أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - حدود العقل المجتمعي وتفارقاته؟















المزيد.....

حدود العقل المجتمعي وتفارقاته؟


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6187 - 2019 / 3 / 31 - 17:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حدودالعقل المجتمعي وتفارقاته؟
عبدالأميرالركابي
تفرض المجتمعية على العقل ممكنات وحدودا تمنعه من الحضور بصفته قوة مستقلة،، او موجودة "لذاتها"، للتعذر الموضوعي، مايجعل منه وعلى مدى طويل، وسيلة نطق باسم غيره، واداة خاضعه لاشتراطات خارجه وتحتويه، ويلعب في هذا دورا أساسيا بالاصل ويكرسه، تكوين العقل نفسه، وطبيعته كقوة تجريد محكومة بالواقع خارجه، وبالمشاهد، عدا الجاري التفاعل معه عضويا، والعقل يفترق هنا عن "الجسد" في كونه قوة خاضعه للتشكل عبر تراكم الاستيعاء والتفاعل، مقارنة بالجسد النهائي، كما رات الدارونية وقررت، بعد ان اكتمل "العضو" البشري، وبلغ قمة تطوره، واعلى ممكنات كينونته.
مع المجتمعية نتعرف على مايمكن ان نطلق علية تسمية "العقل المجتمعي"، وهو طور متقدم ضمن تاريخ التشكل والصيرورة العقلية اذا ماقيس بما قبله من فترات أعقبت انبثاق العقل في الجسد الحيواني، وصولا لاقرب مراحلها، تلك المعروفة بطور الصيد واللقاط، قبل التجمع، ومن ثم المجتمعية وإنتاج الغذاء، والنطق مع مكمله التدوين، كاحد المنجزات غير العادية المرتبطة بضرورات المجتمعية، والتنظيم الاجتماعي، وطرق الإنتاج. وهي كلها انشغالات مستجدة غير عادية، ومن نوع الانقلابية، ماكانت تتيح وقتها للعقل التفريق بين حضوره كذات، وبين المحيط، او الموضع الذي يسكنه ويعيش ضمنه، ماظل يكرس أولوية المجتمعية كبداهة كلية وواحدة، بالأخص وان مبررات، او حوافز التفارق معها، لم تكن مطروحه، ولم تكتسب اية صفة من صفات الضرورة والالحاح الآني.
وللأسباب ذاتها امتنعت إمكانية، او احتمال رؤية "مابعد المجتمعية" في الظاهرة المجتمعية المستجدة، وهو ماكان وقتها مما لايمكن افتكاره، فالظاهرة المجتمعية نفسها، كانت خارج الادراك العقلي، وهي لم تصبح موضوعا للفحص والتدبر السببي، الابعد الاف السنين، ماكان من شانه تكريس أولوية "العيش"، ماسيظل متحكما بالطاقة البشرية التعرفية الفكرية، الى مابعد بدايات التعرف على الظاهرة المجتمعية التي ازداد وقتها تكريسها، ماجعل علم الاجتماع الغربي الحديث، يضطلع من جهته، بكل مايلزم لكي يؤبد الظاهرة المجتمعية، ويؤكد نهائيتها، وهو مايعود سببه هذه المرة لنوع من النقص المستجد، تبين عبر التمييز بين المجتمعية "والمجتمعية التحولية"، حيث يتغير مدلول والغرض من المجتمعية ومنطوياتها.
فما يعرف بعلم الاجتماع الغربي، هو العتبة الأولى من مغادرة هيمنة المجتمعية، قبل اكتشاف احاديتها، والانتقال الى مايدل على طبيعتها النشوئية الارتقائية، أي الى انشطارها الأصلي الى مجتمعيتين، "أحادية / ارضوية" و"ازدواجية / كونية"، حيث يصير من المعقول ان يطرا على العقل ماقد يجعله يفكر بان العملية المجتمعية، ووجود الكائن الحي، غير موصولة بالأرض والكوكب الأرضي حصرا ونهائيا، وان ظاهرة الوجود الحي، والتفارق العقلي الجسدي لهما معادل يتمثل في تفارق العقل ومهمة الكوكب الأرضي.
