لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)
الحوار المتمدن-العدد: 6210 - 2019 / 4 / 24 - 03:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ـ كتب:لخضر خلفاوي*| باريس
أعتذر من آدم بسبب لومي الشديد القاسي له في بعض كتاباتي و أفكاري. آدم هو ضحية خلقه ونحن كذلك بالتسلسل و التعدي ؛ المشكلة تكمن في الآتي :
-لماذا خُلقتْ تلك "الشجرة" حتى يُنهى عن أكلها؟ و ما بال هذه الشجرة حتى يتخذها " الشيطان " ذريعة أو وسيلة لتضليل آدم و زوجه و من بعدهما ذريتهما و يتم إسقاطنا جميعا في هذه المصيبة ( الدنيا ) !
بغض النظر عن تحريمها؛ ربنا لم يعطنا أي تفصيل عنها؛ أي نوع من الأشجار هي و ( النباتات ) أهي شجرة تفاح، تين ، رمان ، كرز ، باذنجان أو بطيخ ؟.. و هل هي متواجدة في هذه الدنيا و أفرطنا في أكلها دون علم بأنها " الشجرة المحرمة"؟ . أهي شجرة محرمة فقط - ابتلاء كما الخمر و باقي الملذات و الشهوات المحرمة - أو أنها شجرة خبيثة تشبه تلك اللتي خلقت في النار ؟ و ما جدوى خلقها في جنة آدم و زوجه مادام الله يريد بمخلوقيه ( آدم و حواء) خيرا و رشدا؟! و ماذا أراد الخالق بهذا الإبتلاء مثلا !؟
يجب إعادة التحقيق من جديد و فتح الملف الجنائي "هابيل و قابيل الذي يحمل رقم 01" و معرفة الأسباب الرئيسيّة لارتكاب أول جريمة في تاريخ الآدمية ... هل كان قابيل مُسْتَفَزا في ارتكاب جرمه ، هل فُتِنَ؟ هل كان في كامل قواه العقلية ؟ ليست لدينا كل العناصر الكافية و الأدلة الجنائية المادية لنجزم بأن " قابيل " كان في كامل قواه العقلية و الإيمانية و قتل شقيقه " هابيل " راضيا و منتشيا !"فطوّعت له نفسه قتلَ أخيه" .. ثم " قيل لنا أنه قتله -بسبب -أو مِن أجل الله و مازلنا نقتل من أجل أو -بسبب الله- و هذا ما يتعارض مع تحريم الله قتل النفس بغير حق .. و الله أكبر و أعظم و أرحم من اقتتال الأخوة و الأشقاء من أجله؛ لأنه فساد في الأرض .. آه ! ما أقبحها من شجرة ! آدم طُردَ من الرفاهية و السلام و الخير و السعادة لأنه أكل بطيخ أو باذنجان أو تين و إبنه "قابيل" المؤمن بالله المسلم قليل الإيمان و الحيلة كان من الخاسرين عندما ارتكب المحظور بقتل أخيه بسبب " القربى " إلى خالقه!
سبحان الله : هو يسأَلْ و لا يُسأَلْ.
ــ
* أديب، مفكر و إعلامي ـ مدير التحرير ، مسؤول النشر صحيفة " الفيصل" الدولية ـ باريس*
#لخضر_خلفاوي (هاشتاغ)
Lakhdar_Khelfaoui#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