أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - غورباتشوفان ترامب ومحمد بن سلمان/2















المزيد.....

غورباتشوفان ترامب ومحمد بن سلمان/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6235 - 2019 / 5 / 20 - 13:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غورباتشوفان: ترامب ومحمد بن سلمان/2
عبد الأمير الركابي
من اهم معضلات العالم اليوم استمرار خضوعه لمفهوم التحول البرجوازي الراسمالي وما رافقه ونتج عنه من قواعد في النظر وفي التصنيفات المجتمعية والسياسية والاقتصادية، بما في ذلك متوالية الراسمالية الاشتراكية، التي هي وحدة مفهومية مترابطة ضمن نظام واحد ومرحلة تاريخية واحدة، تحيل مابعد الراسمالية الى الاليات نفسها التي منحت الراسمالية أسباب صعوها من رحم الاقطاع، بعد تمهيد تمثل بصعود عالمي تجاري شرقي الموطن والاليات. ومع ان الراسمالية والامبريالية قد انتهت مبررات وجودهما بناء لأسباب بنيوية، الا ان العالم لم يعرف الى الان، تجديدا مناسبا في الرؤية والمنظور الناظم للرئيسي من بين العوامل وألا سباب المتحكمة اليوم بالعالم، وبحركة المجتمعات البشرية، فضلا عن استشراف ماهو متوقع لها في المستقبل القريب، بعد الراسمالي الغربي.
ومثل هذا الحال يبدو في الشرق المتوسطي خطرا بدرجة استثنائية، بما ان هذه المنطقة من العالم قد عاشت تاريخها منذ نهاية دورتها الحضارية الثانية عند القرن الثالث عشر، تحت وطاة استلهامين وتشبهين مستحيلين، غرب معاصر، وماض منته. ومثل هذا الاختلال العميق اصبح مع القرن الحالي، ومع نهاية العقد الأول منه، حالة شاملة من المتغيرات الدالة على انتفاء إمكانية استمرار الاستلهامين المركبين على واقع مستجد، لم يكن قابلا للتجسيد بعد. وماعرف بعد 2011 على انه "الربيع العربي"، لم يشمل فقط مواضع الاستلهام الغربي الحداثي المستعار ونظمه، بل شمل أيضا موضع الاستلهام المزور في الجزيرة موضع انطلاقة الدورة الثانية وبدايتها في القرن السابع الميلادي.
ومع ان "المملكة العربية السعودية"، لم تعرف ماعرفته تونس ومصر، وليبيا، او اليمن، ومن ثم سوريا من حراكات تعدت مفهوم الاحتجاج الى الإطاحة بالحاكمين( تشمل مؤخرا الجزائر والسودان) على صعيد الأهداف، ومقابل ذلك على صعيد حجم المساهمة الشعبية، التي كانت تتحول باتجاهات أخرى غير سلمية عند تعذرتغيير الأنظمة والحاكمين تحديدا، مع ذلك، فان المملكة النفطية لم تكن بعيدة عن الانخراط في ذات الموجة المستجدة الداهمة، مع انها وهو الامر الطبيعي، وبسبب كونها ممثلة وقاعدة الخيار الاخر، المبني على وهم استحضار الماضي، لم تلبث ان عرفت تنامي مايناسبها ويتفق مع نمطها من اهتزاز، وصل درجة الضرب في الأسس التي قام عليها الكيان الاستلهامي الكاذب.
ولعل كيان ال سعود اليوم ينتظر ماهو لازم من الانتقال بالوعي والمفاهيم السائدة كما تستمر حاضرة، منذ ان جرت فبركتها في القرون الثلاثة المنصرمه، وتعذر وقتها ومايزال الى اليوم تجاوزها بناء على الحقيقة الذاتية التاريخية من ناحية، وعلى مقتضيات الانتقال الى الدورة الثالثة ومفاهيمها، وأول هذه المناحي التصورية المعطلة للوعي المطابق، تلك التي تتوهم ان الوهابية يمكن ان تمت بصلة ما الى المحمدية محركة الدورة الثانية الشرق متوسطية، مع انها في حقيقة الامر قامت واسست وفقا لقواعد مناقضة ومخالفة كليا وجوهرا لماكانت المحمدية قد ارسيت عليه.
