أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم القبطي - البهائية تحت سيف الإسلام ... فهل من منقذ؟















المزيد.....

البهائية تحت سيف الإسلام ... فهل من منقذ؟


ابراهيم القبطي

الحوار المتمدن-العدد: 1544 - 2006 / 5 / 8 - 11:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على الرغم من أن معلوماتي عن البهائية (1) محدودة إلا أن الحلقة التي رأيتها مؤخرا عن البهائية للشيخ خالد الجندي و المذيع عمرو أديب (2) ، فتحت عيني على مدى الكره و التعصب الذي يعشش في عقول مشايخ المسلمين تجاه الأديان الأخرى ، فقد عانينا منه كأقباط على مدى 14 قرن ، و لكن العقول السوداء لا تكتفي بتكفير دين واحد بل تريد تكفير العالم كله ...

بدأت الحلقة بمجموعة من التصريحات اللاذعة للشيخ خالد الجندي عن البهائية ، وكيف أنها تستحل الحرمات ، و تسمح بزواج المحارم ، و تكفر جميع الأديان الأخرى ، و استمر يصول و يجول لمدة أكثر من 10 دقائق كاملة ، بعدها تلقى البرنامج أتصالا هاتفيا من شخص يعتنق البهائية ... وهنا تحول مجرى الحوار

لقد صرح هذا الرجل البهائي و بمنتهى الأمانه ، أن البهائية تؤمن بجميع الأديان التي سبقتها (مع الاختلاف في نقاط بعينها بالطبع) ، وتحترم جميع الأديان ، و أنها تؤمن بموسى و عيسى و محمد (على حد قولهم) ... و بهاء الله الذي ظهر في القرن ال19 مدعيا النبوة ، و لهم كتابهم المقدس المتميز و المسمى "الأقدس" ، في كل هذا و الرجل من تصريحاته لم يكفر أحدا ، ولم يتجن على أحد ، بل ذكر و بمنتهى الصدق أنه يختلف عن الأديان الأخرى في الكثير من النقاط ، و لكنه يحترمها ... و أن كل ما يريده البهائيون في مصر هو القبول المتبادل و الاحترام المتبادل ، والرجل أيضا أنكر أي وجود لزواج المحارم أو أي نوع من العلاقات الجنسية المحرمة أو المشبوهة ، بل و الحق يقال أنهم لا يسمحون بتعدد الزوجات ، وفي هذا هم يفوقون بالتأكيد على سلم الأخلاق الاجتماعي مبادئ الأسلام الذي يبيح تعدد الزوجات و التسري ....

ومن الأمور التي أثارت تفكيري خلال الحلقة ، أن الرجل صرح بأن البهائيين يحّجون إلى ثلاثة أماكن مختلفة ، واحد في العراق و الآخر في أيران –على حد علمي - و الثالث في عكا في فلسطين ، وبمنتهى سلامة النية لم يدرك الرجل أنه فتح على نفسه نار جهنم بتصريحه هذا ، فقد انطلق جحيم التكفير الإسلامي بلا ضابط من فم الشيخ المكرم خالد الجندي ، فأكد أنهم يحجون إلى اسرائيل (فلسطين سابقا) ، و بالتالي تحولت البهائية في وجهة نظر الشيخ إلى صهيونية ، وتحول البهائيون إلى عملاء الصهاينة ، ولا بأس من أضافة مزيد من التوابل عن علاقة البهائية بالماسونية ، ثم بقياصرة روسيا ... ولا أستبعد أن يدعي شيوخ المسلمين بعد ذلك بأنهم هم وراء نكسة 1967 ، أو أن يكونوا هم وراء غزو العراق ، أو ربما هم من يحرك جيشو التتار من المجاهدين في العراق لتذبح و تحرق و تشعل الحروب بين السنة و الشيعة ....

لم أفهم ما هو الخطأ أن يكون حجهم إلى عكا ، فهم أحرار يحجون إلى ما شاءوا من الأماكن التي يرونها مقدسة ، و الغريب أن ما فات على أخونا الشيخ الموقر أنهم نشأوا في منتصف القرن ال19 ، حيث يربط البهائيون بداية تاريخهم بوقت اعلان دعوة الباب في مدينة شيراز في إيران سنة 1844م/1260هـ ، وهذا بالتأكيد يحركهم بعيدا زمانيا و مكانيا عن الحركة الصهيونية ، وعلى الرغم من وجود علاقات حالية بين اسرائيل و البهائية بحكم الجوار حاليا داخل فلسطين ، إلا أنه لا يحرك أي دليل ضد أو مع نظرية المؤامرة المشهورة ، ولكن هيهات أن تفلت الفريسة من يد الشيخ القناص ، و أن يهرب الموضوع دون اثارة ملف الصهيونية و الامبريالية و المخطط اليهودي لاحتلال العالم ... الخ الخ الخ

وبعد أن أنتهى الاتصال التليفوني مع هذا البهائي المؤمن و الذي يواجه بإيمانه تكفير الشيوخ ، كان تعليق الشيخ الجندى بأن هذا الدين-البهائية- يكفر جميع الأديان الأخرى ، على الرغم من أن الرجل لم تخرج من فمه كلمة تكفير واحدة ، بل و أكد أن البهائي -أو البهائية -يستطيع الزواج من اي دين آخر ، وأما الشيخ الجندي فهو –على العكس- من اكمل كلامه بتكفير البهائية ، و بأن اي مسلم يعتنق البهائية فهو مرتد ، وبأن المسلمين والمسلمات غير مسموح لهم بالزواج من البهائيين الكفرة .

لقد تألمت لما يعانونه في مصر رغبة في البقاء بكرامة كمواطنين ، و أكره هذا الزمن القبيح الذي نضحي فيه بكل حقوق الإنسان و كرامته على مذبح الدين الإسلامي ، لقد تذكرت الآمنا كأقباط ، و أنا أسمع و أرى هذا الرفض القمئ و المبالغ فيه من مشايخ المسلمين لكل ما أو من هو مخالف ، فقد صرح الشيخ خالد الجندي في نهاية الحلقة ، بأنه يرفض أن يكون للبهائيين وجود في مصر ، فمصر فيها مكان للمسلمين (مع الاحترام) و المسيحيين (كمواطنين من الدرجة العاشرة) واليهود (على مضض بالطبع- حيث أن عددهم حاليا لا يتعدى الألف شخص في مصر ، ومعظمهم يتركز في الاسكندرية) أما للمنحرفين و الكفار من أصحاب المذاهب المنحرفة فلا وجود لهم ... و أخذ يحذر المسلمين من الخطر الذي قد يعصف بهم على أرض الكنانة ، وأنهم و شيوخ الأزهر لابد أن يتحرزوا من الخطر القادم من الصهاينة المنتكرين في صورة البهائية...

وبيدو أن الشيخ خالد ليس وحده من ينادي بالتكفير ، فقد ذكر الأستاذ نبيل شرف الدين في مقاله على إيلاف (3) أن البرلمان المصري مؤخرا قد شهد سباقاً بين نواب الحزب الحاكم ونواب جماعة الأخوان المسلمين في اقتراح إجراءات للتنكيل بمعتنقي الديانة البهائية ، وفي هذا اتفق الاخوان و الحكومة المصرية ، في لحظات يسجلها التاريخ ، فقد وصف نواب البرلمان المصري من الأخوان البهائيين بأنهم "كفار وخونة"، وطالبوا البرلمان باستصدار قانون يؤثم اعتناق البهائية، و اتهموا معتنقي البهائية بـ "العمالة لإسرائيل، والاستقواء بالغرب"، كما أكد شيخ الأزهر قوله إنَّ البهائيةَ ليست من الأديان السماوية الثلاث وتخرج عن ديانة أهل الكتاب. عن اي كتاب يتحدث ، فانجيلنا لا يكفر أحدا ، ولا يستبعد أحدا من دائرة الحب الإلهي ، العله يقصد القرآن ، هذا الكتاب الطفرة الذي يصطبغ بالدماء و شريعة القتال و التكفير.

لم أر في موقف البهائيين الا مجموعة من البشر تريد أن تملك الحق في التواجد وإعتناق ما تشاء ، لم أجد جريمة لهم ، لم يكفروا أحدا ، ولم يستحلوا دماء أحد ، لم يجاهدوا لنشر الدعوة . لم يخرج من الزرقاوي أو الحمراوي ليذبح الناس كالنعاج .

من الواضح أن الأخلاق و الإسلام لا يلتقيا ، فلم نسمع عن شيخ يكفر ما يفعله هؤلاء المجاهدون من مذابح في العراق ، ولكننا نسمع بكلمات التكفير الملتهبة تنطلق يمينا و يسارا لتكفر الآخر -الغير مسلم- الذي لم يحمل سيفا أو حتى عصا ليدافع بها عن نفسه ، أما آن لهؤلاء المشايخ أن يكتفوا بمصائب دينهم وفضائحه ، و أن يتركوا مكان لمن يريد الحياة أن يحيا . من نصبهم على البشر قضاة ، ومن نصبهم على الضمائر مفرزين ، ألا ينبغي أن يكتفوا بالبقاء في مستنقعهم دونما أن يجروا العالم إليه . انهم ينشرون ثقافة الموت ، وهذه الثقافة لابد أن تموت ليحيا الإنسان حرا.

--------------------
الهوامش و المراجع:
1) للمزيد عن البهائية اقرأ موسوعة ويكيبديا : http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%87%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9
2) تسجيل الحلقة: http://64.202.189.156/jesusforall/media/albaha2eya_wal_erhab_al_islamee.wmv
3) مقال الاستاذ نبيل شرف الدين : http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2006/5/146039.htm



#ابراهيم_القبطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع جبريل [9] ... عن محمد وقريش ونهاية الإسلام
- حوار مع جبريل [8] ... عن محمد ومسيحيي جزيرة العرب
- رقصة موت إسلامية
- حوار مع جبريل [7] ... مزيد من علاقات محمد الجنسية
- حوار مع جبريل [6] ... عن محمد و النساء
- رجل الأعمال السعودي ضد الحوار المتمدن ..وحرب طواحين الهواء
- حوار مع جبريل [5] ...عن يهود المدينة و جزيرة العرب
- بول البعير... طب اسلامي أم كارثة إنسانية
- حوار مع جبريل [4] ... محمد في الطريق إلى الهجرة
- قتلى شعبي
- حوار مع جبريل [3] ... الفترة الأخيرة في مكة
- حوار مع جبريل [2] ... السنوات الأولى في مكة
- حوار مع جبريل [1] ...حول بداية الاسلام
- تجسد الكلمة (4): التجسد و تثوير الانسان و الحضارة –الجزء الث ...
- تجسد الكلمة (3) : التجسد و تثوير الانسان والحضارة
- تجسد الكلمة (2) : التجسد كحدث في التاريخ
- تجسد الكلمة (1) : الحاجة إلى تجسد الإله
- الوباء الاسلامي و اجتياح العالم المتحضر [2] .. محاولات أسلمة ...
- القضية القبطية (3) : اعلان الحرب الروحية على الاسلام
- الارهاب الاسلامي ... بالأرقام


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم القبطي - البهائية تحت سيف الإسلام ... فهل من منقذ؟