أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو عبد الرحمن - من فارس ؛ وداعا للأندلس - مع تحيات - الفرس الثلاثة - ... (ج 2)















المزيد.....


من فارس ؛ وداعا للأندلس - مع تحيات - الفرس الثلاثة - ... (ج 2)


عمرو عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 6278 - 2019 / 7 / 2 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



• نهاية الأندلس العربية بدأت من إيران الفارسية
• وحدة الأصول الباطنية (أنساب الشيعة والصوفية)
= ركزت غالبية الأنساب الفارسية الآرية المزورة المنسوبة كذبا لآل البيت، (فاطميين، قرامطة، حشاشين) علي الارتباط بأسماء معينة وهم؛ (علي الرضا - موسى الكاظم - جعفر الصادق - محمد الباقر - علي الهادي - محمد الجواد - علي زين العابدين ابن الحسين).
= نفس الأسماء تجدها علي السواء في أنساب أئمة الشيعة الاثني عشرية، أو أنساب أقطاب الصوفية (الدسوقي –الرفاعي - الجيلاني - البدوي).
- إذن الشجرة واحدة والأصل الذي ينسبهم كذباً لآل البيت ؛ واحد!
-أبسط دليل مبدأيا – التفصيل لاحقا – أن "الجيلاني" أول الأقطاب فارسي آري الأصل من مدينة جيلان تأسلم واتخذ اسم ؛ "عبد القادر ابن موسى جنكي دوست من قبيلة بشتبر الفارسية.
- مصادر: نخبة من المؤرخين منهم "تاج إبن زهرة" في كتابه (غاية الاختصار في اخبار البيوتات) – الحافظ شمس الدين الذهبي في تاريخه الكبير "الجامع للأعيان" - وبشهادة بعض النسابين والمؤرخين مثل "عبدالله سراج الدين المخزومي الواسطي".

• وحدة الأصول الآرية لمؤسسي العقائد الباطنية
- السطور التالية تكشف وحدة الأصول الفارسية الآرية (فارسية – تركية) لأكبر الفرق والطرق والدول وعقائدها الباطنية (شيعية وصوفية)... سواء في مذاهبها أو رموزها، كما نري؛
= في البداية اختلط فكر الباطنية بملامح آرية (الهندوسية) وهندو أوروبية (اليونانية الفيثاغورسية والأفلاطونية والأفلوطينية حديثة)، فاخترقت الإسلام نظريات (الإشراق) - (وحدة الوجود) - (الفيض الإلهي) – (العقل الكامل / النفس الكلية) – (العشق الإلهي) ... !

