أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامران جرجيس - الثورة الإسلامية والمصالحة مع لغة العصر














المزيد.....

الثورة الإسلامية والمصالحة مع لغة العصر


كامران جرجيس

الحوار المتمدن-العدد: 6204 - 2019 / 4 / 18 - 18:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة الإسلامية والمصالحة مع لغة العصر ...
كامران جرجيس
شباط 1979 عودة أية الله الخميني من منفاه الباريسي الى طهران، وفي إستقباله مئات الأف من الإيرانيين التواقين الى الحرية، أعلن الثورة لإحياء الإسلام والأمة ومناصرة "المستضعفين" في العالم، لم يولي إهتماما بإنشاء ( الدولة ) لإعتقاده بإن كلمة الدولة أبتدعها الكفار لتقسيم الأمة. وهذا ما أثار مخاوف الدول المجاورة من نية الخميني لتصدير الثورة.
ولدت الجمهوربة الاسلامية في ظروف أقليمية ودولية صعبة. الحرب الباردة كانت في أوجها، لم تتراجع بعد هالة الإتحاد السوفياتي الذي أرسل قطعاته العسكرية الى أفغانستان المجاورة في كانون الأول 1979 لدعم الحكومة الأفغانية االصديقة لموسكو. تبنى الإمام الخميني خطاباً شرسا لترهيب أعداء الثورة في الداخل والخارج.
تبنى صدام حسين الذي أصبح الرجل الأول في العراق في 1979 خطاب إعلامي معادي للثورة الاسلامية وأستغل الظروف لضرب من سماهم بأعداء البعث. أصطدم خطاب الخميني بمخاوف حزب البعث من خسارته الحكم، أصبح العراق حامي البوابة الشرقية للوطن العربي ودخل في حرب مع إيران مكلفة جدا للطرفين.
شهد عام 1989 الذكرى العاشرة للولادة الثورة الإسلامية ووفاة مؤسسها أية الله الخميني، وسقوط جدار برلين وبداية إنهيار المعسكر الشيوعي. تبنى المرشد الجديد اية الله خامنئي ورئيس الجهورية رفسنجاني خطاب سياسي معتدل ينسجم مع الواقع الدولي والإقليمي أنذاك. أبدت القيادة الجديدة إهتماماً بترميم وتعزيزعلاقات إيران الخارجية وإعادة إعمار البنية التحتية التي دمرتها الحرب.
تواصل محمد خاتمي الذي أصبح رئيساً للجمهورية في 1997- 2005 النهج العقلاني والمعتدل في سياسة إيران الخارجية. دعى الى حوار الحضارات والإنفتاح على الثقافات وشهد الاقتصاد في عهده انتعاشا ملحوظا.
في 2005 بعد سنتين من سقوط بغداد وإقلاع نظام صدام حسين، وصل أحمدي نجاد الى السلطة وبرز معه خطاب سياسي يتسم بالغرور والتحدي وصراع داخلي بين المتشددين الداعمين لنجاد والاصلاحيين المؤيدين للتقارب مع امريكا والانفتاح على الغرب.
أصبح إيران في عهد نجاد لاعب سياسي وعسكري ملحوظ في العراق، ولبنان لكن على حساب الازدهار الاقتصادي في الداخل وسمعة إيران في الخارج.
رفع الرئيس الحالي حسن روحاني منذ تسلمه الحكم 2013 شعار الإصلاحات في الداخل والبراغماتيكية في التعامل مع الخارج، تمكن مع وزير خارجتيه جواد ظريف من الوصول الى الاتفاقية 5+1 بخصوص برنامج إيران النووي.
عادت الشركات الاجنبية الى ايران، شهد الاقتصاد إنتعاش سريع الى أن أعلن دونالد ترامب الإنسحاب الأحادي من الإتفاقية في مايو 2018 مما وضع روحاني في موقف ضعيف أمام المتشددين الذين شككوا منذ البداية بمصداقية واشنطن.
أضر القرار الامريكي والعقوبات التجارية بالإقتصاد خاصة قطاع النفط والبنوك لكنه من غير المتوقع أن يؤدي الى إنهيار النظام الذي يعول جداً على الإنقسام الإقليمي حول دور طهران في المنطقة والإختلاف القائم بين واشنطن والإتحاد الأوروبي حول التعامل مع إيران.. ناهيك عن غياب معارضة قوية وموحدة في الداخل.
شباط 2019 أشار روحاني في خطابه بمناسبة الذكرى الاربعين لقيام الثورة الى مصطلح (الدولة) وتحدث عن أصالة وعمق الحضارة الفارسية.
الحنين الى الماضي قد يكون إعتراف بفشل مغامرات إيران الخارجية التي كلفت خزينة الدولة باهظاً، لا تحظى بدعم المواطنين الذين يطالبون السلطة بتوفير الأمن وفرص العمل في الداخل.
إثارة المشاعر الشعوبية وتمجيد الماضي هي جواب بسيط لمشاكل إجتماعية معقدة ولتحديات دولية تواجه ايران والمجتمع الدولي مثل المناخ والتكنولوجيا والأمن والعولمة، على القيادة الإيرانية تبني خطاب ينسجم مع واقع العالم في 2019 ومع رغبات الشباب الإيرانيين التواقين الى الإنفتاح والمعرفة لمواكبة تطورات الزمن..



#كامران_جرجيس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا قالت كلمتها في سوريا
- عفرين بعد حلبجة واخفاق في صنع السياسة
- هل ما زلنا نحب العراق؟
- شكرا يا دكتور هلمت كول لانك فضلت الجسور على الحدود
- نوشيروان مصطفى رحلة السياسة والموت المفاجىء
- تأخرنا كثيراً هل يمكن إستعادة المجد؟
- رسالة الى السيد الرئيس
- وداعا للعظيم
- ملتقى الجامعة الامريكية في السليمانية ودوره في زرع بذور الدي ...
- اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر
- لان الحياة جميلة
- تكريم المسنين في اليابان وتحويل الانسان الى الارقام في سوريا
- الحشد الشعبي..... والاحتجاجات المنادية بالاصلاح ومحاربة الفس ...
- الجامع والجامعة
- هل ان الرئيس مسعود البارزاني ضرورة وطنية كردية ؟
- في يوم عيد المرأة
- أيهما أخطر جيش داعش أم جيش الأستاذة؟
- مؤتمر باريس وعودة الرجل الابيض
- مصر الى أين ؟ بعد فوز السيسي وسقوط جماعة الاخوان
- ينتابني شعور بالخيبة.....


المزيد.....




- مصر وروسيا.. تعزيز الشراكة إقليميا ودوليا
- الوحيدة في أوروبا.. 3 قرود ذهبية قادمة من الصين تحط الرحال ف ...
- عاشت 103 أعوام - وفاة مارغوت فريدلاندر الناجية من المحرقة ال ...
- ميرتس يطالب ترامب بإلغاء الرسوم الجمركية وجعلها -صفرية-
- روسيا ومصر.. شراكة بالنصر على النازية
- بيسكوف: لم يناقش بوتين والسيسي الملف الأوكراني
- معهد البحوث الفلكية في مصر: لا نتدخل في تحديد توقيت عيد الأض ...
- بيسكوف: روسيا ممتنة لترامب على جهود التسوية السلمية في أوكرا ...
- وكالة: مدن في البنجاب وراجستان تتعرض لهجمات بمسيرات جوية
- حوار عسكري مصري تركي رفيع المستوى في أنقرة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامران جرجيس - الثورة الإسلامية والمصالحة مع لغة العصر