أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حواس محمود - بناء الدولة














المزيد.....

بناء الدولة


حواس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6257 - 2019 / 6 / 11 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




ينطلق هذا الكتاب لفرنسيس فوكوياما من مسألة أساسية تكمن في أن الدول الضعيفة أو الفاشلة هي المصدر الأساسي للعديد من المشاكل التي تكتسح العالم ، وذلك أن الدولة الضعيفة ( من أفغانستان - العراق الى السودان وكونغو ) هي مرتع للفساد والعنف والارهاب والفوضى والتدخل في شؤون الدول المجاورة ، بحيث تشكل قلقا وتهديدا اقليميا ودوليا ، ولهذا فالمؤلف يضع حلا للدولة الضعيفة في ضرورة بنائها
يعرف فوكوياما بناء الدولة الضعيفة بأنه تقوية المؤسسات القائمة وبناء مؤسسات جديدة فاعلة وقادرة على البقاء والاكتفاء الذاتي ، وهو بذلك نقيض تحجيمها ، أي تقليص كل من مدى وقدرة الدولة في آن معا ، مدى الدولة وأفق مجالاتها وأنشطتها ووظائفها المختلفة بدءا بتوفير الأمن والنظام والمرافق والخدمات العامة في الداخل والدفاع عن الوطن ضد الغزو الخارجي ، مرورا بتوفير التعليم وحماية البيئة وانتهاء بوضع السياسات الصناعية والاجتماعية واعادة توزيع الثروة من الجهة المقابلة ، قوة الدولة قوة قدرتها المؤسساتية والادارية على تصميم السياسات وسن الأنظمة والقوانين ووضعها موضع التنفيذ
ومنذ انهيار جدار برلين واستعمار الاقتصاديين الكامل لعلم الاجتماع يضيف فوكوياما : أدت الحملات الليبرتارية لتحجيم مدى الدولة الى اضعاف قدرتها المؤسساتية ، وهذا خطأ جسيم لا بد من تصحيحه ، ويطالب فوكو ياما بتصحيحه عبر متابعة تحجيم مدى وظائف الدولة ، بحيث لا يصل أبدا الى حيز وضع السياسات الاجتماعية أو اعادة توزيع الثروة ، ولكن مع تقوية القدرات المؤسساتية للدولة- الأمة في كل المجالات تقريبا ، على الصعيدين المحلي والدولي ، ولعله من هنا تنبع أهمية النتيجة التي يخلص اليها الكتاب الحالي في فصله الختامي " أصغر لكن أقوى " اي ضرورة ان تكون الدولة أصغر مدى وأقوى قدرة مؤسساتية وادارية
يتوزع الكتاب على ثلاثة أقسام رئيسية يضع أولها اطارا تحليليا لفهم الأبعاد المتعددة لطبيعة الدولة أي وظائفها وقدراتها الارضية التي تنبني عليها شرعية حكوماتها المختلفة ، ويرى أن عناصر القدرة المؤسساتية تكمن في أربعة عناصر أساسية هي : التصميم التنظيمي والإدارة ، التصميم المؤسساتي ، أساس الشرعية ، العوامل الاجتماعية والثقافية ، ويعلل هذا الاطار السبب بأن الغالبية العظمى من الدول النامية لا تعد دولا قوية جدا بل في الواقع ضعيفة جدا
بينما ينظر القسم الثاني في أسباب ضعف الدولة عموما ، وأسباب استحالة وجود علم ادارة عامة على وجه التحديد ، بالرغم من كل الجهود التي بذلها علماء الاقتصاد مؤخرا ، ثم يناقش القسم الثالث الأبعاد العالمية لضعف الدولة ، أي كيف يؤدي ضعف الدولة الى عدم الاستقرار وكيف يؤدي هذا الضعف وعدم الاستقرار بدورهما الى تآكل مبدأ السيادة الوطنية في النظام العالمي المعاصر ، وكيف تحتل قضايا الشرعية الديموقراطية على المستوى الدولي مكان الصدارة وتهيمن على جملة الخلافات القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وبقية الدول المتقدمة في النظام العالمي
يرى فوكوياما أن القضية المحورية في السياسة العالمية في فترة ما بعد 11 ايلول / سبتمبر سوف لن تكون كيفية تحجيم الدولة بل كيفية بنائها ، وسوف لن يكون اضمحلال الدولة ، بالنسبة للمجتمعات الفردية والمجتمع الدولي على حد سواء ، مدخلا الى الطوباوية بل الى الكوارث والنكبات ، احدى القضايا الحيوية التي تواجه الدول الفقيرة وتعوق امكانات التطوير الاقتصادي فيها تكمن بوضوح في قصور مستوى التطور المؤسساتي وعدم كفايته ، ولا تحتاج هذه البلدان دولا واسعة شمولية ، بل دولا قوية وفاعلة ضمن المدى المحدود لوظائف الدولة الضرورية