- وهو ما ظهر بألسنة رموز الباطنية وغالبية روادهم الأولين من الفرس الآريين !
= مثل – 1 – "أبي اليزيد البسطامي"، طيفور بن عيسى بن شروسان البِسطامِي، يلقب بـ «سلطان العارفين» اسمه الفارسي «بايزيد» كما عرف باسم طيفور، ولد سنة 188 هـ في بسطام بخراسان، جده شروسان مجوسيً تأسلم ككثير من الفرس هروبا إلي الأمام واختراق الإسلام، نقل عن جعفر الصادق وزعم بوحدة الوجود كقول «لا إله إلا أنا فاعبدوني» وقوله «سبحاني ما أعظم شأني» وما يزال قبره إلى يومنا هذا محل تقدير الصوفية.
= زعم لنفسه معراجاً كمعراج الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه عرج بروحه إلى السماوات سماءً سماءً فالكرسي، فالعرش، وأن الله قال له: إلى إلي، وأجلسه على بساط قدسه وقال له: (يا صفي ادن مني وأشرف على مشارف بهائي، وميادين ضيائي واجلس على بساط قدسي.. الخ)، حسب نص المعراج الكاذبوأن هدفه "الفناء في الله"، أو البقاء مع الله إلى الأبد" !
- وهي الفكرة البرهمية الوثنية عن الفناء في الذات الإلهية "النرفانا".
= مثل – 2 – "سهل التستري"، من "تستر" بخوزستان الإيرانية.
= مثل – 3 – "الحكيم الترمذي" من خراسان.
= مثل – 4 – "الحلاج" من مدينة البيضاء الفارسية وتربي علي يد الآري "سهل التستري" وفي كتابه "طواسين" اعتبر أن إبليس وفرعون من الموحدين الحقيقيين وأن الجنة في انتظارهما !
= مثل – 5 – "ابن سينا" أستاذ كبير في عالم الطب من بلخ / أوزبكستان ومات في همدان الإيرانية، لكن والده كان من دعاة الباطنية الإسماعيلية وتولي منصبا كبيرا في دولة السامانيين المتمردة علي الحكم العربي الإسلامي.
= "أحمد ابن أسد" - مؤسس الدولة السامانية من سلالة (آرية وثنية أبا عن جدا) وحكمت بلاد ماوراء النهر وأجزاء من فارس وأفغانستان ما بين 819–999م، عاصمتها بخارى، علي أنقاض جزء من الدولة العباسية.
= نظريات "ابن سينا" في فلسفة النفس، نفس نظرية أرسطو طاليس. وكان يزعم أن العالم قديم وغير مخلوق بل هو فيض منبعث من الإله ونفي علم الله وقدرته.
= أثرت صحبته لفلاسفة الباطنية الآرية مثل ( أبو عبد الله النائلي - أستاذه في بخاري) في نظريته "نظرية المعرفة" والتي ساوت بين الفلاسفة والأنبياء، وهو امتداداً لفكر الفارابي الذي زعمت فلسفته الطبيعية وفلسفته الإلهية بأن العالم قديم أزلي وغير مخلوق، وأن الله يعلم الكليات لا الجزئيات، ونفى قيامة الجسد مع النفس يوم القيامة، وهو نفس رأي " الفارابي ".
- رد عليه حجة الإسلام "أبو حامد الغزالي" في كتابيه "تهافت الفلاسفة" و"المنقذ من الضلال"، مثبتا خروجه عن صحيح الدين ، كما سجل المؤرخ "ابن كثير" نظريات ابن سينا" الشاذة دينيا ، في كتابه " البداية والنهاية ".
= مثل – 6 – "نصیر الدین الطوسي" عالم فارسي ومرجع شيعي بطائفة الإسماعيلية الباطنية ... اتبع نظريات "ابن سينا" ووصف فلسفته بـ "قرآن الخاصة"، بينما كتاب الله الكريم - وصفه بـ"قرآن العامة" !
= مثل – 7 – "أبو نصر محمد ابن أوزلغ بن طرخان الفارابي" – تركي آري، ولد في فاراب بتركستان - كازاخستان، تأثر بالفيلسوف الوثني اليوناني " بطليموس " والصوفي اليهودي " موسي ابن ميمون ".
= مثل – 8 – "أبو يوسف يعقوب بن إسحاق أبوه اسحق ابن الصباح الكندي"، رغم أنه عربي الأصل وليس من الآريين ، لكنه أشهر ناقل لسموم الفلسفة اليونانية والهندوسية الآرية للعقل العربي المسلم في عهد المأمون، نظرا لمهارته اللغوية في السريانية واليونانية.
= أوكل له المأمون – ابن الفارسية الآرية "مراجل" - الإشراف على ترجمة الأعمال الفلسفية والعلمية الفارسية واليونانية والهندية إلى العربية في بيت الحكمة، ما فتح أبواب جهنم علي الدين ، رغم الفوائد الكبري في بقية العلوم.
