أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - حركة النهضة في طريق مفتوح للتحول إلى -الحارس- رقم واحد للنظام وقيادة مسار الإنتقال الديمقراطي في طوره القادم














المزيد.....

حركة النهضة في طريق مفتوح للتحول إلى -الحارس- رقم واحد للنظام وقيادة مسار الإنتقال الديمقراطي في طوره القادم


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 6046 - 2018 / 11 / 6 - 21:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تولى يوسف الشاهد رئاسة ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية في [27 أوت 2016] لم يكن أحد يتصور أنه يمكن أن يبتعد كثيرا عن عتبات قصر قرطاج ويقترب من سياسات حركة النهضة أو لنقل يحظى بدعمها من موقع المصلحة المتبادلة أو يمكن أن تكبر أحلامه وتكبر.
الظاهر أن الشاهد ومنذ أن تغيّر موقفه من بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل بعد ن استعملها لإخماد فتيل الاحتجاجات وأضعف قدرتها على التأثير سياسيا وفرض عليها حالة من الارباك [لا سلم اجتماعي واضح ولا قدرة على التعبئة الفاعلة ] صار يحظى بثقة الأمريكان والأكيد أن قرار حركة النهضة بعدم إرباك حكومته وراءه نجاحه هذا وموقف الأمريكان تحديدا.
حملة يوسف الشاهد المحدودة على الفساد والتي ساندتها أحزاب معارضة كثيرة وكتل برلمانية عديدة و أكسبته شيئا من الثقة في سياساته وضمنت بقاءه على رأس الحكومة حتى الآن والأهم أنها نزعت عنه ونهائيا جبة نداء تونس وفتحت له أكثر من باب لتصعيد الخلاف معه إلى حدّ القطيعة وهو ما يثبته التحوير الجزئي في تركيبة حكومته الذي أعلن عنه يوم أمس 05 نوفمبر 2018 الذي رفضه نداء تنس وكذلك الباجي قايد السبسي ـ انظر تصريح نور الدين بن تيشة.
نجاح حركة النهضة في تفتيت حزب نداء تونس يعود أولا وقبل كل شيء إلى هشاشة وضعف وطفيلية البرجوازية التونسية بدرجة أولى وإلى الميل التاريخي التقليدي لدى أغلب فئاتها الذي أسس له الديكتاتور بورقيبة والمتمثل في نبذ تعدد المحاور السياسية والركون إلى سياسة القطب الواحد القوي. هذا المعطى كان محددا في تشظي نداء تونس وفي ظهور حزب حركة النهضة كحزب متماسك وقادر على مواصلة ضمان مصالح هذه البرجوازية الرثة التي برهنت محطات كثيرة على أن الحداثة والديمقراطية والدولة المدنية ووو هي آخر اهتماماتها ومجرد عدّة دعائية يمكن اسقاطها في كل وقت مقابل استمرار مصالحها وارتباطاتها الخارجية. وما اقتراب ـ حزب محسن مرزوق والكتلة البرلمانية الداعمة ليوسف الشاهد ـ تحديدا ومجموعات أخرى من حركة النهضة إلا دليل على أن المرحلة القادمة ستعرف تسارعا كبيرا في تجسيم هذا الميل لدى البرجوازية التونسية.
حركة النهضة وكما أدركت سنة 2013 عدم قدرتها على الاستمرار في مواجهة الكل وخيرت كما قال راشد الغنوشي أن تخرج من الحكومة وتبقى في الحكم تدرك اليوم أيضا أنها في طريق مفتوح للتحول إلى "الحارس" رقم واحد لمسار الإنتقال الديمقراطي ولكنها تتعامل مع هذه الإمكانية بكل حذر ولا تقطع الجسور كليا سواء مع الباجي قايد السبسي أو مع أحزاب أخرى قريبة منها في التوجه.
التحوير الوزاري الذي أعلن عنه يوسف الشاهد أيضا يسير في هذا الاتجاه وبرغم أن تمثيلية حركة النهضة في هذا التحوير ضعيفة إلا أن ذلك لا يقلقها بالمرة لأنها لن تخسر شيئا من جرائه بقدر ما ستكسب ويكفيها أنها نجحت في تمرير معالجاتها التي عبرت عنها في الأشهر السابقة والمتمثلة في "الاستقرار السياسي والاستمرارية".
هكذا يبدو أن رهانات الباجي قايد السبسي وحزب نداء تونس في علاقة بـالترتيبات لاستحقاقات 2019 التشريعية والرئاسية ستذهب في مهب الريح ولن يجنى منها لا هو ولا حزبه شيئا. فالوضع منذ 2017 بدأ يتشكل على قاعدة مختلفة عما كان عليه زمن 2013 و 2014 وهذا ما لم يدركه الباجي الذي استمر متشبثا بقواعد اللعبة السياسية مع النهضة كما كانت عليه قبل ثلاثة سنوات. ليست رهانات الباجي قايد السبسي وحدها التي ستذهب في مهب الريح فرهانات الجبهة الشعبية وكذلك بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل هي أيضا ستتبخر فالجبهة الشعبية المعزولة عن الحركة الجماهيرية والواقفة على برنامج لبرالي وبيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل المراهنة أولا على لعب دور سياسي وتوظيف قوة الاتحاد ـ جماهيريته ـ وطبيعته كنقابة ـ للانخراط كطرف في الاستقطاب ـ نهضة نداء ـ سينتهيان بهما إلى مجرد قوى هامشية لا تأثيرلها.
هكذا يمكن القول أن حزب حركة النهضة يواصل التحكم في الوضع برمته ماسكا بكل أوراق سياسات "الانقلاب الديمقراطي" ومن هنا نفهم أيضا غايات دعمه المباشر ليوسف الشاهد ودفعه بعض القوى اللبرالية الأخرى للاقتراب منه من أجل تمهيد الطريق له أكثر لقيادة مسار الانتقال الديمقراطي في الطور القادم دون عناء كبير وكذلك من أجل التمهيد لمزيد من المسالك لكسب دعم دوائر المال و الأعمال المحلية و الأجنبية.
ــــــ
بشير الحامدي
06 نوفمبر 2018



