أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - انفجار الجبهة الشعبية: واجهة أخرى لإفلاس مسارالانتقال الديمقراطي














المزيد.....

انفجار الجبهة الشعبية: واجهة أخرى لإفلاس مسارالانتقال الديمقراطي


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 6245 - 2019 / 5 / 30 - 22:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأوضاع المتعفنة في الفوق السياسي بيمينه الفاسد باتجاهيه ويساره اللبرالي الطفولي الذي نسف منذ هيئة بن عاشور كل الجسور التي تربطه بالتغيير الجذري وتبنى مسار الانتقال الديمقراطي و إفلاس ديموقراطية الانقلاب أنتجا حالة من التكالب على السلطة تجلت في بروز تنظيمات حزبية و أفراد مغامرين يذكروننا بتنظيمات الفاشية التي نعرف تلك التي نبتت في قلب المجتمعات الرأسمالية إبان أزمتها الحادة في النصف الأول من القرن العشرين وجرّت وراءها إضافة لأغلبية الخدامة والمعطلين والشباب مفقري الطبقة الوسطى من اللذين لم يعودوا يحتملون وضع الانحدار الذي انتهوا إليه.
نبيل القروي وعبير موسى وآخرون سيظهرون لاحقا هم من تمكنوا من الاستثمار في وضع الأزمة السياسية الراهنة لقوى الانقلاب وهم من سيمثلون التعبيرة السياسية الأبرز عن عفن الطور القادم من ديمقراطية الانقلاب.
جبهة اليسار اللبرالي ما كان يمكن لها أن تنجو من هذا الإفلاس العام الذي انتهت إليه قوى الانقلاب إنها مكون من مكونات هذا الانقلاب ولا شك أن وضع الانحلال والانهيار الذي انتهت إليه أحد أسبابه الرئيسية والتي لا تريد تنظيماتها وأنصارها ومنتسبوها الوقوف عنده هو إفلاس المشروع اللبرالي الحداثي الذي انخرطت فيه منذ 2011 .
الجبهة الشعبية ومنذ تشكلها لم تكن حاملة لمشروع سياسي يميزها عن اليمين اللبرالي لذلك لم تقدر على تمثل أوضاع الانحدار الذي سيحدث للطبقة الوسطى والاستثمار فيه ناهيك عن عجزها عن تمثل أوضاع من هم أدنى من هذه الطبقة ـ الخدامة والبطالة والشباب ـ والتي تقول عن نفسها أنها تعبيرتهم السياسية وحاملة مشروعهم في التغيير. لقد استبدلت الجبهة الشعبية الانغراس في هذه الكتلة الطبقية الواسعة والتعبير عن مشروعها السياسي والاجتماعي بالتذيل لليمين اللبرالي والتحول إلى ظل باهت من ظلاله.
اليمين له أحزابه وله مشروعه وله قبل كل ذلك مصالح طبقية يدافع عنها ولن يسلم فيها هكذا بكل بساطة وعبر صناديق الاقتراع الإصلاحيون تاريخيا سواء في أوروبا او في أمريكا الجنوبية وصلوا للسلطة أو تواجدوا في البرلمانات بنسب كبيرة أولا لأنه كانت وراءهم كتل جماهيرية كبيرة وثانيا لأن الأحزاب اليمينية كانت منحصرة مفلسة من جهة ومن جهة ثانية لم يكن مشروع الإصلاحية مشروعا مناقضا للمشروع الرأسمالي بل كان مجرد وجه آخر من وجوهه.
الجبهة الشعبية منذ تأسيسها كانت خارج الصراع وخارج كل معادلاته فلاهي في حقيقتها جبهة بمشروع اجتماعي للتغيير الجذري ولاهي بجبهة بحساب الأوضاع المحلية بمشروع مستقل عن اليمين ولو إصلاحي على الأقل لقد كانت تركيبة توليفية لمجموعات قزمية برجوازية صغيرة سكتارية من الستاليني للبعثي للقومي الناصري للتروتسكي للماوي.
على ماذا توحد كل هؤلاء وعلى ماذا التقوا ؟؟؟
ما هو مشروعهم السياسي وماهي أدواته ؟؟؟
ماذا حققت هذه التوليفة على مدار ثماني سنوات؟؟؟
أي معركة قادت هذه التوليفة بعيدا عن اليمين اللبرالي؟؟؟
هل لهذه التوليفة من مواقع في غير الفوق السياسي الفاسد؟؟؟
أي برنامج معلن ومعلوم تعرف به هذه التوليفة لدى الجماهير؟؟؟
لا شيء في الحقيقة وفي المحصلة النهائية غير التموقع في المشهد السياسي والتذيل لليمين.
وتنظيم بهذا الإفلاس قاعدته وعامل توحده هو اللهث وراء موقع في السلطة لا شك سينفجر في أول خلاف.
ولئن تفادىت الجبهة وضع الانفجار سنة 2014 نظرا للاتفاق مكوناتها وقتها على ترشيح حمة الهمامي "زعيم حزب العمال" للانتخابات الرئاسية إلا أنها وبمناسبة انتخابات 2019 لم يكن بإمكانها تفادي انهيارها فقد صار لحزب الوطنيين الديمقراطيين طموح أيضا لخوض الانتخابات الرئاسية باسم الجبهة بمرشح من حزبهم ... ولئن روج أن هذا الخلاف قد وقع تجاوزه في اجتماع لمجلس أمناء أحزاب الجبهة إلا أن ذلك لم يكن في الحقيقية إلا تأجيلا للخلاف لأن مسألة الترشح للانتخابات الرئاسية ألقت بظلالها مرة أخرى على عمل الجبهة وعادت أقوى بمناسبة تحديد قائمات الجبهة ورؤساء هذه القائمات في الانتخابات التشريعية والتي يرى المنسحبون أن حزب العمال سيستأثر بأغلبيتها لمنتسبيه وأنصاره.
انفجار الجبهة الشعبية تداعياته محدودة جدا وغير مؤثرة سواء على موازين القوى الانتخابية أو على ميزان القوى بين الأغلبية ونظام الحكم وهو مآل سيعود بهذا اليسار اللبرالي إلى واقعه الموضوعي: مجموعات فئوية قزمية منفصلة موضوعيا عن الجماهير تعيش بأوهام أيديولوجيا عنصرها البرجوازي الصغير الستاليني والماوي والبعثي والتروتسكي والقومي الناصري حتى تتففكك مع أول موجة انتفاضية قادمة تضع على رأس مهامها إسقاط سياسات وقوى الانتقال الديمقراطي .