= نقل الكندي عن الوثنيين وقدماء الباطنية، آرائهم في مسائل دينية حسمها الإسلام، مثل طبيعة الله والروح والوحي... كانت النتيجة ظهور "عقليات" خارجة عن الدين مثل ابن سينا و الفارابي ... رغم "عبقريتها" في مجالات الـ(فيزياء – فلك – كيمياء – طب – إلخ).
- من نماذج فلسفة الكندي نتيجة تأثره بالوثنية اليونانية؛ أن الروح شيء غير مادي، مرتبط بالعالم المادي عبر جسد مادي، ناقلا فكرة "أبكتاتوس"، الذي وصف الوجود البشري بسفينة في رحلة عبر المحيط، راسية مؤقتًا على جزيرة، وسمحت لركابها بالنزول، وأن الركاب الذين بقوا لفترة طويلة على الجزيرة، قد تتركهم السفينة عندما تبحر مجددًا... فسر الكندي المثال بمفهوم رواقي، أننا لا يجب أن نرتبط بالأشياء المادية (التي تمثلها الجزيرة)، التي ستزول عنا (عند رحيل السفينة). ثم ربط ذلك بفكرة "أفلاطونية محدثة"، بأن أرواحنا يمكن أن نتركها تنساق لتحقيق رغباتنا أو نتحكم بها بعقلانية، فالأولى تنتهي بموت الجسم، أما الأخيرة فتحرر الروح من الجسد لتخلد "في نور الله" في النعيم الأبدي... ما يعني (أن الكون خالد مثل الله) !
- الدارس للفلسفة اليونانية والهندوسية، يعرف أن فلسفة الكندي، فلسفة طبيعية جبرية تعتقد بوحدة الموجود (الحلولية - الاعتقاد أن الكون جزء من الله)... وليس مخلوقا بأمره، منفصلا عنه ولا أن الله هو المتعال فوق كونه وسائر خلقه كما هو ثابت من الكتاب والسنة الصحيحة.
- إنها الفلسفة الـ"رواقية" بضم المستمدة من الحقبة الهلنستية، أنشأها الفيلسوف اليوناني زينون السيشومي، ومن أقواله: " العالم كلٌّ عضويّ، تتخلله قوة الله الفاعلة، وإن رأس الحكمة معرفة هذا الكل".
- الفرق بين الواحدية / الأحدية (وحدة الوجود) وبين الحلولية (وحدة الموجود)، أن في الأولي، الالوهية هي الكون ككل ... أما الثانية أن الالوهية في كل جزء من الكون وما بعده أي أن الله "موجود" في كل جزء من الكون ولكنه أيضا أعظم من الكون... ((حتي لو كان حجرا أو بقرا !)) وهناك العديد من الأفكار التي جمعت بين الواحدية والحلولية كما في الفكر الهندي.
= مثل – 9 - جلال البلخي (جلال الرومي) المتصوف التركي الآري، ولد بأفغانستان التي كانت شعبا وبلدا جزءا من من الدول الفارسية علي مر التاريخ.
= مثل – 10 - "شمس التبريزي" – فارسي شيعي إسماعيلي ابن "ركن الدين خورشاه" - آخر ملوك دولة الحشاشين الباطنية ورفيق الباطنية مع "الرومي" الترك آري.
= مثل – 11 – "عبدالقادر الجيلاني" / عبد القادر بن موسى جنكي دوست من قبيلة باشتبر الفارسية.
= مثل 12 - "نور الدين الجامي الخراساني" في بلدة خرجرد من قرى جام بولاية خراسان، وكان من أتباع الآري "أبي الغازي حسين ميزرا" آخر سلاطين الدولة التيمورية، وأصلها سلالة تركمانية حكمت بلاد ماوراء النهرين (آسيا الوسطى)، أفغانستان، شمال الهند، إيران، العراق، الشام، شرق الأناضول والقوقاز ما بين سنوات 1363-1506 م. عاصمتها سمرقند ثم هراة.
= مؤسس السلالة "تيمورلنك" (1405-1328 م) من قبائل "البرلاس" الأوزبكية (التركية الآرية) التي استعمرت مناطق ما وراء النهر... أزاح الحكم العربي لآل مظفر عن شيراز ((آل مظفر سلالة عربية حكمت ولايات فارس وخراسان وكرمان ولرستان في إيران)) = تتلمذ علي يد الآري الفارسي "محمد بن الحسن الرضي الاستراباذي" من بلدة استراباذ بطبرستان شمالي إيران.
- توسعت شهرة "الجامي الخراساني" حتى دعاه آري آخر هو التركي "محمد الفاتح" السلطان العثماني لبلاطه في الأستانة.

