أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وديع العبيدي - تفكيك العنف وأدواته.. (7)














المزيد.....

تفكيك العنف وأدواته.. (7)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6227 - 2019 / 5 / 12 - 16:17
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


وديع العبيدي
تفكيك العنف وأدواته.. (7)
التأسيس العثماني للكيان السياسي العراقي..
امتدّ نفوذ الدولة العربسلامية شرقا، حتى التقائه بقبائل المغول في أواسط أسيا، وعلى حدود الصين، ليتوقف التوسع العسكري والسياسي، وتعود الدولة العباسية [750- 1258م]، للاهتمام بتثبيت حكمها في الداخل، وتنشغل بمعالجة الاضطرابات هنا وهناك.
ومع اتساع النفوذ العباسي، وتراجع شوكة المركز، لعبت القبائل المغولية المسلمة، دورا تاريخيا حاسما، في ديمومة الاسلام وازدهاره من جهة، واستمرار الهيبة الأسمية للخلافة العباسية. ومنذ القرن العاشر الميلادي تقريبا حتى قيام الدولة العثمانية ونهايتها/(1922م) على يد أتاتورك، كانت هي الحارسة والراعية لبلاد الشرق، في وجه النفوذ الأوربي.
وليست هاته بالمهمة السهلة أو المسؤولية المحتملة، ازاء التنوع والتعدد والفوضى والاصطراعات التي تحكم وسط وجنوبي أسيا، منذ القدم وحتى اليوم؛ ولم يكن بدّ.. من حصول ثغرات واخطاء ميدانية وستراتيجية، مع توغل العثمانيين في وسط أوربا، وظهور حكومات بلدانية في بلاد الشرق.
ولا يمكن الاجابة بسهولة أو مجانية، عن سبب ظهور دول وممالك حول العالم، ومنها الهند والعرابيا، وعدم ظهور دولة مستقلة، أو حكومة مركزية في العراق!.
بدعم من القراصنة الهولنديين، أسس اسماعيل حيدر الصفوي [1487/ 1501- 1524م] دولة شيعية اثني عشرية في ايران عام [1501- 1722م]، وفي عام (1509م) توجه بجيشه واحتل العراق، وأحدث فيها مجازر ودمار، منها هدم أضرحة أئمة المسلمين/(السنة) وقتل كثير من علماء السنة العراقيين وترويع أتباعهم .
وكانت مجازر مماثلة ضد المسلمين احدثها الصفويون في تبريز وغيرها من الاقاليم، مما جعل السلطان العثماني سليم الأول [1470/ 1512- 1520م] الرد على أعمال غريمه، وملاحقته عسكريا في معركة جاليران الحاسمة/(1514م) التي تكللت بهزيمة اسماعيل الصفوي وتشتت قواته. وفي عام (1531م) دخل الجيش العثماني بغداد.
وفي عام (1624م) عاود الجيش الصفوي واحتل العراق، محاثا مجازر كبيرة، سرعان ما تداركتها قوات السلطان مراد الرابع [1612/ 1623- 1640م]، في عام (1638م) وفرضت أسباب الاستقرار ونظمت شؤون الادارة والحكم واستتباب حياة الأهلين، ودام ذلك حتى الاحتلال الانجليزي المباشر للعراق في (1914م).
عدم ظهور دولة عراقية موحدة، بعد سقوط الدولة العباسية، سؤال جدير بالتفكير والبحث الموضوعي، بعيدا عن الخرافات والمهاترات الاقليمية؛ سيما وأن العراق التاريخي، هو أقدم من سواه في المطقة والعالم، فماذا حصل للسومريين والبابليين والاشوريين الذين انتهوا الى سبات عميق، ومن غير ظهور سلالة عراقية رابعة، تمد ارثهم، وتمنع وقوع العراق فريسة عديمة الحول والارادة لحماية ذاتها وهويتها وكرامتها، في وجه الاطماع الاقليمية المتطفلة على ارثها وثقافتها وتاريخها.
بعيدا عن العثمنة والتغريس، أين هو العراق الحر الابي المستقل، بالمقارنة بمصر والسعودية ولبنان والمشيخات الخليجية، وما يشغلهم عن أنفسهم وأرضهم؟.. هل الغياب السياسي الوطني، ينسحب على الصمت الثقافي والفكري للعراقيين في هاته النقطة، ولماذا العراق تحديدا، نقطة الصراعات والمنافسات الخبيثة، والنفوذ/(سلب ونهب وتزوير) المجاني خارج الحدود.
