أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وديع العبيدي - تفكيك العنف وأدواته.. (16)















المزيد.....



تفكيك العنف وأدواته.. (16)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6247 - 2019 / 6 / 1 - 18:51
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


وديع العبيدي
تفكيك العنف وأدواته..(16)
(لا تعطوا ما هو مقدّس للكلاب،
ولا تضعوا كنوزكم أمام الخنازير،
لئلا تدوسها تحت أرجلها،
وترجع فتدمّركم)-(مت 7: 6)..
(صارت فضتك زغلا.. وخمرك مغشوشة بماء..
رؤساؤك متمردون ولغفاء اللصوص..
كلّ واحد منهم يحبّ الرشوة، ويتبع العطايا..
لا يقضون لليتيم،
ودعوى الارملة لا تصل اليهم/ اش 1: 22- 23)..
(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلِموا،
وأن الله على نصرهم لقدير/الحج 22: 39)..
عراق تحت الاحتلال..
أولا: انجلتره ليست أول دولة تحتل العراق.
ثانيا: العراق ليست أول بلد تحتلها انجلتره.
أولا: ان البلد المعروف باسم (العراق)، يحتل الفضاء الجغرافي السياسي لدول وممالك قديمة، حملت أسماء: [سومر/ أكد/ بابل/ أشور/ بابل الثانية]. وسجلت مملكة أكد بشخص مؤسسها وقائدها سرجون الأول [2300/ 2270- 2215 ق. م.] ظهور أول امبراطورية في تاريخ البشرية، وهو الثاني من بعد جلجامش، وصفته الأدبيات القديمة، أنه كان نصف (إله) ونصف (انسان).
ويوصف جلجامش في الملحمة التي تحمل اسمه، -(وهي أقدم نص شعري ملحمي متكامل)-، أنه يتكون من ثلثي إله، وثلث بشري، وهو الوصف الوارد عن ولادة سرجون في قصيدة شعرية منسوبه اليه، ولدته ووضعته في (قفة) مع مجرى الماء.
وكانت المملكة التي صنعها سرجون العظيم، تجاوزت حدود العراق السياسية التي رسمها الانجليز/(1920- 1927م)، وشملت هضبة الاناضول شمالا/(منابع دجلة والفرات)، نزولا مع ساحل المتوسط جنوبا، وشرقا باتجاه حوض الخليج الكامل.
تلك المملكة/ الامبراطورية/ العراقية العظيمة، تعود لحقبة العالم القديم، وانتهت عمليا في القرن الخامس قبل الميلاد/ العهد الوسيط، بسقوط مملكة بابل الثانية، على يد التحالف اليهمجوسي*. ليدخل العراق تحت حكم داريوش/(ملك بابل) وكورش/(مسيح الرب)/(أش 45: 1) ملك ايران/(16 نوفمبر 539 ق. م.).
وقد ثار أهل بابل/(العراق يومذاك) ضد الاحتلال الايراني، عامي (520 ق. م.) و(482 ق. م.)، ولكن الثورة اخمدت بعنف ودم. ولم يكن مصادفة، ان لحظة غزو كورش لبابل، هي لحظة اتجاه نبوئنيد/(آخر ملك وطني بابلي)، نحو تيماء واقليم الحجاز، تأكيدا لعمق بابل العربي، وربطا لماضي العراق التاريخي، بمخاض المستقبل العربي.
عندما دخل كورش بابل، رفع ايقونة مردوخ: الاله البابلي، واستخدم ديباجات ملوك أكد وبابل الملكية بوصفه: [أنا كورش، ملك العالم، الملك العظيم، ملك بابل، ملك سومر وأكد، ملك الجهات الأربعة]. وما أشبه ذلك، بتبجح العجم برموز العرب الدينية، وتسخيرهم أدوات لتغرير السكان وخداعهم، عبر افيون الدين والعاطفة الساذجة[بويهيين وصفويين وخمينيين].
ولابد من تنويه/ تأكيد، ان رأس وزراء بابل خلال حدث الاحتلال، كان أحد الفتية اليهود الذين اجتباهم نبوخذ نصر في احد غزواته لفلسطين. بينما كان ملك بابل هو نابونئيد، الذي اقام في تيماء شمالي الحجاز، تاركا ابنه بليشاصر على عرش بابل. وان دانيال، توفي في العام التالي للغزو الايراني لبابل، أي في عام خروج نحميا وعزرا نحو الشام.