• آلهة الأفيون و السهروردي
= مثل - 13 – "أبو الفتوح يحيى بن حبش بن أميرك السهروردي" فيلسوف صوفي إشراقي، ولد في سهرورد بإيران... من أهم "أقطاب" الصوفية، شرب "الصنعة" من ثلاثة آريين ؛- "مجد الدين الجيلي" – "ظهير الدين القاري" الذي تعلم "السهروردي" علي يديه في أصفهان ودرس "كتاب البصائر النصيرية" - (المذهب الشيعي للخوارج)، و"فخر الدين المارديني" الذي علم "السهروردي" حكمة ابن سينا المنقولة نصا عن فلاسفة الهند واليونان !
= أما "السهروردي" فأعلنها صريحة أن أساتذته هم كما يلي؛
1- (هيرمس - إله صهاينة التلمود) ...
2- فلاسفة اليونان: أفلاطون، أرسطو، سقراط، أنباذوقليس وفيثاغورس...
3- (agathodaemon - ἀγαθοδαίμων - أغاثوديمون) أحد رموز الفلسفة اليونانية الذي تحول إلي إله معبود بغير الحق له معبد في أركاديا باليونان... جسدوه في شكل ثعبان أو كشاب يحمل "الخشخاش" ((الخشخاش هو النبات المستخلص منه الأفيون )) !!! ألم أقل من الأول إنه أفيون!!!
3 – " جماسب " أحد حكماء الفرس وكان مستشار للملك "ويشتاسب" وهما علي ديانة "زرادشت" الآرية الوثنية، وهو مؤلف «كتاب نامباغ»، المعبر عن ديانته، الذي يقسم العالم بين أقنوم للخير (أوهرمازد) وأقنوم للشر (آهرمان).
- مصدر: "توراج داريائي" أستاذ التاريخ الفارسي.
Harrison, Jane Ellen (1922). Prolegomena to the Study of Greek Religion
4 – "بزرجمهر"، أحد حكماء الدولة الساسانية الفارسية في عصر "كسري"، ويصفه "السهروردي" بأنه الرائد الحق للمفكرين اليونان !
- هو بزرجمهر بن البختكان كان وزيرا لـ"كسرى الأول" (501-579م) الروح الخالدة واسمه لأنوشيروان ابن قباذ ابن يزدجرد، أحد أكاسرة الإمبراطورية الساسانية (الإمبراطورية الفارسية الثانية ويرجع تسمية الساسانيين إلى الكاهن الزرادشتي "ساسان" جد أول ملوك الساسانيين أردشير الأول.
- الدولة الساسانية الآرية احتلت مصر بالتناوب مع الرومان والبطالمة، ما بين 618-621 ق.م.
- شعار " الهلال الوثني " كان يعلو تاج كسري الآري الوثني!

= شهد «بيت الحكمة» في عهد "المأمون" العباسي ترجمة الكثير من المعتقدات الفارسية، خاصة وأن مدير "البيت" كان فارسياً هو "سهل ابن هارون"، وعن طريقه تمت ترجمة كتب مثل «ايفين ناماغ» الى «كتاب السلوك» !
= يقول المؤرخ د. إميل المعلوف: عرف السهروردي الديانات الشرقية وتعاليم قدماء فارس، فتولد لديه مزيجا من الفلسفة والتصوف والعقائد الشرقية القديمة (الوثنية الآرية).
= اشتهر باسم (السهروردي المقتول)... بعد صدور أوامر القائد الإسلامي العظيم الناصر صلاح الدين، بإعدامه لخروج عن صحيح الدين ونشر الإلحاد...
- الناصر صلاح الدين لم يكن أعداؤه من الصليبيين فقط، بل كل التيارات الباطنية، بما فيهم أمثال السهروردي والاسماعيلية الفاطميين الذي قضي علي دولتهم، وكذلك الحشاشين الإسماعيلية الذين حاولوا اغتياله 3 مرات لكن الله أنقذه منهم وأنقذ به أرضه ودينه عز وجل.

• وحدة الأصل الآري لعقائد الباطنية ... (الشيخ أفلوطين) !
= إذا استعدنا النظرية الأم، وهي أن العرق التركي / الآري هو أصل النظام العالمي القديم (روم – فرس – خزر - يونان) المكون من جذور هندو آرية ، هندو أوروبية ، كلهم فروع لشجرة الترك المهاجرين للهند وفارس والعراق والشام ومصر، ثم اعتنقوا الديانات الفيدية الهندية، والزرادشتية الفارسية، وغيرها من الوثنيات المنشرة بنهاية عصر وبداية عصر بالتزامن مع دورة ترنح أرضية جديدة، ثم ظهور الدولة اليونانية (الهندوأوروبية)، وأجيالها من الفلاسفة الذين انصهرت في بوتقتهم عقائدهم الوثنية بالباطنية التلمودية والهندوسية... نكتشف أن جذور الباطنية التي اخترقت رسالة الإسلام كما اخترقت الرسالات السابقة، نبتت من بذور آرية، سواء فارسية أو يونانية مختلطة بالصهيونية التلمودية.
- هل هناك دليل أوضح من مصطلح "الشيخ أفلوطين" الذي أطلقه الباطنية علي الفيلسوف الوثني اليوناني "أفلوطين" ؟
= أفلوطين، ولد سنة 204 م، في مدينة ليقوبوليس أسيوط ومات قرب روما؛ عاش في عصر الاستعمار البلطمي لمصر، وهو "ناظر" مدرسة الأفلاطونية الجديدة، التي نقل عنها الفلاسفة والباطنية المسلمون، مذاهبهم جميعا.
= تأثر بالفلسفة الشرقية ما بين وثنية في عصر تعدد الآلهة المصرية والإغريقية والتلمودية الصهيونية واللاهوتية المسيحية.
= استقل بمذهب فلسفي جامع بين مدرستين يونانيتين وثنيتين؛ الأرسطية والأفلاطونية.
= اتفق أئمة الباطنية ونقل عنهم المؤرخون، تسميته بـ"الشيخ" مثل "الرازي" في "مقالة فيما وراء الطبيعة" و"السجستاني" في "صوان الحكمة" و"الشهرستاني" في "الملل والنحل"، و"ابن النديم" في "الفهرست"ـ والسبب أن فلسفة أفلوطين كانت أساس الفلسفة الباطنية الإسلامية.
= نظرية أفلوطين "الأفلاطونية المحدثة" تزعم أن على قمة الوجود يوجد "الواحد" – يقصدون الله - وهو الخير القائم بذاته و"تفيـــض" عنه الموجودات عبر الإشعاع النوراني، ولذلك سميت هذه المدرسة بمدرسة الفيض، وسميت "الأقانيم" الصادرة عن الواحد بالفيوضات أو التجليات.
= هذا "الواحد" أو العقل الفياض"؛ قديم منذ الأزل، لا يصدر عنه سوى موجود واحد هو أيضا "أزلي" !
- مداخلة للكاتب: الله لا يصح وصفه بالقديم لأن القدم صفة "زمنية"، والزمن مخلوق وليس من ضمن ماهية الخالق المتعال عز وجل.
= يبدأ مسلسل الفيوضات بـ"العقل الكلي"، وعملية التعقل تعبير عن اتحاد العارف بموضوع معرفته... وهو ما سماه أمثال "الفارابي" و"ابن رشد"؛ (العقل الفعال) و"العلة الأولي" و(العقول المنفعلة به) !
= من مدرسة "أفلوطين" ظهر مذهب الفيلسوف "أبروقلس" الذي قدم صياغة أفلوطينية – اعتبرها الفلاسفة المسلمين - أكثر اقترابا من الرؤية الإسلامية، كمحاولة لإجابة تساؤلاتهم عن علة الوجود وسر نشأته واستمراره !
= يقول الشيخ الصوفي "أفلاطون" – وكأنه السهروردي أو ابن عربي؛ "المبدأ الأول هو الإله الأول، فوق مستوي العقل وأنه حق قائم بذاته فوق جميع الموجودات، وهو كالشمس في الأشياء المحسوسة...
- (نفس العلاقة الوثنية التاريخية بين الشمس والقمر، كما في الباطنية البابلية والهندوسية والزرادشتية...).
= في أواخر عصر الأندلس العربية، ضمن صعود تيار الباطنية بالتزامن مع انهيار الدولة العربية في أسبانيا، ظهر عديد من الباطنية اليهود في أحضان نظرائهم المسلمين، مثل "اسحاق الإسرائيلي" وهو صهيوني ولد بمصر (845 – 940 م ) تأثر بالشيخ أفلوطين المحدثة، مثل صهيوني آخر هو "سعديا المصري" وثالث اسمه "سليمان ابن جبرول (1020 – 1070) صاحب كتاب "ينبوع الحياة" وهو أحد المصادر الرئيسة للأفلاطونية المحدثة.
= عبر جسر التلموديين الصهاينة، انتقلت فلسفة الباطنية الأفلوطينية إلي الديانة المسيحية بأوروبا، فظهر اللاهوت المسيحي، وكان نقطة اشتعال الثورات الدينية الملونة في ألمانيا علي يد "كالفن" و"مارتن لوثر" ثم امتدت ألسنة اللهب الباطنية إلي أنجلترا، التي تحولت إلي معقل الصهيونية البروتستانتية الاستعمارية.

