أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كامران جرجيس - تأخرنا كثيراً هل يمكن إستعادة المجد؟














المزيد.....

تأخرنا كثيراً هل يمكن إستعادة المجد؟


كامران جرجيس

الحوار المتمدن-العدد: 5453 - 2017 / 3 / 7 - 18:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تاخرنا كثيرا .....هل يمكن استعادة المجد؟
كامران جرجيس
أطلق حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد دعوة الى "استئناف الحضارة" ، بادرة جميلة، تستحق الاحترام وينبغي ان تؤخذ بمحمل الجد، لاسيما إن المنطقة الاسلامية والعربية على وجه الخصوص تشهد انحداراً ثقافيا ًوحضارياً بالغة الخطورة، الى درجة بات لإنتشار العنف والإحتقان الطائفي والإثني الغلبة على حساب إنتشار ثقافة التسامح والتصالح وقبول الأخر المختلف .
في تعليقه حول أهمية مبادرة حاكم دبي، كتب الدبلوماسي والمثقف السعودي الأستاذ زياد الدريس مقالاً في صحيفة الحياة عنوانه " إستئناف الحضارة من أين نبدأ ؟"
الاجابة على السؤال ليس سهلاً ومن الصعب اللإكتفاء بجواب واحد ومطلق لأن موضوع الحضارة معقد ومتعدد الجوانب، خاصة إذا نظرنا الى إستئناف الحضارة بمعناها الفكري وليس المادي. ويمكن أن يكون لها تفسيرات عدة، تفسير الإسلاميين المتشددين للحضارة وكيفية إستئنافها يختلف كثيراً عن تفسير الليبراليين والعلمانيين العرب والمسلمين. تفسير الجماعة الأولى قائم على التمسك بالماضي والعودة إليه ثم الإصرار على أحادية العرق والدين في إستئناف الحضارة وإقصاء المكونات العرقية والدينية الأخرى ونكران دورهم في تأسيس الحضارات الاسلامية السابقة وإغناءها مثل حضارة بغداد، الأندلس وسمرقند. الأعمال الوحشية التي مارسها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام بحق الاقليات الدينية والعرقية ودور العبادة والأماكن الأثرية وبحق كل من خالف ويخالف تفسيرهم وفلسفتهم للدولة والحضارة في الموصل هي خير دليل على أن تفسير المتشددين لبناء الدولة والحضارة غير قابل للحياة لانه تفسير إقصائي وتسلطي لايعترف بالتعددية والأختلاف في وجهات النظر. ولايعترف بتطور التاريخ وعقل ورغبات الإنسان.
وتفسير تيار من العلمانيين المتشددين ليس أقل خطورة من تفسير المتشددين الإسلاميين لأنه يقلل من دور الاسلام والمسلمين العرب في بناء الحضارات المذكورة وحضارة الغرب وإغناءها بالعلم والثقافة وفن العمارة. يعيش كلا التفسيران على البعض – المشروع العلماني الغربي المتشدد وغير المدروس المتمثل بالغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق، تحت ذريعة محاربة الإرهاب والديكتاورية وفرض الديمقراطية ، ساهم في إثارة مشاعر المسلمين ضد الغرب وفي تنامي ظاهرة الاسلام السياسي المتشدد بإعتباره بديلا عن الاحزاب القومية لمواجهة المشروع الغربي - فيما ساهم إرهاب وعنف (داعش) ومثيلاته في العراق وسوريا وليبيا وموجة تدفق اللاجئين السوريين الى الغرب في زيادة تنامي وشعبية الخطاب الشعوبي القومي في أوروبا وأمريكا ومجىء الرئيس دونالد ترامب الى الحكم هو دليل على ذلك. لايمكن للحضارة أن تسـتأنف على أساس التشدد وإنكار تطور الزمن ورغبات وتوجهات الانسان المختلفة، ولايمكن لها ان تتقدم على أساس تقديم الإسلام والمسلمين كعنصر تهديد ضد الإستقرار والديمقراطية في الغرب ولايمكن للحضارة ان تتقدم عن طريق ارجاع عقارب الساعة الى زمن الدول القومية والتكتلات الدولية كما يسعي اليه الشعوبيون والقوميون في أمريكا واوروبا.
الحضارة يمكن أن تستأنف وتطور على أساس الوسطية والاعتدال في تفسير الامور والتسامح وقبول الاختلاف الثقافي، الديني، والعرقي والمرونة والتكيف والانسجام مع تطور حركة التاريخ ورغبات وتوجهات الانسان المختلفة. تبنى الحضارة على الافكار والرؤى الصحيحة والمنسجمة مع تطور الزمن وعقل البشر.
وتفقد الافكار قدرتها على البقاء إن لم يتم تجديدها برؤى وأفكار جديدة تمكنها من الإستمرار ومواكبة تطور رغبات البشر. فقد الفكر الشيوعي في الاتحاد السوفياتي مصداقيته بعد 70 سنة في الحكم لانه لم يتمكن من تلبي رغبات الناس ومواكبة تطور الزمن وعقل البشر.
إستئناف الحضارة وتطورها يجب أن يخضع لرغبات وتطلعات الانسان لأن الحضارة هي للإنسان وتشييدها لا يتم الا على أكتاف الإنسان والإنسان بغريزته محب للتطور والتجدد.
الحضارات القديمة كالحضارة الاغريقية، الفرعونية، الفارسية والأندلسية وحضارة بغداد وقرطبة وسمرقند كلها كانت نتاج عقل البشر لكن في سياق زمني معين.
تأخرنا كثيرا عن ركوب مسيرة التقدم والعلم والحضارة وإستعادة المجد يحتاج الى زمن طويل وعمل دؤوب من قبل الجميع والإيمان اليقين بهذا المشروع ويحتاج أيضا الى إصلاحات جذرية في البنى الاجتماعية والادارية والسياسية والمؤسسة الدينية في المجتمع. والأهم من ذلك يحتاج إستئناف الحضارة الى إدخال إصلاحات جذرية في النظام التعليمي وتطوير محتوى المناهج وطرق التدريس التي يجب أن تتبع أسلوب التحليل العلمي والمعمق للأشياء وأسلوب المناقشة والحوار البناء بدلاً من أسلوب التلقين والحفظ. يساهم أسلوب التحليل وتبادل الأراء في توسيع مدارك الطالب وفي قبول الرأي الاخر والنقد وفي بناء أجيال جديدة قادرة على إستيعاب التغييرات والمواكبة مع تطور الزمن.



#كامران_جرجيس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى السيد الرئيس
- وداعا للعظيم
- ملتقى الجامعة الامريكية في السليمانية ودوره في زرع بذور الدي ...
- اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر
- لان الحياة جميلة
- تكريم المسنين في اليابان وتحويل الانسان الى الارقام في سوريا
- الحشد الشعبي..... والاحتجاجات المنادية بالاصلاح ومحاربة الفس ...
- الجامع والجامعة
- هل ان الرئيس مسعود البارزاني ضرورة وطنية كردية ؟
- في يوم عيد المرأة
- أيهما أخطر جيش داعش أم جيش الأستاذة؟
- مؤتمر باريس وعودة الرجل الابيض
- مصر الى أين ؟ بعد فوز السيسي وسقوط جماعة الاخوان
- ينتابني شعور بالخيبة.....


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كامران جرجيس - تأخرنا كثيراً هل يمكن إستعادة المجد؟