ففي أثر تفسير لحلم نبوخذ نصر [634/ 604- 562 ق. م.]، حصل دانيال على تكريم وتقدير عالٍ، بحسب السفر المنسوب لدانيال: [حينئذ عظّ الملك دانيال، وأعطاه عطايا عظيمة كثيرة. وجعله الحاكم على كلّ اقليم بابل، والمتصرف الأعلى على كل حكماء بابل. وطلب دانيال إلى الملك: فولى (شدرخ وميشخ وعبدنغو)، على إدارة شؤون اقليم بابل. أما دانيال فكان في بلاط الملك/(دا 2: 48- 49)].
ذلك فضلا عن حجم الجالية اليهودية القاطنة في بابل، والتي عنيت بالتجارة ظاهرا، وعقيدتها السرية باطنا. وليس من عبث أو صدفة، ان يأتي مضمون الحلم/ الأحلام، المنسوبة للملك، -(نبوخذ نصر، كما فرعون مصر)- سياسيا شاملا ومدمرا، ومرسوما كعقاب إلهي.
بينما يحظى مفسر الأحلام اليهودي، بأكبر مركز سياسي في البلاد بعد الملك/ (يوسف على رأس حكومة مصر، ودانيال على رأس حكومة بابل)*. ومن الأهمية، سرد تفسير دانيال للحلم الملكي، لعلّه يكون موعظة للحالة الراهنية. يقول دانيال لملك بابل العظيم:
[بعدك تقوم مملكة أخرى. دونك شأنا. ثم مملكة ثالثة أخرى من نحاس. تحكم كل الأرض. أما المملكة الرابعة: فتكون قوية كالحديد/ دا 2: 39- 40]. فالمملكة الثانية بعد بابل، هي فارس، دونية الشأن [550- 330 ق. م.]. والمملكة الثالثة/(مملكة النحاس) هي امبراطورية الاسكندر المقدوني [356- 323 ق. م.]، والتي تتسع وتشمل كل الأرض مدة ثمانية أعوام فقط. أما المملكة الرابعة/(مملكة الحديد)، فهي الامبراطورية الرومانية [27 ق. م.- 1476م]، ودامت خمسة عشر قرنا.
ويتضمن النص إشارات وألغازا، على صعيد سكاني، منه: [وحيث أنك رأيت القدمين والأصابع، بعضها من خزف الفخار، والبعض من حديد. فالمملكة تكون منقسمة، منها ما هو في صلابة الحديد، من حيث أنك رأيت، الحديد مختلطا بالطين. وكما أن أصابع القدمين، بعضها من حديد، والبعض من خزف: فكذلك يكون بعض المملكة قويا، وبعضها هشا. وحيث انك رأيت الحديد، مختلطا بالطين. فأنهم يختلطون بنسل البشر. ولكن لا يلتصق هذا بذاك. كما أن الحديد لا يختلط بالخزف/(دا 2: 41- 43)].
كل تينك الممالك والأجناس، جاءت لتسرق وتقتل وتهلك/(يو 10: 10)، لتحيل البلاد الأمنة قفرا، ومأوى للوحوش، وتجعل أفاضل أهلها، يئنون تحت حكم أسافلها. [ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والأنفس والثمرات، وبشّر الصابرين/ البقرة 2: 155).
ما بين [539 ق. م.- 633م] خضع العراق لسلسلة احتلالات خارجية، غريبة على أرضه وثقافته. وقد شهدت تلك الحقبة سلسلة هجرات سكانية نحو الجنوب والغرب، قابلتها وفود موجات سكانية من الشرق. ومرّ خلال ذلك باستحالات لغوية وثقافية، بسبب انعدام الاستقرار، واختلاط الحابل بالنايل؛ واضطراب الأحوال الاقتصادية والعمرانية، وتخلف منظمات المياه والسدود النهرية. وكل هذا تكرر في عهد الاحتلال الراهن/(عقب 2003م).
على رغم ان العامل الرئيس والظرفية التاريخية، وراء ظهور الاسلام، هو التمدد الروماني/ البيزنطي في بلاد الشام وحوض البحر الأحمر، فأن التمدد الايراني في اليمن/(أمس كما اليوم)، شكل عاملا مساعدا، في استجابة العرب، الحضر والبداة، بطرد العجم تحديدا، قبل الاتجاه نحو الشام وشمال أفريقيا، لاستعادة الأرض من الروم.
والمعروف ان سورة الروم في القرآن هي من السور المكية، وربما لم تكن فكرة الهجرة -عندها- الى (يثرب) وما لحقها من بناء الجيش واعلان (الجهاد) في حسبان الدعوة. وكان مهمازها العدوان والغزو على حلب وانطاكية، وتبادل الهجوم والهجوم المقابل على سوريا، بين ايران وبيزنطه، فكانت: (الروم 30: 2).
وفيما ابعد الروم خلف حدودهم، فأن ايران مسحت مسحا، حتى استعصى على حكامها لم شتاتها/(حتى ظهور الصفويين/(1501م). وهو ما يذكر ببداية الردّ العراقي العسكري على تخرصات ايران البرية والجوية ضده، حيث توغل الجيش العراقي في العمق الايراني، ليقف على مسافة (80- 120كم) من طهران.
وكان الانسحاب من غير مقاومة، أحد الأخطاء الستراتيجية العسكرية في ظرفها، مما حرم العراق من توظيفها لمكاسب تاريخية، ولم تكن الدولة الخمينية اكملت عامها الأول. وكم من قوة اوربية اقتحمت عاصمة بلد اخر، فاحتل الالمان باريس وفيننا وبراغ ومعظم عواصم شرق أوربا، واحتلت فرنسا روما، واحتل السوفيت برلين، كما احتلت الجيوش البريطانية بغداد والقاهرة، ودخلت فرنسا دمشق، واحتل الاميركان كوبا والمسكيك وفيتنام وكوريا وكابل وبغداد.
فما يكابده العراق منذئذ، تبعات ثقيلة للخطأ العراقي. وليسأل كل عراقي نفسه، لماذا تراجع العراق عن غزو العاصمة الايرانية، فيما انتهزت ايران ضعف العراق ووقوعه تحت العقوبات والضربات الامريكية ، لتحتل أرضه وتستبيح مدنه، ويتجول جيشها وقادتها في العراق، مثل حديقة خلفية.
ان اليد المغلولة لا تصنع ولا تقنع. والمثل العربي يقول: إذا ضربت فأوجع، وأذا أطعمت فأشبع. وفي الانجيل: (أنك لست باردا ولا حارا. ليتك بارد أو حار. فلأنك فاتر، ولست حارا ولا باردا. سأتقيأك من فمي. ولأنك تقول: أنا غني، وقد اغتنيت، ولا احتاج إلى شيء أبدا. ولكنك لا تعلم أنك بائس ومثير للشفقة، وفقير وأعمى وعريا. أنصحك أن تشتري مني ذهبا، ممحصا بنار، لتغتني؛ وأردية بيضاء لتلبس، ولا يظهر خزي عريك، وكحلا، تكحّل به عينيك ، لترى!/رؤ 3: 15- 18).
ان وصف الفرس بالدونية والخسة والخبث، جاء من مصدر توراتي قديم، وليس قصرا على العرب، الذين نقلوه عن كتب الأولين. وقد أورد الدكتور أحمد سوسه [1900- 1982م]، تفاصيل عن حال هندسة الري والعمران خلال الاحتلال الاخميني في كتبه المتعددة عن الري في العراق وتطوره منذ القدم)*. والعراق بلد زراعي يعتمد على الارواء النهري، بحاجة الى عناية وصيانة منظمات المياه وشبات السدود، التي وضع أسسها السومريون والحضارات العراقية القديمة.
وما اكتسبه العراق في عهد الاحتلال الراهن من خراب وشحة وفيضانات، مثل فيضانات (2018م) وكوارث الاسماك والزلازل والدمار المنظم والنهب المنظم للطبيعة العراقية ومعالم العمران، شواهد وأدلة، لا يعمى عنها كل من يخطو على تراب العراق..
سقوط بابل التاريخية حدث بتآمر وخيانة داخلية، جراء تحالف يهمجوسي، ما زال لليوم فاعلا وباطنيا. ذلك التحالف الذي استأخر الضربة الغربية الامبريالية لايران. فالضمانة الايرانية، هي الكيان الصهيوني الاسرائيلي، وما أغرب الحلم السعودي، باستعداء (اسرائيل) لمهاجمة (ايران)، حماية للجزيرة والخليج.
والاحتلال الراهن، غب الفي عام وزيادة، حدث بتآمر وخيانة داخلية، قوامها الطابور الخامس تاريخيا وعصريا.
وما أقصر ذاكرة العملاء، وابدالهم الحق بالباطل، واحلالهم الاحتلال بالشرعية وانتفاخ الصدور. وإذا كان زعماء ايران، يهربون من مخاوفهم وعزلتهم السياسية، باطلاق تصريحات استفزازية، وهم يتجولون في أجواء العراق، وازاء زبانيتهم وربائبهم من مزدوجي العمالة والخيانة، فلن يتورط أحد في الدفاع عنها، في ساعة الساعة.
لقد أخطأت ايران إذ استعجلت وكشفت عن أطماعها التاريخية، وجملة أحقادها السياسية، المؤدلجة دينيا، واجتماعيا، بحيث لا يبقى لها ما تبرر به سلوكها العدواني واجرامها الدولي في تصفية الاف العراقيين، الرافضين للاحتلال الذي أزرى بنفسه. أما العمران الذي جرى نهبه المنظم عبر عقود طويلة، فمصيره الخراب والدمار العاجل.
ان المرحلة الحالية، وكل مجرياتها العراقية، اختبار دقيق وصعب للطرفين: الايراني والعراقي. وقد فشل الطرفان في الاختبار. والسؤال هو: أين يضع أولئك رؤوسهم عندما تنتهي هاته المرحلة. ليست اللغة بتلك الطواعية والغباء لقلب عجلة التاريخ، وركام الحقائق والخسائر والمأسي والدماء، التي فاقت ما خسره العراق والعرب جميعا خلال القرن العشرين.
ان كل ما حصل في عهد الاحتلال/(الاتحرير)، هو مجرد تحشيد أسباب ووقود، لمعركة ومجزرة، دامغة الوقائع والاحكام، ولا يخرج منها، من بخسوا نتائجها. ولا بد لزواج المتعة العراقي الايراني أن ينتهي، فهو زواج مؤقت بحكم الظروف، ولكن ما يعقبه، سيكون أغلى بكثير، من لحظات متعة زائفة، وسقط متاع لا يدوم ولا يبقى.
الاحتلال ليس نهاية التاريخ، حسب المثل الانجليزي.
ان أهمية الظروف والضغوط والمتغيرات ليست في ذاتها؛ وانما في طريقة النظر إليها وطرق التعامل معها. تلك هي جدلية الفاعل والمفعول، وديناميكية المفعول في قلب اللعبة، والتحكم في مساراتها ونتائجها.
لقد عانى الانجليز من خمسة عشر قرنا من الاحتلال، لكنها كانت سيرورة ديناميكية متصلة من الجذب والشدّ، من المعاناة والتعلم، والتفاعل والانفعال، القهر والتسلط، السالب والموجب، وكل ذلك يدخل في حقل (تراكم الخبرة) الاجتماسياسية، وهذا هو جوهر المعرفة.
ان الشخصية الأوربية، وما توفرت عليه من ذكاء وخبرة وديناميكية، هي وليدة المعاناة الطويلة والقهر المتنوع، ومسيرة الجوع والجفاء الطويلة.
ان البلاد الأوربية بيئة شحّ وجدب، انعكست على طبائع أهلها وضيق نفوسهم تجاه البشر. بينما طبيعة الشرق السعة، وسهولة المعيشة، وسعة الصدور والتكافل، وايواء الغريب.
فالحياة الصعبة والمضغوطة تنتج شخصية صلبة وعقلية وهوية الراسخة؛ بينما البيئة السهلة والجماعة التكافلية، تنتج شخصية هشة سهلة، بسيطة التكوين، عاجزة عن الصمود والمقاومة، سريعة الانهيار.
ان الملاحظ في اجتماعنا العربي/ الاقليمي، الهشاشة والسذاجة وعدم التعلم من الظروف/الدروس. لذلك يجتر الناس أحداث الدهر، وكأنها تحدث لأول مرة. متجاهلين أثر الغزوات الايرانية على عرب الشرق، وما هو انعكاس العنجهية الايرانية والفوقية الارية في النظر لسواهم من البشر/(النعرة اليهودية)، في ذاكرة سكان العراق التراكمية.
ثمة تفاعلية سلبية، ساذجة، ليست من خصائص مجتمع حضاري، رسم الفباء الحضارة والتمدن والعمران. بل هي ليست من طبائع العرب وتكوينهم الاجتماعي. ويبدو ان الهجنة الاجتماعية، والتي وردت في تفسير حلم نبوخذ نصر، انتجت مجتمعا هجينا، وثقافة مسخا، تقمصت ثقافة الغازي وسيئاته، تملصا من آليات الحصانة والمقاومة والدفاعيات الذاتية.
من المستغرب جدا، ان لا يشهد تاريخ العراق، أي حركة مقاومة أو رفض، في الفترة بين سقوط بابل وطلوع الاسلام العربي. هذا هو الارث الايراني الهجين في أصله، والمنطبع في نسيج جماعات عراقية عبر الزمن.
ولم يدرك العراق، الذي كان ميدان ميدان صراعات الفرس وبيزنطه، على مدى التاريخ، ان الجيش الايراني لم يصمد في مواجهة، وانما كان يهاجم في حالة فراغ سياسي/ عسكري، ويراوغ وينسحب ازاء الهجوم المقابل، حتى يلجأواا للهزيمة، عن فشل المراوغة. ان صاحب الفم الكبير، هو صاحب قلب أجوف.
وفي الحقبة بين سقوط العباسيين حتى القرن العشرين، لم تحصل ثورة أو احتجاج أو حركة تمرد منظمة في العراق، للتعبير عن الاصالة والحصانة والارادة الشعبية والوطنية العراقية. فأين هي الديناميكية الثورية، وديالكتيك الفعل وردّ الفعل، في علم الاجتماع العراقي.
دخل الصفويون بغداد مرتين في القرن السادس عشر، وهي بلا دولة أو جيش/(فراغ سياسي وعسكري)، دون أدنى مقاومة. ولكن الرد العسكري والسياسي والدفاعي جاء العثمانيين، ونجحوا في طرد الغزو مرتين، دون دور فاعل ووطني لسكان العراق. (اليتزوج أمي، أدعوه عمّي)، ما هو مصدر هاته الخناثة والمقولة المريضة!.
من هنا اشاع الامريكان في الاعلام العالمي، قبل غزوة الالفية، ان العراقيين سوف يستقبلونهم بالورود. أين هي (الثورة العراقية الكبرى) التي جعلها عبد الرزاق الحسني [1903- 1997م] عنوانا لأحد كتبه. الثورة العراقية الوحيدة هي صراعات العشائر المستيمتة والدامية ضد بعضها البعض، والمستمرة حتى اليوم تحت عناوين مختلفة، بينما البلاد تنهشها الغربان.
تعلم الانجليز من الهيمنات الاجنبية على بلادهم، كيف يتحولون الى امبراطورية عظمى، لا تغيب عنها الشمس. والعراقيون تعلموا من مسلسل الهيمنات الأجنبة كيف يتقمصون ثقافات الغزو وعقائده وترهاته، ويجعلون أنفسهم دروعا بشرية لحماية الغازي، بل يصنعون جيوشا من (ولد الخايبه)، للقتال في صف المحتل، ضد بلدانهم الأم، دون حياء أو رادع من ضمير.
العراقي بحاجة لمراجعة ذاتية عبر التاريخ، لاستقراء هويته وشخصيته الأصلية، والتحرر من خصائصه الهجينة والهوية السلبية التي سلخها في ذاته، بدل استخدام دفاعياته الذاتية ودعامات الحصانة الطبيعية والغريزية، التي لا يخلو منها كائن حي.

ثانيا: قبل أن تحتل انجلتره العراق، كانت قد احتلت وادي النيل وجنوب شرقي اسيا وجنوبي أفريقيا، وغيرها كثير.
كيف استحالت انجلتره من مقاطعة يحكمها دوق نورماندي من اقليم لورين الفرنسي، إلى دولة ذات سيادة وحكم مطلق، يزيح كل القوى الملكية والامبراطورية والبابوية من طريقه، ويلحق بها هزائم تاريخية دائمة لليوم.
واليوم، يخضع العالم كله للغة والثقافة والبروتستانتية الانجليزية.
بدأت القصة أيضا مع هنري الثامن: ذلك التقي الذي لم تكن السياسة والعرش على قائمة اهتماماته.
أكثر من ذلك، كل القصة تنحصر/ تختزل نفسها في قصة زواج الاستعارة، عقب وفاة أخيه، ليتزوج أرملته: كاترين اراغون الاسبانية، بنت ايزابيلا وفرديناند، صناع أول امبراطورية أوربية في العصر الحديث.
