أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - دروب الالهة4















المزيد.....

دروب الالهة4


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 6249 - 2019 / 6 / 3 - 12:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الفصل الرابع
غطت الرمال من وقف يوما فى قلب معبد امون هاتفا "ايها اللصوص هل تكون الالهه من لحم ودم هل تشعر باصابة السلاح وأمر بضرب الكهنة بالعصى "سمعنا انه اصيب فى نفس الفخد الذى اصاب به العجل ابيس لم تعفو عنه الالهه ورحل سريعا فى بلاده
مر على تواجدى فى المعبد اربع سنوات قبل ان تنعم عليه نبت واترقى فى خدمتى الكهنوتية للدرجة الثانية واصبحت الكاهن اب الاله .
كلفنى الكاهن المقرىء الاول شدسونفر بجانب مهمتى فى تقديم خدماتى اليومية للاله المعبود ان اتولى مهمة مساعدته فى معهد التعليم التابع للمعبد لتعليم القراءة والكتابة للشعب ممن يريدون معرفة العلوم الدينية وعلوم الفلك وعلم الحساب ،كان ابناء الكتبة والتجار والصناع والحرفيين يقدمون ابناءهم للتعليم داخل معابدنا الكبرى بكل اقليم من يطمحون فى الحاق ابناءهم فى المستقبل باحدى الوظائف الدائمة داخل اسوار المعبد ليرفعوا من شانهم وليتقربوا من الالهه من خلالهم فتوليت المساعدة فى التعليم برغم اننى كنت اقضى اغلب وقتى فى مكتبة المعبد بين برديات العلوم اللاهوتية والدراسة الخاصة بعلم الفلك ذلك العلم الذى شغفنى وانا اتطلع الى السماء اناجى الالهه من بين نجوم السماء ،اشعر بها تحدق بى لا اجرؤ على سؤالها لما اتيت الى هنا؟سؤال خبئته داخل قلبى واضعا حولة اطار من الصمت ،لقد خرجت من ارضى مثل نبته ضاله وسط الاشواك اغرف من بحور العلم ربما وجدت الاجابة تصل لعقلى الجاهل بامور ومشيئة الالهه التى تحركنا ،اصبح لدى بعض التلاميذ الجدد فى المعبد ،كنت اقضى اوقاتى معهم نتحدث حول ارادة الالهه منا،اشتد المرض على معلمى شدسونفر فاصبحت مهامة الاساسية من اداء الشعائر الالهية ودروس معهد الكهنة تشغل كل اهتمامة وفى المساء بعد صلاة الشعائر اليومية الاخيرة كنا نصعد سويا لنراقب النجوم ،تعرفت على الكاهن الفلكى ايب عوضنى قليلا عن فقدان العزيز رسنى برغم الاحاديث التى انتشرت وسط الكهنة عن العقوبة القاسية التى لاقاهابعد اهانته لكهنة والهه المعبد وهروبه فى الليل ومعاقبة الالهه سخمت له بعد اهماله بحق الالهه نبت ،شعرت بالشفقة والقلق عليه وبرغم محاولاتى الحديث عنه مع معلمى الا انه رفض ونبهنى ان مجرد ذكر اسمه يعرضنى للعقاب لتعاطفى الظاهر معه وان على التكفير للالهه وطلب العفو منها لانه كان صديق لى ربما ربما نشر جزء من روحة الشريرة عليه ويجب التخلص منها والعودة طاهرا ورفع التقدمات المباركة ومساعدة الاتقياء على اتباع طريق الالهه الصحيح وارشاد ابناءهم داخل المعهد المسائى .