• الشيخ أفلوطين الأب الروحي للحقيقة المحمدية !
= اعتنق الباطنية فكرة (تأويل) الصفات الإلهية – بحسب فرقة الأشعرية أو (نفيها) كفرقة المعتزلة، لكنهم متفقين أن أي "ذات" إنسانية أو حيوانية، حاملة للصفات الإلهية حسب نظرية (وحدة الوجود) التي تنفي عن الله صفة "المتعال" كذات عليا منفصلة عن ذوات خلقه ... وهو نفس (الإله) الذي عبده أفلوطين وأرسطو طاليس وغيرهم من فلاسفة اليونان في طقوسهم الدينية الفلسفية، مع خليط من الهرمسية التلمودية والبوذية والجانتية والزرادشتية (ديانات الفرس الآرية)... وهي نفس خلطة ما تسمي " الفلسفة الإسلامية "!
= هبت "النفحات" الهيلينية الإغريقية، عبر مترجمي "بيت الحكمة" العباسي، من نساطرة الحيرة ويعاقبة غسّان الشامية، وسريان الشام وأتباع زرادشت، وصهاينة التلمود الذين تسللوا تحت عباءة الفرس البرامكة – أعوانهم التاريخيين!
= أخطأ المترجمون بظنهم أن كتاب "الربوبية" أساس نظرية الباطنية الأفلوطينية المحدثة بقلم "أرسطو" وهو في الأصل لأفلوطين الذي عرفوا من ورائه أفلاطون والديانة اليونانية القديمة، التي قامت علي أساسها نظريات الفارابي، والبسطامي والحلاج.
= أسس نظرية وحدة الوجود التلمودية / اليونانية، تم ترجمتها عن أمثال الأديب السيرياني "يعقوب السروجي" (بالسريانية: ܣܘܪܝܝܐ) - (521 م) وكذلك السيرياني "اصطفان بن صُدَّيللي" وكان أستاذا بالمجمع اليوناني الفلسفي (أريو باجوس) الذي تخرج منه "ديونيسيوس الأريوباجي" الذي حوله الإغريق إلي "إله الخمر" واشتهر باسم "باكوس - باخوس:Διόνυσος´-or-Διώνυσος)...
= نظرية الخلق بالفيض – وليس بكلمة الله ؛ كن فيكون – التي روج لها الفارابي وابن سينا، وكلاهما من الإسماعيلية، مرجعها لأفلوطين، وهي مركَّبة من خرافات عبَدَة الكواكب والنجوم، ولها امتداد عند البابليين والكلدانيين والكهنة المصريين في عهد الانحطاط الديني، والكابالاه التلمودية في إحدي نظرياتها الشهيرة؛ "الفوضى الخلاَّقة"، ولكن تدخل الفلاسفة يهود ويونان وعرب فغيروا ظاهر المسميات، أما باطنها فكما هو، فأطلقوا على الله اسم "عقل أول" و"عقل كلي" و"نفس كلية".
= في مذاهب الفيض الأفلوطيني - نجد "الله" و(العقل الأول والنفس الكلية والمادة غير المصورة والنفوس الجزئية) – مجرد مراتب للوجود، وهي نفس مدرسة "ابن عربي" في " الحقيقة المحمدية " أول فيض من الذات الإلهية، ثم بقية الفيوضات في جميع الموجودات !
= هي نفسها عند "ابن الفارض" في (وحدة الشهود) وفي مذهبه عن الأقطاب الصوفية الكونية والحقيقة المحمدية، وهي نفسها في الإشراقية السهروردية والشيرازية التي تجعل الله نور الأنوار فياضاً بالأنوار القاهرة (أي النفوس والعقول)، وبالجواهر الغاسقة الناشئة عن الأنوار، (أي الأجسام) !
= كافة المصطلحات الباطنية عن الأزلية، والحقيقة، وحقيقة الحقائق، والعلة والمعلول، والوحدة والكثرة، وتحقق الذات في الموضوع وشيوع الموضوع في الذات، أصلها نظرية " الأفلوطينية المحدثة "، التي تعود إلى "الغنوصية" الشرقية والغربية ومصدرها التأويل الباطني للنصوص المقدسة، في اللاهوت اليهودي و المسيحي.