عندها تتغير استراتيجيا المنظور العقلي، وكل زاوية نظره للاشياء، وتعامله معها ومع وجوده، واليات تحققه، ومصيره المناسب لطبيعته، وأول مايلح عندها من مواضع بدء تميزه او مايعود لاستقلاله، انتباهه الى التفارق العضوي بينه وبين المكان او الوعاء الذي وجد فيه بالاصل، بحيث يعي على سبيل الإضاءة، بانه أي العقل قد وجد في الجسد، لاليظل محكوما له، بل ليستقل عنه نسبيا واحتمالية واقعية، ابتداء من طور المجتمعية، بغض النظر عن بقائه محكوما عليه الى حد بعيد بغلبة المجتمعية، فقوة المضمرتبقى حاضرة وقتها منذرة باستقلاله عنها، ومفارقته لها كحقيقة مستقبلية.
والحديث جار هنا عن "علم استقلال العقل"، وهو عالم لاحق على المجتمعية، ومتشكل كصيرورة ضمنها، وبالتفاعل معها، ليس ممكنا تحققه، الا بخلاصة ومآلات هذا التفاعل، ومع وجود وحضور ما يبرر مثل هذا الافتراق في المجتمعية نفسها. بمعنى ان علم المجتمعات الحالي المكتشف متاخرا، لن يكون متفقا مع الصيرورة، ومع مقتضيات النشوئية، ولا مع مايعرف ب" التاريخ" او " الحضاروية التاريخية"، الا بعد انتقاله لطور المعرفة التحولية الانتقالية المجتمعية والى "مابعد مجتمعية"، و "ضد مجتمعية" يحكمها العقل المستقل، حيث بداية زمن "الانسان" اللاحق على "الانسايوان" الحالي.
هل الجسد والعقل "وحدة"، ام حالة ولحظة "ازدواج"؟ هذا السؤال من شانه الإحالة الى عموم السيرورة الحية، ابتداء من الخلية الأولى، بحيث يصير واجبا التساؤل عما هو "غير عضوي" وكامن مضمر وراء الظاهرة العضوية، والتساؤل هنا له علاقة بظهور العقل في الجسد العضوي الحياتي باعتباره مستوى اخر مغاير من الموجودات، بما يجعل التفكير بالمفارقة الاصلية " التحولية"، امرا مبررا، وصولا الى القول بان الكائن العضوي الصافي، لاوجود له، ولم يسبق له ان وجد في اية مرحلة من مرحلتي النشوء والارتقاء، الحيواني والعقلي الراهن، بالاخص مع انبثاق العقل الذي هو قمة تجسيد ماوراء العضوي في الكئن الحيواني الصائرمن الخلية الاولى.
ناخذ بالمقابل طبيعة وشكل حضور وصيرورة الكائن العضوي في الطور "الازدواجي" المجتمعي، لنسأل هل ان الطور المذكور ينعكس وينتج، نفس الاثار والحصيلة على المكونين " الجسد" و "العقل" ؟ الدلائل على القفزات العقلية واضحه منذ ظهور العقل والانتصاب واستعمال اليدين، وصولا الى الصيد واللقاط، وبالذات وتحديدا، منذ بلوغ زمن المجتمعية، وقبلها التجمعية، وإنتاج الغذاء، بالمقابل ظل الجسد كما هو وثابت، منذ ان انبثق العقل الى اليوم، ربما مع متغيرات شكلية طفيفة، يقول الدارونيون انها لن تكون سوى مرتهنه لكثرة او قلة الاستعمال مستقبلا، كحالة اليدين والراس الذي سيتضخم لكثرة استعماله المفترضة، قياسا لليدين اللتين سيقل ويتضاءل استعمالهما في المستقبل البعيد، ربما. ومثل هذا الحالة او السياق لابد ان يوحي بالتفارق بين المكونين، الجسدي والعقلي، وصولا بحسب البداهة، الى منتهى ينسجم مع المآل المتوقع في مثل هذه الحالة، أي : حصول الافتراق.