عهد هنري الثامن، وضع المخطط الرئيس لولادة انجلتره المستقلة، والأقوى في المحيط الأوربي. وكان لابد من وضع خطوات مدروسة، لاضعاف بقية أفراد العائلة الأوربية، لاحتكار السلطة بيد الأجدر والأقوى.
من هنا وضع البلاط الانجليزي أوليات الحرب ضدّ اسبانيا وفرنسا أولا، وألمانيا وروسيا ثانيا، والولايات المتحدة الاميركية والصين مستقبلا.
بدل أن تكون المصاهرة اداة لتقريب الأجواء وتوثيق العلائق، وتقريب المواقف؛ هي لدى الانجليزي، وسيلة استضعاف الأصهار، واستيراثهم سياسيا.
ولم تتنفس انجلتره الصعداء، أو تمد عنقها عاليا، قبل هزيمة اسبانيا وتهميشها عسكريا واقليميا. اكثر منه، واصلت انجلتره حربها ضد اسبانيا، لمصادرة نفوذها، واستقطاع ارضها الوطنية. وسواء.. لعشق انجلتره لاحتكار المضائق والمعابر الدولية، أو النكاية بالعدو، فقد نجحت في السيطرة على مضيق طارق واقليم جنوبي اسبانيا، الخاضع للادارة البريطانية.
تسلط بريطانيا على اسبانيا، كان بداية انطلاق الطموحات والاطماع الانجليزية خارج أوربا. وقد جرى توظيف قصة كاترين وتجريد الزواج من الشرعية والوراثة الاجنبية للعرش، دورا محوريا على الصعيد السياسي، والصعيد الديني، بنبذ الكاثوليكية وما وراءها، لصالح هوية بروتستانتية وطنية وهوية انجليزية مستقلة.
في نفس سياق مشروع السيادة والاستقلال، كان اهتمام انجلتره باجتذاب القوى المناوئة للملكية الفرنسية. وقد لوحظ، ان انجلتره، شاركت في التحالف جنبا الى جنب اسبانيا والبابوية، لضرب فرنسا. فالبراغماتية الانجليزية، يهمها الكسب باختلاف الوسائل، ويهمها الهدف، باختلاف السبل التكتيكية.
بل أن من خوارق الانجليز، انهم في اللحظة التي يستميتون لتوقيع اتفاق مع طرف معين، يحضرون ملفات ومشاريع لتدميره. وأفضل أمثلة ذلك، هو الدور الانجليزي المحوري في النصف الأول من القرن العشرين.
لقد بذلت انجلتره أكبر جهد دبلوماسي مستميت في تاريخها، في تلك الحقبة. ونجحت في عقد اتفاقات ومعاهدات سياسية وعسكرية واقتصادية وستراتيجية مع كل الأطراف الاوربية الرئيسة: برلين وموسكو وباريس وروما، فضلا عن اتفاقاتها المزدوجة مع الاساتنة وامير مكة.
وفي النتيجة، لعبت انجلتره ضد كل هاتيك الأطراف في نفس الوقت ونفس المستوى، وخرجت من تلك الألعاب التكتيكية، الرابح الوحيد والمستفيد الوحيد، ولا أقول المنتصر الوحيد. لأن انجلتره لم تدخل حربا ولا حققت نصرا عسكريا ميدانيا، ولكنها حاذقة جدا، في دفع عدوّها إلى هوّة الهزيمة العسكرية والسياسية.
وطريقة انهاك العدو واستنزافه، وسحبه للمطاولة، واستخدام الاعلام والدعاية لشحذ حماسه لمعركة وهمية، استخدمها الانجلوميركان ضدّ نظام صدام حسين [1937/ 1979- 2003/ 2006م]. وفي الوقت الذي تم تسخير الاعلام العالمي لتزويق صورة صدام، وتحويله إلى اسطورة عالمية، كان يجري تفريغ الاسطورة/ الشخصية من داخلها، وتجييش جماعات محلية ودعمها، لتكون البديل المقبل، والاداة بالوكالة لقيادة المعركة الوهمية بين طرفين محليين، بين صدام والمعارضة/(المصطنعة). ولم يكن دور الامبريالية الغربية غير دعم المعارضة وانقاذ الشعب من يد الجلاد. لكن أيتام صدام، لا يدركون ازدواجية اللعبة الغربية، ومصيرهم الذي ينسخ مصير كبيرهم.