ويستغل الوهابيون وال سعود، واقع كون المستوى التعبيري الشرق متوسطي، مايزال محكوما الى الحدسية الالهامية، وهو ماظل حاكما لاشكال الوعي والتعبير المطابق لحقيقة المنطقة عبر دورتين حضاريتين، وتمثل بالابراهيمة النبوية الالهامية، في وقت كان مجال الادراك العقلاني متعذرا، لاسباب موضوعية وبنيوية،وهو مااستمر فاعلا الى اليوم بانتظار تجلي الادراك الكامن وراء الحدس التصوري والمعرفي بصيغته النبوية. والعقل يواجه هنا ثقل نمطية التعبير واحاديته بناء على سطوة المفهوم الغربي والمادي "العقلاني" كما اصبح طاغيا في الغرب الحديث، مع ان اوربا ظلت لمايقرب من الفي عام تتبنى التصور الابراهيمي على انه التعبير المطابق لكينونتها، برغم انه ليس منتجها الذاتي والبنيوي، بقدر ماهو خيار مستعار من بنية أخرى، فالبنى المجتمعية هي التي تقرر اشكال التعبير والاعقال، وهذا عرضة للتغير والتطور بحسب تبدل الظروف والاشتراطات التاريخية.
ومن الواضح ان الدورة الثالثة الشرق متوسطية الراهنة، هي دورة قاعدة انطلاقها الأكبر، حدوث الانتقال الحاسم من الحدسية النبوية الالهامية، الى الادراك الحدسي، والى استحضار البنى وفعلها ودورها وأسباب تعذر ادراكها، عبر الدورتين الطويلتين المنصرمتين، وبما خص الجزيرة العربية واليات وشروط حضورها الاستثنائي في التاريخ الشرق متوسطي، فمن الضروري التعرف على كونها كيان مجتمعية لادولة "طلع لاتحكم ولاتحكم" كما يعبر عن ذلك اهل الجزيرة انفسهم، وان هذا المجتمع خاضع لاقتصاد الغزو، أي الحرب وقانون لاعيش بلا قتال، الذي يوجب رضاعة الحرب في المهد، ويحول المجتمع الى مجتمع محارب كينونة، الاحتراب فيه ليس اختصاصا / بمعنى الجيوش/، بقدر ماهو صفة "وجود"، او مايمكن تشبيهه ب "طريقة انتاج" مثلها مثل الزراعة والصناعة، والمجتمع هنا مشكل في وحدات قبلية وتعبيرية شعرية، وهو موضع له ركيزه فرعية الا انها جوهرية تسهم في منحه التوازن الضروري وان بالحد الأدنى، طابعها تجاري قاري، تحتل فيه الجزيرة ووسطها عادة، وتلعب دورالوسيط التجاري الريعي بين الهند وماجاور البحار الخليجية، ياتجاه الهلال الخصيب شمالا، فاذا انقطع هذا الشريان الحيوي الأساسي كما حدث اثناء الاحتلال الفارسي والروماني، حل الاختلال وشمل البنية القبلية، وادخلها ازمة قصوى لاحل لها، تقترب بها من حافة الفناء، وهي حالة تقترب فيها الجزيرة القبلية بالذات، من قانون عيش مجتمع اللادولة الجنوبي الرافييني.
وتلك هي المحفزات وشروط الثورة النبوية المحمدية في القرن السابع، عندما صار الحضور الفارسي الروماني، خانقا ومعطلا للرئة الحيوية لموضع اللادولة المحارب، ماادخله ازمة قاتلة وجودية، كانت قد تفاقمت مع سعي الامبراطوريتين الى الخنق المباشر الاحتلالي على تعذره بسبب طبيعة المجتمع الحربية المتفوقة، والأسباب البيئية القاهرة التي تعمل لصالح اهل الجزيرة بداهة، والى تلك الأسباب يجب ان نعيد الملمح الكوني الذي رافق وميز الخروج الجزيري خارج ارضه الى حدود الصين والهند واسبانيا غربا، فالجزيرة لايمكن ان تقام فيها " دولة" ناهيك عن الدولة المحلية، وهو مايتعارض مع كينونتها بنيويا، وان قامت فتكون مؤقته، ومحكومة لقانون "فك الحصار"، فحدود الجزيرة العربية كما هي قائمة موقعا واليات حياة، هي تلك التي بلغتها عملية "الفتح" التي ارست اسس ادخال الشرق مابعد ايران والواصل الى الهند والصين حيزالابراهيمية، وادمجته فيه ليغدو كحلقة من حلقاته الى اليوم.
