أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - زهير الخويلدي - ابن البيطار بين العلاج بالنبات وتأسيس علم الصيدلة














المزيد.....

ابن البيطار بين العلاج بالنبات وتأسيس علم الصيدلة


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 6241 - 2019 / 5 / 26 - 06:48
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


" إن أعمال القدماء غير كافية وغامضة من أجل تقديمها للطلاب، لذلك يجب أن تصحح وتكمل حتى يستفيدوا منها أكثر ما يمكن"

يعد أبو محمد ابن البيطار المولود في مالقة سنة 1197والمتوفي في دمشق سنة 1248من العشابين الذين أنجبتهم الحضارة التي تخصنا والذين جعلوا من الأعشاب وصفات طبية لمعالجة الأسقام ولكنه تحول إلى عالم في النباتي وصيدلي مشهور لإتقانه العلاج بالعقاقير وتركيب الأدوية واستعماله المواد الكيميائية في الطب وانتبه لقيمة الغذاء وكل ما يلج المعدة من طعام وشراب في حدوث الأمراض وإمكانية الشفاء منها. تتلمذ على يد ابن العباس النباتي في اشبيليا وعبد الله الكتامي ولكنه ما لبث أن قام برحلة علمية انطلقت من المغرب والجزائر وتونس ومر بمصر والحجاز وغزة ووصل إلى بيروت ودمشق والعراق وزار بلاد الروم واليونان والتقى بالعلماء وتجادل معهم وتعلم الكثير من الدروس رحلاته واستكشافاته. ولقد ساعدته معرفته باللغتين الفارسية واليونانية وربما اللغة اللاتينية على الاطلاع على كتب المتقدمين من الحضارات الأخرى ونقلها بالعربية إلى دائرة الإسلام والاستفادة من علومها ومعارفها ونظرياتها ومذاهبها ونتائجها. لقد قام بتفسير كتاب ديسقوريدس الإغريقي عن النبات وأخذ عن أبقراط وألف العديد من الكتب أهما "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" والذي قال عنه: "وسميته الجامع لكونه بين الدواء والغذاء، واحتوى على الغرض المقصود مع الإيجاز والاستقصاء"1 ، وله كتاب آخر بعنوان "المغني في الأدوية المفردة" خرج فيه عن جالينوس وتأثر فيه بابن سينا والشريف الإدريسي وكتب أيضا رسالة في "التداوي بالسموم" و"مقال في الليمون" و"كتاب في الطب" و"ميزان الطبيب" وكتاب "الأفعال الغريبة والخواص العجيبة" وكتاب "الإبانة والإعلام بما في المناهج من الخلل والأوهام" أكد فيه على دور التجربة في كسب العلوم وتحصيل المعارف وتفطن فيه إلى أهمية الأوهام والأخطاء بغية التصحيح والتعديل وبناء الحقائق الصلبة. إذا أدخل إلى مؤلفاته المجهودات العلمية التي أخذها من كتب ابن الحجاج الاشبيلي وابن العوام والغافقي والزهاوي وابن سمحون وابن جزلة وثابت ابن قرة وأبو بكر الرازي وترك معظم أسماء النباتات بلغاتها الأصلية فإنه قد كون عدد من العلماء والكتاب والأطباء ولعل أبرزهما ابن أبي أصيبعة وإبراهيم الدمشقي. يقول عنه ابن أبي أصيبعة: " رأيت في حسن عشرته وكمال مروءته وكرم نفسه ما يفوق الوصف، وشاهدت معه في ظاهر دمشق كثيرا من النباتات في مواضعها، ووجدت عنده من الذكاء والفطنة والدراية في النبات وفي الكتب المؤلفة في هذا العلم ما يثير التعجب لذاكرته المتوقدة النادرة..."2 لقد اعتمد المنهج التجريبي في وصف1400من الأعشاب المناسبة للأمراض المداهمة للجسم ورتبها بشكل منظم وصرح في ذلك في كتابه الجامع: " ما صح عند المشاهدة والنظر، وثبت لدى بالمخبر لا بالخير أخذت به، وما كان مخالفا في القوى والكيفية والمشاهدة الحسية والماهية الصواب نبذته ولم أعمل به"3 . لقد تمت ترجمة هذه الموسوعة العلمية التي أشارت إلى عشرين عالما إغريقيا ومائة وخمسون حكيما عربيا ومختلف مؤلفاتهم وتجاربهم ونظرياتهم ومعارفهم إلى ثلاثة لغات:اللاتينية والألمانية والفرنسية. لقد حقق ابن البيطار السبق في القيام بتجاربه الخاصة في اكتشاف المزيد من النباتات الطبية والأعشاب النافعة للعلاج وتقوية مناعة الجسم والجالبة للراحة والانبساط للنفس واستخدم العلاج الكيميائي في معالجة مرض السرطان. كما يعد عمله الطبي رائدا في دراسته تأثير الأدوية المستخلصة من النباتات والعقاقير على كل عضو من الجسم بمفرده وأوجد أدوية خاصة بالعينين والأذنين والحنجرة والمعدة وركب أدوية ضد الحمى والتسمم. يشهد له أيضا تضحيته بنفسه من أجل رسالة نبيلة وهي زرع الأمل بالحياة لدى الناس عندما قضى نحبه فيس مختبره وهو يجمع الملاحظات ويجري التجارب ويستخلص السموم من أجل استعمالها في وصفاته. فمتى يستعيد الأطباء والعلماء عندنا المبادرة في مجال صيانة الثروة النباتية ومعالجة الأسقام الجماعية والأمراض الفردية وتحقيق العافية للأبدان وحفظ صحة النفوس وتحسين مجال استثمار الموارد البشرية؟
المراجع:
1-ضياء الدين ابن البيطار، الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، أربع أجزاء بمجلدين، دار الكتب العلمية، بيروت، طبعة، 1040صفحة.
2-أبو العباس ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، تحقيق نزار رضا، دار مكتبة الحياة ، بيروت، 1882.
3- ضياء الدين ابن البيطار، الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، المقدمة، المرجع نفسه.

كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علوم الجغرافيا والمناخ والفلك عند الشريف الإدريسي
- التراكم النضالي والانتاج المعرفي في الحاضرة التونسية
- جولة فكرية مع الألمعي طيب تيزيني في رحاب منتدى الجاحظ
- -الحرية في أن تكون حرا- حسب حنة أرندت
- تنظيم المدينة من خلال السياسة الاجتماعية عند أرسطو
- المرأة الريفية العاملة والحلم الممكن
- منزلة الأثر الفني في الثقافة حسب بول ريكور
- علم الفلاحة عند ابن العوام الاشبيلي
- هاجس الحداثة ومآزق مابعد الحداثة ورقمنة التحديث
- تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي
- موجة جديدة من الربيع العربي
- استعمالات العقل بين العمومي والإجرائي
- مهام الفلسفة الطبية
- هابرماس بين استعادة الحداثة وعقلنة الفعل التواصلي
- ابن عربي الفيلسوف المستكشف
- أين هو الجمهور الفلسفي؟
- دور الفلسفة في الارتقاء بالمرأة
- جيل الشباب وضرورة التفلسف
- كيف تتكون الثورات الشعبية؟
- تصاعد الانتفاضات وتعطش الشعوب للحرية


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يُعلن استهداف دبابات في الريف الغربي للسويد ...
- مصر: تسجيل صوتي منسوب لوزير النقل ينتقد فيه -هشاشة البنية ال ...
- دولة جديدة تلوح في الأفق، ماذا نعرف عن استقلال كاليدونيا الج ...
- نتنياهو يرفض خطة إقامة -مدينة إنسانية- جنوبي غزة ويتّهم حماس ...
- بين الذاكرة والمخاوف: -لبنان الكبير- والتحديات القادمة من -ب ...
- الأنظار تتجه إلى بروكسل.. اجتماع دولي يضم وزيري خارجية فلسطي ...
- حدثان أمنيان في غزة ووسائل إعلام إسرائيلية: العثور على جثة ج ...
- فرنسا: إلقاء القبض على سجين فر من سجن بضواحي ليون داخل حقيبة ...
- إعلام إسرائيلي: نتنياهو أطال الحرب لدوافع حزبية
- تردي الوضع الصحي لحسام أبو صفية في سجون الاحتلال


المزيد.....

- عملية تنفيذ اللامركزية في الخدمات الصحية: منظور نوعي من السو ... / بندر نوري
- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - زهير الخويلدي - ابن البيطار بين العلاج بالنبات وتأسيس علم الصيدلة