أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رائد شفيق توفيق - من يشاء مواجهة امريكا فليواجهها ولكن بعيدا عن العراق















المزيد.....

من يشاء مواجهة امريكا فليواجهها ولكن بعيدا عن العراق


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 6214 - 2019 / 4 / 28 - 18:01
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


القوى التي تتولي السلطة في العراق والموالية لايران اكثر من الايرانيين انفسهم قدمو العراق جملة وتفصيلا الى ايران تفعل به ما تشاء ؛ هؤلاء هم الذين جاء بهم المحتل الامريكي فانقلبوا عليه وصارو يطلقون التصريحات النارية ضده ويهددونه ويوتعدونه بالويل والثبور وغيرها من التصريحات الجوفاء ؛ هذا الانقلاب على الامريكان سببه انهم مرتبطون بايران وبوليها فهم من اخلص اتباعه وهذا ما لم تتيقن منه الادارات الامريكية الا مؤخرا ، وما قام به هؤلاء من معاداة امريكا التي كانو يمجدونها ويشكرونها على احتلالها لبلدهم العراق من اجل ايران امر بديهي جبلو عليه فهم خانو وطنهم العراق شعبا وارضا وسماء من اجل ايران من قبل وقاتلو ضد وطنهم مع ايران في عدوانها على العراق فلماذا لا ينقلبون اليوم على امريكا؟ حتى وان جائت بهم من افاق الارض لتسلمهم العراق ؟! وهكذا فان تقاطعهم مع امريكا صاحبة الفضل عليهم ليس من اجل العراق ودليل ذلك التصريحات العدائية عبر وسائل الاعلام من قبل الكتل والاحزاب السياسية وقادتها الموالين لايران ومسؤولي الحكومة الذين ياخذون المال العام ويقدمونه لايران من اجل الحصول على رضاها ورضا وليهم كذلك البرلمان المهلهل حتى ممن لا يرتبطون بايران باي شكل من الاشكال الا انهم يحابونها من اجل مصالحهم ، المهم في القضية ان الامريكان لا يعيرون هذه الجعجعة من التصريحات من مسؤولي القوى الفاعلة في العراق والموالية لايران بالضد من امريكا وانهم سيلتفون على العقوبات الامريكية ضد ايران التي اعلنوها غير مرة بل ولا يشعرون بها ، ذلك ان الادارة الامريكية لديها خطط واستراتيجيات لا تحيد عنها وامامها هدف لابد من تحقيقه ان اجلا او عاجلا فالمصالح التي كانت تربطهم بايران انتهت ولتفويت الفرصة على ما اعلنته جهات عراقية من انه لابديل من التعامل مع ايران من اجل الكهرباء والغاز فقد ابلغت الادارة الامريكية العراق بانه لا مانع من التعامل مع ايران ؛ لكن على ان لا يتم الدفع لها بالدولار وانما بالدينار العراقي من جانبها ايران ترفض بيع العراق الغاز والكهرباء الا بالدولار فما كان من امربكا الا ان امرت السعودية بالتقرب من العراق وتوطيد العلاقات معه وتقديم المساعدات له فزار العراق وفد سعودي كبير رفيع المستوى وقدم مختلف العروض بينها ان تبيع السعودية للعراق الغاز والكهرباء باقل من نصف السعر الذي تبيعه اياه ايران الا ان العراق رفض العرض السعودي ، وتصاعدت حدة التصريحات الجوفاء ضد امريكا والسعودية معا لايصال رسائل ان على امريكا ان تحارب العراق قبل ان تحارب ايران ولست ادري ما هذا الهذيان؟ لماذا على العراقيين والسوريين واللبنانيين وحتي اليمانيين ان يكونو حطبا من اجل ايران التي ربط اتباعها المتأرنين مصيرهم بها وما علاقتنا بايران ؟ ، من جانب اخر فان امريكا لم تعلن انها تمنع ايران من تصدير نفطها وانما اعلنت انها ستمنع الدول من شراء النفط الايراني ومن يشتريه طبعا سيعادي امريكا وليس من سبب لمعاداة امريكا من اجل ايران وهناك بدائل عديدة لشراء النفط واذا ما حاولت ايران بيع النفط بوسائل معينة فان ذلك سيكون علي حساب السعر وهذا لن يكون مفيدا لتدعيم الاقتصاد الايراني ، هذه طبيعة العلاقات الدولية خاصة وان التعاملات الدولية تتم بالدولار الامريكي الذي يدخل في جميع التعاملات المصرفية العالمية .
من المسلم به ان الاحزاب وحكومتها في بغداد عقدت العزم على رفض العقوبات ضد ايران والوقوف الى جانب ايران لانها ربطت نفسها مصيريا بايران ووفقا لذلك فان العراق سيستمر بشراء البضائع من ايران بالدولار وهذا سيؤدي الى ايقاف تزويد العراق بالدولار الامريكي من المصارف الامريكية كثمن بيع النفط العراقي وهذا جانب من العقوبات التي ستطبق على العراق مما يؤدي الى انهيار شبه تام في الاقتصاد العراقي المشلول اساسا وبشكل دائم بسبب الفساد وسوء ادارة البلد وبهذا سيكون العراق اضعف مما هو عليه الان ؛ ان التصريحات الفضفاضة التي لا طائل منها من احزاب وميليشيات ومسؤولين حكوميين يجب ان تتوقف لانها لن تجلب للعراق سوى الدمار ولان القضية بين ايران وامريكا وليس للعراق اية صلة بها كما ان هذه التصريحات لا تعني شيئا لامريكا ولن توقفها عن عزمها في توجهاتها فلماذا هذا التصعيد مع امريكا ؟ وليس هناك سوى تفسير واحد لكل ذلك هو ان هؤلاء مرتبطين بايران ونظامها فمنهم الفاسدين وهم الغالبية العظمى وهم مستفيدون من العلاقة الوطيدة مع ايران عبر تصدير ايران لبظائعها الى العراق التى تتم عبر صفقات الفساد هو اساسها ( القمسيونات) .
من جانبه قال وزير خارجية امريكا بومبيو لعادل عبد المهدي في لقائه معه: اننا ندعم تطوير العلاقات بين العراق والسعودية وهذا وفقا للسياسة الامريكية امر امريكي للمضي في هذا الاتجاه ، بمعني انه ليس امام عبد المهدي الا خيارين اما ان يكون مع الامريكان او مع ايران وهذا الامر حسمته القوى النافذة في العراق التي تشكل الحكومات عادة بانها مع ايران فهي مرتبطة مصيريا بايران ونظامها وهي لا علاقة لها بالشعب العراقي وما يحل به من تبعات وخيمة جراء هذا القرار لا من قريب ولا من بعيد بقدر تعلق الامر بتحويلهم ثروات العراق الى ايران وجعله تابعا لها وان اي ضرر يمس ايران يمسهم سواء بتغيير سلوك ايران اوتغيير النظام فيها اوزواله لانها سترحل معه وسيصيبها ما يصيبه حذو النعل بالنعل لذلك فان هذه القوى تعمل جاهدة على الابقاء على هذا النظام لانه اساس بقائها وامريكا تدرك ذلك جيدا ، اما القوى الاخرى في العراق فليس لها القدرة على مواجهة هؤلاء ومن ورائهم ايران ؛ وفي ما يتعلق بالاتفاقيات التي وقعها العراق مع امريكا فهناك الاتفاقية الامنية والاتفاقية الستراتيجية وهذه ليس لها مدة محددة ولامريكا حق التصرف بموجبها ، اما يتعلق بالاتفاقية الامنية فان القوات الامريكية موجودة اساسا في العراق وبطلب من الحكومة العراقية منذ عام 2014 فان تم اصدار قرار باخراج القوات الامريكية من العراق ونفذه الامريكان فان ذلك سيؤدي الى حصول فوضى لا سابق لها لذلك لا يمكن الان تحديد الهدف والاتجاه الذي يجب التوجه نحوه في ظل الوضع الراهن المتمثل بحالة كبيرة من الفوضى السياسية ؛ وتجدر الاشارة الي ان قرار اخراج القوات الامريكية الذي كثر الحديث عنه والتصريح به غير ملزم لامريكا فان شاءت اخذت به وان شاءت لم تلتزم به وهي لن تلتزم به اطلاقا فهي السيد الحقيقي في العراق والمنطقة والا ما تسنى لها فرض العقوبات على ايران فهي لديها الامكانات والقدرات السياسية والعسكرية والاقتصادية ما يمكنها من لعب الاف الارواق الرابحة وهذا ليس تضخيما للقوة الامريكية ولا تخويفا منها وانما هذا هو الواقع فامريكا قوة عظمى تهيمن على العالم ومن يشاء مواجهة امريكا فليواجهها ولكن بعيدا عن العراق وشعبه الذي ذاق الامرين منذ الاحتلال الامريكي عام 2003 قتلا وتهجيرا وسرقات للمال العام ممن يريدون اليوم القاء ما تبقى من العراقيين في اتون حرب لا ناقة لهم ولا جمل فيها فقد اتو على كل شيء ودمرو البلد وحطمو الشعب .
برغم كل ما تقدم فاننا حريصون على ان يبقى الصراع الايراني الامريكي بعيد عن العراق واهله الذين ما زالت جراحهم تنزف ؛ نؤكد اننا ضد اي شكل من اشكال الحرب ضد اية دولة لان من سيدفع الثمن هو الشعب وان الشعب الايراني لا يستحق ان تحل به ويلات حرب لا تعرف نتائجها ولا يستطيع احد ان يتكهن بما ستؤول اليه فقد عانينا كعراقيين من ويلات الحروب والاحتلال ما لا تستوعبه الاف الكتب والمؤلفات فالايرانيين اولا واخيرا شعب حي ويجب الحفاظ على حياته الحرة الكريمة فهم اخوتنا في الانسانية ، على ان شبح الحرب يخيم على المنطقة وان طبولها تدق وكل المؤشرات تؤكد وقوعها وهناك العديد من الاحتمالات والسيناريوهات بينها انه في حال وقوع الحرب فان ايران ستغلق مضيق هرمز وتعمل على اغلاق مضيق باب المندب وهذا سيؤدي الى انحسار تصدير النفط من دول الخليج العربي مما يؤدي الى شحته في الاسواق العالمية وارتفاع اسعاره اضافة الى ان الدول الكبرى مثل روسيا والصين لن تقف مكتوفة الايدي ولابد من ان يكون لها دور ولكن اي دور؟ هل سيكون مثل دورها من العدوان الامريكي على العراق ؟ هذا من جانب ومن جانب اخر فان لايران قوة عسكرية لا يستهان بها اضافة الى العمق الجغرافي لايران من حيث المساحة والتضاريس كما ان حكومة ايران ليست بالحكومة الساذجة لتقف بمواجهة امريكا من دون ان تكون اتخذت التدابير اللازمة لمواجهة كل الظروف والاحتمالات على انها ليست بالهدف السهل لامريكا ،
هذه الضجة التي يقودها ترامب وراءها ما وراءها اضافة الى ان ترامب يريد من وراء ذلك كله الفوز برئاسة ثانية فهل على العالم الانصياع لرغبات امريكا العدوانية وتنفيذ ما تريده ؟ ونقول للادارة الامريكية ان ايران ليست خصما سهلا ولن تكون كذلك ولها ان تدافع عن نفسها شعبا وارضا وسماء بكل ما تستطيع .