• الغنوصية ... ؟
= الغنوصية أو العرفانية (Gnosticism) تركيبة من الديانات القديمة تكونت جذورها بالمجتمعات اليهودية في القرنين الأول والثاني الميلاديين.
= بحسب تأويلهم الباطني للتوراة، اعتبر الغنوصيون (أو العرفانيون) أن الكون انبثاق للرب الذي وضع الشعلة الإلهية في صلب الجسد البشري. ويمكن إطلاق الشعلة عن طريق المعرفة / العرفان / الغنوصية.
= انتشرت في بلاد البحر المتوسط في القرن الثاني الميلادي بالتزامن مع الحركة المسيحية الأولى ومختلطة بنظريات الأفلاطونية الوسطى.
= أثرت في الثقافة الاوروبية مع قيام عصر النهضة وانتشار الباطنية الغربيتين.
= انتشرت الغنوصية في زمن الامبراطورية الفارسية الآرية، وفي الصين من خلال الديانة المانوية وفي العراق بشكل الديانة المندائية.
= كشف الباحثون الاكاديميون، مثل "ويلهيم بوسيت" (1865-1920) وريتشارد رايتجنستين (1861-1931) أوائل القرن العشرين أن الغنوصية نتيجة تزاوج معتقدت بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين مع الفكر اليهودي (التلمودي).
= كشف "جيو ويدينجرين" أن الغنوصية الزرادشتية الآرية، تأثرت بالوثنية الأرامية / السيريانية، في بلاد ما بين النهرين.
= سنة 1966، كشف "إدوارد كونز"، الباحث في البوذية، عن تشابه الغنوصية والبوذية بناء علي أبحاث "اسحاق جاكوب شميت" - كاتب ومبشر لاهوتي ومترجم هولندي.
= ربطت الدراسات بين الغنوصية والأفلاطونية المحدثة، وجانب من نظرية الافلاطونية كما يتضح في مصطلحات الآقنوم (الواقع، الوجود)، الموجودية (الجوهر، الماهية، الكينونة).
= الخلاف الأكاديمي – فقط – علي تصنيف "الغنوصية" كديانة مستقلة، أم ظاهرة عابرة للديانات، كأساس للديانة العالمية الموحدة "الباطنية العالمية"؟
= الغنوصية أصلها كلمة (غنوستسكوس γνωστικός) باليونانية تعني "ذوي المعرفة"، تمت ترجمتها في العصر العباسي، إلي: "العرفان"، "الغنوصية"، "الروحانية"، "الأدرية".
= معناها بالمفهوم الديني: "المعرفة الروحانية المبنية على العلاقة مع الله" من أجل الخلاص، وهو نفس المعني في فلسفات العصر الهيليني.
= البدايات تعود إلى البيئة اليهودية ثم اختلطت بعقائد فرق العهد المسيحي الأول.
= وصف آباء الكنيسة المسيحية الأولى، رؤساء "الفرق الغنوصية" بـ"المسيحيين اليهود" كما اعتمد الغنوصيين القدماء مصطلحات يهودية ومصطلحات تلمودية وخاصة من كتاب "قصور السماء".
= غرست الغنوصية جذورها في الإسكندرية حتى القرن الرابع الميلاد، نتيجة تزاوج الثقافات بين المسيحيون اليهود والحكمة الصوفية والفلسفة اليونانية والديانات الهيلينية.
= الفرق الغنوصية المنظمة ظهرت في القرن الثاني الميلادي... وهي أحد أسباب افتراق اليهود والمسيحيين لفرق متعددة – بحسب الحديث الشريف الذي حذر المسلمين من نفس المصير !

