أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - بطل المدينة 8














المزيد.....

بطل المدينة 8


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 6207 - 2019 / 4 / 21 - 10:06
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


فى تلك الليلة عاودا اصحاب العباءات الاجتماع من جديد فى غرفتهم المقدسة ببيت الحكم ..كان الظلام يلف المكان والاضواء باهتة لكنهم يعرفون بعضهم البعض جيدا لانهم تسلموا ذلك الكرسى عبر الاباء من قبلهم وسيورثونها الى ابناءهم من بعد ذلك ...كان اكبرهم يرأس الاجتماع ..لم يكن هذا هو اجتماعه الاول بهم لكنه الاهم ...قال لهم فى هدوء :اليوم لابد ان نتفق على القانون ..الاهالى ممزقون ما بين الزعيم وزوجتة ونحن لن نسمح بعودتها من جديد ابى عانى من قبل واباءكم ايضا ...اجاب الرجل القصير على الجانب الايمن وكان نصف وجهه يختفى فى الظلام :سن القوانين هى مهارتنا يا سيدنا وسنفعلها اسمح لنا ان نعود لعقد اجتماعتنا من جديد فالاهالى قد نسوا من اين اتوا والى اين المصير ؟...لم يعد لديهم فارق بين الزوجة والزعيم فالقوانين ضاعت بين الافواه ...رد الزعيم بهدوء:اليوم سنعيدها مكتوبا من جديد وسنحفظها امامهم عليهم ان يتعلموا من قوانينا الجديدة وان يتلوها الصغار وهم يلعبون ..على ألسنه النساء ان تلوكها والرجال يتغنون بها الاناشيد ...عليهم ان يتذكروا جميع ما حدث وعلينا نحن مهمة اخبارهم به ....اطرق زعيمهم لثوان فنظروا اليه باهتمام ثم تمتم بهدوء شديد :علينا ان نبنى بيتا ..بيتا اكبر من هذا له اعمدة ومنابر..له اسقف مزخرفة ...على هذا البيت ان يكون لنا نحكى فيه الحقائق وسط الاهالى لن تستطيع الزوجة ان تجابهنا بقصهها القديمة التى انتهت على الالسنة ان تردد اقوال شفانا نحن فقط ...الخطر يحدق بكل ما صنعناه واذا اغفلنا امرها ستعود الحرب الى المدينة من جديد .....يجعلون منى اضحوكة ام ان ما يفعلونه صحيحا؟...حتى ابى لم يفعلها ...اة ذرة ومياه ورقص نحتفل به ..التفت الى القصر الذى ظهر من بعيد من خلفه ...كان يتنهد سيعود له من جديد قريبا ذلك المهرب لن يمضى اكثر من هذا ربما يبقى عاما اخر سجين الى حين موعد عودته الى هنا ثانيا ....كان القانون الجديد من يحكى قصصا اخرى فالموت عقابا رادعا له وليس له فقط بل يحرق بيته وسط المدينة ...سرى الخبر بين الناس كالنار ولم يصدقوا قبل ان يروا بيوت الكتبة القدماء وهى تحرق وهم بداخلها احياء ويموت الورق الى جوارهم ..هكذا صدق الناس العقاب وباتوا يخشون خروج الكلمات ...لكن اللص الغاضب لم يتوقف ..كان يهرب الى حيث بيت الكتبة قبل موعد الحريق ..لا يعلم احدا كيف بات يسرق ما استطاع ايجاده لكن لم يحاول احدا من هؤلاء الكتبة منعه حتى انتشر ذكره بينهم وبات هو لصهم المنقذ الوحيد ....كان يسير فى الشوارع التى لا يعرفه فيها احدا رافع الراس ..كلما ازدادت اوراق سرقاته كان ينتشى فرحا ...كان فى مهمه يقتضى عليها كل لص فى ارجاء المدينة كان ذكر اسمه يسير فى داخل كل فتى لصا صغير الرهبه والرغبه فى رؤياه لكنه تعلم مع السنون مهنه الاختفاء...كان الحرس والاهالى المرددون من خلفه ينشدون رؤية رماده وهو يحترق وسط المدينة ...لكنه سار شامخا ...حتى الشمطاء العجوز التى تمنت موته باركته قبل ان تموت ويقوم هو بدفنها بيديه فى مقبرتها التى صنعها فى ذلك البيت المهجور الذى اتخذه مسكنا له ومخبأ لاعظم سرقاته التى بات الليالى يتناول النبيذ وهو يتحسسها بيده المرتعشة ....كان يموت لهفه كلما سمع خبرا لورقة جديدة هنا او هناك كيف كره الحديد واحب الورق بهذا الشكل ..لا يعلم...لكن رائحة الورق اصبحت له كرائحة النبيذ عشقهما كلاهما ولم يعد هناك رجوع عنهما ....فى اليوم التالى كان عليه ان يقف وسط الساحة فى خروجه الاول بينهم ليخبرهم بالقوانين الجديدة ..لم يكن هناك اخرون منذ اليوم وصاعد بل نحن ومدينتنا سوف نحيا بها ...كانت ليلة التتويج ستعاد كل عام من جديد فيحضر الزعيم وسط ناسه ...يخرج الرجال يحتسون النبيذ فى طقوسهم التى وضعها لهم الزعيم فى ذلك البيت الذى أمر بتشيده ..كان الظلام يلف المكان..بينما تضيع الوجوه والاتجاهات كانت الصرخات تعلو من كل مكان لا احد يعرف متى ظهر ومتى رحل صاحب البيت الذى دعاه الزعيم ولكن الصراخ الليلى يستمر بينما نساء المدينة قررن الخروج لاداء طقوسهن فى الخارج ..كان الرجال ينامون البيت بينما افترشت النساء العراء وكانت الزوجة معهن ..مكثن ليالى طويلة لم ينبت فيها الزرع بينما ازداد كثافة الاناشيد التى اطلقها الزعيم وصيحات رجال المدينة..لا احد يعلم كيف مات الابكار ومن حرق الاطفال لكن وقتها كان ضوء المشاعل ضعيف مضت الليلة الحزينة ثم عادت النساء من طقسهن خارج المدينة ..ومن بعدها هبط المطر من جديد وحل ابكار اخريين فى موضع الراحلين وانتهت ثرثرة الخائفين وعاد الطوفان فى الساحات ومن حول بيت الزعيم دون كلل ...لم يجرؤ احدا على الحديث ..ولم تجرؤ النساء على الخروج من جديد خوفا على الابكار ....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطل المدينة 9
- بطل المدينة 6
- بطل المدينة7
- بطل المدينة5
- بطل المدينة 3
- بطل المدينة 1
- بطل المدينة 2
- امراة9
- امراة8
- امراة6
- امراة7
- امراة5
- امراة4
- امراة 3
- امراة1
- امراة2
- رمال التيه6
- رمال التيه7
- مغامرات الصعلوكى20 الاخيرة
- مغامرات الصعلوكى19


المزيد.....




- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - بطل المدينة 8