أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-سقوط المثقفين والبغاء السياسي العلني














المزيد.....

بدون مؤاخذة-سقوط المثقفين والبغاء السياسي العلني


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6274 - 2019 / 6 / 28 - 15:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة- سقوط المثقفين والبغاء السّياسيّ
للمثقف دور هامّ في تقديم النّصيحة للسّياسيّ من خلال اطلاعه على هموم شعبه وأمّته، كما أنّه يعبّر عن ضمير شعبه وأمّته، وهذا معروف في الدّول الدّيمقراطيّة فعلا وقولا، والتي تضمن حرّيّة الرّأي بغضّ النّظر عن اتّفاقها أو اختلافها مع النّظام الحاكم. لكن في الأنظمة القمعيّة فإنّ "حرّيّة الرّأي" مضمونة لهتّيفة النّظام فقط، وهذا ما يجري في غالبيّة دولنا العربيّة.
والمحزن في بلداننا العربيّة أنّ من يسوّقون سياسة القهر والقمع والفساد والإفساد هم مثقّفون ورجال دين باعوا ضمائرهم وأخلاقهم للشّيطان. بحيث أنّهم يزيّنون أيّ سياسة تخدم سياسة الحاكم المطلق الذي يعتبره "علماء السّلاطين" خليفة الله في أرضه، حتّى ولو خالف أحكام الشّريعة، تماما مثلما يفعل مثقفو السلطان حتّى لو خان الوطن وفتك بالشّعب وأهدر خيراته. وهؤلاء يتحكّمون بوسائل الإعلام المرئيّة والمكتوبة والمسموعة والمقروءة. ومن خلالها يسوّقون سياسة الهزائم والخذلان ويحوّلونها إلى انتصارات وهميّة، ويضلّلون الرّعاع من عامّة الشّعوب. وقد تصل الرّعونة بهم حدودا لا يتصوّرها عاقل، فعلى سبيل المثال ظهرت سيّدة على شاشة تلفزة عربيّة اللسان أمريكيّة الهوى، تقول عن الرّجل الثّاني في دولتها:" من يريد التّلفّظ باسمه عليه أن يكون على وضوء، كي يطهّر فمه"! وهذه دعوة لم يبلغها نبيّ مرسل، فكلّنا نذكر أسماء الأنبياء والرّسل دون وضوء ودون طهارة، ولا إثم في ذلك.
وتبلغ الهرطقة مداها عندما تصدر الأوامر بتسويق سياسة خيانية مارقة ينوي "الحاكم بأمر الله" التّمهيد لها من خلال تجميلها، فيتسابق "الهتّيفة" لتسويقها وشيطنة معارضيها بطريقة مبالغ فيها، وقد تصل إلى أمور مضحكة. ومن ذلك مثلا عندما أرادت مصر شيطنة حماس قال الإعلامي المهرّج أحمد موسى أكثر من مرّة وهو يهاجم حركة حماس، واصفا إيّاها بالمجرمة ومن جرائمها أنّها قتلت الشّهيد عزالدين القسّام، ويبدو أنّ ذلك المهرجّ لا يعلم أنّ الشّيخ عزالدين القسام استشهد على أيدي قوّات الانتداب البريطاني قبل أن تولد حماس بستّين عاما! وبالتّأكيد فإنّ العامّة لا يعرفون هذه المعلومة، وبالتّالي ستنطلي عليهم هذه الأكاذيب.
وعندما استجابت غالبيّة دول الخليج النّفطيّة لضغوطات الإدارة الأمريكيّة لتطبيع العلاقات مع اسرائيل على رؤوس الأشهاد بعد أن كانت سرّيّة، بدأ "الهتيفة" بداية مضحكة، فمنهم من يهاجم الشّعب الفلسطيني ويتنكّر لحقوقه المشروعة في وطنه التّاريخيّ، ومنها حقّه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلّة بعاصمتها القدس الشّريف. وينحازون إلى الطّرف الآخر المعادي وكأنّه بطل السّلام، رغم كلّ عدوانيّته واستمراره في احتلال الأراضي العربيّة. حتّى وصلت حماقة "الهتّيفة" إلى المقدّسات وفي مقدّمتها المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثاني الحرمين وأحد المساجد الثلاث التي تشدّ إليها الرّحال، ومعراج خاتم الأنبياء والرّسل صلى الله عليه وسلّم، ومن هؤلاء المدعو الاعلامي السّعودي فهد الشّمري الذي اعتبر الصّلاة في مسجد في أوغندا أفضل من الصّلاة في فلسطين وأقصاها! فهل يعلم هذا السّفيه أنّ الأقصى جزء من العقيدة، وأنّ نفي القداسة عنه سينفيها عن الكعبة المشرّفة والمسجد النّبويّ الشّريف؛ لأنّه مقترن بهما؟ وبالتّالي فإنّه ينسف الدّيانة الإسلاميّة، ومن حقنّا أن نسأل أولياء نعمته عن ردّة فعلهم على هذه الحماقات، خصوصا وأنّهم سجنوا الشّاعر أشرف فيّاض لسنوات لكتابته قصيدة؟ أم أنّ السّكوت يأتي ضمن التّمهيد لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه.
وهناك حماقات كثيرة أخرى يطول الحديث عنها، لكنّ هؤلاء "الهتّيفة" بحماقاتهم وسقوطهم السّياسيّ والأخلاقيّ يذكّرونني، بما يروى عن سعد زغلول زعيم حزب الوفد المصري في انتخابات عام 1924 التي أوصلته إلى رئاسة الحكومة، حيث جمع حزبه أنصاره ومؤيّديه ليلقي الزّعيم خطابا انتخابيّا، ووضعوا في مقدّمة الجمهور مجموعة من الهتّيفة البسطاء، وأوصوهم بأن يهتفوا عند نهاية كل جملة يقولها الزّعيم، وعندما ابتدأ الزّعيم خطابه بقوله: أيّها الأخوة المواطنون هتفوا" يعيش الأخوة المواطنون، وعندما قال ستعمل حكومتنا على توسيع الأراضي الزّراعيّة، هتفوا: تعيش الأراضي الزّراعيّة، وتوالى الخطاب والهتاف إلى أن قال الزّعيم: وستعمل حكومتنا على إلغاء البغاء العلنيّ، فارتفع الهتاف: يعيش البغاء العلني!
فهل ستفيق الأمّة من سباتها وتهتف بسقوط البغاء السّياسي العلنيّ؟
28-6-2019