هذا السياق غير المفسر في الماضي، والمعرف الهاميا وحدسيا نبويا، كان شرطة الأساس انقلابيا داخل الجزيرة وبنيتها، لايمكن تحققه الا بنقل المجتمع الجزيري المازوم من "القبلية" الى "المجتمع العقيدي"، اعتمادا على الابراهيمية التي هي بالاصل منظور مجتمع لادولة ازدواجي، اعلى، مع انه مطابق من حيث الأساس وموافق لبنية اللادولة الأحادية، بما يؤمن مع الازمة المصيريةالمعاشة،الانتقال من القبلية الشعرية، الى المجتمعية العقيدية، وهذا مااضطلع به النبي محمد زعيم مجتمع اللادولة الجزيري الأحادي التاريخي، عبر طورين الأول المكي "العقيدي"، والثاني المديني، حيث ادماج القبلية بالعقيدية، وذلك اذ حصل فانه قد هيأ قوة مقاتلة من صنف احترابي لايرد، ولاقبل لاي مكان به وفق اشتراطات الاحتراب المعروفة في حينه، ماقد هيا لقرابة 120 مائة وعشرون الف مقاتل جزيري خرجوا منها بعدة متواضعة، انجازا خارقا على مستويي المساحة والزمن المستغرق " فمع قوة القتال بالنسبة لها حياة ووجود، لاتستغرب معجزة انتشار الفاتحين على امتداد الاصقاع الهائلة الاتساع قياسا بقدراتهما، مع ملاحظة ان المتضمن الفتحي يكمن ويتولد بداية في قلب الدعوة المحمدية*.
يتساءل البعض بسذاجة وكانهم يكتشفون شيئا خافيا "لماذا لم يرد في القرآن، او في سلوك النبي محمد، مايشير الى شكل الحكم، او الدولة بعد النبي ؟" ومثل هذا القول قائم على الجهل بمفهوم "اللادولة"، بطبتعتها، وكتابها "القران" الذي هو كتاب مجتمع لادولة احادي، الدولة فيه قانونها الأساس "وامرهم شوى بينهم"، لابمعنى تشاورهم، او تشاور الحاكم مع الرعية، كما يتكرر لنفس أسباب النقص المفهومي، بل باعتباره قانونا ناظما للسلوك والتصرف المجتمعيان ضمن كيانية مجتمعية لاتنتج سلطات منفصلة من داخلها، الامر الذي حكم دولة الراشدين، كما كان وراء نهايتها، بحلول زمن قلب الانجاز المحمدي، من القبيلة الى "المجتمعية العقيدية"، والعودة على يد معاوية بن ابي سفيان لقانون يضع العقيدة في خدمة القبيلة المتغلبه العصبوية الوراثية.
ويسمي بعض الكتاب من بقايا ومخلفات الحدسية المبتذلة، هذا الانقلاب في احسن الأحوال تحولا انقلابيا الى "الملك العضوض"*، من دون انتباه الى الحقيقة التحولية البنيوية، بعد ان انتهت، او شارفت على الانتهاء محركات استمرار دولة اللادولة الراشدية الكونية، المرتكزة لحوافز "كسر الاختناق" القاري، بالفتح، فما هو شكل تجلي ماسبق تبيانه اليوم تصورا منذ ابن تيمية، يوم تكرس اسلام مابعد الدورة الثانية،اسلام الانقطاع الثاني،وصولا لمحمد بن عبدالوهاب، وأخيرا محمد بن سلمان؟
ـ يتبع ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• راى النبي محمد على سبيل التحفيز على الفتح عرش كسرى مع التماعة فاس ضرب صخرة وتطاير منه الشرر في معركة الخندق.
• هذا الراي لايتبناه الشيعة فقط، بل تيارات سنية أساسية، بمقدمتها تيار أبو الأعلى المودودي الباكستاني، الاب الروحي الأعلى لحركة الاخوان المسلمين.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غورباتشوفان: ترامب ومحمد بن سلمان/1
- الدورة الثالثة -اللاحضارية- الشرق متوسطية
- دورة حضارية ثالثة شرق متوسطية
- دلالات نهاية -العراق المفبرك-
- -البدء الثاني- والعماء الحداثي الغربوي/2
- -البدء الثاني- والعماء الحداثي الغربوي/1
- بوتفليقه: زمن انتفاء الحاجة للدولة
- حدود العقل المجتمعي وتفارقاته؟ (2/2)
- حدود العقل المجتمعي وتفارقاته؟
- فرضيتا -الانسايوان- و -الإنسان-؟؟
- نداء الى العالم وللعراقيين بالمقدمه ؟/ب
- تعالوا نعيد اصدار- زوراء- العراق(2/2)
- يستحق العراق جريدة -زوراء- ثانية* ( 1/2)
- نداء للعالم .. وللعراقيين بالمقدمة/أ ؟؟
- اكتشاف قانون المجتمعية الكوني؟؟/4
- لنين الماركسي معادل محمد الابراهيمي/3*
- العراق الامبراطوري والوطنية الزائفة/2
- العراق الامبراطوري والوطنية الزائفة
- - قرآن العراق- .. استعادة العراق
- الانسحاب الامريكي والمتغير الاستراتيجي التاريخي


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - غورباتشوفان ترامب ومحمد بن سلمان/2