كنا نتجول فى بهو الاعمدة بعد صلاة الظهيرة جلسنا قليلا نتأمل فى لوحات الالهه المختلفة المحيطة بنا من كل جانب على النوافذ الصغيرة المرتفعة التى تدخل اشعة الشمس لتتعامد على تلك الرسومات فتزيدنا شعور بالرهبة وان الالهه تحاوطنا من كل جانب وتؤمن لنا الطريق للوصول الى طاعة الرب العظيم
باغتنى بسؤاله لى "قص لى يا عزيزى نخت كيف كانت حياتك الاولى قبل ان تدعوك يد الالهه الخالدة لخدمتها وارشاد ابناءها ....منذ اتيت الى معبدنا بناء على ترشيح من الكاهن النبى الثانى "باى"وقد قبلتك الالهه وسطنا ووضع عليك الايدى المقدسة وانت صامت قليل الحديث دؤوب على تحصيل اللغة والعلوم اللاهوتية حتى اصبحت مساعدا لى فى مهامى التى كلفنى بها الرب ..لكنك لم تجيد القراءة والكتابة كعادة ابناء طبقة الكتاب والتجار ..عودك صلب ويديك تحمل شقوق مثل فلاحى الارض ...اخبرنى فأنا معلمك ولا تكذب نحن فى حضرة الالهه نبت
ارتبكت شعرت بالخجل فما حدث معى كان بقوة هيكاو جئت بحثا عنها من الحكماء والمعلمين ايزيس واوزريس هما من اتيا بى الى هنا ولا ادرى لما قبلت ودعونى الى تلك الخدمة الجليلة "اخبرته عن حياتى الاولى وسط الحقول ،بيتنا ذو الطابق الواحد من الطوب اللبن حياتنا وسط
طيور الارض ترويها مياه النيل العذبة "
ابى المسكين كان احد الالفى شخص عوقبوا على جرم لم يرتكبوه على يد غازى اجنبى ،الالهه عاقبته الان اشد العقاب ودفنت جيشة باكمله فى الصحراء الان ،تركت ارضى وارتجلت اخبرته عن الرؤيا فى الصحراء وكيف اجتزت الاختبارات الاولى لتكريسى .استمع لى باصغاء لم يعلق على كلماتى رفع عيناه الى السماء كانه يحدث الالهه شرد واصبح فى عالم اخر ،لدقائق قبل ان تعود عيناه الى وعيها ..رحل عنى بقيت بمفردى لفتره حتى اقترب المساء ،ذهبت الى مقصورة الاله اطهره واقدم له القرابين وقلبى يصلى بعد اعترافى لمعلمى ان يدى حملت دماء يوما ،شعرت اننى لست طاهرا نجسا برغم تطهرى اليومى فى البحيرات المقدسة ،كأن المياه رفضت ان تعبر لروحى وتخلصها من شقائها الابدى .
اصبح اجتماعى المسائى فى المعبد للتعليم يقلقنى، رده فعل معلمى ألجمتنى هل سيعقد اجتماع وسيعاقبنى كهنة المعبد ..توبتى وكل سنوات الخدمة لن تكفى الان لترفع صلواتهم لاجل ان تغفر لى الالهه امام الالهه الام التى نرفع اليها الصلوات العليا فهى الاله الاكبر فى اقليمنا ولها السلطة على جميع الالهه ومنها خرجت الاله النيل والموت اوزير ستطلب منه ان يرحمنى فى المحكمة العادلة ،ستساند كفه قلبى على الميزان حتى لا تميل ناحيه الشر ،وتميل الكفه امام ذنوبى ولا استطيع تبرءه نفسى امام كل اله يجلس على مقصورته فى المحكمة العادلة
اه لو تأتينى اشاره السماء مع ابن الالهه "حورس"ليغفر لى ذنوبى ومطهرا ليدى التى غرقت فى الدماء مبكرا على غير اراده ،كيف ابرىء نفسى من تلك المعصية ،هل ستقف معى ريشة ماعت ربه الحق كيف ستكون النتيجة بيد الاله تحوت ،كل ليله اتخيل حيوانا اسطوريا يقترب منى ينفث دخان اسود يكتم انفاسى يضع فمه الواسع برأس التمساح ويجذبنى بجسده القوى جسد الاسد ،اشعر بسياط مؤخره فرس النهر ذات الاجراس ،اسمع الحكم على باللعن فى نهاية كل كابوس منهم ووجوه الهه الاقاليم ال42 تصدر حكمها "مذنب"ضدى
استيقظ على صوت "باى" ،اغوص فى البحيرة المقدسة اغمس نفسى انظر الى انعكاس السماء من تحت الماء لاشعر ببعض السكينة والهدوء،ترتاح اوصالى وانا ازين الاله واقدم له الطعام القرابين اليومية له واتلوا التراتيل المقدسة باخلاص رغم عدم رؤيتى لمعلمى طوال هذا النهار حتى موعد دروس العلوم اللاهوتية بالمعهد الكهنوتى انتهت دروسى واجتمعت مع طلاب المعهد للتعليم .
استمر يومى هادىء حتى حل الظلام ورحل اخر متعلم بالمعهد التعليمى وبدات طريقى للبحيرات المقدسة حتى انهى شعائر صلاة المساء حتى همس لى كاهن صغير فى اذنى كان حاد الملامح قصير القامة عرفته من خطوات اقدامه عندما كان يتخفى مع العزيز رنسى مساءا لكنه لم يهرب مثله .
منذ الغزو الفارسى الذى استمر ل6سنوات مع قمبيز وتولى دارا الاولى ابنه للحكم عوضا عنه ،شعر كل مصرى انهم قبال قوة لا تقهر ففضلوا عليها الطاعة اتقاء لشرهم اذا تمردوا ،المصرى يستكين عند قوة غامضة لا يدرى نقاط ضعفها ويقذف اشراف القوم اذا وضحت له قوته وضعفه شاعرا انها قوة الالهه التى تحرك روحه بداخله مطلقة اللعنات على اعداءها على الارض واذا لم تحركه الروح فهو محمى من الالهه ومستوجب الطاعة حتى لاتغضب السماء عليهم .
نبوءة كهنة امون اختفت من اذهان الشعب عادوا للخوف من بطش الحكام القساه بلا احترام لديهم لكاهن او معبود ،انشا معبد هبت وقام باختيار كهنته وخدام معبده لكننا ببركة الالهه لن نتخلى عن ديانتنا لن نعبد من اهان الالهه ،كلما زاد غضبى من اخبار الفرس كنت اتذكر معجزة الالهه وعقابهم لم يجرؤ عليهم ظللت اكرر تلك القصة على مسامع تلاميذى حتى تثبت فى اذهانه الهتتنا قوية ..تدافع عن نفسها .
تحركت خطواتهم هادئة وحازمة بخفة فى طريقهم ،سارت بشكل متلاحق وقفوا فى محور الطريق وخلفهم كانت تماثيل ارواح حارسة المعبود
وقف الكاهن العجوز بجوار تمثال حارس المعبود حورس كان نصف وجهه مغطى بالظلام الدامس ماعدا ضوء خافت يظهر بعض من ملامحه ،تتراقص على انعكاس ظله على الارض وبجواره مجموعة من الكهنة الصغار قطع حاد الملامح قصير القامة الصمت بصوته الاقرب الى الفحيح ماذا لو لم ياتى يا سيدى ؟ كان الكاهن المقرىء يبدو كمن شرد فى عالم اخر التزم بقيه الكهنة الهدوء امام رهبه الموقف،فجاه انعكس ضوء قوى على ملامح حارس المعبود كانت نظراته موجه الى الكاهن المقرىء الذى خفض نظره من شدة الضوء على عينيه التى شردت لدقائق ،تمايل جسده قليلا اضطرب المحيطون به اكثر ما بين خائف من الاقتراب منه واخر يود مساعدته حتى عاد لون وجه الى طبيعته وبدات عيناه تستعيد رشدها وتنتبه للمحيطين به ،عدل من وضع جسده وهندامه ،انتبه الكاهن الشاب المنوط بحراستهم اثناء الاجتماعات على وقع صوت اقدام تقترب اشار له الكاهن المقرىء
تقدم حتى اقترب من مصدر الصوت ليتحقق من وجه ابرز نفسه فى الظلام تقدم وتبعه نخت حتى وصلا الى نهاية ممر الطريق وقف الكاهن الحارس فى موقعه بينما اشار الكاهن المقرىء لنخت ان يتقدم اكثر ليقترب منه
انحنى نخت عندما تقدم فى حضره الكاهن الاول يثبت نظره على الارض وصوت انفاسه المتلاحقة يتردد صداها فى البهو المظلم ،دار بعينه حول الظلال المتراقصة على الارض
اقترب شدسونفر اكثر من وجه نخت ثبت عينه على وجهه همس لست انا من ارسل فى طلبك ...حدق نخت فى وجهه فاكمل..." الالهه ..الالهه هى من اختارتك لتلك المهمة هى من تضع عيناها وتبارك اختيار عضو جديد فى جماعتنا السرية ،نحن مكلفون بالقيام بالاعمال الشاقة ،نحمل على عانقنا تنفيذ وصية الالهه على ارض ،شدد على كلماته بغضب البعض تخاذل اخطىء فى حق الاله الاكبر تقدماته رفضت عندما خاف وتخاذل عن حماية المقدسات ،نحن رفضنا الذل لم نتراجع ،وقف نخت خلفه وهو يقف فى الوسط ليحدث بقية جماعته
جميعنا هنا نضحى بحياتنا لاجل حماية المعتقدات التى اورثها لنا الاجداد ادخلنا من اهان الكهنة وقتل ابن الالهه والعجل ابيس المقدس حتى غضبت علينا ودارت وجهها عنا لم تعد تسمع تضرعاتنا وطلبات الاتقياء ورفضت الخروج فى موكبها العظيم لمباركة الشعب
اشار بيده الى المجموعة واكمل بحزم علينا ان نوقف الغزو الاجنبى لبيوت الهتنا على الاتقياء ان يخرجوا الخوف الذى زرعه ست فى قلوبهم لينالوا الجزاء فى محكمة اوزير ويسقطوا من جنة الخلود فى حربه ضد الهتنا ايزيس واوزير وحورس
ربت على كتف نخت نحن حراس الالهه حورس المخلصون اختارتك الالهه لتخلصك من الاثم الذى وضع على يدك لتتطهر وترفع تقديماتك امام الالهه وترتفع رائحة البخور الذكية
احنى نخت رأسه قائلا وانا فى طاعة الالهه وحارس مخلص لالهى حورس ابن الالهه نبت معبودتنا العظيمة حسب مشيئتهم المقدسة لم اختر حياتى بل انا عبد لارادتهم .