ان العراق الحقيقي هو الذي يقف على ساقيه وينتمي لذاته وأرادته وتاريخه، ولا يكون فريسة وتابعا هويلا للأجنبي، مهما كان وتحت أي عنوان. فكل زعم يربط العراق بقوة خارجية، أو هوية وولاء أجنبي خارجي، ليس عراقيا، وانما هو ضد العراق. لقد غاب العراق حوالي ألف سنة تحت أقدام ايران، بين سقوط بابل الخياني في (538 ق. م.) حتى ظهور المارد العربي من قلب الصحراء في (622م، 634م).
اضعف الايمان في المعادلة البلدانية، هو الاستقرار والأمن والبناء، وهذا هو الفارق بين الحكومات المتعاقبة على حكم العراق، وهذا هو الفارق بين المنافسات المخزية لامتلاك العراق، وهذا هو الفارق بين اداء الفرس والحكم العثماني، والفارق بين الاحتلال الانجليزي والاحتلال الأمريكي للعراق..
كذلك يضرب الله الحق والباطل، فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس، فيمكث في الأرض/ الرعد 13: 17).
ان معالم الحضارة والعمران وشبكات السدود ومنظمات المياه وطرق المواصلات الحديثة مما يدعم البنى التحتية ويرسخ قواعد الاستقرار والتنظيم والتطور، ويبث الامل في جوانب الحياة والمستقبل، لها أهلها وصناعها، ومهندسوا القبور وثقافات النياحة وعبادة الموتى والأوثان، وسدنة الفساد والتحلل والسلب والنهب وتزوير التواريخ والثقافات، لها أهلها وخدنها، والفارق بين الأثنين كبير.
وضع الانسان في الأرض لرعايتها وبنائها وتطويرها..
ووضع ابليس ليكذب ويفسد ويقتل ويسرق..
(السارق لا يأتي، إلا ليسرق ويذبح ويهلك)- (يوحنا 10: 10)
كل بلد يحتاج من يحميه ويبنه ويعليه. ولا يحمي العراق غير ابن العراق الحر المستقل الابي الواثق من نفسه وضميره وانتمائه. العراق الذي يطمع فيه الجميع، لا لزوم له بدعاوى الصدقة والتفضل والمنّة، والواثق هو من يحمي نفسه، ولا يتعدى حدود الغير..
لقد نال كثيرون من العراق عبر التاريخ. وما يعانيه اليوم ليس وليد اللحظة. ولكن المسؤول عنه هو الأفواه المملوؤة ماء أو قيحا. أولئك الخائفون من كلمة الحق والصدق والحقيقة. تاريخنا.. تاريخ العراق حافل بالكتبة المزورين والكذابين المنافقين، والشبكة الالكترونية الحاضرة حافلة بأخطاء تاريخية وعلمية وعدائية. ليس لنوايا السياسة الغربية لتشويه العالم وبذر اسباب لصراعات مستقبلية.. ولكن..
هل يزورون تاريخ العراق..
أم ينسبون الفضل والحقيقة، لمن ينقصه الفضل والحقيقة..
لنتظر العراق.. (حتى يسخن ظهر الحوت)*..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* رواية للكاتب العراقي فاتح عبد السلام.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفكيك العنف وأدواته.. (6)
- تفكيك العنف وأدواته.. (5)
- تفكيك العنف وأدواته.. (4)
- تفكيك العنف وأدواته.. (3)
- تفكيك العنف وأدواته.. (2)
- تفكيك العنف وأدواته.. (1)
- العمّال والمهجر..
- من يحسن فهم الموت.. يحسن الحياة..
- مقامات تونس (3)
- مقامات تونس (2)
- مقامات تونس/1
- احذر السمنة.. ولا تتبع الريجيم (5)
- احذر السمنة.. ولا تتبع الريجيم..! (4)
- احذر السمنة.. ولا تتبع الريجيم..! (3)
- احذر السمنة.. ولا تتبع الريجيم..! (2)
- احذر السمنة.. واتبع الريجيم..! (1)
- قصائد من متحف العري..
- رواية (كركجورد العراقي) لوديع العبيدي تفوز في مسابقة منف الع ...
- دُخانُ المَعابدِ
- فَتاةٌ تخْرُجُ مِنَ المَدْرَسَةِ..!


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وديع العبيدي - تفكيك العنف وأدواته.. (7)