أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - ما جدوى سياسة لا تقود إلى التغيير















المزيد.....

ما جدوى سياسة لا تقود إلى التغيير


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 6104 - 2019 / 1 / 4 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما جدوى سياسة لا تقود إلى التغيير
ـ 1 ـ
في الوقت الذي كان فيه النشاط الجماهيري المستقل في أوجه عقب ترحيل الديكتاتور في 14 جانفي 2011 وفي الوقت الذي كان فيه ممكنا توجيه هذا النشاط الذي بلغ أوجه في اعتصامي القصبة 1 و2 ودفع الجماهير إلى العودة للجهات والمحليات وتأسيس هيئات للقرار ديمقراطية ومستقلة وتفكيك مؤسسات النظام ومباشرة عملية إدارة وتسيير ودفاع ذاتية شاملة لكل مناحي الحياة كانت ضرورية للبدء في تنفيذ مهمة التغيير الجذري للنظام التي عبّر عنها شعار المسار الثوري تعبيرا فصيحا بشعار الشعب يريد إسقاط النظام والمرور من مهمة يريد إلى مهمة مباشرة البناء الجديد غاب كل ذلك لتعوضه مهمة المجلس التأسيسي التي كانت صيغة كتبية متخلفة لبرالية ليسار تربّى على الترسّب في الماضي وعلى نقل التجارب التي وقعت في بقاع أخرى و أزمنة أخرى وثورات أخرى صيغة نجحت الثورة المضادة في استثمارها ومثلت لها طوق النجاة من موجة تجذر كانت ستطيح بها و بإمكانية ترميم النظام التي كانت تعمل على تفعيلها كبديل عبر حكومتي الغنوشي الأولى والثانية وعبر الهيئات الانقلابية التي أسستها وعلى رأسها هيئة بن عاشور. ما دفعنا للعودة لهذا الفترة من التاريخ والتذكير بها هو المآلات التي انتهى إليه الصراع ضد قوى الثورة المضادة وانحصار مشروع التغيير الجذري وتلاشيه وعجز الأغلبية المعنية به عن استئنافه أو حتى فرض استقلاليتها التنظيمية والسياسية عن قوى الثورة المضادة وعن سياياتها إلى حدّ الآن.
والآن وبعد ثماني سنوات ها هي نفس القوى ترتب لطور جديد من استمرار الانقلاب في وضع يشهد فيه النظام المرمم أزمة شاملة على كل الأصعدة كما تشهد فيه أوضاع الأغلبية انحدارا على كل المستويات ولكن برغم الأزمة في الفوق والأزمة في القاع الاجتماعي فإن لا شيء بنبئ بحلول في الأفق سواء من قبل النظام الذي برهنت سياسات الإنتقال الديمقراطي وارتباطاته بدوائر القرار المالية والسياسية والمخابراتية الأجنبية أنه ليس بمقدوره تنفيذ ولو بعض الإصلاحات أو من قبل الأغلبية التي لم تستخلص بعد الدروس الضرورية لمسار الانقلاب على مهامها ولم تهتد إلى ضرورة المقاومة ومباشرة ذلك عبر الانخراط في السياسية لصالحها كأغلبية أي فرض سيادتها على قرارها وسيادتها على الموارد والثروات ووسائل الإنتاج وهما المهمتان المنقلب عليهما والتان تمثلان اليوم قاعدة استئناف تنفيذ مشروع التغيير الجذري.
ـ 2 ـ
عصابة الانقلاب أفراد وكتلا وطبقة لم يعودوا أعداء محتملين أو يقع تحديديهم نظريا إننا صرنا نعرفهم وندركهم ليس كأشباح ورموز فقط بل لقد حتم عليهم الصراع أن يخرجوا رؤوسهم من كهوفهم ويطلوا بقاماتهم فتبيناهم من أيديهم و وجوهم الملوثة بدماء الشهداء وبدمائنا وعرقنا على امتداد أكثر نصف قرن وبأسلحتهم التي شهروها علنا ضدنا لقد صرنا معهم وجها لوجه: إنهم التحالف الطبقي المكون من البرجوازية الوكيلة السَّمْسَارة العميلة المرتبطة وحثالة رأس المال المتوسط الفاسد الذي أنتجه تراكم مرّ على رقاب الخدامة والمستهلكين وبيروقراطية في أجهزة الدولة الإدارية والسياسية و المنظمات المهنية الدائرة في فلك رأس المال مكونة من لفيف من المرتشين والطفيليين المتمعشين من الصفقات الوسخة والفساد والتهريب والوكالة ومن السلم الاجتماعي والبيع والشراء في حقوق الجماهير المفقرة والمستغلة التي تتوسع وتتعمق دائرة بؤسها واستغلالها باستمرار.
هؤلاء هم من نطلق عليهم مافيا المال والسلاح و الاعلام. إنهم كذلك البيروقراطيات الحزبية والجمعياتية والنقابية من اليمين واليسار المعادية لكل إمكانية للتغيير الجذري إنهم تلك التنظيمات الممولة والمرتبطة برأس المال وبمراكز نفوذ سواء حكومات أو شركات أو بنوك إنها تلك التنظيمات التي حالت دون تجذر مسار 17 ديسمبر ووقفت في وجهه وحولت الثورة إلى انتقال ديمقراطي وانتخابات والمحاسبة إلى مصالحة والصراع ضد القديم الفاسد الى وفاق معه.
إنها الأقلية المنظمة والمنضبطة لقرارات مافيا المال والسلاح والإعلام التي قادت الانقلاب والتي بيدها كل القرار السياسي والعسكري و المخابراتي هذه المافيا هي مجموعة ذات نفوذ لا حدود له تستمده من سيطرتها على موارد البلاد وثرواتها وكل وسائل الانتاج ومن وكالتها للقوى الاستعمارية وعمالتها لاستخبارات الأمريكية والفرنسية والصهيونية وغيرها وتحكمها المباشر في بيروقراطيات العسكر والبوليسية أي من امتلاكها أساسا للمال والسلاح.
هؤلاء هم أعداؤنا الذين بيننا والذين لا سلاح لنا في مواجهتهم غير أن ننتظم باستقلال عنهم ونقاومهم على كل المستويات دون هوادة فهؤلاء هم النظام والاطاحة بهم هي التنفيذ العملي للمهمة التي استشهد من أجلها المئات مهمة إسقاط النظام.
نحن لا نردد شعارات ثورجية كما يعتقد البعض دون أن يكلفوا أنفسهم مهمة تفكيك هذا الخطاب وتحليله والخروج منه باستنتاجات عملية لمشروع تغيير جذري والانخراط فيه مكتفين بترديد مقولات تعويمية فضفاضة تبدأ وتنتهي بالتبرير لانخراطهم في مسار الانقلاب والتشريع له أو بالتمويه باستقلالية جوفاء وثرثرة بائسة عن اختلافهم عن السائد ونقدهم للوضع القائم أشبه بلوثة مرضية لذوات عاجزة عن الفعل ومستكينة لسحر الجملة الجوفاء.
...
الفلسفة أو الفكر عموما لا معنى لهما إذا لم يتحولا إلى سياسة أي إلى فعل كي يغدوا حقيقين.
ـ 3 ـ
سيبقى دائما يعاد السؤال نفسه في كل مرة يتاح فيها للجماهير الواسعة الوقوف على الفضيحة الكبرى لممثلي الطبقات المهيمنة ـ وغالبا أثناء احتداد التناقضات بينهم ـ ورؤيتهم أقرب لقطاع الطرق واللصوص ومصاصي الدماء منهم لذاك العنصر المثقف الواثق النظيف المهيب الذي تقدمه بهم كل يوم شاشات التزييف وميكروفونات الثرثرة وجرائد الكذب والسؤال هو: لماذا لا نقدر على التخلص منهم ومن حكوماتهم ومن إعلامهم ومن أحزابهم ومن جمعياتهم ومن نقاباتهم ومن نظامهم وقد وقفنا على كامل حقيقتهم أكثر من مرة ونبني نظامنا نحن وحكومتنا نحن و إعلامنا نحن وتنظيماتنا نحن؟
سيبقى هذا السؤال يعاد في كل طور ومرارا وتكرارا مادامت الجماهير ومادامت كتلها الأكثر جذرية [الخدامة والمعطلين والشباب] لم تحسم مسألتين على الأقل وهما مسألة التنظيم المستقل و السياسة المستقلة ومسألة القضاء العنفي على الدولة و كسر و تحطيم كل أجهزتها وتحرير الإرادة الجماعية للجماهير المتعارضة مصالحها مع النظام الرأسمالي لتدبير شؤونها بنفسها بالتسيير والإدارة الذاتيين وفق أنظمة وأساليب تضمن السيادة على القرار والسيادة على الثروة والموارد والتخطيط والعمل والإنتاج والتوزيع .. و المشاركة الواسعة في ذلك قرارا وتنفيذا ومراقبة وتعديلا.
لذلك فطالما مازلنا نتحرك للتغيير من داخل مساحة ما يتيحه نظام رأس المال حيث يقترن التغيير بالوصول للسلطة أو المشاركة فيها طالما نحن مازلنا لم نطرح بعد سؤال التغيير الحقيقي ولم نبدأ البحث فيه وهنا تطرح أسئلة أخرى كثيرة:
ـ ما الجدوى من سياسة لا تقود إلى التغيير ؟
ـ ما جدوى معرفة أو فلسفة أو فعل لا يقود إلى جعل القرار حرا ؟
ما جدوى نشاط سياسي أو جمعياتي أو نقابي لا يكون مستقلا وغير مرتبط؟
ـ ما جدوى انتظام لا يُبقى سوى في الهامش؟
ـ ما الجدوى من سياسة وتنظيم يعيدان في كل مرة ترتيب عملية الدوران في حلقة مفرغة؟



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلفيات الترتيب لإعادة علاقات نظام بشار الأسد بالنظام الرسمي ...
- صراع الفوق بين رأسي قاطرة الانتقال الديمقراطي في تونس
- استنتاجات سريعة حول احتجاجات les gilets jaunes
- مأزق الحكومة ومأزق قيادة الاتحاد والدور الغائب للقوى الجذرية ...
- حركة النهضة في طريق مفتوح للتحول إلى -الحارس- رقم واحد للنظا ...
- الصراع المموّه لحارسي الانقلاب الديمقراطي في تونس : حزب حركة ...
- إرهاب الدولة وإرهاب مجموعات الإسلام السياسي: حرب الأجهزة الف ...
- فاقد الشيء لا يعطيه
- تونس نقابة التعليم الابتدائي هيكل ميت تحت هيمنة أقلية منفصل ...
- بعض الاستنتاجات حول تقرير -هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعي ...
- 17 ديسمبر أنتج أيضا من داخله مسارات انهزامية والمطلوب اليوم ...
- حول الموقف من بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل
- تونس:حول سؤال لماذا أخفق مسار 17 ديسمبر الثوري؟
- تونس: حرب الأقلية الفاسدة على الأغلبية
- هل من أفق لكسر الاستقطاب السياسي الثنائي النهضة /النداء
- معارك الانتقال الديمقراطي: معارك التمويه على حقيقة الصراع
- هل بإمكان بيروقراطية إ ع ت ش قلب الأوضاع وخلط جميع الأوراق ...
- تونس ويستمر التقدم في طريق مسدود
- نداء تونس والرضوخ لمعالجات النهضة
- صراع المافيات اقتضى عملية 8 جويلية 2018


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - ما جدوى سياسة لا تقود إلى التغيير