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكبر عملية احتيال ونصب سياسي على الشعب
- الخزينة سرقت والعقول قتلت وهجرت والجهل ساد …. ...
- العقيدة ليست من السماء بل نتاج بشري ….. ...
- ايران تتحدى امريكا واسرائيل بالعراقيين ........... ...
- من كوابيس بلاد ما بين القهرين
- الاسلام السياسي وتدمير العراق
- بعد تجاوز ايران الحدود الدولية في العمق العراقي ( 30 60 ) ك ...
- اكثر ما كتب عنها للاستهلاك الاعلامي والدعائي .....… ...
- سرجون الاكدي رائد العلمانية واول من فصل الدين عن الدولة ………… ...
- خطة لاعادة العاكوب الي منصبه ......... الاحزاب الدينية اغرقت ...
- ويسألونك عن العراق ......... قل لهم : برهم يقول انه محظوظ
- الموصل المنكوبة والاخطار المحدقة بها والاياد الخبيثة
- العراق هو العراق واهله عرب اقحاح …..... ...
- العراق الديمقراطي بين فاسد وفاسد.. فاسد ...... ...
- الناس أجناس والنخوة ((بالراس لو بالمداس))
- العقل والهوى مؤثرات واقعية
- تحية لك في عيدك ايتها الماجدة
- لقد ذبحوك ياعراق من الوريد إلى الوريد
- 16 عاما العراق يدار بعقليات متخلفة تتحكم بمصير شعب باكمله .. ...
- في عراق الكهنة مزادات بيع وشراء الدرجات العلمية …….. لتقاطعه ...


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رائد شفيق توفيق - من يشاء مواجهة امريكا فليواجهها ولكن بعيدا عن العراق