انطلقت فى الظلام وكلام معلمى يتردد فى ذهنى ،عرفت لما اختارتنى الالهه ومعلمى لانضم اليهم كرسول للالهه وخادم امين لها فى كل رسالة اقدمها ،خرجت من المعبد الذى لم اعرف سوى جدرانه لسنوات اتجول فى الطرقات بين خدمه المعبود والشعب ،احرص على توفير الخدمات التى يحتاجها الكهنة ثم اقضى بقية يومى وسط تلاميذى احببتهم واحبونى اصبحت معلمهم المقرب لم الحظ نظرات الكهنة من حولى ،كثرت الاحاديث عنى وعن مصدر وجودى وسطهم ،علمت من همساتهم اننى كنت مرشح احد الكهنة الشيوخ كان صاحب رؤى ترسلها له نبت اثناء تقديمه للشعائر فى قدس الاقداس كان يقضى الكثير من الوقت داخل مقصورة الالهه المعبودة ولم يجرؤ احد على مخاطبته قط ،كانت كلماته بمثابه اوامر لكل فرد عليه طاعتها لم اراه سوى يوم ترشيحى وبداية خطواتى للتكريس ..غريب لانى لم اشاهده عندما نجحت فى الاختبارات ووصلت لمعبد الالهه ايزيس ،كان طريقى فى المعبد ممهد خطواتى سريعة مطيعا لا اتحدث كثيرا مع احد ربما لهذا السبب كان بقية الكهنة يتجنبوننى فى الطرقات ،كلما شعرت بالوحدة ازداد تعلقى بالوقوف امام الاله وتقديم القرابين لها والاهتمام بها لتخفف عنى الالامى ،كنت زرع اقتلعوه من جذوره وتركوا يبحث عن مصدر الغذاء بمفرده،احتجت لمرشد روحى الضائعة وجدتها فى معلمى لذا صحيح كانت طاعتى الاولى له وامنت به وانه يمضى بمباركه السماء وهو اولى خطواتى فى التطهر الحقيقى
مشيت طوال الليل حتى ابتعدت عن الاعين قدر المستطاع ،قرب الفجر جلست تحت ظل شجرة لاستريح ايقظنى ضوء الشمس ..الان المركب الشمسى يتجول حاملا الالهه معه فى السموات
لاول مرة منذ سنوات تتفتح عينى على منظر الارض المزروعة غلى امتداد بصرى ..اعواد القمح تتارجح فى الهواء تتمايل مع نسمات الرياح الرقيقة أتامل المنظر بلا حراك اسمع صوت طيور الحقل انها ساعة تقديم الشعائر الدينية لمعبود الفلاحين الخاص ،كانوا يصنعون له مقصورة صغيرة يغطونا بالاعواد لتظلله فى وسط الحقول ويجتمعون لديها وقت الصلوات المقدسة مقدمين اطيب القرابين من الخبز الساخن واللحم والارز واحيانا النبيذ الطازج لها لم تكن لدى الالهه تقدمات بشرية كانت تكره رائحة الدم وتحب السلام تنبذ القاتل وتطارده بعيدا عن ارضها ..عن ابنائها الاتقياء،متسلحا بعصى معلمى التى عطانى لتكون علامة لكل من سارسل له الرسالة المطلوبة .كل من دعته الالهه اكملت طريقى رابطا حول وسطى ورق البردى وضع عليها معلمى تعاويذ الحامية السرية للكهنة ،تعاهدت الا تقع فى الايدى الخاطئة حتى لا تكشف اسرارها امام العامة ويستخدمها الخبثاء
وسط المزارع اتخذت دربى رائحة طين الارض داعبت انفاسى اضاءت الذكريات امامى كلما توغلت فى طريقى لمعبد ادفو"تزداد الارض ضمورا امامى ،الطيور نافقة فى الحقول ،رأيت معبد نصف مهدوم بجوار الحقل لم المح فلاحا يزرع الارض وكلما اسير فى الطريق ترتفع رائحة الدخان قادمة من بعيد ،توجهت نحو الصوت يندب من بعيد اسرعت الخطى نحوه ،جالس على الارض بجوار والده اقترب من انفاسه كان رحل منذ فتره،نظرت نحو الفتى اجابنى كنا نرفع التقديمات للالهة ايزيس طالبتها ان تشفع لدى الاله حابى ،النيل منخفض والزرع مات ققدمنا لها اطيب القرابين لكن الجنود الفرس هاجمونا ،يمرون على القرى والمدن ياخذون شباب الفلاحين للعمل لديهم فى تقطيع وادى الحمامات وفى حفر القناه التى يشقونها بين النيل والبحر لم يعد اى شاب لاهله من قبل والارض تحتاجنا خاصا ان النيل لم يعطنا من بركته ،ياخذون اجود الغلال والحصاد للحاميات الفارسية واجود الانواع ترسل لبلادهم ....مات الكثير من اهلنا من العوز والفقر اليوم كنا نصلى لاجل الالهه ان ترحمنا عندما ياتى اجنود لاخذنا من اهالينا ..قاومهم بعض الاهالى فى قريتنا لم يستطيعوا الصمود احرقوا المعابد والارض ..مات ابى .
اخذت اربت على كتفه ،قلبى اعتصر على حال ارضنا زاد شعورى القوى بضرورة مواصلة طريقى واتمام مهمتى على خير وجه لابد ان يتصدى لهم احد ،نظرت اليه ثم اكملت طريقى ،سرت فى منتصف الارض كان وقتى محدد للوصول لكهنة ادفو
تلفت على خطواته المسرعة نحوى،نظرت اليه اخبرته ان يذهب تبعنى قال لم يعد لى احد خذنى فى طريقك ايها السيد ساعمل بديك واخدمك
اخبرته فى هدوء لست سيدا لاحد وليس لى ارض او بيت ودربى وعر طويل وانت فتى .
سيدى انا ايضا بلا بيت او اهل قتلوا... طلبت من الالهه باكيا ان تدبر امورى فارسلتك لى من دون ميعاد انت اشاره السماء لى ارجوك طريقى هو طريقك يا سيدى .
اكملت طريقى وهو يتبعنى امسكت عصا معلمى طلب منها ان ترشدنى لكنى امنت ان كل ما يسير فى طريقى هو مخطط وله هدف رسم لى من يوم ولدت قدرى وليس لى خيار .
فى المساء جلسنا تحت ظلال الشجر نستريح حتى طلوع الفجر اوقدنا النيران للتدفئة خلعت عباءتى عن راسى نظر لى مطولا سيدى لما انت حليق الشعر تنبهت على سؤاله لقد سمح لى حراس حورس ان ارتدى زى العامة لاجل تنفيذ مهمتى ولم يكن مسموح لى اثناء خدمتى فى المعبد سوى ارتداء جلد الفهود ونعل البردى فى قدمى
عاد لسؤالى هل تعمل فى معبد الاله ؟نظرت الى عينيه حركت راسى بالايجاب
كان ابى يريد ارسالى لتعلم القراءة والكتابة فى المعبد الفلاح لا يجيدهما لكن ابى اراد ان اصبح كاتبا ،امن ان الالهه غاضبة على الارض لذلك سمحت بما حدث فى بيوتها على ارضنا وانها ادارت وجهها عنا فلم تعد تستجيب لصلاتنا
اراد ان اتعلم لغة الالهه لاحدثهم بلسانهم عاد للبكاء ..انطفئت النيران..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروب الالهة5
- دروب الالهة2
- دروب الالهة 3
- دروب الالهة 1
- وكانت عيناها تراقبان8
- وكانت عيناها تراقبان7
- وكانت عيناها تراقبان6
- اتمنى لك الحب..مارجو
- وكانت عيناها تراقبان5
- وكانت عيناها تراقبان4
- اوراق الصمت
- جدران تحمينا
- وكانت عيناها ترقبان3
- وكانت عيناها تراقبان1
- عائلة 2
- عائلة1
- بطل المدينة 10
- بطل المدينة الاخيرة
- بطل المدينة 8
- بطل المدينة 9


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - دروب الالهة4