الاقتضاب والإشارة للموقف السياسي من القضية الفلسطينية من خلال قصص تحت عنوان أوراق مطر مسافر للكاتبة الفلسطينية نسب أديب حسين .

حسن ابراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6254 - 2019 / 6 / 8 - 01:19
المحور: الادب والفن
    

تتميز قصص الكاتبة الفلسطينية نسب أديب حسين تحت عنوان أوراق مطر مسافر بكونها اعتمدت التلميح والإيحاء للموقف السياسي تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية ,ولذلك نلاحظ أن الموقف منها قلما نعثر عليه في كل القصص حيث عمد السارد على السنة كل الشخصيات في كل القصص إلى الإشارة إليه بشكل مقتضب ,واختزاله في بعض الكلمات التي ينبغي التقاطها من اجل تعرف دلالتها السياسية من اجل الوقوف عند هذه الحقيقة .
ومن هذا المنطلق يتضح أن اختيار الشخصيات لم يكن اعتباطيا ,بقدر ما كان ضرورة أملتها عملية الإبداع نفسها من اجل التعبير عن مواقف أخرى ,وكما أن القضية الفلسطينية لا تعنيها .
ومن خلال جملة من الأحداث التي وردت ضمن هذه القصص يتضح ذلك ,وعليه تم اختيار الشخصيات بعناية فائقة ,شخصيات لا علاقة لها بعالم السياسية ,ومن هنا جاءت مواقفها للتعبير عن المعاناة ذات صلة بممارسة التعب , والهم اليوميين ,وكما أن هذا التعب ينفصل على سياسات الاحتلال الصهيوني ,وممارساته ,و الجرائم التي يرتكبها في حق الشعب الفلسطيني خدمة لأهدافه التوسعية ,الاستعمارية ,والعنصرية .
لهذا جاء التركيز على بعض المفردات ,وبعض الجمل ذات صلة بالقضية الفلسطينية ذلك انه ورد بالصفحة 27 ما يلي " ما موقف العصافير من قضية وطننا " كما جاء بالصفحة 28
ما يلي " قد يكون للقطط موقف سياسي محدد " . يتبين من ذلك اليأس الذي سيطر على بعض الشخصيات والتشاؤم الذي تشعر به لذلك جاءت مواقفها تبين التراجع من هذه القضية ما دام المجتمع الدولي لم يتمكن من التدخل من اجل إقرار حق الشعب الفلسطيني في التحرر بسبب اقتصار مواقف الأمم المتحدة على قرارات وان جاءت لصالح القضية الفلسطينية إلا أنها لم تنفد .
ومن هذا المنطلق تم الاستنجاد ببعض الطيور ,وبعض الحيوانات لعلها قد تساعد في إيجاد حل لقضية طال أمدها أي استعمار فلسطين لما يناهز 70 سنة .
إن اللجوء إلى بعض الطيور,وبعض الحيوانات مرده هو اليأس الذي تشعر به الشخصيات ضمن هذه القصص بسبب طول مدة استعمار فلسطين من قبل الكيان الصهيوني ,وعدم قدرة الشعوب العربية على تحرير الشعب الفلسطيني مادامت الصهيونية تراهن على بناء ما يسمى بإسرائيل الكبرى ,ولعل السارد بهذه القصص ليس له السبق في اتخاذ الحيوانات ,والطيور شخصيات قصصية ,ذلك ان الأدب العربي السردي يعج بمثل هذه المواقف ولعل ابن المقفع يعتبر بتقديري أهم من وظف الحيوانات ,واتخذها شخصيات قصصية ضمن بعض كتاباته بسبب القمع السياسي المسلط على المثقفين إبان عصره .
ومهما يكن من أمر فانه وان وظف السارد بعض الطيور ,وبعض الحيوانات فان الهدف من ذلك هو لفت الانتباه اقصد انتباه القراء إلى القضية الفلسطينية ,ودفع الرأي العام العربي ,والدولي إلى المزيد من الضغط من اجل تحرير الشعب الفلسطيني من براثن الاحتلال الصهيوني .
أيضا جاء بالصفحة 49 ما يلي : " فشلت عائلته بالتصدي للمستوطنين الذين حضروا بعتادهم وسلاحهم واستولوا عليها "
يتبين أيضا أن السارد إنما أراد أن يبرز أسباب فشل المقاومة الفلسطينية طوال هذه المدة من اجل تجاوزها ,وإعادة تنظيم المقاومة من اجل حماية الشعب الفلسطيني من سياسات همجية يمارسها الاحتلال الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني .
وبالتالي ينبغي إعادة النظر في تكتيكات المقاومة ,والوقوف عندها لتجاوز هذه الأخطاء ,والبحث عن المزيد من الدعم من طرف الشعوب العربية ,وكل الأصوات الحرة ,وطنيا ودوليا من اجل استنهاض الفعل ,والتصدي بقوة لكل الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني .
أيضا جاء بالصفحة 54 ما يلي " أتخيل مختلف مخيمات شتاتنا الفلسطيني على ارض وطننا " يبين السارد على السنة بعض الشخصيات بعض نتائج سياسات الاحتلال كما جاء سابقا ,وما ترتب عن ذلك من تهجير للشعب الفلسطيني ,ودفعه للعيش في مخيمات في ظل ظروف سيئة للغاية ,ويتعلق الأمر بنقص فيما يتعلق بالمأكل , الملبس ,السكن اللائق ,الصحة ,التعليم ,وكل شروط الحياة الكريمة .
ومهما يكن من أمر فان متن القصص تمكنت من إعادة طرح سؤال التحرر من الكيان الصهيوني , والعيش بكرامة في وطن مستقل ,أما الإجابة الموضوعية حول هذا السؤال فسوف يحملها مستقبل القضية نفسها بالوقوف عند بعض المحطات التاريخية التي أعاقت تطور هذه القضية وإعادة قراءتها في أفق استشراف المستقبل .

#حسن_ابراهيمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل