أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - من يتحدّث عن هذا الفساد المستشري والمدعوم من طرف الدولة التّونسيّة الفاشلة المتسوّلة؟















المزيد.....

من يتحدّث عن هذا الفساد المستشري والمدعوم من طرف الدولة التّونسيّة الفاشلة المتسوّلة؟


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 6227 - 2019 / 5 / 12 - 21:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من يتحدّث عن هذا الفساد المستشري والمدعوم من طرف الدولة التّونسيّة الفاشلة المتسوّلة؟
.
قرأت منذ قليل مقالًا أعتبره كارثة فعلًا. المقال منشور بتاريخ 11 ماي 2019، على الموقع التّونسي ذي التّوجّه الإسلامي الإخواني "باب نات"، وعنوانه "الخارطة المسجديّة بولاية بنزرت تتعزّز بثلاثة جوامع جديدة"، وهذا نصّه:
"وات - أدى وزير الشؤون الدينية أحمد عظوم، أمس الجمعة، زيارة عمل إلى ولاية بنزرت، تولى خلالها تدشين ثلاثة فضاءات مسجدية، وهي "جامع النور" بمنطقة التلة بمعتمدية العالية، و"جامع الفردوس" بمنطقة بئر الرمل من معتمدية منزل جميل، واعادة افتتاح "الجامع الاثري سيدي المسطاري" ببنزرت المدينة، المبني منذ سنة 1861 بعد اشغال ترميم واعادة تهيئة بالكامل.
"وقد ناهزت كلفة إنجاز جامع النور 320 ألف دينار، وبلغت كلفة إنجاز جامع الفردوس حوالي 550 ألف دينار كقسط أول في انتظار اتمام القسط الثاني المقدرة كلفته بحوالي 250 ألف دينار، في حين ناهزت كلفة ترميم الجامع الاثري سيدي المسطاري النصف مليار، بمساهمة فاعلة من قبل وزارة الشؤون الدينية وولاية بنزرت وبلدية بنزرت والمعهد الوطني للتراث وجمعية صيانة المدينة وجمعية البر والاحسان ببنزرت وثلة من عموم الاهالي والمواطنين.
"وأكد عظوم، في تصريح لمراسل (وات) بالجهة، أن افتتاح هذه الجوامع من شأنها أن تشكل دعما إضافيا لمنظومة الجوامع والمساجد بالجهة بصفة خاصة ولكامل البلاد عموما، منوها بالمساهمة الفاعلة لمكونات المجتمع المدني في بناء هذه الجوامع بالاشتراك مع السلط الجهوية والمحلية والبلدية، مذكرا بأن الوزارة لا تبني المساجد بل تتولى الاشراف عليها والاحاطة بها لنشر القيم الاسلامية السمحة.
"وأشار الى رمزية افتتاح الجوامع الثلاثة خلال الشهر الكريم، لاسيما الجامع الاثري سيدي المسطاري، متعهدا بمواصلة المساهمة في تعهد وتهيئة بيوت الله بالامكانيات المتاحة، بالتنسيق والتعاون مع السلط الجهوية والبلدية والبرلمانية وعموم الاهالي.
"كما أبرز أهمية تثمين بيوت الله وخاصة منها ذات الطابع الاثري، سواء في بنزرت او بقية مناطق البلاد كالقيروان و قابس وجربة، واستغلالها في المجال السياحي او ما يعبر عنها بالسياحة الدينية، وذلك بالتنسيق مع مصالح وزارة السياحة.
"يشار ان إلى وزير الشؤون الدينية واكب رفقة والي بنزرت محمد قويدر وثلة من الاطارات الدينية والمحلية والبلدية، فعاليات ختم القران الكريم بجامع سيدي المسطاري بمناسبة اعادة فتحه، فضلا عن تكريم الامام الخطيب السابق للجامع الشيخ العلامة يوسف نعمان."
إنّها كارثة فعلًا. هل قرأتم الأرقام؟ بجمع كلّ تلك الأرقام يصل المبلغ إلى مليار و620 ألف دينار تونسي...
هذه كارثة أخرى تحدث في تونس.
تونس، الدّولة التي يقولون لنا بأنّها تعاني من تضخّم مالي متزايد وعجز في الميزان التّجاري والإقتصادي وسقوط حرّ لسعر الدّينار وإنهيار للقدرة الشّرائيّة للمواطنين وإفلاس في الكثير من مؤسّساتها بما فيها الصّناديق الإجتماعيّة وديون متراكمة على البعض الآخر من المؤسّسات ومشاكل في قطاع الصّحة بما فيها عدم توفّر تجهيزات طبّية في الكثير من المستشفيات وعدم توفّر الأدوية ومشاكل في قطاع التّربية والتّعليم بما في ذلك مئات المدارس والمعاهد الآيلة للسّقوط أو غير الصّالحة لإستقبال تلاميذ ومشاكل في الفلاحة والصّناعة والتّجارة والنّقل ومشاكل بطالة وإنقطاع مبكّر عن التّعليم وجهل وأمّيّة، إلخ... ولكنّها تصرف أكثر من ألف وستّمائة مليون لبناء مساجد وجوامع!
هل هناك دولة محترمة تفعل مثل هذه الحماقات؟
دولة فاشلة وغارقة في الدّيون وتعيش على القروض والهبات وتعصر مواطنيها بالضّرائب المجحفة والمتتالية وترهن مستقبل أبنائها من أجل الحصول على ديون إضافيّة، وفي نفس الوقت تضيّع كلّ هذه الأموال في خزعبلات دينيّة لا تنفع بشيء!
ثمّ ما الذي تنتجه هذه المساجد والجوامع التي تتكاثر كالعفن في المزبلة، عدا الإرهاب والتّخلف، بطبيعة الحال؟
أليست المساجد والجوامع تتمتّع بالكهرباء والماء على ظهر الدّولة دون دفع أي مليم أحمر؟ وهنا أحيل القارئ إلى مقال كتبته "ريم بن رجب" ونُشر على موقع "نواة" وعنوانه "نفقات المساجد: ديون ثقيلة لدى المؤسّسات العموميّة" بتاريخ 20 جوان 2017 (المقال قديم لكن إذا كان حال ذلك القطاع مزريًا في 2017، فما بالك به اليوم، ونحن في سنة 2019؟). بخصوص ديون وزارة الشّؤون الدّينيّة لدى المؤسّسات العموميّة، تقول كاتبة المقال: "ويُقدر عدد المساجد والجوامع المرسمّة بالملك العموميّ بمختلف أنحاء البلاد بـ5890 مسجدا وجامعا، دون اعتبار المساجد التي لا تزال في طور البناء، وهو ما يُثقل كاهل وزارة الشؤون الدينيّة التي تواجه صعوبات ماليّة بسبب ارتفاع ديونها لدى العديد من المؤسّسات العموميّة. في هذا السياق قمنا بتقديم مطالب نفاذ إلى المعلومة إلى كلّ من الشركة التونسيّة للكهرباء والغاز والديوان الوطني للتطهير والشركة الوطنيّة لاستغلال وتوزيع المياه التي رفضت قبول مطلبنا، لمعرفة ديون وزارة الشؤون الدينيّة لدى هذه المؤسّسات. لم تردّ على مطلب النفاذ إلى المعلومة سوى الشركة التونسية للكهرباء والغاز، والتي أفادتنا أنّ "مبلغ الدين المُتخلّد بذمة الوزارة يناهز 21 مليون و195 ألف دينار إلى موفى شهر ديسمبر 2017، في حين أنّ الاعتماد المفتوح بميزانية التصرّف لسنة 2018 والمخصّص لدفع فواتير الماء والكهرباء يقدّر بـ11 مليون و35 ألف دينار فقط،" وذلك بحسب مراسلة من وزارة الشؤون الدينيّة في ردّ على مطلب للنفاذ إلى المعلومة تقدّمنا به لمعرفة المبلغ الذي تخصّصه الوزارة لسدّ هذه النفقات."
وحتى لو كانت المساجد تدفع معاليم الكهرباء والماء التي يستعملها روّادها، بأيّ منطق تُساهم الدّولة في بناء بؤر التّخلف والإرهاب هذه؟ هل هناك دولة محترمة في العالم تضيّع أموالها على مثل هذه الخرافات والهلوسات؟ أليس هذا إهدارا للمال العام، يا من تزعمون أنّكم تحاربون الفساد؟ أي فساد أكبر من هذا الذي تمرّرونه بإسم الدّين؟
وزيادة هذه المساجد ستتبعها بالضّرورة زيادة في المسترزقين منها ممّن لا إنتاج لهم عدا الهراء والنّهيق وخرافات الأوّلين من همج صحراء شبه جزيرة العرب. بخصوص هؤلاء تقول كاتبة المقال: "في حين تتكفّل وزارة الشؤون الدينية بدفع فواتير الماء والكهرباء ودفع أجور الإطار المسجدي وهم: المؤذّن وإمام الخمس والإمام الخطيب والقائم بالشؤون (عامل النظافة)." ونقرأ في الفقرة الأولى من نفس المقال عددا مهولًا، فهذا الإطار المسجديّ "يبلغ 20170 إطارا موزّعين بين عمّال نظافة وأئمّة خطباء وأئمّة خمس". أيّ إنتاج يخرجه هؤلاء للمجتمع وللدّولة؟ لا شيء. أليس هذا فسادًا؟
لماذا لا يُحاسب هؤلاء؟
هل تريدون منّا أن نصدّق خرافة محاربتكم للفساد وأنتم أوّل الفاسدين؟
.
----------------------------------
الهوامش:
1.. رابط المقال الأصلي على موقع "باب نات":
http://evassmat.com/6MMN
2.. رابط صورة محفوظة من المقال:
http://evassmat.com/6NIe
3.. رابط مقال "ريم بن رجب" على موقع "نواة":
http://evassmat.com/6MHi
4.. رابط صورة محفوظة من المقال:
http://evassmat.com/6NJk
5.. مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://sapolatsu.com/2VLK
http://sapolatsu.com/2VOC
http://sapolatsu.com/2VPK
http://sapolatsu.com/2VQS
6.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://sapolatsu.com/2VRv
http://sapolatsu.com/2VT7
7.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
http://sapolatsu.com/2VUR