• " الغنوصية " أصل الباطنية وجذر شجرة الحياة المقلوبة والفيض الإلهي للواحد الأحد !
= تعتقد الغنوصية في أله واحد ينبثق عنه آلهة دنيا تسمئ "أيون"... (مبادئ نظرية الفيض الإلهي).
- وهو علة الملأ الأعلى / منطقة النور، وتسمى فيوضاته إلإلهية بـ"الإيون"، أو الدهر...
= "تنتقل" هذه المخلوقات الأبدية، الإيون، من فيض "الواحد"، لتحتجز في جسد البشر، وعندما يصل الجسد إلى العرفان، تعود إلى الإله مرة أخرى.
= الحكمة "صوفيا" من مستويات فيض الأحد الواحد،
الغنوصيون القدماء استعملوا مصطلح "أرشون" (خدم الرب) وسماهم العهد القديم / التلمود:- الملائكة.
= حسب الغنوصيين ؛ المسيح تجسيد من فيض الواحد الأحد وأن المسيح هو من الإيون الذي أرسل من الملأ الأعلى للأرض ليدل البشر على إعادة اكتشاف المعرفة التي تعيدهم إلى المعرفة الإلهية المفقودة.
= يفيض النور الألهي تنازليا عبر سلسلة من المراحل المتدرجة والعوالم والأقانيم ليصبح ماديا، ثم يعاود التتابع عكسيا ليعود إلى الواحد الأحد بالتأمل والمعرفة الروحية "الغنوص"، وهو تحديدا ما أخذته الباطنية الصهيونية التلمودية وعبرت عنه في " شجرة الحياة المقلوبة / جذرها في السماء ورأسها في الأرض !


(يُتْبَعْ بمشيئة الله).
حفظ الله مصر والعرب.



#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فارس ؛ وداعا للأندلس - مع تحيات - الفرس الثلاثة -... (ج 1 ...
- بقيادة صقور مصر ؛ معركة 30 يونيو انطلقت من 6 سنوات ولازالت م ...
- النظرية الترك آرية – النظام العالمي القديم / الجديد و الديان ...
- إنها الباطنية أفيون الشعوب ! كلنا ضحايا ألف سنة من هيمنة الد ...
- عزيزي ماركس ؛ إنها الباطنية أفيون الشعوب ! سندباد الفارسي وب ...
- عزيزي ماركس ؛ إنها الباطنية أفيون الشعوب ! سلسال الدم الفارس ...
- عزيزي ماركس ؛ إنها الباطنية أفيون الشعوب ! - هيرمس الهرامسة ...
- أمريكا تغرق في المحيط و الإسكندرية في الطريق : المناخ تحت ال ...
- من مجدو إلي هرمجدون بين انتصارين مصريين علي الترك الآريين
- محطة مترو البجع .. Pelican Metro Station
- جون كاسن المندوب السامي لبريطانيا الصغرى في القاهرة
- جيش مصر ثأر لدماء شهيد الوطن نقيب شرطة أيمن الدسوقي
- التراس خيرت الشاطر وراء الجريمة الإرهابية ضد الأهلي
- أين الكوماندوز أبوالنجا من أوكار حقوق الإنسان ؟
- أكاذيب ممدوح الحربي شيخ الوهابية الماسونية .. ( 2 )
- إن هدمتم الأقصي يا أعداء التاريخ .. فلا شيئ أسفله إلا التراب ...
- أكاذيب ممدوح الحربي شيخ الوهابية الماسونية ( 1 )
- عقيل الربيعي يواجه تبعات خوضه معركة التصدي للفساد
- سلاح الليزر الألكتروني MATRIX والنبضات الألكترومغناطيسية تغر ...
- يحكي أنه في قرطاجنة القديمة ..........!


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو عبد الرحمن - من فارس ؛ وداعا للأندلس - مع تحيات - الفرس الثلاثة - ... (ج 2)