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسارات الثورية المخفقة وتجار الديمقراطية والانتخابات ومافي ...
- -النضال- البرلماني وإصلاح مؤسسات الدولة أم سيادة الأغلبية عل ...
- الطور القادم من مسار الانتقال الديمقراطي في تونس: الباب المف ...
- تونس بمناسبة مؤتمر قطاع الثانوي: معارك الغبار التي لا تنتج ...
- الأغلبية لن تنتظر الانتخابات القادمة
- الهبة الجماهيرية في الجزائر بين متطلبات التجذر ومنزلق الارتب ...
- أوهام الخوف من الثورة وفوبيا هيمنة الحركات الإسلامية والقوى ...
- تونس: أي آفاق في مواجهة حركة قطاع التعليم الثانوي للحكومة وب ...
- النهضة على طريقة الديكتاتور بن علي في السيطرة على الماكينة
- الاتحاد العام التونسي للشغل ومؤشرات طور جديد من الفعل النقاب ...
- تونس معارك الفَوْق السياسية لقوى الانتقال الديمقراطي والآفا ...
- الحكومة التونسية تنجح مجددا في تعطيل إمكانية انفجار اجتماعي ...
- ما جدوى سياسة لا تقود إلى التغيير
- خلفيات الترتيب لإعادة علاقات نظام بشار الأسد بالنظام الرسمي ...
- صراع الفوق بين رأسي قاطرة الانتقال الديمقراطي في تونس
- استنتاجات سريعة حول احتجاجات les gilets jaunes
- مأزق الحكومة ومأزق قيادة الاتحاد والدور الغائب للقوى الجذرية ...
- حركة النهضة في طريق مفتوح للتحول إلى -الحارس- رقم واحد للنظا ...
- الصراع المموّه لحارسي الانقلاب الديمقراطي في تونس : حزب حركة ...
- إرهاب الدولة وإرهاب مجموعات الإسلام السياسي: حرب الأجهزة الف ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - انفجار الجبهة الشعبية: واجهة أخرى لإفلاس مسارالانتقال الديمقراطي