أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - -فرانز ليست- حياة الفنان خليل الهنداوي














المزيد.....

-فرانز ليست- حياة الفنان خليل الهنداوي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6261 - 2019 / 6 / 15 - 13:22
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


"فرانز ليست"
حياة الفنان
خليل الهنداوي
الأهم في العمل الأدبي أن يمنحنا المتعة، بصرف النظر عن أية مسائل أخرى، فعندما يكون الخط مريح للقراءة، وتكون اللغة جميلة وأدبية، وطريقة التقديم سلسة، بالتأكيد سنشعر بالراحة، هذا الكتاب من سلسة اقرأ التي اصدرتها مصر أيام (الثورة الثقافية)، أيام كان الكتاب متاح للكل، بسعره وبسهولة الحصول عليه، فقد كان يوزع على كافة الدول العربية، دون أي حواجز أو اعاقات.
جميل أن نقرأ قصة واقعية عن فنان عيش حياة القصص والروايات، "فرانز ليست" موسيقار عاش كما أراد، فكانت المتعة والحرية هي بوصاته نحو المستقبل، يتعرف على "الكونتس داجولت" الارستقراطية المتزوجة ويقع في حبها رغم انها متزوجة وأم لثلاثة أبناء، فتأخذه العاطفة إلى أن يحدثها عن مشاعره تجاهها بقوله: "دعيني أذرف الدمع على ركبتيك، إن رأسي يكاد يشتعل، ما أحوجني إلى يدك تمر على جبيني، وتغوص في شعري"ض45، لكن المجتمع والتفاوت الاجتماعي بينهما يجعله يحبس اندفاعه، لكنه في داخله ما زال يميل وبقوة إليها: "حتى هنا .. أجد فلبي محطما، ورأسي مثقلا بالاضطراب، والوحدة تضجرني" ص49، وهنا يعود إلى محبوبته والتي تبادره الحب، بقولها: "أنك هبطت على كملاك الرحمة لتضيء عزلتي الجافة، ليتني أقدر أن أحيا معك بعيدا عن هذه المجتمعات المزدحمة منفلتا ممن هذه القيود، ... فإنني سأحبك كما تحب امرأة لم يمسها شفتان، وستكون طاهرة نقية كالنسيم الذي يهب على ذرى الجبال الشاهقة، ويكفي أن يدنوا مني فمك هذا حتى اهتز كالشجرة التي تعبث بها الريح"ص51، الجميل في هذا المقطع أننا نجد فيه لغة الأنثى الصافية، فهناك "لم تمسها شفتان، حتى أهتز كالشحرة" فهذا الوصف هو وصف أنثوي، وجاءت ليؤكد على حقيقة الأحدث وواقيتها، تقرر أن تترك البذخ والرفاهية التي تعيشها، وتفر مع حبيبها مبتعدة عن باريس إلى الريف، وهناك يلتقي الحبيبان ويعيشان حياة الحرية والمتعة.
الفنان المتقلب والمضطرب لا يستقر في مكان محدد، ولا يكتفي بعلاقة واحدة، فيأخذه الفن إلى مدن أخرى، تاركا محبوبته، وهنا تأخذ العلاقة بينهما في التقهقر: "إنه لا يملك إلا قوة الانبساط والتفتح، أما قوة الانضمام فهي نقيضه، إنه يطيع كل غرائزه التي تناديه، وكل الدوافع المتناقضة التي تدعوه" ص62، يذهب إلى أكثر من مدينة في أوروبا، ويبرز فيها كموسيقار ومعلم وملهم للموسيقى، ومع حبه للفن إلا أنه كان يعتبر الموسيقى حالة إنسانية سامية، لا يجوز التقليل من مكانتها، فعندما ذهب إلى انجلترا وكانت "فقيرة بروحها الموسيقية" ص72، ولم يحضر حفل سوى ستة من المستمعين، خاطبهم: قائلا: "إن الموسيقى هنا تضمحل، هذا فراغ وخلاء، اسمحوا لي أن اترككم، وأن تستردوا دراهمكم، على أن تكونوا الليلة ضيوفي في نزلي، وهناك سأعزف لكم ما يلذ لكم" ص 72، مثل هذا الموقف يؤكد على تعاطي "فرانز ليست" للموسيقى على أنها شيء مقدس، لا يجوز أن يقلل من شأنه، وهناك موقف آخر يحسب لهذا الفنا، والذي جاء عندما عزف أمام القيصر الروسي، لكن القيصر أخذ يتحدث مجاوره، فأوقف العزف، وعندما اندهش الحضور، سأله القيصر عن سبب توقف العزف فأجاب: "إذا تكلم القصير وجب على الآخرين أن يسكتوا" ص82، وكانت هذه الإجابة رغم (الدبلوماسية) موجعة للقصير، إلا أنها تؤكد على أن "فرانز ليست" كان مبدئي وصادق مع الفن الذي يتعامل به.
بعد أن ينهي علاقته السابقة ب"مارية" يقيم علاقة مع الأميرة الروسية "كارولين" والتي يعيش معها حياة متجددة كالتي عاشها مع "مارية" وينتهي حياته بعد أن يتجاوز السبعين عاما، تاركا أرثا موسيقيا وحياة مثلى لكل من يريد أن يكون مستقلا وحرا عن محيطه.
الكتاب من منشورات دار المعارف، مصر، كتاب اقرأ (82) الطبعة الثانية.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كميل أبو حنيش وكعك العيد
- الفلسطيني في -صباح الحب يا يرموك- محمود السرساوي
- التكسير في ديوان -زغب الأقحوان- إدريس علوش
- رواية كرنفال المدينة نزهة الرملاوي
- التكامل في ديوان -فاء أنا- رضوان قاسم
- خليل حسونة ديوان -لو-
- إبراهيم جوهر -تذكرة سفر-
- -سمير الشريف- ورسم المشهد
- الكلمة والحرف في قصيدة محمد الربادي - هاءت رشدا-
- كميل أبو حنيش -سِرُ الشِفاءِ من الحنين-
- لغة الأنثى في ديوان أرملة أمير نجاة الفارس
- قصة - ميرا تحب الطيور الطليقة - جميل السلحوت
- عزيز بارودي
- قصة كنان وبنان يصادقان القط جميل السلحوت
- قصة النمل والبقرة جميل السلحوت
- منصور الريكان -صورة الذاكرة-
- محمد حلمي الريشة قصيدة -مُحَاوَلَاتٌ لِاشْتِبَاهِ الْمَوْتِ
- من أقول الشاهد الأخير حيدر محمود
- مناقشة -سماء الفينيق في دار الفاروق
- رنيم أبو خضير -كارما-


المزيد.....




- ترامب يكشف سبب -صعوبة- مطالبة إسرائيل بوقف ضرباتها على إيران ...
- تظاهرة في ماليزيا دعماً لإيران وفلسطين ورفضاً للدعم الأميركي ...
- مظاهرات حاشدة في بغداد دعمًا لإيران ورفضًا للحرب
- ليفربول يضم الألماني فيرتس في أغلى صفقة في تاريخه
- المحكمة العليا الأمريكية تجيز قانونا يسمح بمقاضاة السلطات ال ...
- هل تحمل رؤية -صمود- لسلام السودان تحولا في موقف التحالف؟
- انتهاء محادثات جنيف بلا اختراق وإيران تتمسك بشروطها
- عقوبات أميركية جديدة تستهدف مزودي إيران بمعدات -حساسة-
- إسرائيل تتوعد إيران بمعركة طويلة وتتحدث عن أيام صعبة
- بوتين قلق من اتجاه العالم نحو حرب عالمية ثالثة


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رائد الحواري - -فرانز ليست- حياة الفنان خليل الهنداوي