أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - بين الواقع والخيال في رواية جداريات عنقاء














المزيد.....

بين الواقع والخيال في رواية جداريات عنقاء


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6269 - 2019 / 6 / 23 - 19:29
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
بين الواقع والخيال في رواية جداريات عنقاء
صدرت "جداريات عنقاء" للكاتبة الفلسطينية مروى فتحي منصور، عام 2019 عن مكتبة كل شيء الحيفاوية، وتقع في 330صفحة من الحجم المتوسط، وصمّمها ومنتجها وأخرجها شربل إلياس.
هذه الرّواية الأولى للكتابة مروى فتحي منصور ابنة مدينة جنين الفلسطينيّة.
قرأت هذه الرّواية مرّتين، الأولى وهي مخطوطة، والثّانية بعد أن صدرت ورقيّا، مع التّأكيد على عدم معرفتي الشّخصيّة للكاتبة. وأجزم بأنّ الرّواية غير مسبوقة في مضمونها، -على الأقلّ في الأدب الفلسطينيّ المعاصر-.
وقد فاجأتني الكاتبة بقدرتها على كتابة الرّواية وتميّزها من خلال إصدارها الأوّل، ممّا يعني أنّها موهوبة وليست دخيلة على الأدب الرّوائيّ. فالكاتبة متمكّنة من اللغة، ولديها مخزون لغويّ لافت، ولغتها بليغة فصيحة احتوت كلّ صنوف البلاغة بسلاسة دون تكلّف أو تصنّع.
وقد تعدّدت الحكايات والقصص في الرّواية، وبقيت مرتبطة ببعضها البعض بخيط شفيف، وغلب عليها الرّويّ والبناء الرّوائي بأساليب متعدّدة، التي لم ينقصها عنصر التّشويق الذي يجذب القارئ، ويفرض عليه متابعة الأحداث دون ملل، ولم يغب عن الرّواية أسلوب الاسترجاع الذي غذّى عنصر التّشويق وأضفى جماليّات على البناء الرّوائيّ.
وقد أبدعت الكاتبة في روايتها من خلال تعدّد الأحداث والقصص والحكايات التي اختلط فيها الواقع بالخيال "الواقعيّ"، وهذا دلالة واضحة على عمق الثّقافة الاجتماعيّة للكاتبة، والتي أبدعت أيضا في سبر غور شخصيّات رواياتها.
ومن مميّزات هذه الرّواية أنّه رواية نسويّة بامتياز، فالكاتبة منحازة إلى بنات جنسها اللواتي يعانين الاضطهاد في مجتمعاتنا الذّكوريّة التي لم ترحم المرأة في مراحل عمرها المختلفة، وربطت ذلك بفوقيّة الرّجل في استغلال المرأة واضطهادها بغضّ النّظر إن كانت ابنة أو زوجة أو أختا أو عشيقة. ويلاحظ أنّ الرّواية لم تجعل من شعبنا شعبا نموذجيّا كما يحلو للبعض أن يصفه، وقد عرّت هذا المجتمع من خلال العلاقات الاجتماعيّة وعلاقات الحبّ والغرام بين الرّجل والمرأة، وهذه العلاقة غير السّويّة هي التيّ أنجبت علاقات غير سويّة ومخالفة للدّين وللعادات والتّقاليد، ومن يقرأ الرّواية بحياديّة ووعي سيجد أنّ ما ورد فيها هو حقيقة مجتمعنا الذي يدّعي الفضيلة في العلن، ويعمل عكسها في الخفاء، وهذا لا يقتصر على العلاقة بين الرّجل والمرأة فقط، بل يتعدّاها إلى أمور أخرى هي السّبب في الخلل الذي يحصل، وهنا جاء دور الفساد والإفساد الذي يمارسه بعض المتنفذّين.
فزينة إحدى بطلات الرّواية فتاة يتيمة لا إخوة لها، تشكّل نموذجا للخلل الاجتماعيّ الموجود بيننا، فقد اضطرّت للزّواج من عجوز تسعينيّ هربا من ابن عمّها المنحرف الذي كان ينوي الزّواج منها عنوة، وعند هذا الزّوج كانت مجرّد خادمة لهذا العجوز، وتلقى الاضطهاد من أبنائه. وعندما دخلت المستشفى لإجراء عملية جراحيّة لاستئصال المرارة، شاء حظّها العاثر أن تدخله ابنة أحد المتنفذين للاجهاض من جنين حملت به سفاحا، وجرى عكس الأمور في المستشفى بحيث سجّلت "زينة" بأنّها هي التي أجهضت! وهذا شكّل فضيحة لها. وعندما تولّت "لوليانة" محامية "جمعيّة حماية المرأة العنف" عمليّة الدّفاع عن "زينة" جوبهت من إدارة المستشفى، لكنّها لم تيأس، وواصلت دفاعها عن "زينة"، وعندما وصلت إلى اثبات الحقيقة فوجئت بأنّ "زينة" نفسها قد أسقطت القضيّة تحت ضغوطات من متنفذين، لتواجه المحامية بتهمة التحريض والفساد وقلب الحقائق! وهذه إشارة ذكيّة إلى أنّ المرأة في المجتمعات الذّكوريّة تساهم في اضطهاد نفسها، حتّى وإن كانت مرغمة
والمحامية لوليانة أيضا لها مشاكلها الخاصّة هي الأخرى، فقد فشلت في حبّها الأوّل، ولم تجد في زوجها الشّريك المناسب الذي يلبّي طموحها ورغباتها كزوجة وكإنسانة ممّا دفعها إلى تعدّد علاقاتها مع الرّجال.
وحتّى الدّكتور وليد "الطبيب النّفسي في "جمعية مقاومة العنف ضدّ المرأة" كان يستغل مريضاته جنسيّا بدلا من حمايتهنّ!
يبقى أن نقول أنّ هذه الرّواية الجريئة بحاجة إلى دراسات عميقة للوقوف على خباياها وأهدافها.
23-6-2019



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- الله يرحم محمد مرسي
- بدون مؤاخذة- من يهدد أمن الخليج والمنطقة؟
- بدون مؤاخذة- أزمة السلطة الفلسطينيّة الماليّة
- بدون مؤاخذة- في زمن الهزائم
- بدون مؤاخذة-الاختلاف على عيد الفطر
- بدون مؤاخذة-ذكرى حزيران وتكريس الهزيمة
- بدون مؤاخذة قمّة مكة والإيغال في الهزيمة
- فهمي شراب والأهداف النبيلة
- لمن ينتظرون الاعلان عن فصعة القرن
- يوميات التيه
- يوميات رمضانية-طالع العربان
- رمضانيات
- بدون مؤاخذة-نتنياهو وفصعة القرن
- بدون مؤاخذة-الاستعمار المتجدّد
- بدون مؤاخذة-أمريكا وإيران رابحتان والعرب خاسرون
- بدون مؤاخذة- الاستيطان الأمريكي الإسرائيلي
- بدون مؤاخذة- في العجلة الندامة
- بدون مؤاخذة- اعتذار عائض القرني
- بدون مؤاخذة-الدّولة التّاريخيّة والدّولة اللقيطة
- يوميات رمضانية


المزيد.....




- كيف نكتب بحثا علميا متماسكا في عالم شديد التعقيد؟
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- هند صبري لـCNN: فخورة بالسينما التونسية وفيلم -صوت هند رجب-. ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الدوحة.. متاحف قطر تختتم الأولمبياد الثقافي وتطلق برنامجا فن ...
- من قس إلى إمام.. سورة آل عمران غيرتني
- إطلاق متحف افتراضي في دمشق يوثّق ذاكرة السجون في سوريا
- رولا غانم: الكتابة عن فلسطين ليست استدعاء للذاكرة بل هي وجود ...
- -ثقافة أبوظبي- تطلق مبادرة لإنشاء مكتبة عربية رقمية
- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - بين الواقع والخيال في رواية جداريات عنقاء