لنضع باعتبارنا احتمال ان يصل الجسد حدا لايعود معه مؤهلا لحمل العقل، او الاستمرار في لعب دور الوعاء والحامل، وهنا يمكن أيضا ان نتخيل احتمالية تناقص الطاقة الجسدية على المواكبة، بما في ذلك احتمالية انطواء آليات المستقبل، على مثل هذه الحقيقة، او تزايدها الذي يتيحه النظرفي الاشكال المختلفة من الدلائل، بما في ذلك "المرض"، فالانسان كمثال كان يسير على قدمية قرابة 11 كيلومترا يوميا، مضطرا، ومع تقدم وسائل النقل، لم يعد يسير خمس هذه المسافة كحد اقصى، ماتسبب في انتشار "مرض السكري"، ولا داعي للحديث عما يعرف بامراض العصر، وما لانعرف مستقبلا من اشكال ومظاهر تهاوي الالة العضوية الجسدية، بما يزيد من تعزيز اعتقادنا بانها ليست ابدية، وان وجود الكائن الحي، ليس ارضويا.
هل المجتمعية ارضوية،او هي موجودة او وجدت بهذه الصيغة أصلا، هذا سؤال غاب عن الانسايوان، مادام السؤال عن "وحدة" او "ازدواج" الكائن المنبثق فيه العقل، غائب، ولم يطرا على البال، لكن هل ان وجود الكائنات الحية والمجتمعات، والطبيعه ياترى بناء عليه، وكما نلمح هنا، مرتهنة لتصميم مسبق، ولنوع من الإرادة الخفية المسيرة. البعض يرون بحسب ماتوصلوا اليه من "العلوم"، كما الحال مع المجتمعية، بان الكون ليس مسيرا من احد، او من قوة عليا، وهم يقصدون الرد على مفهوم للتسيير الكوني، صنمي سماوي، وجداصلا بالتناظر والتفارق مع المنظور الأرضي الاحادي التمايزي الدولة والحكم، خلال فترة الانتقال الراهنة، والرؤيتان لاتمتان حتما الى الحقيقة بصلة وثيقة، وهذا طبيعي اذا كنا نعتقد بان الطاقة العقلية المجتمعية الحالية، ليست نهائية، وقدرات العقل على ادراك الموجودات، والخفي منها، ماتزال بادنى الحالات، مايجعل العلم والعقلانية، ومقابلها السماوية والماورائية اليوم، من رؤى وتناقضات، لحظة مرشحه للاختفاء، يستحيل تخيل ماسوف يجترحه العقل مع زوالها.
حتى حينه سيكون علينا ان ننظر للظواهر بغير علم المجتمعية الغربي الحالي، كما بغير منظور الصنمية السماوية، أي ان نتهيأ لولوج لحظة "بدء ثان"، غير لحظة البدء السومرية الرافدينية الأولى، بحثا عم مسرب ياخذنا الى مابعد مجتمعية مهيمنة على العقل.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرضيتا -الانسايوان- و -الإنسان-؟؟
- نداء الى العالم وللعراقيين بالمقدمه ؟/ب
- تعالوا نعيد اصدار- زوراء- العراق(2/2)
- يستحق العراق جريدة -زوراء- ثانية* ( 1/2)
- نداء للعالم .. وللعراقيين بالمقدمة/أ ؟؟
- اكتشاف قانون المجتمعية الكوني؟؟/4
- لنين الماركسي معادل محمد الابراهيمي/3*
- العراق الامبراطوري والوطنية الزائفة/2
- العراق الامبراطوري والوطنية الزائفة
- - قرآن العراق- .. استعادة العراق
- الانسحاب الامريكي والمتغير الاستراتيجي التاريخي
- المهدوية ايقاف ابراهيمي للاسلام/ب/
- المهدوية: ايقاف ابراهيمي للاسلام *أ
- نبوة مابعد الاسلام/ الاسلام الثاني
- النبوة وعلم اجتماع اللادولة/ ملحق 1
- الازدواجية المجتمعية و -تحوليّة- مابعد الشيوعية!
- الازدواج الكياني والعالم: مابين النهرين
- هل العراق كيان امبراطوري؟
- بيان الانتقال الى الوعي الكوني
- بدائية نظرية -الخلق- و-البدئية-الكونية


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - حدود العقل المجتمعي وتفارقاته؟