أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلسطين اسماعيل رحيم - ذهب في هارودز














المزيد.....

ذهب في هارودز


فلسطين اسماعيل رحيم
كاتبة وصحفية مستقلة

(Falasteen Rahem)


الحوار المتمدن-العدد: 6255 - 2019 / 6 / 9 - 18:59
المحور: سيرة ذاتية
    


الأماكن التي لا يمكن أن يشاركني فيها البسطاء من الناس، تجف روحي فيها وينشف صوتي. .وتذوي ضحكتي. .إنها تقتلني
هذا المبنى ذو التاريخ العريق. .يقبع في قلب العاصمة البريطانية، بمعية رفيقتي المهوسة بطبقية العالم الجديد كنت هناك، العالم الذي يقدر قيمتك من ماركة قميصك وحذاؤك وحقيبتك ونظارتك وساعتك. .وربما حتى ورق مرحاضك. .
لا اريد ان انقل اليكم هنا حديثا عن اناقة المكان ولا البذخ والترافة البادية على زبائنه والذين شكل أباطرة عالمنا العربي معظمهم
امرأة مثلي لا يمكنها أن تقدر قيمة هكذا أشياء. .فهي لا تعنيها ..
ساقص عليكم مشاهداتي انا. .
في المقهى الذي كان يطل على لندن من شرفة هاردس حيث قررت صديقتي أن نشرب قهوتنا كان ثمة رجل أعمال عجوز جدا عراقي. .يقف خلفه عامل خدمة شاب جدا لبناني. .يسعى الشاب بكل وسيلة لاضحاك العجوز. .مادحا كل شيء فيه مقدما له طعامه. .قاسما إلا يتركه يأكل إلا من يديه. .ينهض العجوز متبخترا يتبعه الشاب حتى باب المقهى. .يرمي الرجل خمسين باونا يتلقفها الشاب بفرح. .غاب العجوز. .وعاد الشاب لعجوز آخر
بعد رحلة طويلة بين طوابق هاردس ، أتبعت الأسهم التي تدلني على الحمام مقتحمه أفواج الزبائن المنهمكين بتكديس أموالهم في أكياس مشتريات تضم ماركة هاردس. .في الحمام الذي ابهرني حقيقة. .كانت تقف ذهب ، هذا هو اسمها الذي قراءته في بطاقتها المثبتة على ثوبها ، ذهب تبتسم بحزن للزبائن المرتادين الحمام. .تدخل الحمام بعد كل استعمال لتنظفه. .لم تخف ملابسها النظيفة والأنيقة والمعطرة يباس روحها. .حاولت أن انظف حمامي بنفسي كوسيلة للتخلص من وجع خلفته ابتسامتها العاتبة على الله في قلبي
بعد أن طفح كيس رفيقتي بالمشتريات والتي كانت تحرص أن تأخذ صورة مع كل قطعة تشتريها ليكون جمهورها متابعا لرحلتها إلى هاردس. غادرنا المبنى. .كنت قد لمحت بعض عاملات هاردس الانيقات والجميلات أيضا ..كن يفترشن الرصيف على الجانب الآخر من المبنى ليتناولن غداؤهن توست مع الجبنة وقنينة ماء صغيرة..كن يضحكن بفرح وهن يطالعن المبنى الكبير الذي بدا كفم حوت يبتلع الزبائن ذوي الكروش المترهلة. .كن خارج المبنى جميلات وصغيرات جدا. .كنت أقول لرفيقتي التي انشغلت بتصوير المبنى من الخارج وتصوير سيارات رواده ذات اللوحات العربية. .كنت أقول لها أن السعادة يمكن أن يوفرها لك رصيف وقطعة توست مع جبنة ..بصدق مطلق تمنيت لو قاسمتهن تلك الجلسة ..كن أجمل ماعلق بذاكرتي من هاردس



#فلسطين_اسماعيل_رحيم (هاشتاغ)       Falasteen_Rahem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضة حب في زمن التدجين
- مادة إنشاء- من حكايات الحي القديم
- انت كل حواسي - من سيرة الغياب
- من سيرة الغياب
- شونة زنبقة البزل - من ذاكرة الأنهار
- من صدى الأغاني
- أبواي - من سيرة الغياب
- عرب الصغيرة وأم سالم- من حكايات الحي القديم
- مومس - من حكايات الحي القديم
- عرس - من حكايات الحي القديم
- معسكر التدريب - من حكايات الحي القديم
- الشامية ووردة الدار -من حكايات الحي القديم
- كابينة الهاتف - من حكايات الحي القديم
- الجيران - من حكايات الحي القديم
- من حكايات الحي القديم


المزيد.....




- الأردن.. جدل حول بدء تنفيذ نص قانوني يمنع حبس المَدين
- إيران تؤكد مقتل علي شدماني قائد -مقر خاتم الأنبياء- في غارات ...
- ما الذي حدث في غزة خلال 12 يوماً من المواجهة بين إيران وإسرا ...
- ألمانيا.. السوري المشتبه به بهجوم بيليفيلد عضو في -داعش-
- بزشكيان يؤيد منطقة خالية من الأسلحة النووية بما يشمل إسرائيل ...
- نيوزويك: هل كان قصف ترامب مواقع إيران النووية فكرة صائبة؟
- مقتل 17 جنديا في شمال نيجيريا إثر هجوم جديد على قواعد تابعة ...
- زيمبابوي تحطم الرقم القياسي بمبيعات التبغ لعام 2025 بأكثر من ...
- إريتريا تسعى لإلغاء ولاية المحقق الأممي لديها بعد إدانتها
- الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلا ...


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلسطين اسماعيل رحيم - ذهب في هارودز