أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رائد شفيق توفيق - اللغة العربية ونحوها السياسي















المزيد.....

اللغة العربية ونحوها السياسي


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 6241 - 2019 / 5 / 26 - 22:16
المحور: المجتمع المدني
    


اللغة العربية ونحوها السياسي
رائد شفيق توفيق
اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي ترفع فاعلها ، وكل لغة في العالم لها منطق داخلي يحكمها لكن اللغة العربية لها منطق داخلي ومنطق وجودي يتداخلان معا فيكون لها منطقها الخاص وهو منطق عجيب جدا ذلك انه منطق الحياة ذاتها فهي توجب ان يكون الفاعل مرفوعا لانها لغة معربة والمعربة تعني ان اوخر كلماتها متحركة اي تتحرك حسب موقعها من الجملة ناهيك عن تحرك بقية حروف الكلمة حسب ما يقتضيه المعنى فالكلمة في اللغة العربية فيها حياة اما اغلب اللغات فكلماتها ليس فيها حياة بمعنى انها غير متحركة او ما تعرف بالكلمات المبنية واللغة العربية تضم كلا النوعين من الكلمات المبنية والمعربة ؛ فاللغة العربية في جملتها معربة وهي من اصل سرياني وارامي وتتاثر الكلمة وتحرك حسب موقعها في الجملة مثال ( سرق المحافظُ ) بضم الظاد و( عرفت اللصَ) بفتح الصاد و( اعلنت عن اللصِ ) بكسر الصاد ، ففي اللغة العربية الفاعل يجب ان يكون مرفوعا وهذا هو منطق الحضارة الانسانية ، فالفاعل يجب ان يكون مرفوعا في المعنى الحضاري فالامة التي تصنع ما تحتاج اليه من متطلبات الحياة والتطور التقني من معدات وتقنيات في مختلف المجالات من طائرات وقطارات وحاسبات ومعدات طبية وتطور علمي وووو ....الخ في مختلف المجالات هي امة ترفع وترتفع على عكس الامم والدول التي تتترقب حتى يقع عليها الفعل فهي مفعول به كما هو العراق اليوم في ظل حكومات البرتقالة المتتابعة التي نقلته نقلة نوعية الى الوراء بمقدار 1400 سنة وتقيم شعائر تلك الحقبة وتنصب محاكم لاحداث تلك الايام الخوالي وتتهم من لا يفعل مثل فعلها بمعاداتها على ان من في موقع الفاعل هي بلاد الكفر كما يصفها هؤلاء الجهلة احفاد ابو جهل الذين
حولو العراق من فاعل الى مفعول به لا بل الى مفعول فيه بعد شرعنة سرقاتهم واعتبار المال العام مالا مجهول العائدية لذلك حق لهم سرقته وهكذا جر هؤلاء العراق الى مهاوي ظلالهم وظلاميتهم باسم الاسلام لانهم جميعهم دون استثناء على اختلاف مشاربهم مفعول به .. والمفعول به كما هو معروف منصوب والنصب في اللغة العربية له معنيان الاول هو عدم الحركة كأن نقول (النُصبْ التذكارية) فهي لا تتحرك والثاني (النَصَبْ) بفتح النون والصاد وسكون الباء وهو التعب وهكذا النصب في كل حالاته لايتحرك ، كما هول حال بلدنا في ظل حكم كل من هب ودب من شذاذ الافاق متعب وعاجز عن الحركة .
وفي اللغة العربية ايضا اذا تقدم المبتدأ على الخبر فانه يجب ان يكون معرفة مثل ( الوطن محتل ) و( النواب نوام ) لكي يكون للجملة معنى ذلك ان المبتدأ يقتضي خبرا مثل ( العراق مستباح ) و( الحاكم عميل ) و( النهاية قريبة ) و( المدرسة مهدمة ) و( الرويبضة قادة ) و( الشعب نائم )وهكذا فان المبتدأ يجب ان يكون معرفة لانه يقتضي خبرا والخبر حكم ولا حكم على نكرة ، لذا لا تحكم على النكرات ولا على ما لا تعرفه وهذا منطق الحياة (( وما اكثر النكرات في بلادي وسيبقون نكرات مهما حاول المطبلون تعريفهم ولا نحكم عليهم فاعمالهم الخسيسة هي من تحكم عليهم وهذا منطق الحياة )) وهكذا فان اللغة العربية منطقها منطق حياة بان لاتصدر احكاما على اشياء لاتعرفها وهذا هو مطق النكرات في الجمل ، وكذا هو الحال بالنسبة للبلد الذي خرجت حكومات احزابه العميلة كما في العراق عن دائرة الفعل الانساني بحيث انها تصدر احكاما على ما لا ولم ولن تعرف لانها غارقة باعلى من راسها بجهلها وتبعيتها وانقيادها لمن يملي عليها ما يريد بحملات الجهل الممنهجة وتدمير المعرفة واسسها واغتيال رموزها وكل من يشير اليها من مثقفين ومبدعين ومتنورين ولو من بعيد لانهم يمثلون خطرا يتهددهم ومن ورائهم بكشفهم لظلاميتهم وورفض عملية التجهيل التي ينفذوها والتصدي لها ، فكان ان تبعهم البسطاء ممن لا يعرفون الفعل من الفاعل ، هؤلاء يتم اعدادهم لدفعهم الى اتون نار لا ناقة لهم فيها ولا جمل من اجل الدفاع عن ايران في حربها مع امريكا لان بقاء هؤلاء الامعات في مواقعهم مرهون ببقاء اسيادهم في طهران وهكذا فان هؤلاء بعقولهم المتحجرة يبقون ساكنين الا في اضهاد الشعب ؛ ولا ينجزون شيئا من اجل الرفعة والسمو لانها من صفات الفاعل والمعرفة اما هم فانهم نكرات .. فاذا قلنا مثلا ( انا اكتبُ ) بضم الباء فالفعل هنا مرفوع لانه ينجز عملا فاذا كان الفعل يصور الانجاز فانه يرفع بينما في جملة ( هو لم يكتبْ ) بسكون الباء و ( انا لم اسكتْ) فان ما حصل للفعل انه تم تسكينه لان الفعل غير موجود ولم ينجز ؛ اي عدم حصول الكتابة وعدم السكوت اي ان الكلمة لا احساس لها في سياق الجملة وهنا الحال كحكوكمات العراق المتتابعة لا احساس لها فهي تحمي المجرمين وتطارد الابرياء وتقتلهم لانهم طالبو بابسط حقوقهم وتدافع عن وليها في طهران الذي كان يصرخ هو ومن سبقه من تجار الدين بالموت لامريكا منذ اربعين سنة فلما ان جاءت امريكا ووقفت ببابهم اذا به يقول انه لا يريد الحرب ولا يتمنى وقوعها ؛ فلمن كانت الدعوات بالموت ؟! (( الجذاب الله يوديه بالناررررر !!!!!)) .. وعندما نقول ( جاء سياسي يكذب ) جملة (يكذب) هنا تعرب نعت لان السياسي نكرة لكن عنما نقول (جاء السياسي يكذب ) فجملة ( يكذبُ) هنا تعرب حال ، كيف يكون ذلك ؟! في الحياة عادة عندما نلتقي شخصا نعرفه نسأل عن حاله اما عندما نتعامل مع شخص لانعرفه سواء في التجارة ام الصناعة ام اي مجال اخر فاننا نسأل عنه وعن صفاته ؟ هل هو كفوء هل هو على خلق ؟ ... الخ وفي الحياة ايضا جاء الامريكان بامعات ليسلموهم حكم العراق بعد ان عرفو صفاتهم لانهم بالتاكيد لا ياتون بمن هو كفوء وعلى خلق ونزيه فكان ان غيرو العراق الى اسوأ حال ، ففي اللغة العربية الجمل بعد المعارف احوال وبعد النكرات كاحزاب العراق وحكامه الذين حازوا اسوأ صفات وان تحولو الى معارف سيبقون نكرات لانهم بلا ضمير مستتر و لا غير مستتر .
هذا يذكرنا بموقف الفتنامين من الامريكان بعد ان قررت الولايات المتحدة الأمريكية التفاوض مع الثوار الفيتنامين أيام الحرب الأمريكية ـ الفيتنامية ولبت منهم أن يرسلوا وفدا الى باريس للتباحث بشأن وقف الحرب بعد أن أوغل ثوار فيتنام بالجنود الأمريكان ..
وفعلا أرسل الثوار وفدا مكونا من أربعة ثوار امراتان ورجلين وكانت المخابرات الأمريكية قد جهزت لهذا الوفد إقامة بأرقى فنادق باريس ووفرت لهم كل أسباب الراحة والمتعة وكل مالذ وطاب وعندما وصل الوفد الفيتنامي إلى مدينة باريس ونزل في المطار كانت هناك سيارات تنتظر الوفد لنقله إلى مكان إقامته ولكن الوفد رفض ركوب السيارات وطلب مغادرة المطار بطريقته وأنه سيحضر الإجتماع في الوقت المحدد واستغرب الوفد الأمريكي ذلك وسأل رئيس الوفد وأين ستقيمون فأجاب سنقيم عند طالب فيتنامي في أحد ضواحي باريس فتعجب الأمريكي وقال له قد جهزنا لكم إقامة مريحة في فندق فخم فأجاب الفيتنامي نحن كنا نقاتلكم ونقيم في الجبال وننام على الصخور ونأكل الحشائش فلو تغيرت علينا طبيعتنا نخاف أن تتغير معها ضمائرنا فدعونا وشأننا وفعلا ذهب الوفد وأقام في منزل الطالب الفيتنامي ليقوم بعدها بمباحثات أدت لجلاء المحتل الأمريكي من كل فيتنام وهنا نقول ان من جاء بهم الامريكان هم من باع كل شي ومن باع ضميره وباع وطنه فالإنسان يستطيع أن يعيش بصمامات يركبها الأطباء في قلبه.. ويمكن أن يعيش بنصف رئة لكنه لايستطيع أن يعيش بنصف ضمير لان الضمير لا يتجزأ يباع او يصان وكل الناعقين بالعملية السياسية المزورة وأحزابها العميلة باعو قبل عقود ضمائرهم ان كانت لديهم ضمائر وعندهم عقدة نقص من الوطنية والوطنين ومن الرجال الرجال الذين بنوا عراقاً شامخاً .



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زميلي هشام عبد الخالق عذ را .. فقد تحدثت بلسانك
- خواطر مبعثرة
- رمضان عذوبة كنا نعيشها
- العلمانية هي الحل ........ الخطاب الديني دمر الحياة العامة و ...
- من يشاء مواجهة امريكا فليواجهها ولكن بعيدا عن العراق
- اكبر عملية احتيال ونصب سياسي على الشعب
- الخزينة سرقت والعقول قتلت وهجرت والجهل ساد …. ...
- العقيدة ليست من السماء بل نتاج بشري ….. ...
- ايران تتحدى امريكا واسرائيل بالعراقيين ........... ...
- من كوابيس بلاد ما بين القهرين
- الاسلام السياسي وتدمير العراق
- بعد تجاوز ايران الحدود الدولية في العمق العراقي ( 30 60 ) ك ...
- اكثر ما كتب عنها للاستهلاك الاعلامي والدعائي .....… ...
- سرجون الاكدي رائد العلمانية واول من فصل الدين عن الدولة ………… ...
- خطة لاعادة العاكوب الي منصبه ......... الاحزاب الدينية اغرقت ...
- ويسألونك عن العراق ......... قل لهم : برهم يقول انه محظوظ
- الموصل المنكوبة والاخطار المحدقة بها والاياد الخبيثة
- العراق هو العراق واهله عرب اقحاح …..... ...
- العراق الديمقراطي بين فاسد وفاسد.. فاسد ...... ...
- الناس أجناس والنخوة ((بالراس لو بالمداس))


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رائد شفيق توفيق - اللغة العربية ونحوها السياسي