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «الرّوض العاطر في نزهة الخاطر» وأُمّةُ الفُروجِ...
- ذكرى سيزيف
- حادث السّبّالة يكشف عقليّات زبالة
- جولة بين ترقيعات المرقّع سليم نصر الرّقعي
- عودة لمسألة -الإسلاموفوبيا-، على هامش ما حدث في نيوزيلاندا
- رأي في مهزلة ترجمة القرآن نفسه وترجمة معانيه
- -وما ينطقُ عن الهوى-، بين صحّة النّبوّة والإعجاز العلمي
- شيخُ الأزهر يعتبرُ أنّ تعدّد الزّوجات ظلمٌ للمرأة...؟
- نظرة على حديث: -النّساء ناقصات عقل ودين-
- عُمر بن الخطّاب الكافر الزّنديق
- في الرّدّ على ترقيع القرآنيّين بخصوص آية ضرب المرأة
- الإسلام دين السّلام والسّماحة... والإرهاب والهمجيّة...
- تونس: دولة فاشلة ومفلسة تصرف مال الشّعب على الكائنات الطّفيل ...
- أعبّاد الحجارة، نريد جوابًا...
- بين طائفة الأميش والمسلمين
- هل يصحّ أن نحاسب رسول الإسلام بمقاييس اليوم؟
- أمّ المهازل ما نحن فيه...!
- الدكتورة الراقصة وجحافل المطبّلين
- متى تحتويني...؟
- الله أكبر... الفيل أبو زلّومة يعتنق الإسلام


المزيد.....




- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - من يتحدّث عن هذا الفساد المستشري والمدعوم من طرف الدولة التّونسيّة الفاشلة المتسوّلة؟