هؤلاء لما يزالو يفكرون ويعملون بعقلية واساليب المعارضة، وليس بعقلية الحاكم. الحالة المسجلة عربيا، كانت من نصيب ياسر عرفات [1929- 2004م] في اعترفه، ان القيادة المقاومة أسهل من القيادة في الحكم أو القيادة في السلم. وسواء كان ذكاء من وحي اختباره، أو من املاءات ادورد سعيد [1935- 2203م] خلال تقاربه من عرفات في بيروت، وعضويته/(!!) للمجلس الفلسطيني، فأن عرفات نفسه، لم يحصل على فرصة الاختبار الثاني. لقد اغتيل مع نهاية اللعبة.
لقد بقي صدام حتى اللحظات الأخيرة قبل اعدامه، متشبثا بخلاصه على يد الامريكان. لقد نجح الانجلوميركان أن يكونوا حليفا ستراتيجيا، لكل الأطراف العراقية المتناقضة/[النظام ومناوئيه]، وهم يقومون بتدميرها وتفكيكها، وتهميشها، وقيادة خطتهم الى النجاح.
توافق الاعلام والجيش، هو ذروة اللعبة السياسية. وهذا هو اكسير الامبريالية الغربية.
ورثت بريطانيا الهيمنة البرتغالية والهولندية في الجزر الاسترالية وشبه جزيرة الهند. ولم يؤسس الانجليز مكتب التجارة الشرقية في الهند، وانما سبقهم اليها الهولنديون والفرنسيون، واستمر اسم - الشركة التجارية الهولندية في الهند- تحت ادارة حكومة اليزابيث الأولى التي وثقتها بمرسوم ملكي العام (1601م).
الهند هي دجاجة انجلتره التي تبيض لها الذهب. وبعضهم يشبه الهند بالبقرة الذهبية للانجليز. وعندما تزايدت حركات الانتفاضة والعصيان في صفوف الهنود، خشيت لندن من افلات الكنوز من يدها، وعدم قدرة التجار والمغامرين من الاحتفاظ بالبلاد.
عندها أعلن بلاط لندن فكتوريا ملكة امبراطورية على الهند. وأصدرت فكتوريا اعلانا دعائيا يدين اعمال العنف والمجازر التي شاركت فيها كل الاطراف الانجليزية والهندية، للتبشير بعهد من الاستقرار والعدالة والسلام الفكتوري. لكن تلك المزحة لم تستمر طويلا، ولم تجد بدا من تعديل علاقتها بالهند، من الحكم المباشر إلى الحكم غير المباشر.
وذلك بمنح الهند استقلالها، بعد تقسيمها إلى هند وباكستان/(1945م) أولا، ثم تقطيع دول وممالك أخرى مثل بنغلادش ونيبال وغيرها، بحيث لا يتبقى من التنين الهندي، غير كانتونات متصارعة، عاجزة عن الاستقرار والسلام والتنمية، حتى اللحظة.
وليس أقسى وأفظع في هذا المقام، من عتاب غاندي [1889- 1948م] ولومه لرفيق دربه محمد علي جناح [1876- 1948م]، الذي خان الطريق وغدر به. ولقد جاء اغتيال غاندي على يد احد خدمه، امتيازا لينفرد غاندي بالمجد، مجد حرية الهند وسيادتها واستقلالها، ومفردة عالمية تاريخية للابد.
اغتيال الزعماء على ايدي خدمهم، تكتيك انجليزي تقليدي. (الحمى تيجي من الرجلين)، و(أعداء المرء أهل بيته). لقد اغتيل الامير حسين بن علي [1854- 1931م] على يد خادمه. واغتيل صدام حسين بخيانة حمايته وربائبه. ولن تتغير اساليب العدو، وانما تتطور وتزداد دهاء ونفاقا.
في القرن السابع عشر، نصبوا قنصلا انجليزيا في مسقط لمكتب التجارة الهندية، وانتهو بسلطنة عمان لتقسيمها اربعة دويلات متحاربة. بعدها دخلت بواخر القراصنة الانجليز في حوض الخليج، التي انتهت بحادثة القراصنة، وتحالف الانجليز مع سلطان عمان وال سعود لضرب قوة (القواسم).
وفي القرن الثامن عشر اقترح الوزير الانجليزي المفوض في الهند، تحويل الخليج الى محمية بريطانية. ونجح في استحصال أمر سلطان من الاستانة، تتنازل فيه عن حوض الخليج لصالح انجلتره.
