أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حواس محمود - الكردي التائه بين شرق يصادر حقوقه وغرب يتاجر بها














المزيد.....

الكردي التائه بين شرق يصادر حقوقه وغرب يتاجر بها


حواس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5649 - 2017 / 9 / 24 - 15:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




الكردي التائه بين شرق يصادر حقوقه وغرب يتاجر بها
حواس محمود
الكردي - الفرد بدلالة الجمع – وهو يبحث دوما عن مخرج من ازمته الوجودية الكبرى ، اذ هو ما انفك وجد نفسه يعيش في أربعة أجزاء مقسمة لكردستان على أربع دول في الشرق الأوسط ، شاءت سخريات القدر أو تحصيل حاصل توازنات القوى ان يتلظى بنيران وسيف الدول المذكورة معاناة ، فقرا وتمييزا ، قتلا وتشريدا واهانة ، وحطا من الكرامة ، وكل اشكال الظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، منذ اكثر من قرن تقريبا والكردي يبحث عن مخرج من حالته الاخطبوطية وهو لا يجد الا قبض الريح ، عند أي حركة صغيرة او كبيرة للخروج من حالة الاضطهاد المزمن تكون الأنظمة الأربعة له بالمرصاد ، رغم خسارة الكرد وخسارة الشعوب التي يتعايش معها فإن حقوق الكرد مصادرة من قبل هذه الانظمة التي لا تعترف بها ويبقى الكرد في حالة جحيمية فظيعة وكأنهم يدورون في متاهة لا منفذ لها للخروج ، تماما كما الطير الذي زج في قفص رغما عنه والصياد ينظر اليه مبتسما مرحا فرحا بمجالداته ومحاولاته ومكابداته للخروج من سجنه دون جدوى !
هذه هي حال الكرد مع الأنظمة التي تقتسم كردستان ، فتتكون لديه ردة فعل نكوصية وسلبية بحيث يتعصب لقوميته أكثر عندما لا يجد – الا نادرا – من ينصره في حقه المشروع في التحدث والغناء والكتابة والتعليم بلغته وإقامة كيانه الخاص به ووضع مؤسساته ودوائره ودساتيره الخاصة به كشعب معترف به إقليميا ودوليا
ماذا يفعل الكردي إزاء هذه الحالة الانكارية لحقوقه القومية ، بصورة طبيعية يلجأ الى الغرب ، الغرب الذي قسم كردستان بين الدول التي يخضع لقمعها وسيطرتها فماذا يحصل ؟
الغرب يحاول الاستفادة من التجاء الاكراد اليه فيستخدمهم كورقة ضاغطة على العرب الفرس والترك ، وهي ورقة رابحة ومفيدة له متى شعر انه بحاجة اليها لاستخدامها ضد نظام من أنظمة الدول المغتصبة لكردستان .
وللكرد تجربة غنية في هذا المجال قريبا في التاريخ اتفاقية الجزائر بين العراق احمد حسن البكر وشاه ايران بالجزائر 5 اذار 1975 التي نصت ان تتوقف ايران عن امداد كرد العراق بالسلاح مقابل تسليم شط العرب الى ايران مما اجهض الحلم الكردي في العراق والتجأ البارزاني قائد الثورة الكردية حينئذ الى ايران وتكبد الكرد خسارة فادحة نتيجة التقاء المصالح الدولية مع المصالح الإقليمية في تلك الفترة – وقبل ذلك ما حصل لجمهورية مهاباد الكردية في ايران وسقوطها نتيجة انسحاب الجيش الروسي من كردستان ايران ابان الحرب العالمية الثانية 1946 واعدام رئيس الجمهورية القاضي محمد .
والآن ما نشهده ربما يعتبر عودة للتاريخ وايذانا بتكرار نفس التجربة مع تغير المرحلة التاريخية لكن دون اخذ الكرد العبر من التاريخ !، بحيث ان الخطأ التاريخي يعود للظهور مرة لا بل مرات أخرى ، والسبب أن القيادات السياسية الكردية لم تتعلم الدرس الكردي بعدم الاعتماد على الأنظمة الغاصبة لكردستان / ، لنسأل ما ذا يحصل ؟ الذي يحصل ان القيادات السياسية الكردية تحاول ان تعقد الصفقات مع احد الدول الغاصبة لكردستان مقابل تجميد الصراع الكردي مع نظام تلك الدولة او على حساب الشعب الكردي ضمن تلك الدولة وهذا كله يضعها تحت رحمة (ويجعلها تحتمي ب)- أحد الدول الغربية ، وهنا في حالتنا السورية تحتمي بأميركا وروسيا ، الدول الكبرى تستفيد من الأكراد في تحقيق أهدافها وخططها ، الآن داعش يتعرض للهجوم والضرب من قوات سورية الديموقراطية لكن بعد اخراج داعش من الرقة ودير الزور مثلا ماذا سيحصل ؟ ربما الأميركان لن يقدموا للكرد ما هم يريدونه ، أي ستتنكر لحقوقهم القومية ولا تساعدهم في نيلها ، بمعنى ستتاجر – كما تاجرت سابقا بهذه الحقوق وتتركهم تحت رحمة الدولة المعنية او تحت رحمة القوى الموجودة في الساحة وهذه مخاوف كبيرة بخاصة في الظرف الحالي وعفرين المدينة الكردية شمالي حلب التي تتعرض لتهديدات تركية مستمرة في ظل انسحاب الروس منها ، يشتم راهنا رائحة صفقة تركية روسية إيرانية بالتخلي عن الكرد من خلال حزب ال ب ي د وهذا متوقع وبخسائر باهظة الثمن ، مشكلة القيادات السياسية الكردية انها لا تلتفت للانتقادات السياسية والفكرية الصادرة من المسيسين الكرد ومثقفيهم .
لهذا فإن الكثير من العقلاء الكرد يحبسون انفاسهم إزاء ما سيحدث في المدى القريب والمتوسط في سورية ، لأن سيناريوهات عدة مطروحة منها فصل عفرين عن المناطق الكردية الأخرى لمنع قيام فيدرالية كردية تصل حدودها الى البحر الأبيض المتوسط .

