من يرون ضرورة إتخاذ الحوار السياسي كوسيلة لتحقيق أهداف الثورة وتحرير الوطن من الدكتاتورية ومحاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوداني، ونجد بين كلتا المجموعتين قواسم مشتركة لا تتعارض في جوهرها المطالب بمدنية وديمقراطية السلطة الإنتقالية ومحاسبة المجرمين بيد التباين فقط في وسائل وطرائق التغيير خاصة بعد مجازر المجلس العسكري التي أنهت الثقة وقطعت التواصل وسدت كافة منافذ الحلول السياسية السلمية، ولكن يبقى الحوار آلية مجربة لتحقيق الأهداف وإن طال عمدها إلا أنها ستثمر ذات يوم، وبالنظر للتطورات الأخيرة في الساحة السودانية لا ضير في العودة إلي التفاوض مع التمسك بالحقوق الأساسية التي لا تقبل المساومة كحقوق العدالة للشهداء والجرحى واللاجئيين والنازحيين وكافة ضحايا الحرب وإطلاق سراح الأسرى والمعتقليين السياسيين وإرجاع المفصولين قسرا إلي وظائفهم وتحقيق كل ما يتصل بجوانب حقوق وحريات والإنسان السوداني، فالمنطق يحتم علي القوى الوطنية عدم الركون والإستكانة في هذه المرحلة التاريخية الصعبة من عمر الوطن بل يجب التحرك في كل الإتجاهات من أجل البحث عن السلام والعدالة والديمقراطية وسودان جديد حر وموحد يسع الجميع.


سعد محمد عبدلله
12 يونيو - 2019م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس العسكري الدكتاتوري ينفي قيادة الحركة الشعبية إلي جنوب ...
- الحركة الشعبية بولاية سنار تدين إعتقال قيادتها السياسية
- إعتقال قيادات الحركة الشعبية
- الرفيق ياسر عرمان قائد السجن والميدان
- الأستاذ/ مصطفى منيغ - الخرطوم ستهزم المجلس العسكري وتخلع حجا ...
- الحركة الشعبية: مجموعة البيانات الرسمية الأولى حول إعتقال ال ...
- إعتقال الرفيق القائد ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية
- الخرطوم - عودة وفد الحركة الشعبية ورسائل المجلس العسكري للأس ...
- وحدة قوى الحرية والتغيير ضمانة تحرير السودان
- نعي الأستاذ القانوني والمناضل الوطني علي محمود حسنين
- الإسلاميين وصفوف العساكر
- خطر تسيس الدين
- سدود الثورة المضادة لن تمنع نهر الحرية والتغيير من التدفق عل ...
- لماذا الهجوم علي الحركة الشعبية
- دلالات العودة التاريخية للحركة الشعبية ومآلات الوضع السياسي ...
- ماذا بعد رحلة العودة إلي السودان
- مايو علامة الثورة وميلاد الحركة الشعبية لتحرير السودان
- بيان الحركة الشعبية - ولاية سنار
- تعليق بشأن قرارات القيادة التنفيذية للحركة الشعبية لتحرير ال ...
- الديمقراطية الجديدة ونجاح الثورة السودانية


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد محمد عبدالله - أراهن علي الحوار بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري