أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - التطبيع يزحف إلى تونس.. والمقاومة حاضرة














المزيد.....

التطبيع يزحف إلى تونس.. والمقاومة حاضرة


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 6265 - 2019 / 6 / 19 - 12:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدرجة ما.. لفت المجال السياسي التونسي الأنظار إليه خلال الفترة الماضية، وذلك بسبب الاحتجاجات التي وقفت خلفها أحزاب وجماعات قومية ويسارية، وكانت موجهة ضد حكومة رئيس الوزراء يوسف الشاهد (الحليف لحزب النهضة الإخواني)، والسبب كان ما اعتُبر اختراق صهيوني جديد لتونس من بوابة السياحة.

ما فجّر القضية برمتها، وأثار غضب المعارضة الوطنية التونسية كان تقريرًا بثته القناة 12«الإسرائيلية»، وأعادت فضائية الميادين عرضه، ويظهر فيه مجموعة من السياح الصهاينة أثناء زيارتهم معبد الغريبة اليهودي في مدينة جربة جنوب شرقي البلاد، ثم قيامهم بجولة سياحية في تونس، رافعين شعارات «تمجد إسرائيل وجيشها»، وتظهر في التقرير سائحتان، لتقولا: "فليبارك الله جميع جنود الجيش الإسرائيلي"، "تحيا إسرائيل وتحيا تونس"!!.

ثم ما زاد من معدل الغضب هو تداول أخبار تفيد بتجول الفوج الصهيوني قرب المنزل الذي اغتيل فيه القائد الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد)، وكانت عناصر من "الموساد" قد اغتالته في بيته بتونس عام 1988، بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

هذا الأمر كان طبيعي أن تراه المعارضة التونسية إهانة صارخة للشعب، ومؤامرة صريحة على مستقبله وتطوره.. وقد توجهت صيحات الإدانة باتجاه وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي (يهودي الديانة)، وتم اتهامه بتأمين رحلات لصهاينة للمشاركة في موسم "حج الغريبة"، وكان فرع "لائحة القومي العربي" بتونس، قد نبه مبكرًا في بيان بنوفمبر 2018 إلى أن: ((الطرابلسي، والذي يحمل الجنسية الفرنسية، طالما كان جسرا للتطبيع مع الكيان الصهيوني منذ عهد زين العابدين بن علي، وإنّ ما كان يُمارَس سرّا من تطبيع أصبح يُمَارَس اليوم في العلن، وأن تعيينه كوزير يأتي في إطار "ديموقراطية" رأس المال، وكثمرة لربيع برنارد هنري ليفي))، وأشار البيان أيضًا إلى أن: ((رونيه الطرابلسي هو صاحب وكالة أسفار تنشط في فرنسا وتونس، وأنه ينظّم رحلات ذات طابع تطبيعي، ويؤمّن رحلات من مطار بن جوريون إلى مطار جربة جرجيس الدولي، وأن ذروة نشاطاته عندما استقدم وزراء صهاينة أشهرهم وزير الخارجية سيلفان شالوم، كما لـ"رونيه" مواقف داعية للتعايش مع الصهاينة، ويعتبر من يطالبون بالتحرير الكامل لفلسطين عنصريين!! كما أن تواصله مع قيادات حركة النهضة الإخوانية جليّ، ورئيس النهضة هو من اقترح اسمه كوزير بطلب من أطراف خارجية )).

ورغم محاولة الحكومة التونسية التلطيف من الواقعة، عبر نفي "الجنسية الإسرائيلية" عن اليهود الذين زاروا المعبد وقاموا بالجولة، إلا أن صحفيين ونشطاء تونسيين أكدوا "إسرائيلية" السائحين اليهود، وأن بعضهم يحمل جنسيات مزدوجة، وأن الحكومة تُغمض عينيها -عامدة- عن "الجنسية الإسرائيلية"، أو أنها متهاونة أو أجهزتها الاستخبارية ضعيفة، كذلك، وفي إطار دفاع الحكومة التونسية عن نفسها، أوضحت أن المنزل الذي تم التجوال بالقرب منه ملك لرجل أعمال تونسي، ويبعد عنه قرابة 4 كيلومترات عن المنزل الذي اغتيل فيه أبو جهاد، لكن العجيب في موقف الحكومة التونسية وعدد من داعميها، هو توجيه سهام الغضب نحو الفضائيات العربية التي نبهت إلى هذا السقوط في الوحل التطبيعي، الأمر الذي وصل بأحد مؤيدات الحكومة إلى اعتبار ما يجري من تنديد عربي بالتطبيع: "هجوم على الثورة التونسية"!، كما كانت فرصة لتتصاعد الأصوات المدافعة عن التطبيع أساسًا، لتحاول تبرير الأمر، ولوم الحكومة على نفيها!.

ومن المعروف أن الزيارة «الدينية االيهودية» لمعبد جزيرة جربة في تونس ليست بالحدث الجديد، وهي فرصة يسعى الكيان الصهيوني للاستثمار فيها بهدف إحداث ثغرة في الجدار الصلب الذي تمثله المقاطعة الشعبية العربية للتطبيع، وهذه عادة "تل أبيب" أن تستغل تلك الأحداث لتكون بمثابة الجسر الذي يوصلها إلى الشارع العربي.

المعارضة التونسية رفضت بشكل قاطع كل التبريرات الحكومية، وطالب نواب كتل المعارضة بمجلس نواب الشعب، باستدعاء رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ومساءلته.. وما منح المعارضة الثفة في نفسها ووهبها الإحساس بإمكانية كسب المواجهة، هو موقف الشارع العربي في تونس الرافض للتطبيع والمناصر بقوة للقضية الفلسطينية.

وقد نظمت أطياف المعارضة التونسية، أول الأسبوع الجاري، يوم غضب، تنديدا بـ"محاولات التطبيع مع إسرائيل"، وتضمن البرنامج وقفتين احتجاجيتين، بالإضافة لمسيرة بشارع الحبيب بورقيبة، وردد خلالها المشاركون هتافات تدعو الى إقالة وزير السياحة وإصدار قانون يجرم التطبيع، وتؤكد على عروبة تونس.

كما دعا مرصد "الهيئة الوطنية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع" إلى التسريع في سن قانون يجرم التطبيع.

المؤكد أن ثمة مقاومة حقيقية في تونس لأي توجه من الحكومة في اتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومعارضة لأي اتجاه نحو تعميق التعبية الاقتصادية والسياسية للقوى الغربية (مثال: معارضة اتفاقية الأليكا التي ستحول البلد إلى محض سوق للبضائع الأوروبية، وستعزز من هيمنة الشركات الغربية على تونس)، لكن المؤسف أن هذا التوجه المقاوم والمعارض في تونس، يتم التعمية عليه حاليًا، ولا يحظى بالاهتمام الكافي من جانب الإعلام المهيمن عربيًا، والذي تموله العواصم الخليجية، كما أن هذا التوجه المعارض بالطبع لا يلقى دعمًا من جماعة الإخوان (التي تؤثر بشكل قوي في مواقع التواصل)، كونها ركن أساسي في حكومة يوسف الشاهد اليوم، ومن ذات الباب فات على كثيرين متابعة أخبار المظاهرات التي حصلت في تونس مع انطلاقة العام الماضي 2018، بسبب قضايا تتعلق بارتفاع تكاليف المعيشة والضرائب، وتوفي فيها المتظاهر "خمسي اليفرني".. وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدلّ على أن المؤسسات الإعلامية التي تزعم دعم انتفاضات والنشاطات الجماهيرية، لا تفعل ذلك إلا عندما تتسق تلك الأحداث مع أجندتها هي للتغير.



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قُتل إرهابيًا.. فنعاه القطري والسعودي والتركي معًا!
- عن ثورة الأرز الملونة.. وغياب الحديث عن رشيد كرامي
- زوتشيه: السعي للاستقلال والسيادة، ومَركزة دور الإنسان، واشتر ...
- الغرب يطلق الرصاص باتجاه الجمهوريات العربية.. والبقية تأتي ل ...
- عملية ثعلب الصحراء.. وتجسس انسكوم .. ومحمد البرادعي
- إخوان الجزائر.. خاب مسعاكم
- التحريض على تخريب الآثار من (إسلام ويب) إلى داعش.. واستدعاء ...
- حسن الترابي.. كلعنة أصابت السودان
- المودودي من المخابرات البريطانية إلى التآمر على -ذو الفقار ب ...
- السلفية كمؤامرة على التراث
- دور بريطانيا والعدو الإسرائيلي في حرب اليمن ضد جمال عبد النا ...
- في رثاء ألمانيا الشرقية / الديمقراطية: لم تجمعها علاقات دبلو ...
- معركة جاليبولي .. والدجل الإخونجي
- آل سعود وبريطانيا والإخوان: مراحل التأسيس
- الإعلام القطري.. والترويج للاستعمار
- عملية باب العزيزية 1984.. تآمر وخيانة ورجعيّة -الجبهة الوطني ...
- من هو جمال خاشقجي؟
- وكالة ناسا الأمريكية: خلفيتها، وجرائم (دوايت آيزنهاور) الرئي ...
- محاولة اغتيال مادورو: الإمبريالية الأمريكية مستمرة في عدوانه ...
- منتدى أمريكا والعالم الإسلامي: بوابة للاختراق، وحلقة وصل لتع ...


المزيد.....




- مصدر لـCNN: جيش باكستان يدمّر نقاطا عسكرية هندية ردا على إطل ...
- عددها ببداية 2025 أكثر من العام المنصرم بأكمله.. ارتفاع صارخ ...
- خطاب مرتقب لبوتين أمام القوات الروسية وقادة عشرين دولة في ذك ...
- سفارة أمريكا في اليمن تشعل تكهنات بتدوينة -سيارتك غرزت يا أخ ...
- بدء تحرك الآليات العسكرية وسط موسكو نحو الساحة الحمراء استعد ...
- سوريا.. تحرك رسمي بعد فيديوهات مغادرة طلاب دروز من السكن الج ...
- موسكو.. بدء العرض العسكري في الذكرى الـ80 للنصر على النازية ...
- ما هي خطط إسرائيل لـ-احتلال غزة-؟
- السوشيال ميديا.. ملجأ للمراهقين المكتئبين أم هي سبب للاكتئاب ...
- البنتاغون يباشر تسريح المتحولين جنسيا في قواته


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - التطبيع يزحف إلى تونس.. والمقاومة حاضرة