على الشاطئ الآخر، كانت مصر/ (اقليم وادي النيل)، تعيش ربيع الاحتلالات المتعاقبة والمتصارعة على أرضها، من حملة نابليون إلى الحاميات الانجليزية واتفاقياتها مع حكومة الخديوية لتدريب الجيش المصري، وتشابك القوات الالمانية والايطالية والنمساوية والامريكية حول وادي النيل، وصولا لانشاء مكتب القاهرة الملحق بمكتب تجارة الهند.
والى انشاء مكتبي التجارة في كل من دلهي والقاهرة، تعود فكرة اقليم الشرق الأدنى الانجلية/ الشرق الاوسط الكبير الاميركية، لتجيير المنطقة من الهند الى الساحل الاطلسي، حديقة خلفية وسوقا اقتصادية تابعة للهيمنة الامبريالية الانجلوميرية الدائمة، واغلاقها أمام أي قوة منافسة، ومنع ظهور أي قوة وطنية/ اقليمية، تهدد السياسات الغربية في العالم.
ان احتلال انجلتره للعراق كان قرارا مؤجلا، بانتظار الظروف المواتية، وتراخي قبضة العثمانيين، أو قرار تسوية وسحب يد، كما حصل في الخليج.
اين كان الموقف العثماني الامبراطوري أزاء النشاطات الكولونيالية والامبريالية في عالمها الجنوبي والشرقي؟..
اين كان موقف سكان العرابيا والعالم الاسلامي ابانئذ، على الصعيد السياسي والسيادي؟..
وقد شهدت تلك الحقبة، ولادة بدع وهرطقات وطوائف، ومراجع اسلاموية وعلموية، من حضانة الأجنبي، لا يستحق الذكر منها، غير دعوة جمال الأفغاني [1837- 1897م] التاريخية المميزة، والتي اتفق الانجليز والعثمنيون على محاصرتها وافشالها، وتفقيسها في ايقونة حركة حسن البنا [1906- 1949م] المصري، خلال الاحتلال الانجليزي لوادي النيل، بينما اخصبت حركة المدعو محمد عبد الوهاب [1703- 1797م]، لتشتيت القوة الاسلامية، وتحويلها إلى طوائف وبدع ونعرات دينية، على حساب الوعي والانتماء الوطني والسياسي، الفاعلة حتى يومنا هذا، إلى ما شاء الله!.
(ذلك بأن الله نزّل الكتاب بالحق، وان الذين اختلفوا في الكتاب، لفي شقاق بعيد/ البقرة 2: 176)..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاظم جبر سلمان الكرعاوي: سقوط بابل عام (539 ق. م.) ودور اليهود في ذلك- موقع: اهل الجنوب السومريون/ في 3 فبراير 2013م
* للمزيد.. انظر: وديع العبيدي- (دامداماران): 15 في موقع الحار المتمدن: ع 5522/ (16 مايو 2017م)
* للمزيد.. انظر: وديع العبيدي- (دامداماران): 18 في موقع الحوار المتمدن: ع5536-(30 مايو 2017م)، و(دامداماران) 20 في ع 5541- (4 يونيو 2017م).
* المفارقة هنا، انني عثرت بكتب الدكتور سوسه، في أيام خدمتي العسكرية في حرب الثمانينيات، وكنت في مهمة عسكرية لحسابات الفرقة، فعكفت الليل اطالع بعض كتبه عن هندسة الري في العراق. وما أكثر الكتب والمصادر التي كانت غذاءنا الفكري والروحي حربئذ.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفكيك العنف وأدواته.. (15)
- تفكيك العنف وأدواته.. (14)
- تفكيك العنف وأدواته.. (13)
- تفكيك العنف وأدواته.. (12)
- تفكيك العنف وأدواته.. (11)
- تفكيك العنف وأدواته.. (10)
- تفكيك العنف وأدواته.. (9)
- تفكيك العنف وأدواته.. (8)
- تفكيك العنف وأدواته.. (7)
- تفكيك العنف وأدواته.. (6)
- تفكيك العنف وأدواته.. (5)
- تفكيك العنف وأدواته.. (4)
- تفكيك العنف وأدواته.. (3)
- تفكيك العنف وأدواته.. (2)
- تفكيك العنف وأدواته.. (1)
- العمّال والمهجر..
- من يحسن فهم الموت.. يحسن الحياة..
- مقامات تونس (3)
- مقامات تونس (2)
- مقامات تونس/1


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وديع العبيدي - تفكيك العنف وأدواته.. (16)