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- ورشة البحرين والحمل الكاذب
- بين الواقع والخيال في رواية جداريات عنقاء
- بدون مؤاخذة- الله يرحم محمد مرسي
- بدون مؤاخذة- من يهدد أمن الخليج والمنطقة؟
- بدون مؤاخذة- أزمة السلطة الفلسطينيّة الماليّة
- بدون مؤاخذة- في زمن الهزائم
- بدون مؤاخذة-الاختلاف على عيد الفطر
- بدون مؤاخذة-ذكرى حزيران وتكريس الهزيمة
- بدون مؤاخذة قمّة مكة والإيغال في الهزيمة
- فهمي شراب والأهداف النبيلة
- لمن ينتظرون الاعلان عن فصعة القرن
- يوميات التيه
- يوميات رمضانية-طالع العربان
- رمضانيات
- بدون مؤاخذة-نتنياهو وفصعة القرن
- بدون مؤاخذة-الاستعمار المتجدّد
- بدون مؤاخذة-أمريكا وإيران رابحتان والعرب خاسرون
- بدون مؤاخذة- الاستيطان الأمريكي الإسرائيلي
- بدون مؤاخذة- في العجلة الندامة
- بدون مؤاخذة- اعتذار عائض القرني


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-سقوط المثقفين والبغاء السياسي العلني