..................



#حواس_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الناشطة الفلسطينية امتثال النجار
- لماذا تخلى الب ي د عن تسمية روج افا
- حوار مع المخرجة السينمائية الكردية افين برازي
- الحركة السياسية الكردية والبدائل المطروحة
- مثقفون كرد لكنهم غارقون في وحل الايديولوجيا
- الكردي التائه بين الانانية الفردية والطموحات الكبرى !
- ايها العراقيون قلوبنا معكم
- ما حكاية رفيق نصر الله؟!!
- الكرد بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية العراقية والخيار الأن ...
- شعوب الببغاء بين الموت والبقاء
- لماذا توقفت وسائل الاعلام السورية عن الحديث عن الاصلاح والتح ...
- فضائية كوردية باللغة العربية
- مقابل كل هذا القهر ايعقل كل هذالاستسلام ؟!
- عندما يعود الاتجاه المعاكس الى التجاه الصحيح
- الكرد في مرحلة جديدة
- النزعة الثقافية الأحادية أو ثقافة الهزيمة
- حول المؤتمر الوطني الكردي - المرجعية الكردية
- الفكر بوصفه ابداعا
- الاستنساخ الثقافي
- لماذا لا يتناولون نتاجاتنا


المزيد.....




- نظرة على ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية ونطاق تهديدها
- بعد ليلة دامية.. كاتس يُهدد سكان طهران بـ-دفع الثمن-.. وبزشك ...
- الإعلام الإيراني ينشر تحذيرا أمنيا: إسرائيل تستخدم تتبع الهو ...
- تضرر مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب إثر صاروخ إيراني.. هل ...
- مراسلتنا: ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين جراء الهجوم الصاروخ ...
- الجيش الإسرائيلي: بحريتنا اعترضت للمرة الأولى 8 مسيرات باستخ ...
- روسيا.. اختبار مفاعل حيوي يعتمد على الطحالب الدقيقة لضمان ال ...
- الناتو يطلق مناورات في فنلندا بمشاركة أكثر من 40 طائرة حربية ...
- إعلام عبري: صاروخ إيراني انفجر مباشرة بين ملجأين في بيتاح تك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صاروخ أطلق من اليمن


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حواس محمود - الكردي التائه بين شرق يصادر حقوقه وغرب يتاجر بها