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع المموّه لحارسي الانقلاب الديمقراطي في تونس : حزب حركة ...
- إرهاب الدولة وإرهاب مجموعات الإسلام السياسي: حرب الأجهزة الف ...
- فاقد الشيء لا يعطيه
- تونس نقابة التعليم الابتدائي هيكل ميت تحت هيمنة أقلية منفصل ...
- بعض الاستنتاجات حول تقرير -هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعي ...
- 17 ديسمبر أنتج أيضا من داخله مسارات انهزامية والمطلوب اليوم ...
- حول الموقف من بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل
- تونس:حول سؤال لماذا أخفق مسار 17 ديسمبر الثوري؟
- تونس: حرب الأقلية الفاسدة على الأغلبية
- هل من أفق لكسر الاستقطاب السياسي الثنائي النهضة /النداء
- معارك الانتقال الديمقراطي: معارك التمويه على حقيقة الصراع
- هل بإمكان بيروقراطية إ ع ت ش قلب الأوضاع وخلط جميع الأوراق ...
- تونس ويستمر التقدم في طريق مسدود
- نداء تونس والرضوخ لمعالجات النهضة
- صراع المافيات اقتضى عملية 8 جويلية 2018
- النهضة نداء تونس: صراع أم ترتيبات من داخل منظومة حكم القطبي ...
- تونس أي دور تبقّى للبيروقراطية النقابية بعد تجريدها من دور ...
- الانتخابات البلدية في تونس: الفوز للخردة السياسية و-بارك الل ...
- لصوص الانتقال الديمقراطي
- تونس الدور السياسي المباشر: الرهان المؤجل لبيروقراطية الاتحا ...


المزيد.....




- الأمير هاري يخسر الاستئناف ضد قرار تخفيض مستوى حمايته خلال و ...
- من هم الدروز؟ نظرة تاريخية وعن قرب على عقيدة الموحدين الدروز ...
- الاشتباكات بين مقاتلين دروز والقوات السورية تلقي بظلالها على ...
- وئام وهاب لـ يورونيوز: -الشرع أرنب أمام إسرائيل وذئب أمام ال ...
- خبير أوكراني عن صفقة المعادن: أكثر من 60% من الموارد توجد في ...
- أحدثا العنف حيال الدروز في سوريا: برلين تدعو لضبط النفس ودمش ...
- إعلام: لا يوجد إجماع داخل البيت الأبيض لما بعد اتفاق المعادن ...
- أستراليا تطلق أكبر سفينة تعمل بالطاقة الكهربائية في العالم
- مصادر: أكثر من 40 قتيلا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ ...
- -تيك توك- تطعن في غرامة الاتحاد الأوروبي بسبب نشر بيانات الم ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - حركة النهضة في طريق مفتوح للتحول إلى -الحارس- رقم واحد للنظام وقيادة مسار الإنتقال الديمقراطي في طوره القادم