الكتاب وثيقة مهمة عن زمننا بحسب صحيفة الصانداي تايمز ، وسبب جديد لنقاش يأتي لينضاف الى سلسلة النقاشات حول مؤلفات مفكر اشكالي أثار ولا يزال جدلا واسعا على مستوى المفكرين والسياسيين في العالم وهو دائما كعادته يصدر كتابا يثير المفاجأة والاستغراب، فكيف لمن يدعي نهاية العالم وضرورة انفتاح الأسواق العالمية أمام الليبرالية الأميركية والأوروبية أن يدعو الآن لبناء الدول الضعيفة والفاشلة في العالم الثالث ؟ ، انه سجال التناقض الظاهري والتناغم المضموني ذي الجدلية المركبة والمعقدة والتي تثيرها تعقيدات المشهد العالمي الراهن وتشابكاته المتعددة
هامش :

الكتاب: بناء الدولة – النظام العالمي ومشكلة الحكم والادارة في القرن الحادي والعشرين
المؤلف : فرنسيس فوكوياما - ترجمة : مجاب الامام
الناشر : دار العبيكان للنشر – السعودية – الرياض –
الصفحات : 209 ق متوسط
عرض – حواس محمود



#حواس_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطيب تيزيني والاحلام التي كسرها الواقع
- ضجيج صحفي
- حرب الخليج الثالثة الدرس العراقي الكبير
- التحالفات الهشة و الحكمة السياسية الكردية المفقودة
- المثقف التضليلي
- عفرين عنوان خسارة السوريين بكردهم وعربهم
- هل انطلق الربيع الكردي ليخفق ؟
- التصفيق السياسي بين التشجيع والتغطية على الحقائق
- الكردي التائه بين شرق يصادر حقوقه وغرب يتاجر بها
- حوار مع الناشطة الفلسطينية امتثال النجار
- لماذا تخلى الب ي د عن تسمية روج افا
- حوار مع المخرجة السينمائية الكردية افين برازي
- الحركة السياسية الكردية والبدائل المطروحة
- مثقفون كرد لكنهم غارقون في وحل الايديولوجيا
- الكردي التائه بين الانانية الفردية والطموحات الكبرى !
- ايها العراقيون قلوبنا معكم
- ما حكاية رفيق نصر الله؟!!
- الكرد بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية العراقية والخيار الأن ...
- شعوب الببغاء بين الموت والبقاء
- لماذا توقفت وسائل الاعلام السورية عن الحديث عن الاصلاح والتح ...


المزيد.....




- شاهد ما رصدته كاميرا CNN داخل مبنى في إيران استهدفته غارة إس ...
- شاهد ما قاله المتحدث باسم الخارجية القطرية لـCNN عن تطورات م ...
- مُلمحا إلى جعل العقوبات على إيران أكثر مرونة.. ترامب: سيحتاج ...
- أول موسم عاشوراء دون نصرالله.. شيعة لبنان يستعدون لإحياء الم ...
- -ماذا ينتظر الشرق الأوسط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟-- ...
- -يوم حزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة
- دول الحلف الأطلسي تؤكد تمسكها -الراسخ- بالدفاع المشترك وتتعه ...
- كمين مسلح نفذته حماس يودي بحياة 7 جنود إسرائيليين في قطاع غز ...
- ترامب يشيد بإحراز -تقدم كبير- بشأن غزة وحماس تؤكد تكثيف الات ...
- قمة حلف الأطلسي في لاهاي: ترامب يلقي كلمة ويجيب عن أسئلة الص ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حواس محمود - بناء الدولة